البداية
الفصل الخامس والعشرون
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆
الحت عليه كي يصحبها بجولة بسيارته الجديدة حول المدينة فهي ملت من الجلوس بالمنزل خاصة وان الهيثم اوقف رحلاته لفترة وجدولها ايضا فارغ من الرحلات لمدة يومين اخرين مما اشعرها بالملل فاتفقا علي ان يقوما بجولة حول المدينة ويوصلها لتزور شقيقتها قبل العودة للقصر مرة اخرى
سعادة عارمة شعرت بها وهي تستمتع بالهواء الذي راح يضرب وجهها بسبب سرعة السيارة المكشوفة التي اشتراها شقيقها كي يتنقل بها حين يكون بالمدينة
قاطع استمتاعهم رنين هاتف شقيقها الذي الح بالرنين حتي رضخت هي لإصراره واجابت علي المكالمة القادمة من رقم مجهول والتي لم يقول المتحدث بها غير بضع كلمات مختصرة
-ابلغا زايد الهيثم السلام من ابنه شاهين
انهي المتصل المكالمة فور ابلاغه الرسالة لهم وفجأة توالت الخبطات علي جانب السيارة من الخلف مما اخل بتوازنها وحاول خالد السيطرة عليها فلم يمهله سائق السيارة التي خلفه الفرصة وباغته بصدمة اخرى جعلت السيارة تدور حول نفسها قبل ان تطير لارتفاع عدة امتار وتسقط منقلبة علي الطريق بعد ان قذفت بهم علي الرصيف من الاتجاهين غارقين بدمائهم
*************
ذكريات متلاحقة تداعت علي عقله بداية من تلك الليلة التي تشاجر بها ابنه مع احد ابناء القاسم وقام الاخير بضربه لدرجة ادمت وجهه وحين سأل عن ذلك اخبره ان عادل قام بمعاكسة احدي فتيات القبيلة وظنوا انه هو من فعل، صدقه حينها فبالنهاية هو ابنه البكري الذي كان يعتمد عليه بكل شيء، وقتها كان زايد متزوج من سارة ابنة عمه وانجب منها شاهين وثائر فلم يكن ليصدق ان ابنه له وجه اخر رغم تعدد الشكاوي من تصرفاته الغير لائقة التي كانت تصله، غض الطرف ظنا انه تغير بعد زواجه لكن هذا لم يحدث وهو ما اكتشفه الان بالطريقة الصعبة
خيبة امل هو ما قرأه بأعين والده، فاخفض بصره احراجا منه فما اخفاه جعل والده يظلم رجل بريء
- لم اكن ظالما ابدا يا قاسم
تحسر علي حاله وما اقترفته يداه جراء افعال ابناؤه واكمل بنبرة مكسورة
- لما لم تخبرني؟
- لم تكن لتصدقني ابي
- كنت سأبحث بنفسي عن الحقيقة ولم اكن ظالما احدهم دون سبب
- ابي انا.....
قاطع حديثهم دخول ثائر يتبعه شقيقه الذي جلس بجوار جده واحني رأسه مقبلا لجبينه
- كيف حال شيخ الصقور ؟
- بخير بني
- نحمد الله جدي علي سلامتك
- الفضل يعود لزوجتك هي من انقذتني حين وقعت
مهمة شاقة انجاه الله ليتمها قبل موته فكما ظلم المحمدي وبنيه بذنب ابنه سيعمل علي تصحيح خطأه
اضطرب قلبه حين سمع اسمها لكنه رسم البرود كعادته فما كان ثائر الهيثم لينصاع لأمر قلبه الخائن الذي مال لابنة عدوه
اقتحمت الغرفة ودموعها تجرى بوجهها مما جعلها يجفلون من منظرها وكل ما خرج منها
- لما فعلت هذا شاهين؟ هو لم يؤذك بشيء
- فعلت ماذا؟ هدر بها اخيها بغضب فهو لم ينس امر عقابها
رفعت هاتفها الذي عرض خبر اصابة خالد المحمدي وشقيقته بحادث تصادم واشار الموقع الذي يعرض الخبر الي مشاجرته معه ذلك اليوم وارفق فيديو يظهر به شاهين وهو يهدد خالد بالقتل
- هل حقا فعلت؟
اقتربت منه وهي لا تصدق ما سمعته من اخته منذ قليل، هل قتل شقيقيها ؟ اذا لما تزوجها شقيقه اليس لينسيا ثأرهما؟
انتظرت اجابته وحين صمت فسرت صمته علي انه موافقة منه علي ذلك فانسابت دموعها علي وجنتيها
- لقد الغي اتفاقنا سيد شاهين فقد اخل حفيدك ببنود العقد وقد حققت انتقامك لذلك جاريتكم ستنال حريتها
غادرت الغرفة مسرعة لترى شقيقيها الذين لم تعلم بأمرهم غير الان
صاح به جده رغم وهنه الباد عليه
- هل فعلت هذا حقا ؟
- لا، جدي صدقني لم افعل
- اذا من فعل؟
احتدت نظرته حتي اسودت عيناه وهو يهمس
- من صور هذا المقطع وسبق وارسله لي ليعلمني بعلاقة بلقيس وخالد
- الحق بزوجتك ثائر ولا تظلمها بما فعلناه نحن بني
لم يفهم ما يرمي اليه جده لكنه تبعها كما امره فهي خاصته ولم يكن مفلتا اياها بسهولة
***************
لم تحملها قدميها حين وصلت المشفى التي نقلا اليها عقب اصابتهم بحادث تصادم كاد يودى بهم، عاونها ابن اخيها علي المشي حتي وصلت للعناية المركزة التي ترقد بها ابنتها فحالتها الخطيرة تستدعي ذلك
- كيف حالها الان عادل؟
احتضنها وهو يطلب منها ان تدعو لها فحالة ابنتهم لا تبشر بخير فقد اخبره الاطباء ان هناك تجمع دموي فوق منطقة حساسة من المخ قد يودى بحياتها اذا لم يتسرب بفعل الادوية
- وماذا عن خالد؟
- حالته مستقرة وتم نقلة لغرفة عادية لكنه لم يفيق بعد
انهار فور رؤيته لحبيبته مستلقية بإحدى غرف العناية المركزة والاجهزة موصولة بجسدها الذي انتشرت كدمات مختلفة الدرجات علي انحاءه مع ضمادة غطت رأسها بالكامل دليلا علي اصابتها بالدماغ
امسك تقرير المشفى المعلق بسريها بأصابع مرتعشة تخشي ما سيقرأه فهو طبيب ويعلم ان حالات الاصابة بالرأس من اخطر حالات الحوادث والتي يزيد بها نسبة الوفاة
تجمع دموي بمنطقة حساسة بالمخ لم تساعد ادوية السيولة بتسريبه، عملية رغم خطورتها الا انه نجح بأكثر من ٧٠٪منها وسيحرص ان تكون منهم
قبل جبينها وهمس بأذنيها واعدا اياها انه لن يدعها تبتعد عنه بعد ذلك، سيرضي بأي خانة تضعه بها، اخ، صديق، ابن خال المهم ان يبقي بجانبها والا تبعده عنها ثانية
**************
لم تتخيل انه سيأتي لها بقدميه بعد كل تلك المدة، ظنت انه ما زال عاشقا لها وسيترجاها لتعود له وهو ما لن ترفضه
- كيف حالك رائد ؟
- بخير مدام هالة
استشعرت السخرية التي قطرت من لسانه لكنها لم تعقب وحاولت ان تمارس غوايتها التي لطالما اتقنتها عليه
- هل اشتقت لي لذلك اتيت؟
- لا، بل اتيت لأرى حالك بعد ان رماك ابن الهيثم
صدمت حين اخبرها بعلمه بزواجها بشاهين الهيثم الذي لم يعلم به احد خارج نطاق مملكة الهيثم
- نعم، اعلم فمنذ انفصالنا الذي الحيت انت عليه وانا ابحث عن السبب الذي جعلك ترفضين حبي حتي وجدته
امال جذعه للأمام قليلا حتي وصل لمستوى طولها وهمس بنبرة متعالية تليق بما قاله عنها
- لم تهوي ان تكوني زوجة محترمة لي بل عشيقة فراش لابن الهيثم
ادعت شعورها بالإهانة وقررت ان تردها عليه فلم تستطع فقد اكمل اهانته لها
- زواج بالسر ينتهي ما ان يملك كما سبق وفعل بغيرك لكن الفرق هنا انك لست مثلهن بل تنازلت لتكوني
همست بخفوت
- لقد احببته
- هدر بها
- وانا عشقتك، هل كنت علي علاقة به قبل انفصالنا ؟
ثارت حين سمعت سؤاله
- كيف تجرؤ علي اتهامي بهذا ؟
- كما جرؤت انت وفكرت برجل اخر وانت زوجتي، لكن لا تقلقي فأنا سأنتقم منه جيدا اما انت فيكفيك ان يعلم والدك بفعلتك
- لا، ارجوك
اطربه نبرة التوسل التي سمعها منها فاراد ان يزيد من اهانتها
- اذا ما رأيك لو تزوجتني بالسر كما فعلت من قبل
- موافقة
ظن انها ستثور لكرامتها، سترفض عرضه المخزي كيف تكون زوجة بالسر بعد ان كانت زوجته الشرعية امام الجميع، فجأة انطفأ حبها بقلبه وحل مكانه الاستحقار والشفقة علي حالها
- لكنني لا اهوى ما استخدمه غيري
لفظها هو الاخر وتركها تعاني وحدها سوء اختيارها، اختارت عشق بالظلام متناسية ان الحب كالزهرة يلزمها النور لتحيا وهي قتلت زهرة عشقها بمكوثها بالعتمة كأي عشب ضار ينمو علي المستنقعات
***************
حاول ان يبق بجوارها لحين الاطمئنان علي شقيقتها لكنها رفضت ذلك، اتفاق اخلوا به هو ما ظلت تردده رغم تأكيده لها بأن شقيقه لم يفعلها لكنها ما زالت مصممة علي رفضها لوجوده
- اذهب ثائر فقصتنا انتهت قبل ان تبدأ فانتقام جدك قد نفذتموه انت وشقيقك بإتقان
- عالية
اول مرة ينطق اسمها واول مرة تناديه باسمه، عشق قتل ببدايته فلم يكتب له ان يزهر
- لا داع لقول شيء فقد انتهت قصتنا قبل ان تبدأ
- سأتركك حتي تطمئني علي شقيقتك وبعدها نتحدث
انسحب تاركا اياها وحدها كما اعتادت دائما لكن الفارق الان انها كانت دائما تشعر بوجود شقيقتها حولها وانها ستقف بجوارها متي احتاجتها اما الان فهي كالعارية وسط عاصفة ثلجية جمدت جسدها واخفضت حرارته حتي اصبح يضاهي الموتى برودة
*************
دموع انهالت من مقلتيها دون توقف منذ علمت بما حل بأختها، كانت طفلة باكية تنهال دموعها لأبسط الاشياء اما الان فقلبها هو من يبكي علي احتمال فقدان اختها قبل ان تنعم بقربها
- هل ستكون بخير، جدتي؟!
- لا تقلقي بنيتي بأذن الله ستتحسن
عائلة التفت حول بعضها تواسي بعضها في مصابها فاثنين من ابناء العائلة كدوا يفقدان حياتهم نتيجة تهور سائق طائش تسبب بانقلاب سيارتهم
*************
ارتعد حين علم ما الت اليه الامور فكل ما اراده هو ان يتهم شاهين المحمدي بمحاولة قتل خالد المحمدي لا ان يتم قتله بالفعل هو وشقيقته التي ساقها قدرها لمرافقته فوقعت ضحية خطته التي باءت بفشل ذريع مما جعله يسخط علي زوجته السابقة ويقرر ان ينتقم منها بطريقته فقام بإرسال جميع صورها التي جمعتها بشاهين الهيثم وهم خارج البلاد لوالدها مع ملاحظة صغيرة تفيد بانها كانت احدي زيجاته السرية
- ما الذي ستفعله الان؟
- سأنتظر واري ما ستؤول اليه الامور وحينها سأتصرف
نجحت العملية وما عليهم الا الانتظار حتي تفيق غزالهم الشارد، ثلاث ايام مرت منذ خروجها من غرفة العمليات وللأن لم تستعيد وعيها بعد، لم يتحرك من جانبها فقط يتابع الاجهزة الموصولة بها لحين عودتها له
همهمات واهنة خرجت من فهما اعلمته ان صغيرته تعود لوعيها بالبطيء
تعالت همهماتها حتي كونت احرف اسمه الثلاث، ظلت ترددها كأنها دعاء تدعو به ربها عله يستجيب
-ادم
- ماهي؟!!
- ادم
اشرق وجهها حين افرج جفنها المغلق عن بحور عسلها التي حجبت عنه لليال طوال
- ماهي هل تسمعيني؟
نظرة خاطفة لوجهه هو كل ما كانت تحتاجه حتي تعود ثانية لأرض الاحلام برفقة صورته التي طمأنتها انه بجوارها
***************
رغم انه لم يكن السبب بما حدث الا انه شعر بتقصيره في حماية شقيقته الصغرى التي كادت تموت وهي برفقته، لم يستطع حمايتها، صدق وعود الهيثم التي لم تكن الا وعود واهية لم يحترمها لا هو ولا احفاده
لم تستطع ان تسيطر علي نفسها وقررت زيارته رغم معرفتها المسبقة برفضه رؤيتها بعد كل ما حدث بسبب عائلتها
مستلقي بسرير المشفى، وجهه مليء بالكدمات التي اذهبت ببعض من وسامته، ذراعه الذي ضم لصدره برباط طبي، وساقه التي وضعت بجبيرة
اعلمها كل هذا انه نجا من موت محقق بأعجوبة
همست بخفوت كي تلفت انتباهه لها
- خالد
استدار ناحيتها حين سمع نداؤها ولم يخف غضبه الذي جعله يهدر بها
- ما الذي اتي بك لهنا؟ هل ارسلك جدك لتطمأني علي موتي؟
حاولت ان تعترض علي ما يقوله الا انه لم يمهلها الوقت لذلك
- اخرجي من هنا بلقيس واخبري جدك ان ابن المحمدي لن يفرط بحقه ابدا وكما استخدم العرف لينتقم من ابي سأستخدم انا القانون لأثأر لحالي
غادرت ودموعها تخبر من يراها ما حدث معها بالداخل خاصة زوجة اخيها التي التقت بها خارج غرفة شقيقها
- بلقيس؟!!
ارتمت بأحضانها وهي تشهق
- لم يكن ذنبي عالية، ارجوك اخبريه
- اخبر من؟
- خالد
قصت عليها ما حدث منذ رأته اول مرة وكيف حصلت علي رقمه من هاتف ماهي الي ان وصلت لآخر مقابلتهم والتي هدده شاهين بها
- لهذا اتهمت شاهين ؟!
اخفضت رأسها خجلا واجابتها بخفوت
- نعم
- اذا شاهين هو من حاول قتل خالد بالفعل؟
- لا اعلم
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆
يتبع...
أنت تقرأ
رواية( بين مخالب الصقور)للكاتبة/ أيمان المغازى
Actionرغم الليل الذي اسدل ستاره علي البسيطة واستكانت جميع مخلوقات البارئ الا انه لم يستكين، راح يشق سكون الليل بصوت اقدام فرسه العربي وهو يضرب الرمال من تحته مخترقا سكون الليل بصهيله فارس ملثم بالسواد فلم يري منه غير اعين حادة كصقر ذاوي بين حاجبيه صحر...