الفصل الحادي عشر
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆
صقر هو لا يرحم فريسته اذا ما استقرت بين مخالبه، فهو لا ينقض عليها حتي يتأكد انها لن تفلت اذا ما غرز مخالبه عميقا بجسدها حتي تزهق روحها رعبا منه وتألما من مخالبه
ذهل قاسم من تخطيط والده الذي اسره لسنوات بنفسه واخفاه عن الجميع
-ولكن هذا عقاب قاس يا ابي
-هذا جزء فقط والباقي ات
-باق؟!
-حرمان اخر سأذيقه ابن المحمدي
خوف دب بأوصاله حين سمع توعد والده لرجل حمل ذنب ليس ذنبه وايضا عوقب عليه
-ولكن ما ذنب عادل بكل هذا فهو لم...
قاطعه والده وقد استعر غضبه من عدم مبالاة ابنه واستهتاره بدم اخيه
-لقد تسبب بمقتل ابني ونجا بنفسه بزواجه من ابنه قاتله
نهض مستندا علي عصاه وراح ينقر بها الارض كنذير حرب توشك ان تعلن
-تمتع بحياته وكان يجب ان انغصها عليه واحرمه من كل شيء كما حرمني ابني وحرم أحفادي من والدهم
-وما الذي سيكفيك ؟
اظلمت نظرته وارتسمت ابتسامة ماكرة علي شفتيه وهو ينطقها بحروف ممطوطة وصوت كفحيح الافاع
- ان يعود زايد الهيثم
لا يعود الميت ولا يرجع العمر وخسر الجميع بلعبة غش بها احد اطرافها فكانت الخسارة للجميع
**************
يمر العمر ولا يشعر به الا محروم من سعادة فانتظر وصولها ومعذب طال عقابه وينتظر انتهاؤه
صمت هو ما لاذ به عادل حين علم بفعلة ابيه، انتقام لم يكتمل وينتظر البقية ويعلم الله ما ذنبه بما يحدث
-ما الذي ستفعله الان؟
-سأله شقيقه وهو مشفق عليه مما يمر به
-سأحضر ابنائي
- وماذا عن الهيثم وما يريد ان يفعله ؟
-سأقف له هذه المرة يكفيني ما حدث
لم يستطع ان يعترض علي ما قرره ابنه فهو عاني بما يكفي، لكن ما اقلقه هو باقي اتفاقه مع الهيثم والذي سيقضي علي ما تبقي من مكانته لدى ابنه فهو اناني ضحي بالجميع من اجل مكانته واعماله التي هدد الهيثم بنسفها اذا ما حاد عن مخططه
- بابا، هل حقا ستحضر اخوتي ؟
التمعت اعينها بسعادة وهي تسأل عن اخوتها الذين لطالما سمعت عنهم ولم ترهم من قبل
- نعم، صغيرتي سترينهم اخيرا
- كعادتها قفزت بسعادة فانتفض شعرها محدثا ثورة حولها جعلت والدها يبتسم ويتذكر صغيريه الذين لم يرهما منذ كانا بالخامسة والثانية من عمرهما
- شعرت بحزنه الذي ارتسم بوجهه، اقتربت وربطت علي كتفيه مآزره له
- سيكون كل شيء بخير لا تقلق
- تمني ان تكون محقة وان ينتهي كل شيء علي خير، فمنذ علمه بما حدث وهو قلق من ردة فعل ابناؤه حين يرونه امامهم فجأة وكيف سيكون ردة فعل رقية حين تراه هي الأخرى
- تضحية قامت بها حين خضعت لضغط والده وقبلت بالابتعاد هربا بولدها من ثأر لا ذنب له به
- اتمني ذلك صفية
- بأذن الله
ماض ابي ان يتركهم وعاد بوجهه القبيح مرة اخري، زواج فرض عليهم، فهي كانت ضحية تهور شقيقتها التي سلمت نفسها لرجل لم يصن شرفها وتركها حين قضي وطره منها فكانت الدماء نتاج رعونتهم، دماء دفع ثمنها الكثيرين هي اولهم ولم يصل حدود نهايتها بعد!
************
شعور بالتقيد اجتاحها حين وعت لما اوقعت نفسها به فقد ربطت نفسها بعقد يجعلها تحت امرته لفترة من عمرها وان كانت قصيرة لكنها لم تكن ابدا ممن يستهينون بالوقت، خاصة وانها وضعت وقتها هذا تحت امرة رجل لا يختلف كثيرا عن نوعية جدها وابيها !
