🌹القصل السابع عشر🌹

1.5K 79 0
                                    

السابع عشر
 ••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆
لساعات ظل يتصل بها فيجد هاتفها مغلق وحين سأم من المحاولة ارسل لها رسالة صوتية
( اشتقت لك صغيرتي، هاتفيني حين تتلقين رسالتي سأكون بانتظارك)
انهي رسالته وعاد لمزاولة عمله عله ينسي ما سوف يحدث، فقد طلبت عالية اجازة كي يتثنى لها السفر بصحبة والديها وشقيقها اما صغيرته التي مازالت مختفية كأنها تخشي ما سيحدث حين تلقى والدها فهي قضية اخري لا يعلم الي متي سيظل منتظرا اياها حتي تفيق وتحاول فتح قلبها فيتصيد هو الفرصة ويقتحم قلبها بسهام عشقه فيدميه حتي يصبح عشقه جدارا ثان لشغاف قلبها
تعالي رنين هاتفه مخرجا اياه من شروده بها علي اسمها الذي انار شاشته
-اخيرا سيد ادم رأفت بحالي
- اشتقت لك ماهي
خفق قلبها فجأة حين سمعت نبرته التي نطق بها اسمها ولم تعلم سبب ذلك ؟ ربما لهفته التي ظهرت بصوته! ام اشتياقها هي له ؟
- كيف حال الهاربة الان؟
ابتسمت حين عاد لمرحه المعتاد وتناست ما شعرت به منذ قليل
-اعاني وحدي ادم فرب عملي يتنقل بين زوجاته كما يتنقل بين البلدان
- وما دخلك انت بذلك؟
استغربت حدة نبرته فهي كعادتها تمزح معه بشأن امور تواجدت بها بشكل او بآخر
- لا شيء فقط كنت اعتقد ان شهريار موجود بألف ليلة وليلة فقط
-احذري اميرتي فشهريار دائم البحث عن ضحية جديدة كل ليلة
- اعلم ولكن قلبي استبد به الهيثم
انقبض قلبه حين سمع مزحتها ولم يدر لم شك انها تتحدث بجدية
-حقا؟
- نعم، صقر عربي ملثم خطف قلبي بنصل عينيه وتركني بلا حول ولا قوة
- ومتي قابلتيه ؟
- مرة واحدة ادم وكانت كافيه ليخطف قلبي
اشتدت قبضته التي كان ممسكا بها بهاتفه حتي كاد يكسره، تحامل علي نفسه وهي تعدد من صفات فارسها المجهول وهو لا يعلم من اين له بالصبر علي ذلك حتي انتهت من تعداد صفاته وهي تخبره بالقاضية
-انتهي لقاؤنا بقبلة مني ووعد بلقاء اخر
- اذا كنت تنتظرين العودة لبلادك حتي تقعين بالحب ؟
سخرية بلهجته جعلتها تهب مدافعة عن فارسها بشراسة
- ماذا افعل اذا كان الدم الإنجليزي البارد محيطا بي ولم اشعر بحرارة الدم العربي الا هنا بالصحراء سأرسل لك صورتنا معا علك تعذرني
اكتفي من كلماتها التي اخترقت قلبه ومزقته اشلاء فلم يعد يحتمل فقرر تغيير الموضوع دون طرح سؤال اخر
- لقد جاء والدك وستعود والدتك معه
نست مزحتها التي استرسلت بها معه، وافاقت من مزاجها المعتدل علي غضب سيطر علي مشاعرها
- ماذا؟!وهل قبلت والدتي بذلك؟.!
- نعم
- لماذا؟
كانت كالضائعة حين اخبرها بما سمعه من عالية وما اخبره به والده بعد ذلك
-هل علم بشأني؟
- قد فعل لكنك لم تجيبي اتصالاتهم قط
لم تجبه فقط اكتفت بالصمت فقرر ان يتركها كي تقرر امرها ويذهب هو كي يواسي نفسه
-فكري جيدا ماهي واستمعي له قبل ان تتخذي قرارا
اغلق هاتفه وقذفه بالحائط من شده غضبه الذي استبد به، ظن ان صبره طيلة هذه السنوات سيجعلها تشعر به، تواجد دوما بجوارها ودعهما دون حدود، لم تشعر به، لم تحس بقلبه الذي يدق فقط لأجلها، والان تخبره انها واقعه بغرام احدهم ببساطة

كمن يخشي الشيء يجده كان يفكر، لم ينتظر ان يتأكد مما اخبرته به كأنه تشخيص خاطئ امن به المريض فقتله وهو منه براء
****************
سارحة بعالم اخر وهي تتذكر ملامحه الوسيمة، جسده الرياضي، زي الطيار الذي زاده هيبة ووقار وعيناه الساحرة التي حين رمقتها بنظرة اوقعتها بشباكه
لحظات هي عمر لقاؤهم حين رأته بصحبة شقيقته بالمطار حين عودتهم من لندن، كانوا هم متوجهين لاستقلال طائرتهم وهو عائد من رحلة ما والتقي بهم
خالد الجابر، مازال اسمه يتردد ببالها وكم تتمني ان تلقاه ثانية، حين سألت شقيقته عنه علمت انه لم يتزوج وان حياته كلها تتلخص بطائرة ومطار لا اكثر ولا اقل
خيوط تجمع دون ارادتهم جعلت امورهم متشابكة حد التعقد !
ولا نجاة من تلك العقد الا بحل كل عقدة علي حدى او قطع كل الخيوط دون استثناء


**********



خطوة جريئة اقدم عليها حين فقد صغيرته، بسهولة سلمت قلبها لغيره كأنه لم يوجد قط، كيف احبت هكذا دون سابق انذار؟! ولما لم تشعر بعشقه الذي اغدقها به ؟!كان كالمذبوح يحاول ان يوقف نزيف قلبه بإلقاء نفسه بأحضان احداهن فكانت الينا اكثر من مرحبة بمداوته
اعماه غضبه واذهب العقلانية التي لطالما تمتع بها  وراح يتخبط حين شعر بأنها سمحت لأحدهم بأخذها منه
حاول ان يتراجع حين شعر بأناملها التي امتدت تداعب صدره بحركات مغوية فكانت كلمات ماهي هي ما اثنته عن ذلك
جاعلة اياه اكثر من مصمم علي اغراق نفسه بشهوة جسده حتي يفيق من هوسه بها
انتقم منها بتدنيس نفسه بعلاقة مع امرأة اخرى وهذا كان اول عهد قطعه حين اقسم الا يلمس غيرها
قبلها كالمجنون محاولا نسيان تخيله لقبلة حبيبته التي طال انتظاره لها
جردها من ملابسها كما تجرد هو من عذرية جسده التي ندرها لحبيبته الخائنة
خائنة راح عقله يرددها وهو يعذب نفسه بجوع جديد شعر به حين ضاق نفسه بما يدور حوله حتي شبع
تسارع تنفسه حتي وصل لذروته وبعدها هدأ كل شيء وانتهي، تخلص من نذوره التي عاهد نفسه عليها واصبح هو الخائن لنفسه لا لشيء اخر ولا مجال للرجعة، اغلق عينيه ونام منتظرا اليقظة التي ستجلب ادم اخر للحياة

***********

استقبال حافل جمع به جميع افراد عائلة المحمدي للترحيب بالعائدين بعد طول غياب، حفاوة لم تقل عن التي استقبلوا بها خالد حين اتي اليهم، سعادة بابنة سحرتهم بجمالها الجذاب وزوجة تحملت عقاب لم تستحقه فكان واجبا الاحتفاء بها حتي من ضرتها التي قابلتها بترحاب استغربه الجميع ليس هي فقط خاصة وانهم لم يصدقوا انها والدة هذين الشابين فهي نسخة من ابنتها ولم يؤثر بها الزمن كما كان متوقعا
عناق باغتتها به فتاة رقيقة صوتها كالهمس الهادئة وهي تشد من احتضانها لها
- عودا حميدا اختي، انا عائشة
ابتسمت عالية بهدوء وبادلتها العناق وهي تهمس لها بالمثل
- وانا عالية اختك الكبرى
- لما لم احصل علي عناق كهذا؟
ضحكوا من تذمر خالد الذي اسرع باحتضان شقيقته مما اثار غيرة الذي وقف بعيدا يراقب صغيرته التي ارتمت بأحضان شقيقتها كطفلة
لقاء عائلي لا ضغينة به عكس المتوقع من امرأتين سبق وتناحرت احداهن ورفضت وجود الأخرى
جدة سعدت برؤية ابتسامة ولدها التي حرمت منها منذ زمن، وفرحة بعودة احفادها لكن لفت نظرها  غياب الفتاة الاخرى التي سبق واخبرها عنها ابنها
- اين ابنتك الاخرى؟
- مسافرة جدتي وستعود قريبا
استنكرت سفر الصغيرة وحدها وخافت ان تكون نشأتها ببلد اوروبي اورثتها عادات غير مقبولة بمجتمعهم لكنها اثرت السكوت مؤقتا حتي تعلم ما بالأمر
عائلة تم لم شملها اخيرا ام تراها علي وشك التفرق كلا في طريق؟
رغم سروره الذي ملأ نفسه بعودة احفاده الا انه يعلم بقراره نفسه ان الهيثم لن يتركهم هكذا طويلا وسيحن وقت يخيم به بظلال ثأره علي جمعتهم هذه
تفاهم صار بالأعين هي ابتسمت كعنوان لغفرانها ما سلف وهو اومأ متفهما موقفها

******************
يتبع...

رواية(  بين مخالب الصقور)للكاتبة/ أيمان المغازىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن