الفصل الثالث
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆
لاحت امامها معالم المدينة التي ستحط رحالهم بها ،راحت تتأمل بها وقلبها يشعر بحنين غريب لأرض لم تحط قدمها بها من قبل
-الوطن
تمتمت لنفسها وهي تسأل أهذا ما يسمونه الحنين للوطن
لاحظ شرودها فتحمحم ليلفت انتباهها
-اتلك اول مرة تأتين لهنا ؟
اومأت وهي مازالت تتأمل المدينة من السماء وكم اعجبها المنظر
-حسنا استعدى فقد اقتربنا من الهبوط هلا اعلنت الامر
ابتسمت بعذوبة، خرج صوتها حازما رغم رقته
-نحن علي وشك الهبوط بالمطار الدولي يرجي ربط الاحزمة وحمدا لله علي سلامتكم
هبوط سلس ورحلة رغم طولها الا انها كانت ممتعة فتلك اول مرة تطير لهذا الجزء من الارض فكل رحلاتها الدولية كانت من لندن لدول اوروبية اخرى
سببا اخر جعل تلك الرحلة مختلفة كونها المرة الاولي التي تشعر براحة حين تهبط الطائرة فهي تشعر انها تنتمي للجو كطائر يكره ان يحط بقدميه الارض
****************
استقرت الطائرة وسكنت حركاتها وبدأت بلفظ حمولتها التي اثقلتها لساعات بالجو
تركت كابينة القيادة اخيرا وهي بشوق لرؤية ارض تنتمي إليها ولم يسبق ورأتها، متجاهلة ما يحدث حولها تركت الطائرة دون حديث فقط اكتفت بإماءة من رأسها وابتسامة متكلفة رسمتها باحتراف كسبته بسنوات
استوقفها مساعده حين ابلغها شكر رب عمله فحانت منها التفاتة وقعت بها عسليتها بسواد عيناه وابتسامة ساخرة رسمت على محياها فذلك المتكبر لم يكلف نفسه مشقة توجيه الشكر بنفسه لشخص ساعده لكنها كعادتها لم تشغل بالها
-لا داعي للشكر سيد....
حثته كي يخبرها اسمه
-رائف في خدمتك
ابتسمت وهي تكمل حديثها
-لا داعي للشكر سيد رائف
اخرج ورقة ما ومد يده صوبها يحثها على قبولها فاتضح انها شيك بمبلغ جعلها تفرغ فاها حين رأت عدد الاصفار المكتوب به
-أليس هذا مبالغا به؟
نفي رائف ما تقوله فهي لا تعلم انها أنقذت موقفا كان ميؤوسا منه
-بالطبع لا، فاجتماع السيد اهم من تلك الاصفار صدقيني
-ولكنني لا زلت مصرة الرقم مبالغ به وانا لا ينقصني المال صدقني، لذلك
قامت بتمزيق الشيك والقت به بإهمال وهي تردف بمرح
-سأكتفي فقط بإيصالي لفندق أقيم به لحين موعد رحلة العودة
رضخ للأمر وامر بسيارة توصلها لاحد الفنادق التابعة لهم بعد ان اتاه امرا مباشر بالوقوف علي راحتها لحين موعد عودتها وتنفيذ كل طلباتها فكرم الهيثم لا يتخذ شكلا واحدا بل تعددت طرقه وهي اتخذت احداها دون علمها ظنا منها انه سيكتفي بإيصالها فقط ولم تتوقع ما تبع طلبها ذلك من خدمات!
*************
دلفت السكرتيرة بعد طرقها علي الباب لعدة مرات قبل ان يأذن لها مديرها بالدخول، شاب بأوائل الثلاثينيات من العمر يمتلك ملامح جادة توحي بصرامته ساعدت عيناه الحادتين بلون البن باستكمال هيبته
اقتربت من مكتبه واضعة ملف يحتوي عددا من الاوراق التي تحتاج امضاؤه وهو ما شرع به علي الفور
- هل عاد السيد شاهين؟
- نعم، اتصل مساعده واعلمني بوصوله منذ قليل
- جهزي الورق المطلوب للاجتماع وسلميه لرائف حين يصل
انهي توقيع الاوراق وامرها بالانصراف وعكف علي انهاء بقية اعماله لحين موعد اجتماعه
ثائر الهيثم الشقيق الاصغر لشاهين الهيثم وحفيد احد اكبر اباطرة الاعمال بالبلاد حيث يتحكم جده بأكبر شركات استخراج البترول ومشتقاته الي جانب عددا لا يحصي من المجالات الاخرى التي جعلته احد صانعي القرار بالبلاد خاصة بوجود حفيديه اللذان لم يقلا عنه مكانة
شابين لكل منهم شخصيته المختلفة وان اشتركا بالملامح والشخصية المسيطرة ذات الهيبة الا انهما كسرا القاعدة السائدة بكون الاخ الاكبر هو الجاد والاصغر هو العابث، فشاهين تخطي مرحلة كونه العابث ليصبح مزواج من الدرجة الاولي وساعدته شخصيته الفريدة بجذب النساء لفخ الزواج بالسر اما ثائر فالعمل هو كل ما يشغل باله فقط عمله
**************
يتبع
أنت تقرأ
رواية( بين مخالب الصقور)للكاتبة/ أيمان المغازى
Actionرغم الليل الذي اسدل ستاره علي البسيطة واستكانت جميع مخلوقات البارئ الا انه لم يستكين، راح يشق سكون الليل بصوت اقدام فرسه العربي وهو يضرب الرمال من تحته مخترقا سكون الليل بصهيله فارس ملثم بالسواد فلم يري منه غير اعين حادة كصقر ذاوي بين حاجبيه صحر...