كانت تستعد للذهاب إلي بيت والدها بصحبة زوجها.
ارتدت فستانها الزهري الجميل، يعلوه خمارها ونقابها السوداوين، يمنحها جمالاً فوق جمالها، جمال العفة.
آسر: يا وردتي، يلا بقا هنتاخر، وأنا مش هتنازل علي مفاجئتي بردو خلي عندك علم.
ضحكت بشدة وهي تخرج من الغرفة، ترتدي حذاءها: يا سيدي مش أنا اللي قلتلك علي المفاجأة، خلاص بقا، أنا قد كلمتي يا مولانا.
آسر باستسلام: طالما كدا ماشي، هناخد هدايا معانا إيه بقا، علشان نكون عارفين وجهتنا؟!!
ورد: مش عارفه والله، بس عايزين نجيب جاتوه.
آسر: جاتوه!!! حاضر.
أمسكت بذراع زوجها متجهين إلي حيث اتفقا.
----------*----------*----------
وصل أخيراً إلي مكتب العميد، قلبه يتلهف لرؤية من صاحب المركز الأول، يتمني لو أنه هو.
دلف إلي المكتب بعد أن سمع صوت العميد يأذن له بالدخول.
أحمد: السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
العميد بتساؤل: وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته.
أحمد: أنا الطالب أحمد عبد الرؤوف.
العميد: اها، اتفضل يا ابني، اتفضل، كيف حالك؟!
أحمد: بخير حال الحمد لله.
العميد: طبعاً يا أحمد إنت عارف سبب مجيئك مكتبي!!
أحمد بوقار واحترام: أيوة يا دكتور، الأصحاب بلغوني، بس كنت عايز اعرف ترتيبي بعد إذن حضراتكم.
العميد باحترام مشابه لاحترام أحمد له: طبعا يا ابني، إنت تستاهل كل خير، والدكاترة كلهم شهدولك بالتفوق، والأخلاق الحميدة، إنت صاحب المركز الأول يا احمد، مبارك ليك يابني، وربنا يجعلك من المتفوقين دائما يا رب.
أحمد بفرحة شديدة ويكأنه لم يكن يعلم من قبل أنه من الأوائل، فقد وقف بفرحة، ثم خر لله ساجدا، شاكرا، حامدا، للمرة الثانية.
كان العميد ينظر إليه باحترام، منتظرا إياه، حتي قام أحمد وأفاق من جديد.
أحمد وهو يتجه إلي العميد ليصافحه بامتنان: شكرا جزيلا لحضرتك يا دكتور، جزاك الله خيرا يا رب.
العميد: لا شكر علي واجب يا ابني، الشكر ليك إنت، دلوقتي بقا إنت تقدر تستلم شغلك في الكلية كعميد من بداية العام بإذن الله، بالإضافة إن الدولة عاملة بعثة للأول من كل كلية، ومكافأة مادية، بالتوفيق دائما يابني.
أحمد: شكرا جزيلا لحضرتك، والله مش عارف اقول لحضرتك إيه، حضرتك فرحتني جدا.
وضع العميد يده علي كتفه مهنئا إياه، ثم أعطاه الشيك الخاص به، ليذهب أحمد علي اتفاق بأن الكلية ستتصل به عما قريب لتخبره بموعد البعثة.