🌹الفصل العاشرة🌹

2.1K 94 0
                                    


الفصل العاشر
 ••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆

لعبة تشعبت خيوطها وتشابكت فلم يعد هناك محركا واحد لها واصبحت قواعدها معقدة ويصعب الخلاص منها
حفل مهيب بأحد اعرق قصور لندن حيث اجتمع عبق الماض مع حداثة المستقبل بمزيج معتدل يستسيغه الفكر والعين
شغل الحفل مساحة كبيرة من الدور الاسفل للقصر وامتد لأجزاء  من الحديقة الخارجية التي اضيئت بأنوار هادئة اضفت علي الحفل طابع راق، موسيقي حالمة يتم عزفها بمعرفة فرقة موسيقية متخصصة، ضيوف يظهر عليهم امارات الثراء الفاحش ورفعة المكانة الاجتماعية، فتجد منهم من وضع شارة ما او وسام يبين مركزه بالبلاط الانجليزي
رغم مظاهر البزخ التي ملات الحفل الا انها كانت كالسمكة التي اخرجت من الماء فضاق صدرها بالهواء الجاف الذي احيط بها
تأففت ماهي وهي تناظر الجميع بملل
-اكاد اختنق هنا
-ماهي الحفل رائع حقا كما ان ثوبك فاتن عزيزتي
ناظرت شقيقتها بطرف اعينها وهي تمسك نفسها عن الهتاف
-حقا ؟!
شاكستها شقيقتها وهي تومئ برأسها ناحية احدهم
-نعم، حتي ان مايكل متجه لهنا كالمسحور
امتقع وجه ماهي حين سمعت شقيقتها فهي منذ بداية الحفل  تتجنب لقاؤه ولن تكف الان
-ماهي
حاولت ان تتجاهل نداءه وتكمل فرارها ولكن شقيقتها امسكت بذراعها بحركة غادرة جعلتها لا تستطيع التحرك حتي وصل مايكل فعلمت انه لا مجال للهرب الان فالتفتت وهي راسمة اسخف ابتسامة يمكن ان توجد بوجه احدهم
-مايكل، كيف حالك؟
-انا بخير لقد اشتقت لك حقا
بلاهة وثقل دم هذا ما دار بعقل ماهي حين سمعت كلماته التي اثقلت قلبها بسخافته خاصة انها خارجة من رجل مستحيل ان تجمعهم اي علاقة حتي وان كانت صداقة
-اعتذر مايكل فعملي يأخذ كل وقتي
حاولت ان تنفذ بجلدها من سماجته التي لم تفتقدها منذ سنوات والفضل يعود لسفرها الدائم ولكي يكتمل الموقف حضرت الجزء الثان من السماجة
-انظروا من هنا
لم تكن غير سالي هاريسون تلك الصهباء النزقة التي لطالما كانت شوكة بحلق ماهي منذ صغرهم، لم  تترك فرصة الا واستغلتها لتنغص  عليها معيشتها وكل هذا لعشقها لادم الذي لم يكن يعرها انتباه ومازال وما زاد الامر سوءا اهتمامه الدائم بماهي مما جعلها تحيل ايام ماهي سوادا كلما سنحت الفرصة حتي تخرجت ماهي والتحقت بكلية الطيران وهو ما فشلت به سالي نظرا لعدم تحملها لاختبار الضغط الذي اخرجها من الاختبارات وانقلبت اللعبة منذ ذلك الحين
-سالي
-كيف حالك ماهي ؟
لم يكن المراد بسؤالها الاطمئنان عليها بل مجرد تمهيد لتسأل عما تريده الا وهو ادم الذي تأخر بعمله ولم يصل للان
-بخير سالي، مشغولة بعض الشيء ولكنني بأفضل حال
ثقة بالنفس هو ما كسبته منذ التحاقها بالجوية وتبعها التحكم بمشاعرها ومشاعر من امامها اذا ما استلزم الامر

**********
وصل للحفل بأقسى سرعة فور مغادرته للمشفى،  فهو يعلم مدى كره صغيرته لهذه الحفلات وانها ستحاول المغادرة بأقرب فرصة مما سيغضب والدتها ككل مرة
دار بأعينه بالحفل للحظات حتي وجدها تقف بجوار شقيقتها التي ترتدى ثوبا مماثلا لها ولكن عيناه لم ترى غيرها هي كأن الحفل خلا من الجميع عداهما
اقترب كجرم سماوي وقع بمجال ثقب اسود فابتلعه دون شعور منه فلا هو استطاع الابتعاد ولا الثقب شعر بما بداخله
-ادم
لم يدرك من نادى باسمه فعقله سابح بملكوت اخر منذ وقع بصره عليها حتي ابتسمت ابتسامتها المعهودة حين تراه غير عالمة بما تفعله ضحكتها به
- واخيرا حضرت
- اعتذر عن التأخير
- لا يهم فالحفل مم...
- رائع حقا
قاطعتها شقيقتها قبل ان يخرج فمها ما يعكر صفو الليلة فسالي لن تكف عن الشكوى امام سيدات نادي الجولف الخاص بوالدتها عن عدم تهذيب صغيرتها التي افسدها عملها كالرجال
-سالي ما هذا الجمال
تملق واجب بهذه الحفلات يزيد بما انها صاحبة الحفل
-اشكرك ادم وانت ايضا وسيم كالعادة
لم يخلو غزلها من لمسة اغواء قامت بها اصابعها وهي تتحسس اطراف بذته مما اخجله قليلا خاصة مع اقترابها منه بهذا الشكل
-هلا راقصتني؟
باغته سؤالها فلم يستطع ان يرفض ولبي دعوتها علي مضض تاركا خلفه من فار دمها من جرأة الصهباء الشديدة لكنها فرصة كي ينتقم منها لما فعلته بالصباح مع زميلته 
-يبدو ان سالي ما زالت مصممة علي النيل منه
صرحت عالية بخبث علها تحرك المياه الراقدة بقلب شقيقتها لكنها لم تجد اي ردة فعل تنم عن غيرة لكنها رأت الم لم تفهم سببه بأعين صغيرتها
-سيأتي اليوم الذي تظفر به احداهن واخسر انا اب اخر عالية
انهت جملتها ومشت ناحية احدي اركان الحديقة مما اراح عالية بأنها لن تغادر وحدها

وصلا الحفل منذ فترة تعرفا بها بعدد كبير من النبلاء الانجليز وايضا صفوة الجالية العربية المقيمة بلندن، نصر جديد يضاف لعائلة الهيثم فمكانتهم تخططت حدود الوطن حتي وصلت للقصر الملكي بإنجلترا مما سيعزز وضعهم الاقتصادي كثيرا 
كان اشهرهم هو اكرم الجابر وشقيقته التي تعتبر واحدة من اهم نساء الجالية والذي حرص الدوق هاريسون علي تعريفهم بها بنفسه
سيدة بأوائل  العقد الخامس من عمرها، لم تتأثر كثيرا بالعمر الذي مر حيث احتفظ وجهها بجماله وخلوه من علامات التقدم بالسن وظل جسدها علي رشاقته فأعطاها مظهر سيدة ثلاثينية
-السيدة رقية الجابر
انحني شاهين مقبلا يدها بلباقة وهو يعرف عن نفسه
-شاهين الهيثم
ارتبكت وكادت تسقط من هول المفاجئة فقد وصل الهيثم لحدود مملكتها مهددا بهدم ما عانت سنوات للحفاظ عليه، فهو شريك والد زوجها وتخشي ان يعلم من هي
تمالكت نفسها حين شعرت بالتساؤل الذي ظهر بأعينهم حين شعروا بارتباكها
-اعتذر فيبدو انني مرهقة قليلا 

اندمج شقيقيه بالحفل سريعا لكنه لم يفعل فهو لا يهوي اجواء البزخ المغال به هذه، فهو عاشق لليل والخيل اكثر من البشر ولهوهم الزائف
نأي بجنبه بعيدا عن الجميع عله يريح عيناه قليلا بمنظر السماء الصافية بهذه الليلة التي غاب قمرها وتلألأت نجومها كماسات زينت سجادة حريرية  لا نهاية لها
سارحة بعالمها الخاص الذي تلجأ اليه كلما احزنها واقعها، رغم ضحكتها التي اتقنت رسمها فقلبها يؤلمها دائما، تائهة هي لا تعلم متي ستجد برها، والدتها وجدت ملاذها بعملها وشقيقتها تلهي نفسها هي الأخرى بمرضاها، وشقيقها الهاه سفراته المتكررة عن كل شيء وهي مثلهم تلهي نفسها بالسفر علها تريح قلبها من حرمان عانته بصغرها وارهقها حين كبرت
خصلات فحمية ازدانت بحبات لؤلؤية ارتاحت علي كتف واحد وتركت الاخر حر، ثوب نبيذي زين جسدها الفاتن وانسدل يغطي ساقيها حتي تلامس مع الارض، كحل رسم عينيها الساحرة فزادها سحرا مع اتساعهما الذي سلب لبه منذ ان رآهم اول مرة

اقترب منها كالمسحور محاولا اكمال الصورة التي ساهم ضوء القمر بإظهار بديع صنع الله فيها
شعرت بحضور احدهم ففتحت عسليتها باحثة عمن اقتحم خلوتها فوجدته امامها مما جعلها تدهش همست باسمه  لكنها سرعان ما ادركت انها مخطئة فهو شخص اخر فعيناه التي تشبه حبات البن ليستا لشاهين
-عفوا ؟
سمع همسها الذي خرج دون ان يفهم ما قالته
ابتسمت وهي تعتذر بنبرة خافتة اطربته وهي تتقدم حتي وقفت قبالته فتاه ببحور شهدها التي اطلت عليه
-اعتذر اعتقدت انك شخصا اخر
تمني ان يكون هو من جاء بفكرها غير عالم من كانت تقصد
ثائر الهيثم
عرف عن نفسه بكبرياء جعلها توقن انها لم تبتعد كثيرا بظنها فهو يشبه حقا خلافا انه يحمل نفس الاسم
-الهيثم ؟
-نعم اتعلمين  معناه  ؟سألها بتحد
-الصقر اجابته بثقة جعلته يعجب بها لكنها باغتته بسؤال اخر جعل ضحكته تنطلق مدوية
وهل ثائر وصفك ام اسمك فقط ؟
-الاثنان اجابها بنبرة مستمتعة بما دار بينهم واردف وهو يحثها علي التعريف عن نفسها
-وانت ......
-لا، انا متمردة سيدى
-وما هو اسمك سيدة متمردة
-قيل لي أن اسمي رسم بوجهي
ذوي بين حاجبيه مفكرا بمعنى قولها هل حسناء هو الاسم ام جميلة لكنها صفات لوجهها سرح قليلا مفكرا حتى اهتدي لأعينها فهي أجمل ما رأي فتيقن انه
مها
رحلت دون ان يشعر حتي لدرجة جعلته يظن انه كان يتخيل لقاءهم هذا فعاد للحفل وهو موقن انه جن حقا وصار يتخيل رؤية فتاته الغامضة تلك التي لا تظهر الا بأغرب الاوقات و الاماكن
غادرت حين انشغل بالتفكير باسمها فاستغلت اغلاقه لعينيه وتسللت عائدة للحفل
ارتاحت حين سمحت لها والدتها بالمغادرة، فادم مشغول بسالي وعالية تتجنب الجميع ومايكل لن يتركها اذا ما راها ثانية
-الي اين؟
باغتتها شقيقتها بالسؤال حين لا حظت تسللها ناحية البوابة الخارجية للقصر
- لقد تحججت بالتعب وسأعود للمنزل
- هلا عدت معك ؟
- لا عقابا لك علي إرغامي علي سماع تفاهات مايكل لأكثر من النصف ساعة
- أرجوك سأتحجج بإيصالك

رضخت لتوسلات شقيقتها واخبرتها انها ستنتظر بالخارج فهي لن تعود لهذا الحفل ثانية
اسرعت تبحث عن والدتها كي تنجو من تلك الحفلة المملة كما سبق ووصفتها شقيقتها ، لم يطل بحثها حتي وجدتها تقف بجوار رجلين لم تستبين من هما حيث ان ظهريهما هما ما كانا بمقابلها
اشارت لوالدتها التي اسرعت ناحيتها علي غير العادة دون محاولة منها لجذب الانتباه ناحية ابنتيها وتقديمهم لمعارفها !

التقطتها اعينه تغادر الحفل فاسرع ناحيتها مناديا باسمها الذي خمنه كما طلبت منه
- مها!
- عفوا؟!
تبدلت بحور العسل بمقلتيها لأخري زيتونية رائقة انسته شبيهتها بلحظة تاركة ذكرى اخري بعقله لأعين لم يسبق وتركت غيرها اثرا بنفسه كما فعلن هاتين
- اعتذر، اعتقدك  شخص اخر
غادرت مسرعة هي الأخرى كأنهم لا يملكون الوقت بهذه البلاد، ظل يتابعها حتي اختفت من امامه وكل ما استقر بنفسه ان لقاؤه بهن قدر لم يكشف عن خطته بعد
اسرعت ناحية شقيقتها وهي تضحك من نفسها فقد هربت من الرجل دون حتي ان تنظر بوجهه خشية ان تراها والدتها وتثنيها عن المغادرة بحجة انه ليس من الذوق ان تغادر محادثة  بدأها احدهم معها

**************
حاول التملص اكثر من مرة لكنها احكمت قبضتها عليه جيدا فبعد ان انتهت رقصتهم اسرعت بتقديمه لعدد من الامراء الذين اغدقوا عليه بسيل من الاسئلة التي لم تنتهي وحين وجد فرصة كي يعود لصغيرته التي يعلم انها تعاني بدونه الان فهي كارهة للحفلات من هذا النوع
ما ان تحرك حتي تأبطت سالي ذراعه وحثته علي اتباعها حيث يقفن عدد من الفتيات التي عرفته عليهن علي انهن صديقاتها
وكانه اتفاق بينهن علي حجزه بوسط هن وعدم السماح له بالمغادرة  ظل الوضع علي هذا المنوال حتي انشغلت سالي بضيفها الذي لم يرتح ادم له حين عرفته به وتسلل يبحث عن ابنتا عمته
-هل رأيت ماهي ؟
-استأذنت بالذهاب هي وعالية منذ فترة طويلة ادم
شعر بالندم حينها فقد نجحت سالي بإبعاده عنها حتي هربت من الحفل، كعادتها لا تحب ان تتواجد بمكان به جمع من الناس خوفا من لفت النظر نحوها
-حسنا عمتي، سأرحل انا ايضا
رغم تضايقها من هروبهم المتكرر من حفلات يتمني غيرهم حضورها فقط خاصة ابنتيها اللاتي لا ينقصهن جمال ولا مال لكنهن لا يشعرن بالراحة وسط الناس مما جعل قلبها يؤلمها فأبناؤها يدفعن ثمن اخطاء الغير الا انها رحبت بمغادرتهم هذه المرة خاصة وانها تعبت من ابعادهم عن ناظري الهيثم
-حسنا ادم اذهب
غادر فورا كي يلحق بصغيرته التي لن تمرر له انشغاله عنها وتفضيله مراقصه سالي علي البقاء معها
علاقة غير مفهومة بينهم، هي لا تعترف بحق احد به غيرها ورغم ذلك لا تنفك تدعوه شقيق اما هو فيعشقها منذ راها وهي طفلة لم يراها ابدا شقيقته وحين اصرت علي تغيير اسمها جن جنونه وكاد يقتلها حين علم انها ستصبح شقيقته ولو بالاسم فقط
*********
حاول ان يعي ما اخبره به ابيه حين افاق من أغماءه، لم يستطع ان يصدق ما فعله به وبأبنائه بالاتفاق مع والدته وزوجته
رقيته التي اختارت البعد ولم تمهله الوقت ليشرح لها ما حدث لم تعطيه الفرصة كي يوضح ان لا ذنب له بما اقترفه زايد منذ اكثر من خمس وعشرون عاما وانه هو من عوقب والان يعلم من والده انه مطالب بدفع دية دم لم يزهقه من بناته حفاظا علي وحيده من بطش الهيثم
لم يصدق ما طلبه الهيثم من ابيه حينها وانه سيصبر حتي يجيء اليوم الذي سيتحقق به العهد ويجب البر بما اتفقا عليه والمطلوب حفيد !
-عمي انا...... 
قاطعه عادل فهو لن يتحمل ان يسمع مبررات واهية
-عشرون عاما، عشرون عاما وهو يران اكوي بنار حرماني من ابنائي كان ابي هو من ينتقم للهيثم يا هاشم
نار استعرت بصدره حين فطن لما حدث، والده نفذ للهيثم ما طلبه وانتقم منه شر انتقام، حرمه  ابناؤه طيلة هذه السنوات ليشعره بمرارة الحرمان من الابن، حرمه ان يراهم يكبرون امامه وحرمهم من ان يكبروا بجوار والده كأحفاده الذين ظن ان عادل هو السبب بيتمهم
-انتقام امر من القتل

*******
عادت من الحفل وجلست برفقة شقيقتها بحديقة قصرهم يتجاذبون اطراف الحديث عما مر بهم بالأيام الماضية، لطالما كانتا السند لبعضهن البعض وكانت كل منهن حصنا للأخرى من مخاطر الدينا
-لما قبلت هذا العقد ماهي؟
-لأهرب عالية 
-مم ؟ لطالما هربت الينا من الجميع والان تهربين منا؟
-اهرب من نفسي عالية، اهرب من اتكالي عليكم
-لكنك لم تعودي ضعيفة ماهي؟
بالفعل هي لم تعد ضعيفة، لم تعد ماهي التي تختفي خلف ادم حين يضايقها احدهم او التي تبكي بأحضان عالية حين تشعر بحاجتها لذلك ولم تعد ماهي التي تمشي علي خطي خالد كي تستمد منه القوة
- لكنني احتاج لحياة تخصني عالية كي لا اسقط حين ابقي ووحيدة
- لن تكوني وحيدة ابدا، صغيرتي
توقيت مثالي يصل به كي يستمع لمخاوف صغيرته التي تبتعد كي تعود قلبها علي وحدته، لا تعلم ان قلبه هجره وسكن صدرها منذ زمن ولن تستطيع ان تطرده
-انظروا من يتحدث
سخرت منه ونهضت كي تغادر معلنة عن خصامها له
-السيد ادم، الذي تركني من اجل مراقصه افعي
-تصبحون علي خير
انسحبت عالية بهدوء فالليلة ببدايتها بالنسبة لهذين الطفلين وهي لا بال لها لسماع مشاكساتهم طيلة الليل
-لقد اضطررت لمراقصتها
برر ادم موقفه متغاضيا عن انتقامه الصغير منها فهو لن يتحمل خصامها
- لا يحق لاحد بمراقصتك غيري ادم حتي تأت من ستسرقك من الجميع
- ربما اتت
- لا، ارجوك ليست سالي
- لا
- ولا الينا
- لما اذا؟
- لا تليق بك
ليته يشعر بحبها لكنها ليست كذلك، تملك هو ما تكنه له فقلبها رغم براءته الا انه صلد لن يفتح بسهولة لأى كان
-حسنا، كيف اراضيك ؟
-لا، سأظل علي غضبي منك لحين عودتي
- عودتك ؟
- نعم، سأسافر غذا ولن اعود لمدة ستة اشهر
غياب طويل وحرمان من رؤيتها سيعانيه قلبه ولا سبيل لجعلها تغير  هذا القرار فهي عنيدة
-اذا قررت اكمال هذا العمل
-نعم، فالسيد شاهين سيعود غدا وسأبدأ عملي برحلة الغد
-شاهين الهيثم ؟!!
-نعم، هل تعرفه؟
-التقيت به بالحفل منذ قليل
انقبض قلبه حين علم انها ستعمل معه ولا يعلم سبب ذلك ربما كونها ستبعد ام انها غيرة من رجل سيبقي ملازم لها لفترة طويلة ؟!!
ستخرج من شرنقة العائلة وتذهب بعيدا علها تجد راحة لعقلها مما يعتمر به
تنهدت وهي تتحسر علي حال اخوتها وحالها فهي وشقيقتها يخشون ان يدق قلبهم يوما ما اما هي فتغرق بعملها بعيدا عن امور الفتيات هذه وشقيقتها عمياء لا ترى اعين تصرخ بعشقها حتي سمعها الجميع عداها هي
اما شقيقها فكانت القسوة ملاذه فاصبح كالصخر الذي لا يؤثر به الهوا وينتظر ينبوع يتفجر به فينحت جداره عله يلين 
لجأت لصديقتها المقربة التي كلما ضاقت بها الدنيا اتتها وراحت تعزف علي اوتارها ما تجده من دنياها فتتعالي النغمات حولها مفرغة كل ما بصدرها من هموم

انتهت ليلتهم بطلبه منها ان تراقصه كي تظل اخر لحظاتهم معا هي بعالمهم الخاص بعيدا عن الجميع
ضمها اليه كأنها اغلي ما يملك وتعلقت هي بعنقه كأنه طوق نجاتها الذي يوقيها الغرق هو يعشقها وهي تحتاجه فلا مجال للغة القلوب بينهم فقط الحاجة حاجة للحب وحاجة للأمان
سرحا بأنغام الكمان التي اخرجتها عالية بأنامل محترفة متناسين غدهم الذي لا يعلمون ما سيجلبه لهم معه
 ••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆
يتبع......

رواية(  بين مخالب الصقور)للكاتبة/ أيمان المغازىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن