الفصل الثالث عشر
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆
سارحة بماضيها الذي عاد متسللا لحياتها مرة اخري حيث احكم الخناق علي علاقتها ببنيها خاصة خالد الذي استنكر فعلها وبعدها عن والده دون اعطاؤه الفرصة للاختيار فعادت كلماته تتردد بعقلها
-لقد سلبتيه حق اختيار ما يقوم به وحملتيه الذنب طيلة هذه السنوات
-كنت احميك
اغمضت اعينها وهي تحاول نسيان نظرات الخذلان وخيبة الامل التي تلقتها منهم خاصة ماهي التي لم تعقب بكلمة حين سمعت ما قالته والدتها وقامت بربطه بما سبق وسمعته وعلمت منه ان والدتها علي صلة بجدها طيلة هذه السنوات
- هل يعلم بوجودي؟
سؤال كان نفيه امر من اثباته
-لا، لم اخبر جدك بأمرك
كان اخر ما سمعته من ابنتها التي سافرت ولم تحاول حتي ان تتصل بها
ماهي كانت اكثرهم معاناة من عدم وجود والدها
حين كبرت وصارت تسأل عنه كانت تتحجج كثيرا حتى كفت عن السؤال وسلمت لعدم وجود والد لها وحين علمت حقيقة الامر لم تتأثر بل قالت كلمات لم تنساها والدتها حتى الآن
-هو لا يعلم عني شيئا لأنني لست موجودة اساسا فمن اليوم اسمي هو ماهي الجابر
وبالفعل نفذت قرارها بعد أن امتنعت عن الطعام لأيام وكادت ان تفارق الحياة فرضخ خالها أكرم وحول كنيتها لكنيته واصبحت رسميا ماهي الجابر لا مها المحمدي
خطة اكملتها والدتها حين اوحت لها صغيرتها بها فنفذتها وقامت بتغيير كنية ابناؤها جميعا لكنيتها واحتفظت باسم الاب بخانة الوالد بأوراقهم الرسمية فأخفت اثرهم عن الجميع لسنوات طوال
آهة طويلة خرجت من صدرها معبرة عما مرت به وما سيحدث بالأيام القادمة خاصة حين يصل خبر عودة ابنها للهيثم***********
غداء عمل بينهم كان الغطاء المثالي كي تلتقي به خارجا بدون اثارة تساؤلات هم بغني عنها
-اشتقت لك حقا
-وانا ايضا جميلتي ، هل اعجبتك هديتك؟
-بالطبع، فالثوب رائع وانتظر الفرصة كي ارتديه لك
غمز بعينيه وهو يهمس بنبرة مغوية
-وانا اكثر منك شوقا لهذه الفرصة
صداقة لاحت بالأفق بينهم فمنذ عودتهم من لندن وهي تنتهز كل فرصة كي توطد علاقتها بها
-ما رأيك بالمطعم اذا؟ سألت بلقيس بترقب
-رائع هتفت ماهي وهي تتفحص المطعم بأعين مذهولة فقد كان المطعم مطلا علي البحر ويدور كاملا مما يعطي رواده الفرصة لرؤية المنظر من جميع النواح
-لا هتفت بلقيس بحنق وهي تنظر لاحدي الطاولات المنعزلة قليلا عن الباقي وهمست بغيظ
- انه شاهين
دارت بنظرها قليلا حتي استقرت علي طاولة يجلس عليها شاهين بصحبة سيدة ما ويبدو ان لها مكانة خاصة لديه فلغة جسدهم توحي بالكثير
تحركت علي مضض ناحية طاولة اخيها تتبعها ماهي بخطوات بطيئة لا مبالية بما يحدث
-مفاجئة
صاحت بلقيس فجأة فجفل شاهين حين سمع صوتها
-بلقيس ؟!
جذب انتباهه وجود احدهم خلف شقيقته والذي لم يكن غير ماهي التي تقف بعيدا قليلا مفسحة مجالا للخصوصية بينهم
تحية مقتضبة تبادلتها الفتاتين علي مضض فبلقيس لطالما شكت بوجود نوايا خاصة بشاهين بقلب هالة وهو ما لم تستسيغه
تعالي رنين هاتفها فاستأذنت قليلا منهم كي تجيب وتنحت جانبا فكانت بعيدا عن محيطهم
-هالة اعرفك بكابتن ماهي
-كابتن ؟
-نعم، كابتن طيار
-هل هي كابتن الطائرة خاصتك؟
ابتسم على سؤالها خاصة حين استشعر به الغيرة
-لا
ارتاحت للحظة ولكن تلك الراحة لم تدم حين اردف
-بل مساعد الكابتن
نيران اشتعلت بصدرها فهي ادري به من اي أحدا اخر فهو ينتقي نساؤه كالماسات وحين تعجبه احداهن خاصة وان كانت مميزة فسيسعي ليقتنيها وهي تراها مميزة جدا دانة مميزة ولم يكن ليخطئها
كابتن ماهي الجابر
كانت كل منهن تقيم الأخرى فإحداهما كانت تخشي ان تحل الأخرى مكانها فقررت التعامل بعدائية لحماية ممتلكاتها والأخرى رأت انها تليق به أنثى مغرورة تليق بنرجسيته
-مدام هالة الفايد
تقديم لم يعجبها فقررت ان تكمله بنفسها وهي تبتسم بخبث علي خطتها التي ستتبعها كي تنجو من عقابه
-زوجته
تشدد فكه بغضب مما قالته تلك المتهورة امام فتاه علي علاقة وطيدة بشقيقته
-تشرفت بمعرفتك مدام الهيثم
فهمت ما يجري هنا فالسيدة هى زوجة سرية له هذا ما استشفته فبلقيس سبق واخبرتها ان كلا شقيقيها اعزب
انتشت بزهو حين ربطت اسمها باسمه لكنه لم يكن كذلك فهو لم يعطي اسمه لامرأة من قبل وان فعل فلن تكون الا امرأة تستحق ان تلقب بزوجة شاهين الهيثم
التقطت عينيها شعور السخط الذي ارتسم علي وجهه لكنها لم تكترث واكملت حديثها مؤكدة علي لقب ( مدام ) بكل فرصة تسنح لها
عادت فور انهاؤها لمكالمتها واستأذنت بالذهاب كي تتناول الغداء هي ورفيقتها وهو ما حاول شاهين ان يثنيهم عنه ودعاهم لتناول الغداء برفقتهم مما اثار سخط رفيقته لكنها ارتاحت حين رفضت الفتيات وتحججن بحضور المزيد مما سيفسد عليهم جلستهم
فور مغادرة الفتيات استعدت لمواجهة غضبه الذي حاول كبته قدر المستطاع
- لما اخبرتها بأنك زوجتي؟
ادعت البراءة واجابت بعفوية مصطنعة
- انها احدى العاملين لديك وبالطبع سترانا معا حين نسافر حالها كحال المقربين منك يعلمون بزيجاتك ام انها استثناء ؟
كانت محقة فهو يخبر المقربين منه عن زوجاته كونه يضمن سكوتهم وخاصة مساعده ومن يسافرون معه حيث يصحب زوجاته بعض الاحيان لكن ماهي استثناء وهو يريدها لنفسه
*************
ثأر والده هو كل ما يجب ان يشغل باله، هكذا كان تفكيره حين غادر لمزرعته فور عودتهم من لندن خاصة وهي تتجول حوله بكل مكان، شقيقته تعشقها، اخيه معجب بها حتي والدته لم تنجو من سحرها فأصبحت شغوفة بها كثيرا منذ التقت بها حين دعتها بلقيس لتناول الغداء معهم، كآنها لعنة اصابت حياته فأصبحت تؤرق راحته ففر لملاذه الامن وهو يدعو الا تلاحقه الي هنا ايضا
امتطي فرسه وراح يشق سكون الليل كعادته، هاربا من كل شيء ثأر لا يعلم متي سيعطيه جده الاذن للانتهاء منه، ووحدة وعد بها الهيثم لحين الوصول لابن المحمدي
اغلق عينيه واطلق العنان لجموح فرسه متحديا برودة الصحراء بنيران قلبه
اغمض عينيه فراودته ذكري اعين زيتونية اعتقد انها نسيها لكنها عادت كطيف من ماض قريب تلاحقه فلعن نفسه علي وحدته التي جعلته يعان من افكاره حين لا يجد عمل يشغله
**********
حافظ علي وعده مع شقيقته بعدم اخبارهم عنها كأنها لم تتواجد قط فكان كل حديثه يدور حوله وحول شقيقته عالية
- وانت عائشة هل تدرسين؟
- نعم
اجابته علي استحياء وهى جالسة بالقرب من والدها تحتمي به كطفلة خجلة من غريب مما الم قلبه حين تذكر شقيقته التي كانت تتمني ان تحتمي بوالدها هكذا ولم يقل هو عنها حرمانا
- اخي
- نعم
- متي ستأتي عالية ؟
- قريبا عائشة، قريبا
اجابها والدها مؤكدا علي نيته الذهاب اليهم واحضار زوجته وابنته للعيش بكنفه متحديا جميع ما حذره والده بشأنه فما حدث دفع هو ثمنه واكثر
لمعت عيناه بإصرار وقد عزم امره علي انهاء امرا ظل عالقا لسنوات
-لكن هناك ما يجب فعله اولا
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆
يتبع..
.
أنت تقرأ
رواية( بين مخالب الصقور)للكاتبة/ أيمان المغازى
Actionرغم الليل الذي اسدل ستاره علي البسيطة واستكانت جميع مخلوقات البارئ الا انه لم يستكين، راح يشق سكون الليل بصوت اقدام فرسه العربي وهو يضرب الرمال من تحته مخترقا سكون الليل بصهيله فارس ملثم بالسواد فلم يري منه غير اعين حادة كصقر ذاوي بين حاجبيه صحر...