🌹الفصل الرابع عشر🌹

1.6K 77 1
                                    

الرابع عشر
 ••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆
انشغلت بعملها وقد ساعدها كثرة تنقل شاهين جوا لدرجة انه يقوم برحلة كل يومين متنقلا بين شركاته بأقطار البلاد، ينهي مروره بين مكاتبه ومشاريعه العديدة ويعود مرة اخرى لمقر شركته الرئيسية
اذهلها التزامه بعمله رغم علاقاته النسائية المتعددة والتي اكتشفت بعضها علي مدار الاسبوعين الماضيين حيث لاحظت حضور احدى السيدات معه برحلته وحين سألت عنها علمت انها زوجته
-ولكنه دائما يقول انه غير متزوج ؟
ضحك رائف منها وحاول ان يوضح الامور لها
-شاهين عاشق للنساء لكنه لا يهوي الخطيئة لذلك يتزوجهن وحين يمل ...
لم يكن بحاجة ليوضح اكثر من ذلك فقد فهمت ما يريد ان يقول فالسيد شاهين يتنقل بين النساء كما يتنقل بين شركاته والفارق ان شركاته دائمة اما نساؤه فلا
حافظت علي مسافة بينهم فكانت منبسطة مع الجميع الا هو فيكفيها ما رأته منه وهو ما لاحظه هو لكنه لم يثنيه عن محاولاته التقرب منها مستغلا لقاؤهم الشبه يومي
رسمية هي وصف علاقتها به فقط تكتفي بردود مقتضبة اذا ما وجه لها حديث، ردود لا ترضي فضوله نحوها ولا تعطيه فرصة كي يقترب منها، محصنة هي ضده عكس الكثيرات مما جعله يرفع سقف رهانه فأبدا لن تفلت من يده امرأة ارادها
كالماسة النادرة التي يراها بأعينه ويتمني ان يضمها لمجموعته  الخاصة وما كان ليتراجع

**********
زيارة لم يقم بها منذ سنوات حين انقطعت علاقته بهذا القصر وساكنيه رغم عنه
صدح صوت الهيثم الجهوري وهو يتقدم نحوه ناقرا بعصاه علي الارض الرخامية محدثا صوت كناقوس حرب توشك ان تستعر
-ما الذي جاء بك يا ابن المحمدي؟
-جئت كي اعلم ما الذي تريده اكثر؟
تحد ظاهر بأعينهم فكلا منهم يحارب من اجل بنيه اولهم يريد ثأر ابنه والاخر يريد الحفاظ علي حياة فلذة كبده
-لا شيء
تجهم وجهه حين سمع رد الشيخ الذي جعله يتساءل عن نواياه
-لا شيء ؟!
-نعم، لا شيء فقد اكتفيت
جلس بكرسيه واراح احد ذراعيه علي عصاه والأخرى وضعها علي ساقه التي رفعت فوق الاخرى بجلسة ملوكية تليق به
-عذابك الذي رأيته  طيلة هذه السنوات وحرمانك من ابنك وحرمانه منك اكثر من عادل يا....
تلكأ قليلا بإنهاء جملته وخرجت حروف اسمه ممطوطة من فمه الذي مال طرفه بضحكة ساخرة
-يا عادل
لم يرتاح لرده لكنه لم يملك خيار اخر غير تصديقه فعادة الكبار حين ينطقون كلمة لا يرجعون بها ولا يراوغون لكن الهيثم يفكر بأمر ما وما هو متأكد منه انه لا ينوي قتل ابنه والا كان فعلها منذ معرفته بمكانه واعلن عن ذلك دون خوف
خرج من القصر وهو لا يعلم هل يرتاح ام يقلق فالهيثم خططه لن تقف هنا قاطع تفكيره نداء احدهم بأسمة
-عادل ؟!
-كيف حالك قاسم ؟
-بخير ابا خالد ما الذي جاء بك لوكر الهيثم ؟
رغم نبرته المرحة الا انه محق فهو دخل وكر الصقور بقدميه ولا يعلم طريقا للفرار
-قدري صديقي
-لا تقلق عادل فلن يمس والدي ابنك بسوء
-وهل حرمانه مني طيلة هذه السنوات ليس سوءا؟
حزن لحال صديقه الذي عاني كل تلك السنوات بسبب قسوة والده وتشبثه بموقفه
-صدقني عادل لم اعلم بالأمر الا من ايام فقط
-لا يهم قاسم فذلك لن يغير شيء مما حدث
ربت علي كتف صديقه وهو يطمئنه  انه لن يعاني من شيء بعد الان

رواية(  بين مخالب الصقور)للكاتبة/ أيمان المغازىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن