🌹الفصل الثامن عشر🌹

1.5K 78 0
                                    

الثامن عشر
 ••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆
بعيدة هي عن الجميع، هاربة من نفسها قبل هروبها منهم، تخشي ان تنسي ما عانته، لو كانت يتيمة لتفهمت  الامر فهو قضاء الله ان تربي بدون والد اما ان يستبعد والدها من حياتهم غصبا فهو ما لن تتقبله
سابقا كانت تلقي اللوم علي والدها فتحررت منه وحتي من اسمه اما الان فهي لا تعلم ممن ستريد ان تتحرر امن والدتها ام جدها ام الجميع ؟
سارحة بواد اخر غير عابئة بالأعين التي تلاحقها كلما تحركت، يفكر لما لم تذهب كعادتها حين يسافر لعدة ايام ؟! ايعقل انها تريد قربه الان اما ان بقاؤها لا علاقة له به؟
بخطوات متأنية اقترب منها وهي جالسة علي الشاطئ تداعب بأصابعها الرمال
- يبدو انك تعشقين البحر؟
- انا اعشق كل ما ليس له حدود
- لذلك اصبحت طيار ؟
- نعم، والا لكنت قبطان باخرة
استرسال بالحديث وسلاسة لم يسبق وان حدثت بينهم، ربما لأنها وحيدة ارادت ان تتحدث مع احدهم ؟ ام لأنه لأول مرة يحادثها بعفوية دون ان يبيت النية لشيء اخر؟
نيران اشتعلت حين سمعت ضحكاته العالية التي لم يسبق واخرجها معها، من يراه جالس علي الرمال بأريحية وقد فارقه عبوسه الدائم لا يصدق انه شاهين الهيثم، كانت تعلم انها مختلفة عن غيرها وانها لن تهوي الاعيب شاهين لكن يبدو انها لم تقدر غريمتها حق قدرها فيبدو ان الصغيرة تلعب دور صعبة المنال وتستهدف بها عقل الهيثم وقلبه

********************
استأذنت بدخول غرفتها كي تتحدث معها قليلا فلم تجد مانعا لذلك رغم غرابة الامر، زوجتان لرجل واحد وتقيمان معه تحت سقف واحد بناء علي طلبه
- اعلم ما يدور بعقلك ولكن صدقيني لم يكن خيارنا بل فرض علينا
حاولت ان تعترض فهي لن تناقش امورا قد تتسبب بجرح احدهم
-انا...
قاطعتها مبررة موقفها
- صدقيني انا لن اخبرك انني لست اغار منك او لا اهتم ولكنني موقنة ان عادل يستحق ان يرتاح فهو ابدا لم يظلمني ولم يشعرني انني سبب ما حدث معه لذلك لن اكون سببا بتعاسته الان
- انا لا اعلم ما الذي سأقوله لك
- فقط عديني الا تبتعدي عنه مرة اخري

حديث غريب يدار بين ضرتين يجمعهم حب رجلا واحد لكن الحب اذا صدق تلاشت امامه انانية المرء، فإحداهن ضحت ببقائها لجواره من اجل الحفاظ علي حياته، والأخرى قبلت باحترامه وحسن عشرته دون حبه الذي استبدت به زوجته الاولي
*****************
استغلت انشغاله بأعماله وقررت ان تظهر رفضها المشاركة مع امرأة اخري بقلبه فحاولت صب جام غضبها علي تلك الخبيثة من وجهة نظرها
-لا تلعبي بألعاب الكبار فتتأذي يا صغيرة
تركت كوب العصير الذي كانت تتناوله وراحت تتلفت حولها ببلاهة علها تلمح من تكلمه هذه الثائرة
-تتحدثين معي انا ؟
ضربت الطاولة بقبضتها بنفاذ صبر وهتفت بها
- وهل ترين غيرك هنا ؟
- لا، فالمطعم فارغ
اثارة الاعصاب اصبحت لعبتها منذ زمن وها قد حان الوقت لتتسلي بها قليلا
- لا تحاولي ان تغوي زوجي فهو ملكا لي انا
ضحكت باستفزاز وقد ارتفع حاجبيها
- اشهد فهو لم يفكر غير بك دونا عن زوجاته الاخريات
اردفت وهي تميل برأسها للأمام قليلا
- فقد شرفت بلقائهن جميعا

بهتت حين سمعت ما قالته، هو بالفعل ليس ملكا لاحداهن فهو يملك لا يمتلك
نهضت من مقعدها وارتدت نظاراتها وعقبت بكلمات جعلت الأخرى تكاد تموت كمدا
- امثال شاهين لا يهبون قلوبهم بسهولة وحين يفعلون فلن تبقي بحياته غيرها ومما اراه هو لم يجدها بعد
- وهل انت هي من سيهب قلبه لها؟
استوقفها سؤالها فاستدارت وابتسامة ساخرة قد ارتسمت علي وجهها وهي تري امرأة تحاول ان تحفظ كبرياؤها
- لا، فهو حين يراها لن يحاول ان يعرفها بنسائه
غادرت  منتصرة من معركة لا علاقة لها بها مشفقة علي امرأة عاشقة لرجل لا يعلم وظيفة اخري لقلبه غير ضخ الدماء لعقله الذي يفكر به بعمله  وعيناه التي ينظر بها لكل ما يعجبه فينتقيه
لم تكن لتخبرها انها ابدا لن تقع صريعة لغرام رجل يتزوج كما يتنفس فهي كانت ضحية لرجل كهذا او هكذا ظنت لوقت ليس ببعيد ولكن ما هي متأكدة منه انها لن تظلم نفسها بزواج كهذا وبالطبع هي ابدا لن تكون احدى زيجاته السرية!

**********
تفاهم ومحبة غريبة علي وضعهم هو ما وجدته بقصر المحمدي، لم تصطدم مع احدهم، لم يحاول احدهم اشعارها بأنها دخيلة عليهم، عائلة وجدتها بعد انتظار سنوات طوال فارتاحت بينهم
-عالية
علي استحياء تقدمت اختها ناحيتها وهي تناديها بصوتها الرقيق الذي جعلها تبتسم بعفوية لكرة الشعر تلك كما سمعت ابن عمها يناديها
-عائشة
شعرت بخجل الصغيرة وان هناك سؤال يظهر بأعينها الحيرى فبادرتها هي بالسؤال
-ماذا تريدين ان تسألي بشأنه؟
ابتسمت الصغيرة باتساع وتجرأت اخيرا وجاءت بما لديها
-متي ستأتي ماهي؟
-صدقيني لا اعلم فماهي يصعب توقع قراراتها
-لا افهم
- ماهي عانت كثيرا حين علمت ان والدنا تركنا ولم تتقبل ذلك بسهولة مما جعلها تغلق علي نفسها واصبح من الصعب اختراق جدار حمايتها والان مطالب منها ان تهدم كل ذلك وتسلم  لأمر ان والدها لم يخطئ
لم تفهم كثيرا مما قالته اختها ولكن ما فهمته ان ماهي لم تتقبل بعد وجودهم بحياتها

*****************
اخيرا فازت به بعد سنوات من محاولة الايقاع به جاء هو لعندها دون عناء ولن تفلته، لطالما اعجبت به منذ كانت طفلة وتراه امامها بكل مكان، لم يحجبها عنه غير تلك الفتاة التي اختفت فجأة هي وعائلتها كاملة مما اراحها كثيرا خاصة انه لا يريد ان يتحدث عنها مما اعلمها انهم لم يعودا مقربين كالسابق
رنة مميزة اعلنت وصول رسالة لهاتفه فاستغلت غيابه وقامت بفتح الرسالة التي لم تكن غير صورة لغريمتها مع صقر لونه ابيض غريب ، فجأة اغلقت الصورة وظهر اشعار بوصول مكالمة والمتصل ماهي
اجابت الهاتف ولم تكد تتحدث حتي نطقت الاخرى من الطرف الاخر
- هل رأيت صورة حبيبي العربي؟

ابتسمت سالي بخبث وقررت ان تفسد مرح الأخرى بطريقتها
- كنت اعلم انك غريبة الاطوار لكن ليس لدرجة ان تعشقي طائر
لم تكن بحاجة لتسأل عن هوية من اجابتها ولكنها ارادت ان تعلم ما الذي تفعله بهاتف ابن خالها
-سالي؟! اين ادم ولما تجيبين علي هاتفه؟
- ادم مشغول حاليا، وبالطبع سأجيب علي هاتفه الست حبيبته
-حبيبته؟!
لم تستطع ان تخفي تفاجئها مما سمعته، كانت تعلم انه سيأتي يوم وتوجد امرأة بحياته ولكن ليس سالي فهو يعلم كم عانت بسببها وبسبب لقافتها 
-حين يعود سأخبره انك اتصلت و...حظا موفقا مع عصفورك ذاك
اغلقت الخط فور انهاء حديثها معها وهي تحلل ما سمعته اذا هو يظن ان فتاته واقعة بحب رجل عربي لذلك غضب عليها وهو ما ستحرص علي الابقاء عليه، اسرعت بمسح الصورة من الهاتف ولم تكتف بذلك بل قامت بحجب رقم ماهي من قائمة الاتصال كي لا تصل اليه بسهولة وتظن انه انشغل عنها

************
قاعة الطعام الملكية المعتادة يترأسها هاشم المحمدي وقد التف حوله احفاده وبنيه اضافة الي ابناء عادل وزوجته الذين اصبحوا جزءا من العائلة الان بعد طول فراق
سؤال حان وقت طرحه فمنذ ايام وهي تؤجله ولم تعد قادرة علي كبح ذمام لسانها الان
- متي ستحضر ابنتك يا عادل؟
- قريبا امي ما ان تنتهي من عملها
- عملها؟
- نعم فعملها يحتم عليها السفر كثيرا
- اخشي ان تكون اعتادت الحياة الانجليزية و...
قاطعتها رقية فور شكها بما تلمح به والدة زوجها
- لقد ربيت بناتي علي عاداتنا وتقاليدنا وقد نشئوا بارقي طبقات المجتمع الانجليزي المحافظ
حدتها بالرد وانفعالها جعل عائشة تندم علي تفوهها بتلك الكلمات فهي لم تقصد ما فهمته زوجة ابنها هي فقط تخشي علي حفيدتها من مجتمع يعرف عنه انه لا يستنكر شيئا
- صدقيني بنيتي لم اقصد ما فهمتيه انا فقط اخشي عليها من هؤلاء الاجانب
- لا تقلقي جدتي فحين ترين ماهي ستعلمين انها لن تكون سهلة ابدا
- اعلم بني

عناد ابنتها الصغيرة اصبح عتاب الان ويجب ان تأتي كي يعلم الجميع من هي ماهي الجابر
 ••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆
ييتبع..

رواية(  بين مخالب الصقور)للكاتبة/ أيمان المغازىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن