🌹الفصل السادس عشر🌹

1.5K 76 2
                                    

الفصل السادس عشر
 ••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆
انتهت من قص كل ما حدث الايام الماضية عليه حين كان بمؤتمر طبي بالخارج
-وماذا كان رد فعلك حين قابلته؟
-يا الهي، ادم لقد حاولت التماسك كثيرا لكنني لم استطع خاصة حين عانقني
-بالنهاية هو والدك
- اعلم، وكم احزنني ما مر به
- هل اخبرتموه بشأن ماهي
- نعم، بكي حين علم بمولد ابنة له دون معرفته بالأمر
- وماذا كان رد فعلها ؟
- لم تعلم بعد بالأمر فهي لا تجيب اتصالاتنا منذ علمت بمجيئه
-سأطلبها انا
سيضطر لإنهاء عقوبتها التي طالت متحججا بأمر ابيها رغم ان شوقه هو ما يقوده لا شيء اخر، اشتاق لصوتها وعنادها وقلبه الذي استوطنته يطالب بسماع صوت مستعمرته

****************
توالت اخبار عادل المحمدي واولاده الذين سيعودون قريبا لوطنهم بعد غياب طال لسنوات وسط صمت غير مريح من ناحية الهيثم!
هل حقا عفي عنه ؟ ام انه يضمر شيئا بنفسه لا يعلمه الا الله
- هل تعتقد انه سيتركه ؟

تساءلت سارة وهي تجلس بجوار زوجها الذي انشغل ببعض الاوراق التي تتطلب المراجعة قبل عرضها علي والده بالصباح
-ولم لا؟!
اجابها وهو ينحي اوراقه جانبا ويضجع علي فراشه استعدادا للنوم
-والدك يخطط لشيء ما صدقني
- ما الذي جعلك تشكين بذلك؟
- لو كان سيكتفي بإبعاده عن اولاده فقط لم كان يذكر شاهين وثائر بالأمر؟
راح يفكر بما قالته زوجته، فوالده طيلة هذه السنوات وهو يخبر احفاده ان عادل المحمدي هو قاتل والدهم واكثر من مرة يتدخل هو قبل ان يقدم ثائر علي اقتراف حماقة بحق عادل نتيجة كرهه الشديد له 
اسودت نظرته وخرج صوته اجش كأنه مس من جن
- يكفي ما عاناه فانا لن اسمح ان يعاقب علي ذنب غيره اكثر من ذلك
سر اخفاه منذ سنوات حفاظا علي سمعة اخيه امام الجميع ظنا منه ان لا احد سيضره ذلك غافلا عن مكر ابيه الذي عذب والد بفراق اولاده لسنوات

**************
رحلة اخري ستذهب بها عبر البحار برفقه شاهين الهيثم واحدى زوجاته!
حدود رسمتها بينهم كي تغلق عليه الطريق الذي يحاول رسمه ليصل اليها اخرهم هديته التي لا تقدر بثمن والتي كانت عبارة عن قلادة ماسية علي شكل غزال بأعين من حجر اللازورد، رغم انذهالها بشكل القلادة الا انها رفضتها رفضا تاما وارفقت رفضها بتحذير له كي لا يكرر فعلته
- انا موظفة لديك سيد شاهين لمدة معينة اقوم خلالها بعملي لا اكثر لذلك ارجو ان تعاملني علي هذا الاساس
لم تنس منظر وجهه حين رفضت هديته فقد اظلمت اعينه لدرجة اخافتها خاصة حين اقترب محاصرا اياها بذراعيه وظهرها للجدار خلفها وخرج صوته كفحيح افعي جعلها تبتلع ريقها بصعوبة من قربه المبالغ به
- لقد حاولت ان اعرب عن اعجابي بك
قرب وجهه منها لدرجة ان لفحت انفاسه وجنتيها واكمل ببطء وهو ينطق اسمها
- ماهي، لكن ليس شاهين الهيثم من يأمر من امرأة مهما كانت
للحظة ظنت انه سيقبلها مما جعلها ترتعد حين سلط نظراته علي شفتيها المرتعشتين فأغلقت عينيها منتظرة اما ابتعاده او انقضاضه عليها

وصل لطائرته برفقة زوجته هالة التي وعدها بمرافقتها له برحلته القادمة
كانت غزاله الشارد تتحدث بأريحية كعادتها مع مساعده الذي لولا علمه باستقامته ووفاؤه لزوجته لظن انه واقع بشباكها
-مدام شاهين
ابتسمت بزهو حين سمعت لقبها الذي تتمني ان يناديها به الجميع كما تفعل تلك الفتاة التي جعلتها ترتاح لها لمجرد وضعها حدود بينها وبين رب عملها مما اراحها كثيرا
لفت نظرها القلادة التي ترتديها هالة مما جعلها تضحك من محاولته البائسة لجعلها تندم علي رفضها
- قلادة رائعة، تليق بك
- لقد اهداها لي شاهين اليوم واصر ان ارتديها دوما
حيت نفسها داخليا فهي كانت محقة فالسيد لا يقبل الرفض دون معاقبة ظنا منه انها ستكترث بذلك
- اتمني ان ترتاحي برحلتك علي متن الطائرة
لم توجه حديثا له اكثر من اماءة رأسها التي بات يمقتها فهي لا تلق له بالا ابدا، علاقتهم الرسمية تلك لم يستطع خرقها لاحترامه لقوانين العمل الخاصة به لكنها استثناء فهي اول امرأه يسعي لامتلاكها وترفض هي ذلك!
ما زالت رائحتها معلقة بباله، قربها منه بتلك اللحظة، ارتعاش شفتيها الذي اغراه ان يتذوق شهدها ولولا تحكمه بنفسه لكان ادمي شفتيها حتي استسلمت له بإرادتها، فريسة صعبة المنال لكنه لن يسأم ابدا حتي يوقعها

***********
اختفت كأنها لم توجد بالفعل، ايام ظل منتظرا عودتها كي يراها ويطلب منها السماح علي ذنب لا ناقة له به ولا جمل لكنها ابت الظهور او حتي التحدث واكتفت بأرسال بضع كلمات علي هاتف شقيقتها تخبرها انها بخير ولن تعود قريبا
عزم امره علي اصطحابهم معه لموطنهم جميعا حتي يتعرفوا علي الجميع ويعرف الجميع ان ابناء المحمدي قد عادوا بالفعل

**************
يتبع.....

رواية(  بين مخالب الصقور)للكاتبة/ أيمان المغازىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن