الفصل الثامن
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆
انتصف النهار ومازالت عالية تتجول بشوارع لندن باحثة عن ثوب يلق بحفل الليلة، وفيما كانت هي تفتش بين عدد من الاثواب المعلقة بأحد المحلات بمساعدة احدى العاملات كانت شقيقتها تتفقد جدول الرحلات علها تجد ما ينقذها من حضور هذه الحفلة
-ما رأيك ماهي؟
-جميل
اغتاظت شقيقتها من ردها عليها دون ان تكلف نفسها رفع بصرها والنظر لما تحدثها عنه
-نعم ولكن فتحة الذيل ستظهر ساقي كاملة
-آها، جميل
ردا اخر كسابقه اعلمها ان شقيقتها بواد اخر فما كان منها الا ان قذفتها بفردة حذاء كانت معروضة بجوارها
-اه، حقا عالية
رفعت فردة الحذاء وهى ما زالت تتأوه من وجع رأسها
- طبيبة محترمة تقذف الناس بالأحذية!
- بالطبع حتي لا ينشغلوا عما اقوله
امسكت بأحد الاثواب واقتربت من شقيقتها
-اعطني رأيك ماهي بجدية
تنهدت ببطء واعلنت استسلامها لرغبة شقيقتها
-حسنا عالية
نهضت وبدأت تبحث بين الاثواب حتي عثرت علي ثوب من القطيفة المخملية بفتحة صدر مثلثه واكمام، مجسم من اعلاه وينسدل بوسع للنهاية
-ما رأيك بهذا؟
لمعت اعين عالية حين رأت الثوب بيد شقيقتها واسرعت بالتقاطه
-رائع ماهي
-حسنا جربيه
ابتسمت حين رأت شقيقتها تجري كالأطفال لتقيس ثوبها فكم هي بريئة ويرضيها اقل الاشياء تمتمت لنفسها وهي تجلس بالأريكة التي تتوسط المحل ذو الواجهات الزجاجية
-والان سأكثف البحث علي اجد ما ينقذني
بتلك الاثناء كانت بلقيس تترجي شقيقها ان يترجل معهم من السيارة كي يشاركهم بجولة التسوق الخاصة بها
-لن افعل بلقيس، يكفي انني خرجت من الفندق بصحبتكم سأنتظركم بالسيارة لحين عودتكم
-حسنا بلقيس لا تضغطين عليه اكثر من ذلك
والتفت لشقيقه الذي بدأ بالفعل بتصفح حاسوبه النقال
-وانت ثائر انتظرنا بالمقهى المقابل لحين عودتنا
تأبطت ذراع شقيقها ودلفا معا لاحد المحلات التي تعرض اثواب للمساء ولكنها لم تعجب كثيرا بما رأته وطلبت ان يذهبا لمحل اخر
*********
-رائع ماهي اليس كذلك
هتفت عالية بشقيقتها وهي تخرج من غرفة القياس وتتفحص مظهرها بالمرآة الطولية
صفير مطول اطلقته ماهي حين رأت شقيقتها اماهما فقد انعكس لون الفستان النبيذي علي بشرتها البيضاء فزادها جمالا واظهرت قصة الفستان تقاسيم جسدها
-يا لك من فاتنة، عالية
-حقا ؟!
-نعم، الفستان رائع عليك حقا
ابتسمت عالية بخبث وهي تقترب من شقيقتها
-والان فلتقيسي نفس الفستان
امتقع وجه ماهي حين وعت لخطة شقيقتها فهي سترغمها علي ارتداء فستان مشابه لها كما اعتادت بالحفلات
-لا، انسي
تراجعت وهي ترفض ما تفكر به شقيقتها فهي انتهت من هذه الاجواء منذ التحاقها بالكلية
-حسنا وماذا سترتدين اذا ؟
-أي شيء
-ربما ستأتين هكذا ؟
اشارت بإبهامها علي ملابس شقيقتها التي كانت عبارة عن جاكيت جلدي باللون البني الفاتح وقميص باللون الابيض من الكتان اندس ببنطالون من الجينز الازرق وحذاء بني ذو قبة عالية اخفت اطراف الجينز
-فكرة
نطقت ماهي ببلاهة جعلت عالية تخبطها علي مؤخرة رأسها مما جعلها تتأوه
-عالية تذمرت وهي تحك موضع الضربة
-سترتدين ثوب مماثل لي وانتهينا
القت عالية بأمرها وعادت لغرفة القياس كي تخلع ثوبها وترتدى ملابسها مرة اخري
************
لفت نظرها ثوب معروض بإحدى الواجهات الزجاجية لمحل يحمل اسم واحدة من اشهر الماركات العالمية فأسرعت بالدخول بصحبة شقيقها الذي كان يبحث بأعينه هو الاخر عن هدية مميزة
-مرحبا
رحبت بهم احدى العاملات بالمحل حين دلفا ولكن سرعان ما تحول ترحيبها الروتيني لحبور حين رأت من يصاحب الفتاة
-شيخ شاهين مرحبا بعودتك
ذهلت بلقيس من معرفة الفتاة بشاهين لدرجة ترحيبها بها فهمست له متسائلة وقد ارتفع احد حاجبيها
-يبدو انك تتردد علي المكان كثيرا ؟
-بالفعل
تحرك لداخل المحل هاربا من تحقيق شقيقته الذي اذا ما بدأ لن ينتهي
********
باء بحثها بالفشل فلم تجد اي رحلة تحتاج مساعد هذا اليوم علي غير العادة
-ماهي ؟!
واقف امامها بطوله الفارع كعامود توسط المحل فجأة جعلها تذهل من وجوده بلندن من الاساس
-سيد شاهين
مدت يدها مصافحة اياه وهي تنهض من جلستها بسرعة واردفت
-مرحبا بك بلندن
-اشكرك
-هل حضرت بطائرتك ؟
-بالفعل، رحلة طرأت علي جدولي
علمت اذا سبب عدم استدعاؤه لها فمن المفترض ان تبدأ عملها بداية من الاسبوع المقبل
-شاهين، ما رأيك بهذا؟
جذب انتباهها صوت فتاة بعمرها تقريبا تقف علي مقربة من مجموعة من الاثواب وقد انتقت احداهم بيدها
-زوجتك ؟
ابتسم علي افتراضها الساذج
-بل شقيقتي
التفت ناحية الفتاة وناداها
-بلقيس
تأملتها قليلا وهي تتقدم ناحيتها، جسد ممشوق بقامة طويلة تصلح لعارضة ازياء خاصة ان ملامحها انثوية للغاية ساهمت اعينها البنية وشعرها الأسود الذي ساهمت قصته القصيرة بإبراز فتنتها رغم البراءة التي تطل من اعينها التي تنم عن طيبة نفسها
-مرحبا
حيتها فور ان وقفت بجوار شقيقها
-بلقيس هذه كابتن ماهي مساعد الطيار الخاص بنا
لم يعجبها نسبها اليه كأنها احدى سياراته الفاخرة
-طيار؟!
تساءلت بلقيس بذهول من كون تلك الصغيرة تخرجت اساسا من الجامعة!
-كم عمرك ؟
-احدى وعشرون
تعجبت بلقيس من ذلك فملامحها توحي بانها بالسابعة عشر من عمرها خاصة وجهها الطفولي الذي يخلو من مساحيق التجميل ورغم ذلك كان جميلا جدا
-تشرفت بمعرفتك ولكن لما لم ارك بالطائرة ؟
-لم اتسلم عملي بعد
قاطع حديثهم خروج عالية من حجرة القياس وهي تحمل الثوب وتعطيه للعاملة وتطلب منها ان تجهز اثنين من نفس الثوب ولحسن حظها تواجد موديل اخر مما سهل عليها الامر والا اضطرت للبحث مرة اخرى عن ثوبين متماثلين
نسخة اخري منها باختلاف لون شعرها واعينها هلت عليهم فجعلته يتساءل هل انتقل الجمال العربي كله لبلاد الفرنجة !
-عالية اعرفك، الشيخ شاهين وشقيقته بلقيس
-تشرفت بمعرفتكم
تعارف تم فعلمت منه انه رئيس شقيقتها الجديد مما جعلها تستغرب من قبول شقيقتها العمل مع عربي وتقبل العيش ببلد قطعت علاقتها بها حتي بالاسم !
*************
-جدي !
اسرع عادل ناحية جده الذي اختل توازنه وكاد يسقط ارضا فتلقفه بذراعيه واسنده حتي اجلسه بأحد المقاعد
-ما بك جدي ؟
-انتهي كل شيء
راح يتمتم وهو مغلق عينيه كأنه يخشي ان يري احدهم ضعفه فاغلق مقلتيه حاجزا مشاعره بداخلها
-ما الذي حدث عادل؟
سأل هاشم شقيقه وهو يسرع ناحية جده المنهار بأحد المقاعد بردهة القصر
-لا اعلم كان يتحدث بالهاتف وفجأة اختل توازنه وكاد يسقط
ثني ركبته وامسك بذراع جده يحثه علي التحدث عما اصابه
-ما الذي حدث جدي
-لقد علموا بمكانه هاشم لقد وصلوا لهم
اتقدت عينيه حين سمع ما قاله جده واستعد للأسوأ فمعني ذلك ان الهيثم علم بمكان ابناء عمه وخاصة خالد
-كيف علمت بذلك؟
-اتصل بي الهيثم بنفسه واخبرني
ما اخفاه جده لسنوات انكشف بلحظة دون استعداد منه لتلك اللحظة والتي ستقلب الموازين خاصة حين يعلم عمه بما خططه والده من خلف ظهره طيلة تلك السنوات
**********
يتبع.....
أنت تقرأ
رواية( بين مخالب الصقور)للكاتبة/ أيمان المغازى
Actionرغم الليل الذي اسدل ستاره علي البسيطة واستكانت جميع مخلوقات البارئ الا انه لم يستكين، راح يشق سكون الليل بصوت اقدام فرسه العربي وهو يضرب الرمال من تحته مخترقا سكون الليل بصهيله فارس ملثم بالسواد فلم يري منه غير اعين حادة كصقر ذاوي بين حاجبيه صحر...