لأول مرة يضيق صدرها وهي بصدد القيام برحلة كأنها صقر روض فأصبح يطير بأمر صاحبه لا حرا يحلق وقتما شاء
ارتسم الضيق بأعينها التي اخفتها خلف زجاج نظاراتها الاسود
**********
وصلا المطار اخيرا وكم اسعده قرب العودة فهو يكاد يشعر بالاختناق بهذه البلاد التي لا تعرف الشمس طريقها الا مصادفة وهو عاشق لكل ما هو دافئ كدمه الذي يجري بعروقه كنيران مستعرة جعلته اشبه بخيله الذي يهواه
-سأعرفك الان علي مساعد الطيار الجديد
-تقصد ماهي؟ تساءلت بلقيس وهى لا تخفي اعجابها بالفتاة
-لا يهم فانا لا اهوي السفر وستكون انت المنوط بالتعامل معها
كان رأيه رغم جفافه فهو حقيقة، فشاهين هو الهاو للسفر لدرجة يكاد يقضي بها ايامه مسافرا من بلد لأخري
انشغل بحاسوبه كالعادة كي لا يضيع الوقت الذي سيقضيه منتظرا جاهزية طائرته فاستغل تلك الدقائق بمراجعة بعض البريد الذي وصله بالأمس
-مرحبا
تغريده سمعها فتوقفت انامله عن عملها كأنها تصغي السمع لصوتا اطربها وتبعتها اعينه التي ارتفعت متبعة الصوت حتي استقرت عليها
جنيته الراقصة التي تأبي ان يكف عن انبهاره بها كلما راها فها هو يراها الان بأبهي صورها رغم بساطتها
زيها الرسمي الذي احاطها بهالة من الهيبة لا تليق الا بها، بحور عسلها التي اختفت خلف نظارات ذاتها جمالا
-ماهي اعرفك بشقيقي الشيخ ....
قاطعته بلباقة
-ثائر
استغرب معرفتها به فشقيقه لم يخبره ان سبق وقابلها
- هل سبق وتقابلتما ؟
- نعم، مرتان
- حقا؟
- نعم
حديث يدار عنه وهو مازال جالسا بمقعده يتأملها دون ان ينطق كأنه يرغب بالتأكد من وجودها فعلا وانه لا يتخيلها كالعادة
-يبدو ان السيد ثائر لا يتذكرني
افاقته نبرتها المحرجة وهي تحاول ان تتملص من موقف محرج وضعها سكوته به
-بل اتذكرك جيدا مها
ضحكة اشرق بها وجهها وتعالت صيحاتها حين سمعت اسمها الذي اطلقه من بين شفتيه
- اذا انت تتذكرني جيدا بالفعل
********
رحلت ورحل معها مرحه ولم يتبق غير بروده الذي يعامل به الجميع علي حد سواء، عشق اضرم النيران بقلبه وتصاعدت السنته نيرانه بعينه كلما تطلع لها لكنها جبل جليدي كلما ازدادت نيرانه هو ازدادت معها برودها
- لم تعمل بنصيحتي وتخبرها ؟
- لم تكن لتخضع لقلبي
- كانت ستشعر بك ادم فأنت امانها
- وربما كتب علي ان اظل هكذا
- انت من كتبت علي نفسك هذا
شجاعة قسوة استلزمها الامر كي يعترف بعشقه لفتاه شبت امام ناظريه، لم يخش شيء بحياته الا مواجهتها وهو هو علي شفا خسران عشقه
********
كالملهوف اسرعت تستنجد بشقيقها حين وصلها تحذير المحمدي بشأن عثورهم عليها
-ماذا افعل الان اكرم ؟
اكرم المحمدي هذا الرجل الذي شارف علي اتمام عقده الخامس من العمر ويعد احد اشهر رجال الجالية العربية بلندن، كرمته الملكة بلقب سير منذ سنوات
-بماذا؟
راحت تقص عليه ما حدث وما اخفته لسنوات عن الجميع بانها هي من اختارت الابتعاد خوفا علي ابنها من بطش الهيثم
-لما اخفيت عني كل هذا ؟
حاولت ان تحتوي ثورة اخيها الذي هاج حين سمع بما اقدمت عليه فطيلة هذه السنوات وهي تخبرهم انها تركت زوجها لزواجه عليها لإرضاء والده وليس هروبا من انتقام الهيثم
-ولم الخوف الان؟! الوضع اختلف
حملقت بأخيها كأنها لا تعي ما يقول
ابتسم بزهو شادا ظهره للخلف بكبرياء انجليزي اكتسبه علي مر السنوات وعزة نفس عربية ورثها فاحدث اندماجهم شخصية تكاد تكون اسطورية من رجل يهابه الجميع
-ابنك بحمايتي الان وان فكر احدكم مجرد تفكير في اذيته ستكون نهايته وهذا ما سأحرص علي ايصاله للجميع
********
يتبع.....
أنت تقرأ
رواية( بين مخالب الصقور)للكاتبة/ أيمان المغازى
Actionرغم الليل الذي اسدل ستاره علي البسيطة واستكانت جميع مخلوقات البارئ الا انه لم يستكين، راح يشق سكون الليل بصوت اقدام فرسه العربي وهو يضرب الرمال من تحته مخترقا سكون الليل بصهيله فارس ملثم بالسواد فلم يري منه غير اعين حادة كصقر ذاوي بين حاجبيه صحر...