طيب الجراح
الجزء الثاني من "حب في الله"
بقلم: سارة سامي
تتحرك في غرفتها ذهاباً وإياباً، ينهش الحزن في قلبها، حتي كاد يفقد نبضاته من فرط ما حل به من جروح، دموع عينيها تتساقط دون توقف، حتي احمرت عينيها، ووجنتيها معًا، تدعوا الله أن يبعد عنها وأختها الشر، فها هو هذا الشر الذذ كان قد حلَّ عنهم بأعجوبة، يعود من جديد، مهدداً سعادتهن التي لم تدم طويلاً.
مروة بدموع نجحت في إخفائها كي تخفف عن أختها: اهدي يا غلا، سيبيها علي ربنا، ربك كريم، بس قولي حسبي الله ونعم الوكيل.
نظرت إليها غلا بدموع، فكيف لها تهدئ من روعها رغم كل ما حل بها؟!
غلا: أنا خايفة عليكي اوي يا مروة، أنا خايفة البني ادم دا ياخدك بالعافية، منه لله.
مروة: صدقيني مش هيحصل غير اللي ربك عايزه، لما بييجي قدر ربنا ولا أي حد هيقدر يقف في وشه، واحنا مش علينا غير الدعاء، البكاء لا هيودي ولا هيجيب يا حبيبتي، مش تخافي يا غلا، احنا يتامي، يعني مش لينا غير ربنا، احنا في رعايته وحفظه، عارفة يعني إيه؟! يعني عيب أوي إننا نخاف؛ ربتت علي كتفها أختها بحنين مضاد تماماً لما تحمل بداخلها من آهات طويلة: ادخلي يا بابا اتوضي وصلي، واخرجي عقبال ما اجهز الأكل.
غلا وهي تمسح دموعها، محتضنة أختها بحب، خوف، أمل.
غلا: حاضر.
...........🔪ذكرتي الله يا لوزة ولا نسيتي🔪........
جالسًا يقلب في أوراقه بانشغال، حتي قطعه صوتها وهي تقف أمامه، واضعةً يدها في خصرها، تحرك قدميها بغيظ، تضيق عينيها.
لؤي: استررر، إيه الشر دا يا بنتي، في إيه أنا خوفت.
رغد بنفس حالها: إيه اللي حضرتك عملته دا إن شاء الله.
لؤي بتساؤل: عملت إيه بس؟!
رغد وهي تضم ذراعيها بطفولة: طلعت من غير ما تشيلني علي كتفك، هه بقا.
لؤي وهو يحرك يده علي وجهه: صبرني يا ربي، يا شيخة خليتيني قطعت الخلف.
رغد: مليش دعوة بردو.
لؤي، وقد ترك ما بيده، ليقف أمامها: حقك عليا يا حبي، يلا اركبي.
ركبت كعادتها فوق ظهره، ليتحرك بها قليلا، فرحة طفولية طغت علي وجهها، لتظهرها كالملاك وسط ذئاب الأرض.
لؤي: بقول ايه؟!
رغد: ها؟!
لؤي: أنا هطلع علي الأوضة بقا.
رغد: عاااااا نزلني مش عايزة، احنا الصبح يابا، عايزين نروق الشقة.
لتغمره نوبة من الضحك الهستيري علي طريقتها.