طيب الجراح 💚
الجزء الثاني من "حب في الله"💚
بقلم: سارة سامي 💚
جالسة بشرود، تتأمل تلك الدبلة التي أصبحت تزين يدها، تتذكر كم هي كانت تنظر لأشخاص لا حياة معهم، كم كانت تتمني قربهم، كم حزنت وتعست كثيراً أثر خذلانهم لها، تحمد الله نعمة الهداية، تحمده علي تلك الصحبة الصالحة وان كانت واحدة فقط، تحمده علي صلاحه لها، عدم سماعها، عدم تحقيق شيئاً تمنته بشدة لحظة غفله، لكنه إن كان حدث، لفتح عليها أبواب الحزن والندم علي مصراعيها، وما بالك بأبواب الندم؟! إنها لأصعب، وأشقي الأبواب علي الاطلاق.
غلا بشرود: يااااااه، فعلاً، لو علمتم الغيب، لاخترتم الواقع، يا رب، يا رب مش تخليني أختار أي شيء في حياتي أبدا، يا رب اخترلي أموري، فاني لا أحسن الاختيار، ثم أكملت بتنهيدة ألم: يعني أنا لو كنت دلوقتي في المكان اللي أنا كنت بتمناه، ومع الشخص اللي فضلت أبكي واتعذب ليالي عشانه، كنت هبقي فرحانة كدا، أنا حاسة براحة قلب، وراحة بال، وضمير مش طبيعيين، أخذت تبكي، وتبكي بحسرة، ليقاطعها صوت أختها التي فُزعت حينما دلفت للغرفة.
مروة يفزع: غلا حبيبتي، في إيه يا ماما، مالك؟!
نظرت إليها غلا بحزن دون حديث، لتأخذها الأخري بين أحضانها، ظنا منها أنها تذكرت والديها كعادتها بين الحينة والأخري، مما يجعلها تدخل في نوبة من البكاء.
مروة: خير يا غلا، خرجي يا حبيبتي اللي جواكي، مالك؟!
غلا ببكاء: ربنا كريم أوي يا مروة، كريم لدرجة مش نتخيلها، أنا حرفياً بستحقر نفسي علي اللي كنت فيه، بستحقر نفسي إني مش جربت الطريق دا من زمان، أنا كل ما افتكر الماضي بتاعي القذر، وأشوف كرم ربنا ليا ببقي خجلانة من نفسي أوي، ازداد نحيبها وبكائها وسط حديثها، لتجيبها الأخري بحب.
مروة بتأثر: يا حبيبة قلبي، اهدي يا لولي مش كدا يا روحي، وبعدين يا غلا، ليه بتفكري في اللي فات، فكري في إن ربنا اصطفاكي، وهداكي، ودا لانه بيحبك، وعارف إنك جواكي شخص كويس، مينفعش تفكري في اللي فات يا حبيبتي، وبعدين كل ما تفتكري، احمديه واشكريه، ربك اسمه الكرم يا غلا، قادر يغير الشخص من حال لحال تاني خالص في غمضة عين، ربك بيكرم بدون مقابل، إحنا نشكره بس، مينفعش تشوفي نفسك وحشة، والندم وكتر التفكير في الماضي لا هيودي ولا هيجيب يا روحي، هوني علي نفسك يا حبيبتي، أهم حاجة إن كرم ربنا دا يكون دائما قدامك، ويكون حاجز منيع ليكي إنك ترجعي تاني، دا هو المقابل.
غلا بارتياح: معاكي حق يا مروة، ياه لو كل اللي مخدوعين في الدنيا زيي يعرفوا الحقيقة، يحاولوا مجرد محاولة بس إنهم يحطوا رجلهم علي أول الطريق، يجربوه بس مجرد تجربه، أنا واثقة إن ماما لو شايفة حالي دلوقتي، لو شايفة أنا قد إيه مرتاحة في الطريق دا، مش كانت هتمنعني عنه أبدا، فعلا "يليت قومي يعلمون".