الفصل الثاني عشر

1.6K 74 0
                                    

الفصل الثاني عشر
 ••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆

علاقات بنيت واخري توشك ان تهدم، انتقام يطفو علي السطح معكرا صفو حياة اناس لا يدرون عما يتربص بهم !


بقاعة الطعام حيث يجلس المحمدي وعائلته كعادتهم يتناولون وجبة الغداء قاطعهم دخول الخادمة معتذرة
اعتذر علي المقاطعة؛ هناك من يطلب مقابلة السيد عادل
رفع بصره ناحيتها مطالبا بتوضيح فليست من عاداته استقبال احدهم بالمنزل خاصة دون موعد مسبق
اكملت هي موضحة
حين اخبرته بعدم امكانية ذلك طلب مني اخبارك ان خالد المحمدي يطلب مقابلته

صدمة اعترتهم حين سمعوا الاسم هل بتلك السهولة وجدوا ما يبحثون عنه لسنوات طوال بعتبة دارهم ؟!
هرول عادل بلحظتها يتبعه جميع افراد العائلة ليروا الابن الذي اختفي منذ اكثر من عشرون عاما بصحبة والدته
يقف بشموخ مرتديا زي طيار اعطاه هيبة اضافة لطوله الفارع وملامحه الوسيمة التي ساهمت اعين واسعة باللون البني وشعرا كخيوط الحرير مصفف بعناية للخلف وذقن خفيفة بإبراز تلك الوسامة

وقف يتأمل قاعة القصر التي ينتظر بها حضور والده ، لقد اعلمته والدته من قبل ان عائلة والده فاحشة الثراء ولكنه لم يتخيل الامر لتلك الدرجة فالتحف الموزعة بالقاعة بعناية اضافة للأثاث الراقي المطعم بعضه بماء الذهب ومبطن بارقي الاقمشة اضافة الي الثريات الكرستالية المتدلية من السقف تنم فعلا عن ثراء فاحش وبزخ لا يقدر عليه الكثيرون ممن يطلق عليهم اغنياء فهو عاش حياة مرفهة كون عائلة والدته تتمتع بالثراء ايضا ولكن ليس لتلك الدرجة
خالد
قاطع شروده نداء احدهم باسمه فالتفت لمصدر الصوت فوجد رجلا يعتبر نسخة منه بخلاف شعره الذي غزاه المشيب
سيد عادل المحمدي ؟
تحدث برسمية المت والده الذي توقع ان يناديه بأبي
-والدك يا خالد
-وماذا يضمن لنا انه خالد ابنك يا عمي؟
جاء السؤال من شاب يقربه بالسن والشكل بخلاف شعره الاسود واعينه الحادة التي تماثل لون شعره حلكة
ابتسم خالد بسخرية
-هناك تحليل للحمض النووي اذا ما اردت ؟
التفت لابنه الذي تهكمت ملامحه وبان عليها الضيق واقترب بنية احتضانه ولكن الاخير تراجع للخلف خطوة وهو يعتذر
-يبدو انني اخطأت بمجيئي ولم تغير تلك السنوات المنصرمة شيئا
انهي حديثه وهم بالمغادرة ولكن اوقفته يد والده الذي امسك بذراعه وترجاه ان يبقي
-يكفيني فراق بني ارجوك
اقترب هاشم هو الاخر معتذرا
-اعتذر يا ابن العم لم اقصد ان اوجه اهانة لك
اومأ خالد وتراجع عن فكرة المغادرة وعاد بصحبة والده لقاعة اخري وجد بداخلها جمع من الناس ففطن انهم عائلة والده
************
غرفة مطلة علي البحر بمنظر ساحر حين تغرب الشمس وتشرق
لم تطلب اكثر من غرفة تقيم بها حين اخبرها ان اقامتها ستتكفل بها مجموعته كونها مغتربة وحين اخبرها ان هناك شقة بمجمعه السكني ستكون لها رفضت واخبرته انها لن تستقر بمكان ما نظرا لانشغال جدولها الذي نسقته مع شركة طيران داخلية كي تملأ ايام فراغها برحلات قصيرة كي تكمل عدد ساعات طيرانها المطلوبة
رضخ لرغبتها وخصص لها غرفة مميزة بفندقه وجعلها اقامة دائمة لها حين تكون بالمدينة
اخرجت هاتفها واتصلت بشقيقتها لتطمئن علي الجميع
-كيف اخبار ال الجابر ؟
انطلقت ضحكة عالية حين سمعت صوت شقيقتها المازح
-يعانون بدونك صغيرتي
-وادم؟! هل ما زال غاضبا مني ؟
-بالطبع، هل حاولت مصالحته؟
-لا يرد علي مهاتفتي له
استشعرت حزن نبرتها فلعنت غباء اختها وجهلها بمشاعر الاخر الذي اهلكه عشقه لقلب قد من حجر
-لا دخل لي بعنادكم هذا ، هل اتصلت بوالدتك ؟
قلبن اعينها بضجر حين سمعت سؤال شقيقتها ونفت ببرود
-لا لم افعل
تنهدت عالية بنفاذ صبر ولامت شقيقتها
-لا تفعلي كما فعل خالد
- وماذا فعل خالد؟
- لقد سافر اليوم لوالدك
انتفضت من جلستها كالملسوع وراحت تهتف بغضب
- ماذا ؟! هل ذهب اليهم بقدميه
جنون استبد بها فرغم اعتراضها علي ما فعلته والدتها حين استسلمت لرغبة جدها وابتعدت بهم، لكنها ضحت من اجلهم وليس من حق احدهم ان يهدم ما قامت به بلحظة
استرجعت لحظات اعتراف والدتها لهم بما حدث حين قررت ان تفترق عن ابيهم فقط دون الاختفاء ولكن لقاء جدهم الذي اخبرها ان هناك ثأر سيدفع ابنها ثمنه وان ابتعادها هو الحل كي يحبط المطالب به، لكن السنوات مرت ولم تقل عزيمة الثائر ولم يكل

*************
سيدة كبيرة في السن كانت دموعها تجرى وهي تطالعه مما اعمله انها جدته ففور اقترابه منها غمرته بحنان وهي تحمد الله علي عودته
-حمدا لله  علي عودتك بني
لم تتوقف عن احتضانه مما احرجه فاحتضنها هو الاخر وقبل رأسها وابتعد وهو يشكرها
-شكرا جدتي
امسك والده بذراعه واقترب من شيخ كبير يجلس بشموخ وعرفه به
-هذا هو جدك هاشم  يا خالد
انقبض قلبه حين اقترب فهذا الرجل سبب ابتعاد والده عنهم لكنه حياه كما يليق وانحني وقبل يديه كما هو متعارف عليه مما جعل والده يفخر به
-مرحبا بك بني
رحب به شاهين وهو يشير له بان يجلس بجواره فامتثل  لأمره
عرفه بالجميع بدءا من كامل شقيق والده الاكبر وابناؤه هاشم وعادل وايضا صفية الاخت الصغرى وابنتيها نهاد ونهي واخيرا فتاة صغيرة لم تكمل العشرون بعد وربما اقل كانت هي الصدمة
-وهذه الصغيرة هي عائشة اختك

ارتباك حل به ولم يعد يعلم كيف يتعامل معهم خاصة بوجود زوجة ابيه التي لم يشعر بنفور منها كما توقع بل العكس فابتسامتها التي شقت وجهها وهي تصافحه جعلته يشعر بالود ناحيتها فهي من النوع الذي حين تراه يرتاح قلبك له، سيدة بنهاية العقد الرابع من عمرها او يقل مما اعلمه انها تزوجت صغيرة جدا بالسن، بجسد ممتلئ قليلا وحجاب غطي شعرها فزادها جمالا

كانت الفتيات ينظرن اليه بنظرات هائمة وهن يتهامسن عن مدي وسامته
-يا الهي لما هو وسيم هكذا؟
-وايضا طيار!
-اتمني ان يزوجوني به
نهرتهم عالية حين سمعت حديثهن
-تحشمن يا فتيات المحمدي
اما عائشة فقد كانت تنظر له بنظرات هائمة من نوع اخر فها هو اخيها يجلس مقابلا لها وقريبا ستأتي اختها ايضا 
سأله والده بلهفة لسماع اخبار ابنته وزوجته التي فارقها لسنوات رغما عنه
-كيف حال شقيقتك، خالد واين كنتم طيلة هذه السنوات ؟
-بخير الحمد لله نحن نعيش بلندن منذ سنوات
-لندن؟ تعجب والده واردف وما الذي ذهب بكم للندن ؟
-خالي اكرم اجابه خالد باقتضاب ولم يزد حرفا لكن والده فهم مقصده فاكرم وعده انه لن يرها مرة اخرى اذا ما تسبب بحزنها وها قد صدق طيلة هذه السنوات وهي واولاده يعيشون بجوار اخيها ولم يستطع الوصول لها
-انت طيار اذا؟
بنبرة فخر من جده سمع تلك الكلمات  لكنه ما كان ليفوت ثأر والدته فجاء رده جافا
-الفضل يعود لوالدتي وخالي
امتعض جده من رد حفيده لكنه يعلم انه محق
-وماذا عن شقيقتك ؟
سأله والده بحنين والد لصغيرته التي حرم من قربها ورؤيتها وهي تكبر أمام ناظريه
-ايهما ؟
سخرية استشعرها والده فظن انه يسخر من واقع ان له اختا اخرى لم يعلم بوجودها
-شقيقتك عالية

-تخرجت من كلية الطب هذا العام
دمعت عيناه وهو يتذكر حين كان يلاعبهم وهم صغار ويخبر زوجته ان خالد سيكبر ليصير طيارا وان عالية مرشحة لتكون طبيبة بجدارة فقد كانت هادئة الطباع منذ نعومة اظافرها فكان والدها يشاكسها بانها ستصبح حكيمة وها قد مرت السنوات رغم بعده فهل كانت تلك رغبة والدتهم ام انه كان يملك حدسا يخص اولاده صدق بمرور السنين
*****************
يتبع.....

رواية(  بين مخالب الصقور)للكاتبة/ أيمان المغازىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن