🌹الفصل السابع🌹

2.4K 89 1
                                    

الفصل السابع
 ••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆

بمدينة الضباب حيث البرودة تغلف المدينة وقلوب ساكنيها الا عائلة سكنت احد قصور لندن لكنهم يتمتعون بدفء قلوبهم رغم برودة تعاملهم الذي اكتسبوه من عشرتهم للشعب الإنجليزي
تسللت ماهي خلسة فهي تقصد شخص معين لا تريد ان ترى غيره بهذه اللحظة
-ادم
نادت ابن خالها وهي تطرق باب غرفته بهدوء
-ادم هل انت مستيقظ 
نائم بغرفته بسكون، طرقات علي الباب اتبعها سماعه لصوتها الذي يعشقه راح عقله يستيقظ من غفوته ويفكر هل هو يهذي ؟ ام بات يحلم بها الان فجاءه الرد بسماعه نداءها له
نهض مسرعا ناحية الباب كي يفتح فوجدها علي وشك المغادرة
-ماهي، لقد عدت
ابتسمت له واسرعت ترتمي بأحضانه وهي تهمس
-اشتقت لك دومي
تاه بعناقها فلم يعي ما تقوله، تعامله كاخ وهو المتيم الذي يخشي ان يصارحها فتبتعد ويحرم من نعيم صداقتها
اغلقت باب الغرفة خلفها وهي مازالت ممسكة بيديه تجره خلفه حتي اجلسته بجوارها علي الاريكة المقابلة لنافذة غرفته المطلة علي الحديقة الخارجية للقصر
لم يتحدث احتراما لصمتها المفاجئ الذي اعلمه بوجود خطب ما، فهي حين تنزعج من شيء تسرع بالمجيء خلسة لغرفته تجلس علي تلك الاريكة وتشرد للدقائق ثم تبثه كل ما يجول بعقلها حتي ترتاح
-لقد وقعت عقدا للعمل يوجب علي العيش بموطني
-ماذا؟
غضب احتله حين سمع ما قالته هل ستبتعد عنه هو بالكاد يتحمل غيابها لبضعة ايام ثم عودتها مرة اخرى والان تخبره انها ستذهب للعمل ببلد اخر ؟!
-لماذا فعلت ذلك ماهي؟
-لا اعلم صدقني ما زلت غير مستوعبة الامر
-حسنا الغيه
-لن افعل
التفت لها كليا وسلط عينيه بخاصتها
-من تعاقبين هذه المرة؟
-امي قالتها بإصرار غريب  جعله يستغرب قولها لكنها اردفت وهي تهرب من مواجهته
-لقد علمت بأمر اتفاقها الذي ابرمته منذ اكثر من عشرون عاما
-اتفاق؟
تعلم ان لا احد علي دراية بما اقدمت عليه والدتها حين هربت بهم من والدها لكنها سمعت حديثها مع هذا الشاب منذ عام وللأن لا تعلم ما الذي ستفعله
-لا اريد التحدث بالأمر
احترم رغبتها ولم يحاول ان يضغط عليها لكن ذلك لم يثنيه عن تغيير مزاجها
موسيقي هادئة صدعت فجأة بالغرفة تبعها صوت ادم
-هلا راقصتني جميلتي؟
اتبع سؤاله انحناءة مسرحية مع مد ذراعه نحوها
-بالطبع سيدي
اجابته بمرح وهي تضع يدها بخاصته وتنهض ملبية دعوته
عالم خاص بهم دخلوه معا، سبقته هي حين ابدت رغبتها بتعلم رقص البالية كهواية فكونهم ينتمون لطبقات المجتمع الانجليزي اوجب عليهم تعلم احدى الفنون كهواية وقد اختارت الرقص لكنها كانت تشتكي من تنمر الفتيات عليها بسبب صغر حجمها فكان هو حاميها والتحق بنفس المدرسة فقط كي يكون بجوارها واصبح سرهم كونه يكبرها بأكثر من خمس سنوات  
خطوات سلسة متتابعة كأنهم روح انقسمت بجسدين فراحت تجمع نفسها بخطوات راقصة، يلقيها من بين ذراعيه نابذا اياها بقسوة ويعاود ضمها اليه برقة
انهت رقصتها وهي تبتسم بسعادة حقيقية فهو يعرف دائما كيف يخرجها مما هي به
-اه لو راك احد زملاءك الذين يعتبرونك مثال للجدية وانت ترقص
شاكسته بحقيقة انه لا يظهر طباعه السلسة تلك الا معها هي
ادعي الخوف وهو ينفي
-ستكون كارثة فكيف لهم ان ينصاعوا لي بعد ان رأوني ارقص كأحد اعضاء فرق البالية الروسية
-ربما غازلك احدهم
انفجرت بالضحك حين رأت ردة فعله المذهولة من تعليقها
-ماذا؟!
تسحبت للوراء كي تنفذ بجلدها من عقابه لكن ذلك لم يمنعها من القاء تعليقا اخر
-حينها سأسعد حين اراك بثوبك الابيض
-ماهي !
سمعت صراخه باسمها وهي تنزل السلم بشقاوة وضحكاتها تملا المكان فهي تعلم كم يكره هؤلاء الاشخاص ويكره ان يشبه حتي بهم فأسرعت بالهروب قبل ان يبطش بها

****************
قصر هو بالظاهر اما باطنه فهو وكر يعيش به صقور، حيث يكمن شاهين الهيثم
الكل مجتمع علي غير عادة فجميعهم مشغول دائما بأعماله، فالجد دائما مشغول بمتابعة الاعمال خاصة التي يشاركه به هاشم المحمدي كأن حياته معتمدة علي ذلك والشقيقين قسم بينهم ادارة المجموعة كاملة بالتساو خاصة العقود الخارجية التي تتطلب السفر لمتابعتها، واخيرا العم الذي اخذ علي عاتقه مراعاة الشئون الداخلية والمزارع المنتشرة علي مستوى العالم
عائلة ملكية اقل ما يقال عنهم انهم يتحكمون ببعض الاسواق نظرا لامتلاكهم اعلي عدد من الاسهم اضافة الي نسبهم
-متي ستسافر شاهين؟ سأل الهيثم
-بالغد جدي سأسافر انا وثائر بإذن الله
-حسنا اصحب بلقيس معكم
اتسعت بسمتها حين سمعت جدها فأخيرا ستسافر كما تمنت كي تحضر حفل ملكي لأول مرة يدعون اليه نظرا لشراكة شقيقيها لاحد النبلاء الانجليز
-حسنا جدى 
-وايضا قالها بغموض وصمت للحظات حتي استرعي انتباههم واكمل حين وصل لمبتغاه
-خالد المحمدي
-ماذا عنه؟ سأل ثائر بترقب واعينه متأهبة كاعين صقر رأي فريسته
-يعيش بلندن بصحبة والدته منذ سنوات
اضطربت اعصابه حين سمع والده وانقبض قلبه اكثر حين راي ملامح ابناء اخيه الذين قست ملامحهم وشعر بغليان دمائهم بعروقهم
-الم ننتهي من هذا الامر ابي؟
-لا لم نفعل
-لكنك تعلم انه لم يقصد ذلك ولهذا قبلت العفو عنه
-عفوت عنه لكنني ابدا لن اعفو عن ذريته
-وما ذنبهم ؟
-انهم ابناؤه
كانت ردود والده الباردة تنم عن اصراره علي تنفيذ مخططه الذي صبر عليه لسنوات وقد حان وقته، لم يكفه هروب زوجته وحرمانه من اولاده طلية تلك السنوات وكل هذا كي يثأر لقتل اخيه الذي يعلم الله انه يستحق ذلك !
************
عادت من قصر خالها وابتسامتها تشق وجهها فقد نجح ادم كالعادة بتحويل مزاجها تماما
عبرت البوابة الفاصلة بين القصرين الذين يعود تاريخهم  للقرن السادس عشر حيث كانا ملكية واحدة وتم تقسيمها بعد ذلك وحين اشتراه خالها ووالدتها اعادوا فتح الحدود بين القصرين وتحويلها لسياج من الاشجار يحيط ببوابة حديدية صغيرة
-ماهي
نادتها شقيقتها التي كانت بانتظارها بحديقة القصر
-ماذا عالية ؟
-لم تحدثت بهذه الطريقة معها؟ لامتها شقيقتها
-ربما يجب ان تسأليها فانا ما عدت افقه شيئا
-ماذا تقصدين ؟
-لا اقصد شيئا
سمعت صوت ادم يقترب من مكان وقوفهم فأسرعت بالاختباء قبل ان يراها
تلفتت عالية حولها وهي ترى شقيقتها تختبئ خلق تمثال رخامي يحمل الطابع اليوناني
-ما الذي يحدث؟
-انه ادم اخفضي صوتك همست
-ما الذي فعلتيه هذه المرة؟ سألتها بشك فهي تعلم طبيعة شقيقتها المشاكسة والتي لم يسلم ادم بكل بروده منها
-لم افعل شيء اجابتها مدعية البراءة
-ماهي؟
-حسنا همست وهي تتلفت خشية ان يراها ادم وحكت لها ما قالته لها
-فقط؟ قالتها عالية بسخرية من استخفاف  شقيقتها بما قالته
-نعم اجابتها ببراءة
كانت اعين شقيقتها متركزة بنقطة ما خلفها وقبل ان تفطن لموقفها كان هو قد امسك بها
-اذا تتمنين ان تريني بالثوب الابيض ها
صرخت برعب حين وجدت نفسها محاوطة بذراعيه وشقيقتها تضحك عليها
-خائنة لم تحذريني
هتفت بصياح وهي تحاول ان تهرب من بين يديه
-اعتذر ادم كنت امازحك
-تمازحيني ؟!
-بالطبع دكتوري الوسيم
ازدرد لعابه وهو يحاول ان يتخطى تدليلها له فابعدها وحاول ان يستعيد بروده الذي يذهب ادراج الرياح ما ان تتواجد هي بمحيطه
-انتهيا من اموركم هذه واستعدا لحفل الغد
-حفل؟ تساءلا هما الاثنين بنفس اللحظة
- نعم، حفل بقصر هاريسون
- لا صاح الاثنين بنفس اللحظة للمرة الثانية فكلاهما يكرهان حضور مناسبة تخص دوق هاريسون كي لا يلتقيا بابنه وشقيقته
ابتسمت حين سمعت ردهم فهذا اكبر عقاب لهم بهذه اللحظة
-وتدبرا امر المرافق او اذهبا برفقة اولاد الدوق
-لا صاحت ماهي هذه المرة واكملت وهي تمسك بكف ادم برجاء
-سأذهب برفقة اخي العزيز
تغيرت ملامحه وظهر عليها الضيق من وصفها له كاخ لكنه اخفي مشاعره بسهولة
-حسنا
هتفت بسعادة وقبلته بوجنتيه وانسحبت للداخل تاركة شقيقتها وابن خالها خلفها
-اخيها قالها بنبرة ساخرة رغم تألمه
-صارحها ادم او انس الامر فرغم كرهها للرجال الا انها سيجيء يوم وستسلم به قلبها لاحدهم دون سابق انذار
حذرته عالية مما يمكن ان يحدث فشقيقتها لم يسبق وقبلت باقتراب احدهم منها عداه هو فلطالما اعتبرته صديقها الوحيد الذي اخرجها من انطواءها الذي حبست به نفسها وجعلها تتقبل التعامل مع الجميع بسلاسة لكنه لم يستطع ان يجعلها تتقبل الحب او حتي الاعتراف به وهو ما سيقنعها به احدهم يوما ما

***************
-يجب ان نجد حلا سريعا جدى
-ما الذي حدث هاشم؟
تعجب الجد حين رأى لهفة حفيده ودخوله المفاجئ لمكتبه دون استئذان
-الهيثم متوجهون للندن
-وما الجديد ؟
-سيحضرون حفل لدوق ما يجمعهم به شراكة مما سيتيح لهم الفرصة للقاء خالد
سكت لبرهة واردف بخيبة امل
-لن نستطيع ان نخفيهم اكثر من ذلك
-اذا حدد لي موعد مع الهيثم فقد حان وقت تنفيذ خطتي
٩كلها من بطش الهيثم واحفاده
علم ان جده محق فالاتفاق الذي برمه الكبار يجب ان ينفذ فالكلمة كالسيف ان لم تنفذ قطعت اوصال صاحبها، فهم عرب لا يخلفون وعدهم وان بذلوا كل نفيس كي يبروا به

***************
يتبع......

رواية(  بين مخالب الصقور)للكاتبة/ أيمان المغازىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن