الفصل الاول:-
في ذاك المنزل المتواضع، تعيش تلك العائلة الجميلة، مائدتهم الحب، وأقواتهم الإيثار.
ورد: هلا...يا هلا، يلا قومي بقي بالله عليكي تعبتيني يا شيخة ايه دا.
هلا بنعاس وهي تتثاءب وتتحرك علي سريرها: في ايه يا بت انتي، هو انا مش ورايا غيرك، سيبيني في حالي بقي شوية الله، بدل ما اقلبلك عبده موتة هنا.
ورد بتعجب: عبده موتة!!! صحيح هي مش هلا اختي اللي بتتكلم، يبقي أتوقع إيه غير كدا؛ ثم أكملت موجهة حديثها لهلا: وحضرتك بقي يا دكتورة مش ناوية تنزلي الكلية من اول يوم كدا، لو كدا خليكي براحتك.
فتحت هلا فمها بطريقة مضحكة، وسرعان ما هبت واقفة بجوار سريرها قاصدة حمام منزلهم لتتوضأ.
ورد وهي تضرب كفا بكف: لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، البت دي مجنونة ولا ايه، دا الله يكون في عون اللي هيتجوزك يا شيخة، دا قليل ان اتجنن والله؛ قاطعها صوت والدتها وهي تناديها لتساعدها في إعداد الفطور.
ذهبت ورد إلي والدتها، فهي الكبري بين شقيقاتها، وقد أنهت تعليمها، وهي التي تتولي مهمة المنزل، ومساعدة الوالدة.*في المطبخ*
نهي(الوالدة): صحيتي البت هلا يا ورد.
ورد: أيوة يا ماما، دي طلعت عيني، بنتك دي مجنونة رسمي حقيقي.
نهي: ههههههه انتي هتقوليلي عنها، الله يهديها، يلا طلعي الأكل؛ قاطعهم صياح رغد محدثة ورد: يا ورد متعرفيش فين الخمار الأسود بتاعي.
ورد بضحكة عالية: ههههههه الدكتورة هلا مخبياه بقالها ييجي أسبوع علشان تروح بيه الكلية اول يوم، بس اوعي تقوليليها اني قلتلك احسن تشلوحني( مسكينة عزيزتي، لم تكن تعلم أنها قد سُمعت بالفعل، فكل كلمة تقال في هذه الحديقة الصغيرة، يسمعها كل طيورها، فهم عائلة واحدة، روحهم واحدة، وأنفاسهم واحدة، مهما ضاقت بهم الحال أو اشتدت الظروف، فبيتهم الصغير جدا لم يكن هما أبداً، ااااه لو قدر أحدنا قيمة ذاك الصندوق الصغير، الذي يأوي بكل حب وتقدير قلوبا نقية لا تشوبها شائبة)
هلا من داخل غرفتها، وهي ترتدي ملابسها: سمعتك يا خباصة الغبرة انتي، وشوفي انتي بتعملي ايه بدل ما اجيلك.
ورد: لا وعلي ايه ياختي الطيب احسن
رغد: خلاص ياختي انتي وهي، سَد، سَد، انتوا مبتصدقوا، هلبس بتاع ماما النهاردة، بس متاخديش علي كدا يا دكتورة هلا، دا انتي ممكن تودي شوية من الخمارات اللي عندك تعينيهم في البوستة( عندها كتير يعني، بتحوش بقي وكدا، عقبالنا ياااااااااااااااارب 😂😂).*في غرفة أحمد*
هلا، وهي تهز أحمد بطفولة مضحكة: ميدو، أميدو.
أحمد بنعاس: في ايه يا آخرة صبري، حلّي عني شوية يا بنتي، دا انتي جننتيني، طول الليل كل شوية الحق يا احمد صرصار، الحق يا احمد ذبابة، ايييه، دا انتي الحشرات تخاف منك والله.
هلا: يا عم اسكت، اومال انتي عايزني اسيب الصرصار يعضني؟!!
أحمد: يعضك، طيييييب، هيعض شحطة كدا ازاي يا قلب امه، المهم انتي عايزة ايه علي الصبح انجزي.
هلا: قوم ياسطا بقي علشان هتوديني الكلية.
أحمد: ياسطا🙄🙄🙄، يا بت حسني الفاظك شوية بدل القرف اللي بتقوليه دا، وبعدين تصدقي بالله، أنا عارف انك مبتجيش الاوضة دي غير لما تبقي عايزة مصلحة.
هلا: يا عم قوم بقي.
أحمد: أنا عارف إني مش هخلص من زنك، امشي اطلعي هغير هدومي واجي، يخرب بيت كدا.
رمقته هلا بنظرة وهي تحرك وجهها وتقلب شفتيها بطريقة مضحكة(بتعيب عليه بوشها يعني، طبعا مفيش بنت خالية من الحركة دي، والله المستعان)
أحمد: والله!! طيب شوفي مين هيوديكي الكلية بقي.
هلا: لا لا والله انا بحبك يا ميدو، اسكتتتتت، مش انا هجيبلك مصاصة وانا جاية ان شاء الله.
أحمد: ياختييي هتجنن، يا صغير علي الهم يا احمد، مصاصة ايه يا بت، المصاصة دي بتاعتك انتي، انتي فاكراني اطفال زي حضرتك، عاملالنا زي اىطفل اللي عنده سنة ونص مش بيشيل اللهاية من بقه، داخلة بالمصاصة، طالعة بالمصاصة، هقول ايه، ربنا يهديكي يا هلا، الله يهديكي ياختي.
سكتت هلا علي مضض، فهي لا تجيد فن السكوت، ولكنها الآن مقيدة، لا تستطيع الكلام؛ ولكن مهلا عزيزتي، سيعوض الأمر عما قريب: 🙂🙂🙂
أحمد: اطلعي بقي علشان اغير.
هلا: حاضر
أحمد: حاضر!!!!! حضرلك الخير، دي دعوتي استحابة لحظيا اللهم بارك.
ضحكت هلا ضحكة رنانة عذبة، تتماشي مع صوتها الرقيق الجميل، وملامحها الهادئة، التي تملك من الراحة ما يكفيك؛ لتنسي أحزانك.