الفصل الخامس
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆
جفاها النوم بعد مكالمة شقيقتها التي فاجأتها بالرد علي هاتف والدتها، علمت منها المشاجرة التي تمت بين والدتهم وشقيقها مما اغضبها فخالد لا يكف عن الالحاح بطلب اذنها للذهاب لوالده كأنه متردد بأخذ القرار ويريد من يشجعه علي ذلك
ارتدت فستان صيفي رقيق ينسدل علي جسدها بنعومة واطلقت العنان لخصلاتها التي غطت ظهرها بالكامل وصولا لحدود خصرها وخرجت تتجول قليلا بالفندق
انتهي اجتماعه الذي عقد بقاعة الفندق بنجاح مما يعني حصولهم علي العقد مما اراحه كثيرا فهو لا يهوي خسارة عمل دأب علي انجازه
- مبارك علينا اخي
- مبارك علينا شاهين
- هل ستتناول معنا العشاء ام كعادتك ؟
- لا، سأذهب انا وقم انت بضيافة شركاؤنا الجدد
جذبها حديقة الفندق التي التفت مساحتها الخضراء حول نافورة راقصة رائعة يرتفع ماؤها وينخفض علي نغمات موسيقية ساحرة جعلتها تغمض اعينها وترقص علي انغامها كما اعتادت ان تفعل بصغرها مأخوذة بجمال اللحن
خرج من الفندق واتجه صوب مكانه المفضل الذي حرص علي تصميمه كما اراد فلطالما عشق حديقة الفندق تلك من صغره وحين تولي هو ادارة الاعمال بجانب شقيقه حرص علي ابقاء الحديقة كما كانت واضاف فقط النافورة الراقصة التي اضافت سحرا خاص
ما ان اقترب حتي تهادى لمسامعه لحنا راقيا من الحانه المفضلة فاسرع خطاه حتي ينعم بمنظر تراقص مياه النافورة علي انغامه فوجدها امامه!
حورية تتمايل برشاقة علي الحان معزوفته المفضلة جعلت قلبه يقرع طبولا
شعرها المتناثر حول جسدها بعشوائية بعثرت كيانه سحر القته بأيديها التي تقذفها بكل اتجاه كأنها تستدعي الهواء حولها كي يشاركها رقصتها
اقترب مسحورا بها حتي استقر علي مقربة منها غافلا عن كل شيء الا هي وخطواتها المتقنة كراقصة بالية محترفة
انهت رقصتها بعدة لفات دون ان تفتح اعينها مطمئنة لخلو المكان عدا منها لكنها شعرت بجسدها يستقر بأحضان احدهم اثر اصطدامها به فكان عناقه منقذا لها
كفيها استقرا علي كتفه وذراعيه طوقا خصرها بتملك
ظل يتأمل بوجهها للحظات كأنه لأول مرة يبصر امرأة، ثغرها الوردي الصغير الممتلئ قليلا، انفها المرسوم كما يجب ان يكون واخيرا عيناها اللتان حين فتحتهما وجد بهما بحور من العسل اذابته، غزال شارد اتت لأرضه
-اعتذر
اخرجه من تأمله بها صوتها الذي لم يقل نعومة عن ملامحها
تركها مرغما حين شعر بخجلها الذي ظهر جليا بوجنتيها
ابتسمت بحرج وهرولت مغادرة المكان دون ان تعطيه الفرصة للحديث معها
*****************
عادت للفندق مرة اخري وهي تبتسم بصفاء فقد هدأت كثيرا بعد ان مارست هوايتها التي كانت تلجأ اليها دائما كي تخرج بها غضبها وقد ساهمت روعة المكان بذلك لولا الموقف الذي وجدت به حين قاطعها هذا الرجل الذي يشبه لحد كبير ذلك السيد الذي سبق واستقلت طائرته منذ ساعات لولا اختلاف الاعين التي تشابهت بحدة نظرتها واختلفت بلونها فاحدهم بأعين حالكة والاخر اعينه بلون البن
مطعم راقي بواجهات زجاجية تطل إحدى جوانبه على منظر خلاب للبحر جعلها تفكر بالدخول وتناول عشاءها فهي لم تتناول الطعام منذ الصباح، جلست بإحدى الطاولات البعيدة قليلا عن باقي الطاولات وسرحت بالمنظر الرائع الذي فصلها عن المحيطين بها
لفتت نظره باللحظة التي دلفت بها للمطعم بثوبها الرقيق وخصلاتها السوداء التي تبعثرت حول كتفيها بأريحية جعلتها تهتز برقة مع مشية صاحبتها الهادئة
استقرت بطاولة بعيدة قليلا لكنها لم تكن بعيدا عن مرمى بصره الذي سلطه عليها
شردت بطفولتها التي خلت من وجود والدها، احساس بالفقدان ما كانت تعاني منه وهي طفلة كان كل همها وجود ابيها بجوارها لكن عوضا عن ذلك كان خالها هو المتواجد دائما بجوارها مما جعلها تنسب نفسها اليه رغم اعتراض الجميع الا انهم رضخوا لرغبتها بالأخير
*********
عاد لقصره وباله ما زال مشغولا بحوريته الراقصة، لم تشغل باله امرأة من قبل لكن هي احتلت تفكيره منذ راها ربما ارتباطه بالمكان ووجودها به هو ما شغله بها ؟ راح عقله يبحث عن سبب مقنع عله يريح قلبه الذي مازال ينبض بقوة
استقبلته والدته بابتسامتها الهادئة
-هل نبارك حصولك علي العقد؟
-بالطبع
فتحت ذراعيها داعية اياه ليرتمي بأحضانها ففعل لكنه لم يخفي سخريته من الوضع
-لن يصدق احدهم ان ثائر الهيثم يرتمي بأحضان والدته كالطفل كلما فعل شيئا جيدا
نكزته والدته بعتب وهي تهمس
-لا تجعلني ات لشركتك واجرك من اذنيك امامهم يأبن الهيثم
تعالت ضحكته حين سمع وعيدها وراح يهز رأسه نافيا
-لا، ارجوك حينها ستضيع هيبتي
هو بالفعل كالطفل حين يتعامل مع والدته، الوحيدة التي يسمح لها بالاقتراب كي تشعر بحزنه وضعفه وقلما لحظات سعادته
-اين شقيقك؟
-تركته بصحبه شركاؤنا الجدد
كلمات بسيطة هو حظها من ابنها الاصغر حين عودته التي لن تطول عن بضع ساعات ويعود مرة اخرى لمزرعته التي تعتبر ملاذه من العالم، اما شاهين فهو العكس منفتح علي العالم كله لدرجة جعلته لا يستقر ببلد واحد اكثر من ايام قلائل ينتقل بعدها لأخري واخري هكذا هو حظها من ولديها وميراثهم من جدهم
******************
انفض الجميع من حوله وهو مازال يراقبها ، وجهها الذي ارتسمت عليه علامات الحزن والالم جعله ينشغل بأمرها علي غير عادته فوجد اقدامه تسوقه لها حتي توقف امامها مباشرة ينتظر ان ترفع حبيبتيها وتنظر اليه
اغلقت عيناها وهي تسحب الهواء كي تملأ صدرها عله يزيل حيرتها حين يخرج لكنها استشعرت اعين تراقبها وحين رفعت مقلتيها وجدته امامها بأعينه الحادة التي اخترقتها
-سيد شاهين
موسيقي عذبة خرجت منها حين نطقت اسمه جعلته ينتشي ،هو عاشق للنساء وهو نوعا خاص لم يجربه من قبل وكم يسره ان يطالب بحقه بتذوق جميع الانواع
-كابتن ماهي
لم تستشعر سخريته حين لقبها بذلك لكنها احست بشعور اخر لم تستسيغه ابدا رغم حلاوته
-ارجو الا اكون قد تطفلت عليك فانا اردت فقط ان اشكرك
ذهول اعتمر بعقلها فهي لطالما ظنت ان امثاله لا يثنون علي احد ولا يشكرون مجهود احدهم
-لا داعي للشكر
لم يتشتت فكرها بسبب رجلا من قبل ولن يكون هو استثناء ولكن عيناه لا تعطيها اي فرصة لإحكام السيطرة علي نفسها خاصة حين يصمت ويسلط بصره عليها
-ما زلت ابحث عن مساعد طيار فهل انت مهتمة؟
عرض عمل مثالي لم يطلب منها او يرجوها بل وضع فرصة امامها كأن العمل لديه فرصة ذهبية لن تتكرر
لم تجبه اكتفت بالصمت مما اغضبه خاصة انه لا يعلم لم فعل ذلك لم عرض عليها العمل معه ولكن لا فرصة الان لسحب عرضه فالكرة بملعبها وكم يتمني ان تقبل
مغامرة جديدة ودعوة للتمرد كما تهوي، فرصة حقيقية كي تري كل ما تتمناه عن كثب خاصة وان لا احد يعلم من هي حقا
-موافقة ولكن بشرط
اذهله طريقتها بقبول العرض وثقتها بنفسها لدرجة انها ستملي عليه شروطها اشار لها بيديه لتكمل كلامها
-سته اشهر فقط هي مدة العقد
-موافق
القي بكلمته وهو يغادر فاللعب معها مرهق وهي اعطته الوقت الكاف ليضع خططه فهي اصبحت هدفه الجديد وكم سيتلذذ بإيقاعها بشباكه علي مهل كالصقر حين يرصد فريسته علي الارض ولا ينقض عليها الا بلحظة جاهزيته لافتراسها
**************
يتبع.....
أنت تقرأ
رواية( بين مخالب الصقور)للكاتبة/ أيمان المغازى
Actionرغم الليل الذي اسدل ستاره علي البسيطة واستكانت جميع مخلوقات البارئ الا انه لم يستكين، راح يشق سكون الليل بصوت اقدام فرسه العربي وهو يضرب الرمال من تحته مخترقا سكون الليل بصهيله فارس ملثم بالسواد فلم يري منه غير اعين حادة كصقر ذاوي بين حاجبيه صحر...