طيب الجراح 💚
الجزء الثاني من "حب في الله"💚
بقلم: سارة سامي ✍️
الفصل (١٧)
انطلقت بقلق، أثر نداء ابنها المتتابع، ليصيبها بالرعب في البداية بسبب طريقة ندائه، ومن ثم تذكرت سبب ندائه، فخرجت مسرعة.
فاتن: في ايه يا ولا؟!
يوسف: أهه يا ماما، انزلي بقا بالله عليكي.
ألقت عليها نظرت من النافذة، لتجدها حقا جميلة رغم احتشامها، رغم حرصها علي إخفاء كل جزء بجسدها، بل زادها جمالاً هذا الفستان من اللون البترولي، يعلوه خمار ونقاب أسود اللون.
فاتن بحب: اللهم صل على النبي، الله أكبر، ربنا يحميكي يا بنتي لشبابك، ويبارك في اللي ربوكي.
يوسف بغرور مصطنع: شفتي نقاوتي بقا؟! يلا انزلي بقا يا أمي بالله عليكي.
فاتن بتعجب: إنت واقع للدرجة دي؟! وبعدين أنزل إزاي إنت أهبل يا يوسف، أنزل اقطع طريقها كدا من غير سبب علشان أسأل عليها، بكرة إن شاء الله أظبط طريقة اسألها بيها.
يوسف بقلة حيلة: تؤ، طييب.
فاتن بضحكة: اتقل يا ولا كدا، الله يهديك.
💚سبحان الله، الحمد لله، لا إله إلا الله، الله أكبر💚
تميم: يا أبي بقا، طيب بصي إنتي يا ست الكل، يرضيكي يعني؟! يرضيكي اللي ابنك فيه دا؟!!
سعيد بتعجب: يابني، يعني مكنتش راضي تخطب، دلوقتي عايز تطير وتتجوز؟! أمرك غريب صحيح!!!!
تميم: يا عم حقكوا عليا، وبعدين إنتوا عرفتوا اللي فيها، أكتب الكتاب بس ابوس إيدكم، بسسسس.
سعيد: اهدي يا ولد، هلا امتحاناتها قربت مش فاضيالك!
تميم: يا عم دا أنا عايز أعمل خير، هساعدها في المذاكرة، واخليها تذاكر.
نوال بضحكة عالية: قلتلي يولا تصدق أقنعتني!!!
تميم بغضب طفولي: إنتوا أشرار علي فكرة.
سعيد: طيب إنت عايز إيه دلوقتي يا تميم يعني، دول كلهم أقل من خمس شهور يعني، مش أمر.
تميم بلهفة: طيب أكتب كتاب بس والله، وياكش أستني سنة.
سعيد بنفاذ صبر: إنت زنان علي فكرة.
تميم بغرور مصطنع: الله يكرمك، المهم قلت إيه بردو؟!!
سعيد: هكلم عبد الرؤوف كدا، ونشوف الدنيا، اتهد إنت بقا شوية.
تميم وهو يعانق والده بشدة: يا بابا يا قمر انتاااااا.
سعيد بتعب: يابني اكبر بقا، هتتجوز علي إيه إنت أنا مش فاهم والله؟!
تميم بثقة وهو يضع سبابته أمام وجه والده بطريقة مضحكة: علي كتاب الله وسنة رسوله.
ليجد تلك الوسادة مصوبة تجاهه بغضب، مما دفعته إلي الجري سريعاً، طالما أخذ الموافقة علي طلبه.
🥺 أصلحني كي أستحق جنتك🥺
معاذ بمرح: السلام عليكم، كيفك يا رجل؟!
يوسف بابتسامة: وعليك السلام، أنا بخير يا أخينا الحمد لله، اتفاجئت من الجروب والاتفاق اللي قلت عليه دا!!!
معاذ بتذكر: اووووبس، تصدق بالله نسيت، البت أختي قابلتني، فضلنا نرغي طول الليل، لحد ما نمت مكاني، آسف يا صاحبي والله.
يوسف بابتسامة: يا صاحبي ولا يهزك، ربنا يباركلك فيها يا رب.
معاذ: يا رب اللهم امين، المهم إحنا إن شاء الله هنتجمع بكرة بعد العصر إن شاء الله، أنا هكون بصلي في المسجد نفسه، واخدك ونطلع علي هناك إن شاء الله، وآسر وأحمد هيجيبوا الفراخ، وييجي، ولؤي بقا هيروق علينا كالعادة، ويجيبلنا تسالي بقا، وايييه!!! انسي ياض يا يوسف، اننساااااا.
يوسف بابتسامة، فقد أحب هذا التجمع قبل رؤيته، تمني لو يمر الوقت سريعاً: طيب إحنا بقا هنروح بطولنا كدا؟! مش عيب يا سيدي؟!!!
معاذ: يا جدع طولك إيه؟! هو أنا مقلتلكش!!!؟
يوسف بتعجب: لا!!
معاذ: أصلك هتجيب جاتوه وحلويات، ودي تقريباً أغلي حاجة، شخلل جيبك بقا.
يوسف بضحكة: يا عم مش مشكلة، أنا موافق.
معاذ بمزاح: اشطا، أنا مش هدفع أنا بقا، أنا راجل داخل علي جواز، والجنيه بحوشه.
يوسف ضاحكاً: يا جدع اسكت؟! إنت خاطب بجد؟!
معاذ: أه يا عم، اومال إيه، المفروض هتجوز بعد خمس شهور تقريباً.
يوسف بحب: فرحتيني والله يا جو، مبارك يا صاحبي.
معاذ: يا عم مبارك علي إيه؟! استني لما أكتب كتاب حتي، صاحبك زهج يا ولا، زهجججج.
يوسف بضحكة: معلش بقا يا عم، كله يهون.
معاذ بحزن مصطنع: اقفل بقا متقلبش عليا المواجع، وبعدين عايز أكلم خطيبتي، إنت رغاي صحيح!!!
يوسف بغيظ: من لقي أحبابه صحيح!!!
معاذ: أيوة يا عم، عندك مانع، وبعدين بكرة نتفرج، سلام.
يوسف بابتسامة: سلام ياخويا.
💚سبحان الله، الحمد لله، لا إله إلا الله، الله أكبر💚
سهر: ألو، السلام عليكم، إزيك كوثر؟!
كوثر: وعليكم السلام، إزيك يا سهر، أخبارك إيه؟!
سهر: الحمد لله بخير.
كوثر: كنت عايزة اقابلك يا سهر، ممكن؟! عايزة أكلمك في موضوع كدا.
سهر بتعجب: أكيد ممكن، تحبي فين؟!
كوثر: هتكوني في المستشفي بكرة؟!
سهر: إن شاء الله، بس بعد واحدة إن شاء الله، لأن عندي محاضرات في الكلية.
كوثر: تمام، بإذن الله نتقابل في الكافيتريا هناك.
سهر: تمام يا جميلة، إن شاء الله.
كوثر: باي.
سهر بتأكيد لاحظته الأخري: وعليك السلام ورحمه الله وبركاته يا غالية.
💚لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم💚
مرّ اليوم ليتبعه آخر بأحداث غامضة.
جلس في النافذة كعادته، بعدما أخبرته والدته أنها ستذهب للتسوق، وستعود في الوقت الذي تمر به الفتاه، فتسألها.
أتي الموعد الذي لا يختلف، فهي بالفعل تمر بنفس المنطقة، في نفس ذات الوقت، دون أي تغيير.
فاتن بتعب، بسبب تلك الحقائب الثقيلة التي كانت تحملها.
فاتن: السلام عليكم، ازيك يا بنتي.
انتبهت لها تلك التي كانت تسير في طريقها دون أن تلتفت، لتتفاجأ، وينال الخوف من قلبها نصيباً.
فاتن بطمانينة: متخافيش يا بنتي، أنا ساكنة في الشقة اللي فوق دي.
أنفال براحة ليست كاملة: اهلا بحضرتك، أقدر أساعد حضرتك إزاي، بإذن الله مش هتأخر.
فاتن: بصي يا بنتي، هدخل في الموضوع علطول، علشان مأخركيش، دلوقتي أنا كذا مرة شفتك من البلكونة وإنتي بتعدي كل يوم، وبصراحة كل مرة بشوفك ببقي أدعيلك والله، وادعي لأهلك، ما شاء الله عليكي بجد.
أنفال بتعجب: ربنا يعزك والله، دا ذوق حضرتك.
فاتن بتكملة: بصي يا بنتي، أنا كنت عايزة أعرف عنوان بيتك بس، ورقم والدك، لو تسمحيلنا، حابة أخدك لابني.
أنفال بصدمة، توتر، خجل: هو... أصل.... بس حضرتك مش تعرفيني!!!
فاتن: يا بنتي أحسن معرفة، هي معرفتك في بيتك وسط أهلك، علشان كدا مسألتش عن أي حاجة فيكي، إحنا بس عايزين رقم حد نكلمه، ونحدد معاه ميعاد، وربك يقدم الخير.
توترت، خجلت، لم تشعر ما أصابها، لكنها لم تستطع أن تفكر في شيء سوي رغبتها في الهروب من أمام تلك السيدة، التي أصابتها بالخجل، والتوتر، فكتبت لها رقم أخيها بتوتر، لتستأذن منها.
أنفال بخجل شديد: هستأذن حضرتك علشان ألحق الكتاب، السلام عليكم.
غادرت بتوتر، لم تنتظر أن ترد الأخري السلام، لتبتسم الأخري بإعجاب وحب.
فاتن لنفسها: ياختي، دي مكسوفة، والله أول مرة تختار حاجة صح يا يوسف، قاطعها صوت الذي ينظر إليها من الأعلي بلهفة.
يوسف بلهفة، وطريقة مضحكة: حاجة!!! يا حاجة؟!!!
اطلعي بسرعة بقا يلا.
فاتن بتافف: ادخل يا يوسف، إنت كنت واقف كدا من امتي؟!
يوسف بضحكة: سمعت كللل حاااجة، أقولك، احدفيلي الرقم، واطلعي إنتي واحدة اتنين براحتك، ولا أنا هاجي اخده منك.
فاتن: تصدق إن اللي عنهم دم ماتوا يابني، عارف لو ما اتهدتش، اقطع الرقم وارميه.
يوسف بخوف: لا لا لا، أنا آسف، هدخل أقول لأبي حبيبي، إنتي شريرة يا توتا.
فاتن بصدمة: توتا.
لتتركه وتصعد علي مضض، عازمة علي تأديبه، وابتسامتها لا تغادر قلبها، قبل شفتيها.
🌹🌹🌹🌹🌹🌹
عباس ضاحكاً: خلاص يا ام يوسف، سيبيه المرة دي.
فاتن: دا فضحني في الشارع يا ابو يوسف، سيبهولي إنت بس.
عباس بضحكة أكبر علي هذا الذي يختبئ خلفه كالطفل: خلاص علشاني أنا المرة دي.
فاتن: والله لولاك، كنت أدبته!!! ليصيح الآخر من خلف والده بطريقة مضحكة: اجيب اثنين لمون، خلصوني علشان اريحكم.
أخرجه عباس من خلفه، وهو يصيح: تصدق أنا غلطان، ايدك معايا يا أم يوسف.
أخذ يضربه هو وزوجته بلطف، بينما يضحك الآخر بحب، لتعود لحظات السعادة لعائلتهم الصغيرة من جديد.
فاتن بعد أن هدأ المزاح: يا أبو يوسف، عايزة اخد رأيك معايا، علشان ابنك صدعني.
عباس بابتسامة: خير يا ام يوسف، سامعك.
قصت عليه فاتن موضوع ابنه، وتلك العروس، ليجيبها الآخر بثقة: مش إنتي شفتيها يا ام يوسف؟!
فاتن: أيوة، البنت بصراحة الله أكبر عليها، آية في مصحف زي ما بيقولوا.
عباس بتساؤل: متعرفيش اسمها حتي؟! علشان لما أكلم صاحب الرقم أعرف هقوله إيه..
فاتن: لا، بس هو أخوها، كلمه واسأله عليها.
عباس: طيب هاتيلي الرقم بس، وأنا هتصرف.
أعطته الرقم، سعيدة لسعادة ابنها الذي يظنها من لا يعرفه مبالغة، لكنه حقا كافأه الله، فمن ترك شيئاً لله عوضه بخير منه.
💚صلوا علي من بكي شوقاً لرؤيتنا 💚
عباس: السلام عليكم.
معاذ: وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته، مين؟!
عباس: حضرتك أستاذ معاذ؟!
معاذ بتعجب: أيوة، مين بيتكلم بس، أعرف حضرتك ولا لا؟!
عباس: لا يابني، أنا لسة عايز أتعرف، أنا عباس..... بصراحة كنت عايز أطلب إيد ابني لأخت حضرتك، فكلمتك للسبب دا.
معاذ بدهشة: معلش ثانية واحدة، حضرتك تعرفنا طيب؟! او تعرف أختي؟!
قصّ عليه عباس تلك القصة الغريبة، ليكتم الآخر ضحكته.
معاذ بدهشة: بعتذر لحضرتك والله لو كانت طريقة كلامي مش لطيفة، بس الموضوع غريب شوية.
عباس بضحكة: والله يابني ومين سمعك، أنا قلت نفس كلمتك دي.
معاذ بضحكة: ربنا يبارك في حضرتك يا عمي، أنا بإذن الله هبلغ ولي أمرنا بالموضوع، وهخليه يكلم حضرتك إن شاء الله.
عباس: ماشي يابني، إن شاء الله، ربنا يقدم الخير يا رب.
معاذ: يا رب اللهم امين، السلام عليكم.
عباس: وعليك السلام ورحمه الله وبركاته يابني.
🥺مستني إيه؟! لسة بردو بتضعف قدام الأغنية اللي هتكون سبب في حرمانك من الجنة🥺
تستيقظ كل يوم علي هذا الحلم الذي يطاردها في نومها، تلك المجهولة التي لا تعلم عنها شيء، لا من تكون هي، ولا من أين أتت لها، لكنها فقط لا تعلم إلا تلك النظرة التي توحي بالكثير، ويكأنها تترجاها، أو أنها تحتاجها، وبشدة.
استيقظت سهر، وهي تلتقط أنفاسها بسرعة، ويكأنها كانت تجري في نومها، وتمد ذراعها أمامها، كأنها تنادي شخص ما، أو تحاول اللحاق به.
هلا وهي تربت علي ظهرها بخفة، وخوف في آن واحد: سهر يا حبيبتي، فوقي يا ماما، مالك يا روحي؟!
سهر، وقد ارتمت في حضن أختها ببكاء: تعبت يا هلا، مش عايزة تسيبني، حاسة إنها محتاجاني أوي، نفسي أقدر أوصلها، نفسي اساعدها، مش عارفه هوصلها إزاي أنا مش عارفه!!! أكملت حديثها وقد ازداد نحيبها، محركة يديها علي وجهها بحزن.
هلا: يا روحي اهدي بس يا هلا، هو نفس الحلم اللي بتشوفيه من فترة؟!
سهر: أيوة هو.
هلا: طيب اهدي، طالما ربنا بعتلك الحلم دا، أكيد هيوصلك بالبنت دي، وبعدين إنتي عرفتي كام معلومة عنها زي ما قلتي، يبقي أكيد هتعرفي كل حاجة قريب بإذن الله.
سهر: يا رب يا هلا، يا رب، كل مرة بتجيلي في الحلم، بتوجع قلبي اوي، بتوجع قلبي وتمشي، مش عارفة أوصلها إزاي حتي.
هلا: استعيني بالله، وادعي ربنا كتير، وأكيد ربنا هيوصلك بيها، وهتساعديها، بس إنتي اصبري، أول مرة أشوفك ضعيفة، ويائسة كدا يا سهر، اهدي يا حبيبتي، وسيبي بكرة لوقته، ربك هيحلها.
أومأت لها بتفهم، بينما ساعدتها أختها لتتمدد علي فراشها ثانية، دسّرتها جيداً، وظلت تمسّد علي رأسها بخفة حتي غرقت في النوم من جديد.
ظلت جالسة تنظر إلي أختها التي تغيرت تماماً عن ذي قبل، أصبحت قليلة الحديث، حتي أن الجميع قد اشتاق لمزاحها المستمر، أصبحت لا تتحدث إلا حينما يسألها أحد عن شيء، شاردة طيلة وقتها منذ ذاك اليوم الذي أصبح نقطة تغير كبيرة في حياتها، قاطعت شرودها بقرارها هذا، حيث قررت أن تتوضأ، لتقيم الليل، حيث مخرجها الوحيد، تبكي وتخرج ما بداخلها من متاعب الدنيا، نجحت في إخفائها إلا أمام ربها.