الفصل (١٤)

407 27 1
                                    

كان يتوضأ ليصلي العشاء، ومن ثم يفتح تلك الهدية التي يتلهف قلبه لمعرفة مضمونها.

أنهي صلاته، أحضر كوبًا من الشاي يرتشفه بتمعن وهو يري ما أعطته له حريته، ووردة قلبه.

كانت الشنطة الجميلة تحوي بداخلها مذكرة صغيرة، جميلة الشكل، يزين غلافها بقلوب بنفسيجية اللون، لُصقت في أول صفحة بها ورقة علي شكل فراشة جميلة، زينتها بيديها وذوقها الراقي، ابتسم لما رآه بداخلها "بنا نسير معا في درب الحب الذي رسمناه بدعائنا، فقط أحتاج لهدوء تام..... اتفقنا".

ابتسم آسر ابتسامة واسعة علي كلماتها، ثم أجاب بخفوت: اتفقنا.

انتقل إلي الصفحة الثانية بفضول، حيث وجد بها عبارات ويكأنها خُطت بماء الذهب من جمالها، بوحٌ لقلبٍ قد قاسي وتعب وهو يكتم بداخله كل تلك الحروف المتناطحة، منتظرًا هذه اللحظة المناسبة كي يهدئ من تلك الحرب الشديدة بداخله.

" منذ التقيتك رسمت درب الحب، وضعت حبري فوق تلك الورقة وكلي يقين بأنها ستبوح بكل ما في قلبي، رسمت ذاك الدرب، زينته بالزهور الجميلة، ذات الروائح العذبة، أعددته بكل ما هو جميل كي نحلق فيه سويًا، سجدت فوجدتك في سجودي، دعوت باسمك مراتٍ كثيرة، سألت ربي فيك خيرًا، وقد كان يا قرة عيني، يشهد الله أنك قد اتخذت من قلبي مسكنًا، فكن خير سكانه"، أنهي تلك الكلمات بقلب يرتجف فرحًا، يرقص علي ألحان الحب شوقًا، يتمني لو أنه يراها الآن، يسمع تلك الكلمات من فمها؛ ليري كم هي جميلة،

ثم ضحك بصوت علي تلك العبارة التي وجدها مكتوبة أسفل الصفحة: " رايح فين يا باشا، أقف هنا، دا آخرك النهاردة، افتح غيره".

أخذ يخرج ما بقي في الحقيبة، فوجد مصحفاً جميل جدا، كان غلافه قد صمم وزين يدويا، لكنه كان بديع المنظر، فتحه فوجد في صفحته الأولي عبارة واحدة

" هذا هو ميثاق بيني وبينك، هذا هو قانوننا، دستورنا الوحيد، خذها ولا تمل".

ابتسم ثانية، حقا إنها لمن أسعد الليالي علي قلبه.

        ----------*----------*----------

كانت تقلب في هديته في نفس ذات اللحظة، وقلبها يتلهف لرؤية ما بداخلها.

وجدت أولا تلك الكرتونة، فهي لا تعلم ما بداخلها، لكنها فتحتها سريعاً، لتري هذا الذي طالما أحبته كثيرا، تمنته طويلاً، فها هو ذا بين يديها، أهداها إياه ساكن قلبها ومالك فؤادها، كان نقابًا أبيض اللون، علمت أنه أرادها أن ترتديه في زفافهما، وفرحت بشدة.

فتحت الحقيبة ثانية؛ لتُخرج هذا الإكليل الورد الجميل، فهو رغم بساطته يشع وقارًا وجمالًا، كان قلبها يطير كما الحمام فوق عالم لم تدخله هي من ذي قبل، والآن دخلته فقط مع حلالها.

حب في اللهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن