🌹الغصل السادس والعشرون🌹

5.3K 115 17
                                    

السادس والعشرون
شكوك دارت حول متهم واحد، جميع الادلة ضده للان كحال البشر دوما يصدقون ما يريدون خوفا من التفكير بأمور اخري فيكتفون بما يقدم لهم غير عابئين بتحليل الامور واستخراج مكنوناتها
*************
نهاية الاشتياق وحصاد ثمار الصبر



حاول ان يثبت براءته رغم انه لم يوجه له اتهام رسمي الا انه لن يهنأ حتي ينتقم ممن حاول تشوية صورته امام العالم، فليس الشيخ شاهين الهيثم هو من يتلاعب به من قبل اعداؤه
لم يطل البحث حتي استطاع رائف ان يحصل علي ارقام السيارة التي تسببت بالحادث ووصل لصاحبها  الذي انكر بالبداية صلة بالأمر وحين ضغط عليه اعترف انه تلقي اوامر من رائد المنصوري كي يلصق التهمة به اذا ما نجا ابن المحمدي من الحادث
- ولما اراد قتله؟
- لم يكن يريد ذلك هو اراد ان يتسبب بإصابته ويلصق التهمة بك لكن وجود شقيقته معه وموقع الحادث ساهم بوقوع اضرار جسيمة
حين انتهي رائف من استجواب صاحب السيارة قام بتسليمه للشرطة التي سجلت اعترافه واصدرت قرار بالقبض علي رائد المنصوري الذي غادر البلاد فور علمه بوقوع رجاله بأيدي شاهين الهيثم
- لن تفلت من يدي يا ابن الهيثم فلنا جولة اخري

*************
استقرت الأمور وخرج خالد من المشفى بعد تلقيه العلاج ، استعادت ماهي وعيها اخيرا واراحت قلوبهم المكلومة، اما هو فاستكان قلبه اخيرا حين رأي صغيرته امامه ويكفيه ذلك حتي اشعار اخر
ارتمت بأحضان شقيقتها حين افاقت واغرقتها بدموعها وهي تصيح كالأطفال
- ماهي هل انت بخير الان
- سأكون بخير اذا تركتني اتنفس  را بنزول
- اسفة
- حسنا ابتعدي ام تعتذري كي تخنقيني كما تريدين؟
- اسفه
علام تعتذر وهي لم تتزحزح من مكانها حتي كادت تقطع عنها الهواء فهتفت بها بحنق
- عائشة 
ضحكوا من بلاهة الصغيرة التي لن تكبر ابدا مما اتعبهم جميعا في التعامل معها
حصلت اخيرا علي عائلتها التي لطالما تمنتها مما اراحه كثيرا فهي لم يعد ينقصها شيء الان  ويمكنها ان تبني حياتها من جديد دون شعور بالخوف من الخذلان او توقع الخيانة فقد رأت التضحية بأجمل صورها بقصتها التي تملك وجه اخر
فوالدها عاني من فقدان والدتها واياهم لسنوات لكنه ابدا لم يظلم زوجة كل ذنبها انها كانت شقيقة فتاة غرر بها رجل وتركها تعاني مصيرها اما والدتها فضحت باستقرارها من اجل الحفاظ علي زوجها وهو بأحضان اخري وشقيقتها التي افتدت اخيها بنفسها

****************
جلسة مشابهة لأخرى تمت بينهم منذ اكثر من خمس وعشرون عاما حين اصدر الهيثم حكمه بنفي عادل وزعن هاشم للأمر، حكم غائر اصدره قلب والد مكلوم بأبنه الذي لم يكن يري غيره لدرجة انه ظلم ابنه الاخر بسببه، دائما كان قاسم يحل بالمرتبة الثانية بكل شيء حتي بزواجه فقد تحمل مسئولية زوجة اخيه وابناؤه بعد وفاته، تحمل اعباء امبراطورية الهيثم كاملة وحده وحين شب ابناء اخيه سلمهم جدهم بنفسه ادارة كل شيء منحيا قاسم جانبا كما كان سابقا بعهد اخيه
كان هو الظالم طيلة الوقت لجميع من حوله حتي احفاده الذين رفض زواجهم حتي يتسنى له الانتقام  من عادل المحمدي بهم فاصبح ثائر منطويا، فظ مع الجميع اما شاهين فقد تعددت زيجاته بالسر التي لم يعد يحصيها، رغم حرصه علي اخفاء الامر جيدا الا ان رائف كان يبلغه جميع تحركات حفيده الذي وصل به الأمر للزواج من ابنه الفايد بالسر بعد طلاقها  مما تسبب بعداوة رائد المنصوري له
- هل اكتفيت شاهين؟
- اكتفيت هاشم
- هل سيسامحوننا يوما ؟
- سنحاول ان نجعلهم يفعلون
صمت برهة وعاد يسأله عن حال حفيدته
- كيف حال ماهي؟
- نجت بأعجوبة
- لا تقلق فهي قوية فقد نجت من مخالب الهيثم
ابتسم حين تذكر ما كان يخبره به رائف عن محاولة شاهين استمالتها ولكن ما استغربه فعلا كيف لم يقع بغرام تلك الفتاة التي تمثل كل ما يتمناه شاهين بامرأة ؟

*************
ودعها الجميع قبل رحيلهم ولم يتبق غير جدتها التي اقتربت منها مقبلة جبينها وهمست لها بخفوت
-ارحمي قلب عاشق لم تغمض له اعين منذ ايام
ابتسمت علي جدتها التي لا تكف عن قراءة اعين من يحيطون بها حتي وصل الأمر لادم  الذي التقت به منذ ايام فوقت الزفاف لم يلتق بهم غير لساعات الحفل فقط
انهار جسده بعد مقاومة لأيام دون نوم فلم يقو علي معاندة حاجة جسده واستسلم لسلطان النوم اخيرا
عاشق! متي اصبحت عاشق لي ادم؟ راح عقلها يتذكر جميع مواقفهم معا بداية من حمايته لها من مضايقات زملاءها وصولوا لمشاركتها فصول الرقص التي اخفي التحاقه بها عن الجميع خارج العائلة ولطالما استغلت هي ذلك حين تريد ان ترغمه علي فعل امر ما او تشاكسه كي تخرجه عن طوره
فطنت لحقيقة واحدة انها هي الاخرى عاشقة متيمة له منذ زمن فقد كانت ترفض ان تقترب منه امرأة اخرى عداها هي متحججة بأنها صاحبة الاحقية به كونها اخته، كذبة طال ادعاؤها حتي صدقتها وتعايشت معها وتناست حقه بعيش حياته هو الاخر كما يرغب
اختلفت نظرتها له واصبحت تري وجهه الوسيم الذي زاده شعره المبعثر بعشوائية جمالا، جسده المتناسق الذي ساهم الرقص علي مدي سنوات علي نحته بطريقة فاتنه، رأته رجلا يفتك بقلوب الفتيات فعذرت سالي بما فعلته معها حين وقعت بغرامه

طرقات خفيفة علي الباب اعلمتها بوصول زائر لها، زائر غير متوقع اتي اليها
- شاهين؟!
- كيف حالك ماهي ؟
استقر بكرسي مجاور لسريرها وبدأ حديثه بالاعتذار عما بدر منه طيلة الاشهر المنصرمة وصولا لمحاولة قتلها التي كان سببا بها بطريق غير مباشر
- اذا كنت ايضا السبب بهذا؟
- للأسف
- اه شاهين متي سأنجو من وكر الصقور هذا؟
استغرب قولها فهتف بتفاجؤ
- وهل وقعت به من الأساس؟
- نعم، لقد نفدت مخالب الصقور بقلبي منذ زمن حتي ادمته
لم يجادلها فجده سبق واصابهم بقذائف حقده حتي اسقطهم بعيدا عن ارضهم وغربهم لسنوات
- كيف لم اقع بغرامك ماهي؟!
ضحكت من قوله وصمتت برهة تفكر بسبب عدم وقوعهم بالحب رغم ان كل منهم وجد بالآخر جزء مما تمناه بشريك حياته، فهي وجدت به الهيبة والاصرار الذي جعله يحصل علي ما يريد وهو وجد بها القوة والرقي الذي يكمل شخصيته
-ببساطة لست انا بطلة روايتك شاهين
- وماذا عن بطلك؟
تنهدت واجابته واعينها مسلطة علي النائم أمامها
- بطلي لعب دور ثانوي بروايتي حتي وصلت لنهايتها فاكتشفت انه هو من ابحث عنه منذ البداية
ليس كل بطل و بطلة برواية تحابا، فربما كان لكل منهم حبكة منفصلة عن الاخر وسيحين وقت ويطفو الابطال علي السطح معلنين عن انفسهم دون الحاجة للبحث عنهم
- حين تظهر بطلتك لن تري غيرها بين النساء حينها فقط ستدرك انها هي من انتظرتها
تناغم بالتفكير غريب بينهم رغم اختلافهم طيلة الوقت بالمواقف، لهنا توازت طرقهم ولم يعد بها نقاط تقاطع وحان وقت الافتراق
- هلا اعتذرت لخالد بالنيابة عني؟
مجرد طلبه ايصال اعتذاره يعتبر نصر فأمثاله لا يعتذرون كثيرا يكفيه اعتذار واحد بعمره كله، قبلت المهمة بصدر رحب رأفة بحاله
- حسنا اترك لي هذا الأمر
ما ان غادر حتي فتح آسرها عيناه فوجدها تتأمله باسمة
- اخيرا افقتي اميرتي النائمة
اسعده عودة روحها المشاكسة مرة اخرى جاعلة اياه يرتاح لنسيانها اخر لقاء بينهم مما طمأن قلبه ولو لبعض الوقت
- اميرتك ؟ الا ترين كل هذه الرجولة صغيرتي
- اراها، ادم
استغرب نبرتها بنطق اسمه كأنها تنطقه لأول مرة فاقترب منها  وعيناه بها تساؤل
- كما اراك لأول مرة طبيبي
- طبيبك؟
- نعم، طبيبي الذي داو قلبي لسنوات بعشقه دون دراية مني حتي شفاه
- ماهي انا...
- احبك
ضاعت الحروف من لسانه والجمت حين سمع اعترافها الذي نطقته بعد صبر كل هذه السنوات
- ماذا؟
قربته منها حتي شعر بأنفاسها الساخنة علي وجنتيه
- اعشقك دومي، راقصي الخاص
اغلق عينيه يستمتع بما اشتاق لسماعه منها بعد ان يأس ان تشعر به، خاف ان يكون ما زال نائما وما حدث مجرد حلم وسرعان ما سيفيق منه
- انت، اعترفت بحبك لي اليس كذلك ؟
- نعم
- لا اصدق
- حسنا سأجعلك تصدق
قبلة رقيقة طبعتها علي شفتيه وابتعدت فهي لن تزيد اكثر يكفيها شعور الخجل الذي اكتسحها لأول مرة وهي بقربه، تغيرت مشاعرها فصار حبهم الذي رواه بتصرفاته علي مدار السنوات الماضية شاهدا علي ان الصبر بالحب يجب ان يكافئ بقرب المحبوب لو طال العمر ما دام العشق قد جرد من النزوات وبقي نقي علي صورته الحقيقية

قلب بلغ حدود صبره واعلن تمرده علي صاحبه مهددا اياه بفضح امره اذا ما التزم الصمت اكثر
- متي ستعترف لي بحبك هاشم؟
- ماذا؟!
- كما سمعتني لقد بدأت امل حقا من صمتك هذا
دار بخلده العديد والعديد من الطرق التي سيعترف بها بحبه لها لكن ان تتجرأ صغيرته وتصدمه بمعرفتها بما بقلبه فهو ما لم يتوقعه
- من اخبرك بذلك؟
- عيناك التي تلاحقني ابن عمي
- وايضا
اقتربت منه هامسة
- قلبي الذي شعر بخافقك كلما اقتربت
- اذا صغيرتي؟
- حقا ما زلت تسأل ؟
عدوي بلاهتها اصابته فصغيرته لم تكن بلهاء بل بريئة لدرجة كشفت بنقائها ما بنفسه دون حاجة منه للحديث
حذرته وهي متجهة لداخل القصر دون ان تلتفت له
- اطلبني من ابي هاشم والا قبلت بابن خالي الذي طلب يدي منذ ايام
اتسعت ابتسامتها حين سمعت صراخه من خلفها فأخيرا ازيلت العوائق التي بينهم فما لا يعلمه هاشم ان جدها ائتمنها هي الأخرى علي عهده مع الهيثم ظنا منه انه حين يأتي وقت الوفاء قد ترفض اختها فتكون هي البديلة، عاشت دور الطفلة طيلة الوقت كي تتمتع قدر ما استطاعت بحبهم حتي اذا ما انتهي الامر بها بقصر الهيثم تكون قد اكتفت من الحنان
احبته منذ وعت علي مشاعرها لكنها كبحت عشقه بداخلها حتي لا تمني نفسها بشيء فرصة حصولها عليه شبه منعدمة، لكن الان لم يعد هناك ما يمنعها لذلك اخرجت ما بقلبها لمالكه 
***************
علم بعودتها للقصر فأسرع اليها عله يسترضيها ففوجئ بها تضع اغراضها بحقائب السفر معلنة عن رحيلها عنه للابد
- ما الذي تفعلينه عالية؟
- كما تري سأغادر محبسي هذا
- محبسك؟!
تركت ما بيدها واستدارت تواجه بملامح متجهمة
- نعم، محبسي الذي تركتني به وحدي منذ زواجنا
هتف بها بنفاد صبر
- كنت مرغما علي هذه الزيجة
- وها انا احلك منها
- لن اسمح لك بذلك
استدار ناحية باب الغرفة فظنت انه سيغادر لكنه اغلق الباب وعاد لها مرة اخري وارتمي علي الفراش وجرها لتقع عليه فأحكم ذراعيه حولها كي يمنعها من الفرار من قبضته
فشلت بالتحرر من قبضته فحاولت ان تترجاه ان يدعها تذهب
- لن افعل
- لما؟
- كيف اتركك بعد ان وجدتك اخيرا
- وجدتني؟
- نعم، وجدتك عازفتي الموهوبة
حاول ان يبثها شجن قلبه الذي اثقل بالثأر منذ صغره حتي قسي ولم يستطع احد ان يخترق شغافه الذي تحول لجليد حتي اتت هي، لن يقول انه عشقها بل هي من نجحت بإذابة الثلوج حول قلبه وساهم ما قاله جده بجعله يلين
- لن اخبرك انني عاشق متيم لكنني متأكد انني اسير عينيك هاتين
- اسير لجاريتك ؟!
- بل سأكون عبدا لسيدتي
- ثائر
ابتسم علي خجلها الذي لم تستطع ان تخفيه فارتمت حاجبة وجهها بصدره فعانقها بحب هامسا لها باعتذاره
- سامحيني مليكتي
- اسامحك فارسي
حب ينشر بذوره بقلوبهم البكر متأملا بإنبات حدائق مزهرة طلعها العشق الذي لطالما انتظروه

********
هدأ غضبه ناحية الهيثم حين تأكد مما سبق واخبر به شقيقته عن مؤامرة حيكت للإيقاع به، استقرار شعر به بأحوال شقيقته التي توردت وجنتيها، وشعت اعينها بسعادة لطالما دعي  الله ان يراها يوما
اشتياق استعمر قلبه لمعجبته المجهولة التي شغلت باله لأشهر حتي فاجأته بحقيقتها التي كادت تودى به
- خالد
جاءه صوتها المذهول حين رأت اسمه الذي سجلته بقلبها قبل هاتفها
- اشتقت لك معذبتي
- وانا ايضا   
قصة جديدة تكتب فصولها ببيئة خصبة نزع ما بها من حقد كاد يهلكهم جميعا معه للابد فيا ترى هل سيرعونه؟ ام احقاد الماضي ستعود كي تسمم حاضرهم

***************
بدايات كتبت اما احداث حياتهم لم تسطر بعد، حدد الابطال اما ما سيتم بينهم لم يروى للان ! اما ستكتمل سعادتهم ويجمع شملهم واما شتتوا وانتهت قصصهم قبل ان تبدأ


اعين زرقاء صافية ترمقه بذهول جاعلة اياه يتذكر كلمات غزالته الشاردة
- (حين تظهر بطلتك لن تري غيرها بين النساء حينها فقط ستدرك انها هي من انتظرتها (
- بطلتي!

الي اللقاء مع فريسة اخري بوكر الصقور
براثن شاهين
 ••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆
دمتم محبين
ايمان المغازي 💗💗💗💗💗

🎉 لقد انتهيت من قراءة رواية( بين مخالب الصقور)للكاتبة/ أيمان المغازى 🎉
رواية(  بين مخالب الصقور)للكاتبة/ أيمان المغازىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن