🌹الفصل التاسع🌹

2K 88 0
                                    


الفصل التاسع
 ••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆
-يا له  من وسيم
علقت عالية بخبث وهي تغمز لشقيقتها ما ان خرجوا من المحل بعد توديعهم لشاهين شقيقته
قلبت عينيها بملل ولم تجيبها فموضوع الاعجاب  بالرجال قضية خاسرة بالنسبة لها
ارتدت نظاراتها التي غطت معظم ملامح وجهها واتجهت صوب درجاتها البخارية التي اعتادت التنقل بها منذ ان رافقها ادم وهي بعمر الخامسة عشر لسباق درجات بخارية كان مشتركا به، ادمنت ركوبها مثله حتي صارت تتبادل معه علي دراجته نظرا لرفض والدتها شراء واحدة لها متعللة انها لا تليق بفتاه ولكن ادم كالعادة كان له رأى اخر واشتري لها واحدة بعيد ميلادها الثامن عشر ومنذ ذلك الحين وهي تستقلها دائما مادامت بلندن وقد اصابت العدوي شقيقيها فاشترت عالية واحدة هي وخالد لكنها لم تستقلها كثيرا نظرا لكونها طبيبة ويستلزم عليها الظهور بمظهر معين ولا مكان للطيش بحياتها العملية

-سأذهب لادم واحضره لنتناول الغداء معا
-وانا سأسبقك بسيارتي لمطعمنا المعتاد

***********
اغلق حاسوبه قليلا كي يريح عقله ويستمتع بتناول الشاي الإنجليزي الذي اعتاد علي تناوله حين يجيء لهنا، اتجه بصره صوب المحال التي توجهت شقيقيه نحوها فوجدها امامه !!
حوريته الراقصة بصحبة فتاة تشبهها لدرجة جعلته يعتقد انه يهذي واصبح يراها بكل فتاه تقف امامه ، اغلق عينيه للحظات حتي يستعيد تركيزه وما ان فتحهما حتي راها تغادر بدراجة بخارية وقد اختفت الأخرى ولكن لا يعلم اين فقد تحركت سيارة غطت علي مكان وقوفهم السابق وكل ما راه حين نهض من مجلسه هو خصلاتها الفحمية المتطايرة خلفها وهي تشق الطريق مبتعدة عنه
فراح يتمتم
-لقد سحرتني جنية حتي اراها بكل مكان اختلي به بنفسي!
**********
رغم عشرتهم التي دامت لأكثر من عشرون عاما لم تستطع ان تعوضه فقده لزوجته وابناؤه
لم تفهم حينها سبب زواجها منه فهو لم يكن طرفا بالخلاف الذي وقع بين زايد الهيثم وشقيقها والذي انتهي بمقتل الاول واصابة اخيها
ماض فقد به حلقة لم يعرفها احد غير الكبار الذين رفضوا اخبارهم بما حدث والبديل لسفك الدماء هو زواجها منه وانهاء الأمر للابد
زواج نتج عنه فتاة تقارب العشرون من عمرها اكتسبت براءة الكون كله بأعينها وحب الدنيا بقلبها فكفتها عن كل شيء

***********
انهي عمليته التي استمرت لثلاث ساعات متواصلة مما ارهقه جسديا وعقليا بدرجة جعلته يتمنى ان ينام يوما كاملا دون انقطاع وهو ما لن يحدث بوجود صغيرته التي لن تكف عن شغل وقته طالما بقت بالمدينة !
-مجهود رائع دكتور ادم
ابتسم بود ردا علي ثناء الينا
-شكرا الينا
-اذا ادم هلا تناولت الغداء معي اليوم ؟
كانت نبرتها المغرية توضح مدى اعجابها به ومحاولاتها استمالته وكيف لا وهو يحمل وسامة عربية اصيلة ببشرته الحنطية وجسده المتناسق وعيناه الفيروزية التي ورثها من والدته فجمع اجمل ما بوالديه خاصة شعره الاسود الناعم الذي تساقطت خصلاته علي جبينه المتعرق فالتصقت به فأغرت الينا كي تعيدها للخلف

وصلت للمشفى وسألت عن  مكان تواجده وما ان وصلت وهي تتلفت حولها حتي رأته واقفا وهناك فتاة صهباء تقف قبالته ويدها تعبث بخصلات شعره التي حرمت عليه ان تلمسها امرأة غيرها حتي يتزوج مما اثار غضبها واتجهت صوبهم كالرصاصة الطائشة
-ادم ؟!
اتسعت مقلتيه حين سمعها وعلم انها لن تمرر امر الينا علي خير
-من انت ؟وكيف تناديه باسمه دون القاب؟
ردت الينا عليها بحزم دفاعا عن مكانة زميلها امام طفلة طائشة لا تحسن التكلم فكانت اللقافة نصيبها حين ردت ماهي كلامها
-انا صاحبة الحق بلمس شعره لا انت
ارتبكت الينا ظنا منها انه يمتلك صديقة او زوجة ربما فهو كتوم ولا يعلم عنه الكثير
تقدمت ماهي حاشرة نفسها بينهم وعرفت عن نفسها بتعال
-ماهي الجابر، وانت...؟!!
-الينا بروس
زادت حيرتها فهذه الفتاة تحمل اسمه اذا هي اما زوجته او شقيقته وهو ما استبعدته فطريقة تملكها غريبة
- سعدت بلقاك سيدة الجابر
انصرفت الينا وهي تكاد تختنق من الخجل الذي اصابها حين ظنت انها تغازل رجل امام زوجته اما الاخر فكان بموقف لا يحسد عليه فمن جهة هو سعيد بما حدث رغم علمه بان ماهي لم تقصد ما فهمته الينا ومن جهة اخرى يلعن نفسه علي سكوته وعدم تصحيح الموقف
-سيدة الجابر اذا؟
نظرت له ببراءة  وهزت منكبيها بعدم اكتراث
-ماذا؟ هي من فهمت بطريقة خاطئة ثم....
تلفتت حولها بطريقة مضحكة وهمست له
-لقد ساعدت في تحسين صورتك علي الاقل انت متزوج ولست ...
غمزت بنهاية كلامها مما جعله يغتاظ من ذكرها الامر مرة اخرى ونسي انه بالمشفى وكاد ينقض عليها لولا تحذيرها
-ادم، نحن بالمشفى
-وان يكن ؟
-هيبتك دكتوري
تمالك نفسه وراح يضغط قبضته وهو يملا صدره بالهواء عله يهدأ فهي الوحيدة التي تخرجه من طوره وهو ما استغلته وراح حاجبيها يتراقصان امامه بطريقة مستفزة فتحدث من بين اسنانه وهو يحاول الا يفقد عقله
-انصرفي ماهي الان وانتظريني بالخارج
-حسنا
وافقته بسرعة فيكفيها ما حدث للان فهي لا تريد ان تثير مشهدا بمشفى عام بوسط لندن

************
اخيرا انتهي انتظاره الذي دام عشرون عاما ويزيد، قلبه المكلوم سيرتاح اخيرا حين يثأر لدم ابنه البكري الذي تسبب ابن المحمدي بمقتله دون شعور بندم
اشتد ظهره واستقام بعد انحناؤه لسنوات خاصة حين شعر برعب هاشم المحمدي الذي جعله ينتشي وهو يسمع نبرته المهزوزة حين اعلمه بوجود حفيده بلندن وانه سيصل اليه عما قريب
-اسعدك الله دائما يا ابي
ابتسامة نادرا ما وجدت علي وجه ابيه منذ وفاة شقيقه جعلت يسعد بان اباه لم ينس الابتسام
-لقد حان وقت السعد بني واخيرا
-وما سبب تلك السعادة كلها؟
-وجدت ما كنت ابحث عنه لسنوات
تجهم وجهه بعدم فهم فوالده دائما يتحدث بغموض
-وما هو ذا؟
ابتسامة ماكرة رسمت بوجه ابيه جعلت قلبه يقبض ويدعو الله ان يخلف ظنه
-ابناء المحمدي
اذا صدق حدثه والامر متعلق بشقيقه وعادل المحمدي، حادث نساه الجميه عدا والده الذي اسر الامر بقلبه واغلق عليه للان
-الم ينتهي هذا الامر منذ زمن ابي وقد حققت انتقامك منه بإبعاده عن بنيه
-لا، فهذا كان جزء فقط مما سأفعله به
قست نظرته واحكمت يداه الممسكة بعصاه التي استقر صقر فضي بمقدمتها كأنها عنوان لصاحبها
سأجعله يخسرهم وهم امام اعينه سأجعله يتحسر عليهم كما حسرني علي ابني
لم يكن بحاجة ليوضح ما سيفعله فهو ان اراد ان يعذب احدهم لن يرهقه الامر يكفيه ان يعطي اشارة صغيره من يديه لاحد احفاده فينقض كالصقر مفترسا ضحيته دون ان يرف له عين فهكذا رباهم منذ صغرهم وحتي الان ورفضه زواجهم ينبأ بكارثة اكبر خاصة انه لم يحاول طيلة السنوات المنصرمة الاقتراب من عائلة المحمدي وابقي شراكتهم كما هي بل ووطدها اكثر كأنه يتوغل بهم كالسم وحين يصل لمبتغاه سيمحيهم بلحظة !

************
اضطراب حل بقصر المحمدي منذ انهيار الجد المفاجئ فهاشم المحمدي ما كان ليسقط بسهولة فهو كالجبل الشامخ الذي كلما علا ارتفاعه امتدت جذوره بعيدا بالأرض مثبتة اياه
-وما الحل الان هاشم ؟
سؤال الح علي الزوجة التي رأت انهيار زوجها بفعل كلمات الهيثم التي استقرت عميقا بقلبه فأدمته
- لا اعلم جدتي، رغم علمنا بمجيء هذا اليوم الا ان مباغتة الهيثم لنا اربكتنا
- وماذا عن عمك؟
- عمي هو اكبر معضلة وليعنا الله حين يعلم
اتاه صوت عمه بهذه اللحظة من خلفه
- اعلم ماذا يا هاشم؟!

************
يتبع.....

رواية(  بين مخالب الصقور)للكاتبة/ أيمان المغازىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن