في الطريق، في سيارة اسر، وصلوا إلي الموقف، حيث تنتظر تلك الملاك الجميلة.
أحمد: استني هنا يا أُس كدا لما نشوف البت سهر واقفة فين، وأخذ يبحث بعينيه يمينا ويسارا، حتي وجدها واقفة بشموخها في ذاك الركن الذي يبعدها عن اعين الناس بعض الشئ، وخمارها يرفرف من حولها، يستر كل تفاصيل جسدها الجميل؛ أخذ أحمد يشير لها بيديه، وآسر يضرب أصواتا بكلاكس سيارته، حتي انتبهت لهم سهر، وذهبت إليهم.#في السيارة#
ركبت سهر وعلامات التعجب تظهر علي وجهها، ألقت السلام عليهم، وبعد أن ركبت بجوار اختها احتضنتها كعادتهن، وانطلقت السيارة إلي البيت.
سهر لهلا بصوت مهموس: بت أهلا، ايه النضافة اللي انتوا بقيتوا فيها دي، ومين الاخ اللي قدام دا كمان؟!
هلا: يخرم جيبك اخرسي شوية، ايه بالعة راديو، دا اسر ابن عمك.
سهر: يا صلاة النبي، هو متجوز يا بت يا هلا ولا لا.
هلا:😳😳😳😳.
سهر: مش بصيت والله، انا بهزر، وانتي كئيبة كدا.
هلا: دا اللي هو انا بردو، دا انا هقول لاحمد؛ قاطع حديثهم صوت أحمد، وهو يطلب منهم النزول من السيارة.
صعد أحمد وآسر أولا السلم، ومن ثم تبعتهم الأختان؛ أخذ اسر يضغط علي الجرس الباب دون توقف.
عبد الرؤوف من الداخل: حاضر حاضر، ثانية واحدة، وما أن فتح الباب، حتي وجد اسر واقفا وقفته المعتادة، يستند بكتفه علي الباب، ويستند بأحد ذراعيه علي الجهة الأخري.
عبد الرؤوف، وقد اغرورقت عيناه بالدموع، فقد طال الغياب، والقلب قد اشتاق.
عبد الرؤوف: ياااااه، اسر، واحشني يابني، عامل ايه، الحمد لله على سلامتك.
اسر: وانت واحشني اوي يا ابي والله، انتوا اللي اخباركم ايه، والله انا مكنتش عايش من غيركم، ثم احتضنه بشده.
عبد الرؤوف: اوعوا تكون البت سهر هنا؟!
سهر من خلف الباب في الخارج، وهي تنظر إلي اسر بحقد: أيوة هنا، مش كفاية بقي كدا، وبعدين هو مين دا اصلا؟!!
عبد الرؤوف متصنعا الخوف: ادخل يا عم اسر سلم علي امك، بدل ما ننضرب احنا الاتنين، هي في المطبخ بقا، طبعا انت حافظ مكانه.
أحمد: حافظ!!!! دا ميعرفش غيره، دي الثلاجة لو شافته هتفجر في وشه، علي اللي كان بيعمله فيها اربعة وعشرين ساعة.
اسر: يا ساااااتر، ايه يا جدعان بقا، مش كنت ببقي جووووعاااان، اعمل ايه!! انا داخل أسلم على ست الكل أحسن.*في المطبخ*
كانت تقف تطهو الطعام والعرق يتصبب من جبينها كالمطر، حتي سمعت صوتا يهتف: ست الحباااايب يا حبيبة.
نهي: ايه يا احمد، انت اتجننت ولا ايه يا حبيبي، وسرعان ما استدارت حتي رأت ما لم تكن تتوقعه.
نهي بدموع: اسر، يا حبيبي، عامل ايه يا قلبي، واحشني يا اسر.
اسر: وانتي كمان والله يا امي، طمنيني عنك.
نهي بدموع: بقي كدهه يا اسر، ولا تسال، ولا تعرفني انك جاي حتي؟!!
اسر: حقك عليا يا امي والله، جت فجاة، انا اسف؛ وبعدين انا بقالي عشر سنين مأكلتش، وعايش كدا بفضل ربنا.
ضحكت نهي علي مزحته، ثم أجابته بحنين: استني برا بس وثواني وهنكون مجهزين الاكل.
اسر: ايوة بقي، بس بالله عليكي تجيبي ورق العنب اول حاجة، والملوخية،و.
نهي: خلاص هجيبلك كل حاجة، انت سبت ايه طيب، يلا يا بكاش علشان عايزين نحط الاكل، ثم أخذت تنادي بناتها لوضع الطعام علي المائدة.