العشرون
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆
ما ان وصلت لباب الداخلي للقصر حتي تهادى لسمعها اصوات مشاجرة لا تعلم سببها بعد فأسرعت ناحية القاعة التي يخرج منها صراخ والدتها التي وصلها وجعلها تهتف بهم فور دخولها
- ما الذي يحدث هنا ؟
صمت خيم عليهم حين سمعوا سؤالها وتعلقت اعينهم بها، لم تكد تتقبل وجودهم حتي هددهم طلب الهيثم بفراقها مرة اخرى
كانت اختها الصغيرة اول من اسرع نحوها بأعينها الباكية
- لا تصدقي ما قاله ماهي فأبي لن يفعل بكم هذا وامي ليست كذلك
- اهدأي عائشة ودعيني افهم الامر اولا
تقدمت بهدوء حتي وقفت علي مقربة من الهيثم وحفيديه الذين لم يستوعبوا بعد كيف لها ان تكون ابنة المحمدي ؟
- ومن تكونين انت؟
- انا ماهي الجابر
- الجابر؟
تعجب من الاسم فهو لم يسمع به الا من حفيديه حين كانوا بزيارتهم للندن فهل يعقل ان تكون ....
- حسنا فلنصحح الاسم مها المحمدي
لأول مرة منذ ان غيرت اسمها وكنيتها تنطق باسمها الحقيقي علي مسمع الجميع مما ادهش والدتها واسعد قلب والدها الذي لم يرها الا منذ ساعات فقط
- ابنة من منهم ؟
- عادل
قوية، جريئة، فائقة الجمال، صيد مناسب سيحرص علي التقاطه، فهو جاء لقنص فريسة فوجد اثنتين
- هلا اخبرني احدكم ما يحدث هنا
حاول والدها التحدث فالجمه استباق زوجته له
- لقد كانت خدعة، لم يرد والدك عودتنا بل اراد كبش فداء عن ابنته الصغرى
جاء ردها بارد دون انفعال ظاهر
- لم؟
- كي تنجب الحفيد الذي يريده الهيثم كي يعفو عن اخيك
- حفيد؟!
-نعم، ففي عرفنا اذا وهب القاتل ابنته كفداء لدم ابنه او نفسه يعفي عنه وكل ما اريده هو حفيد
تفاجأت بخطته التي يبدو انه لم يخبر بها احدا حتي حفيديه الذين تغضنت ملامحهم بغضب شديد دليلا علي جهلهم لما ينويه جدهم
ابنة المحمدي هذا ما دار بعقل كل منهم حين رأوها تدلف للقاعة، فشاهين علم باللحظة التي عرفهم بها هاشم المحمدي علي زوجة عمه وابنتها ففطن حينها لحقيقة انه لم يجدهم طيلة هذه السنوات لاختبائهم تحت كنية والدتهم
- لن اقبل بهذا، لقد وعدتني ان الأمر انتهي
- وقد انتهي وهذا الزواج سينهي هذا الثأر للابد وايضا ....
صمت للحظات واكمل ونظره مسلط علي العنيدة التي تقف امامه
- سأحصل علي عروس اضافية لحفيدي الاخر
انقبض قلبه وظن انه يقصد اميرته التي حمد الله انها لن تكون ضمن خطط الهيثم لكنه لم يسعد ايضا كون ابنة عمه ستكون هي الضحية لثأره وها هو يطالب باخري
- عائشة ؟
- لا، فقد سبق واخبرتكم انني لن اقبل بابنة شقيقة القاتل، بل انت
ضحكة صاخبة انطلقت منها لا تناسب الموقف الذي هم فيه
- دعني استوعب الامر قليلا
جلست بأريحية بمقعد مقابل للهيثم بكبرياء لاق بها وراحت تتحدث بهدوء عكس ما تشعر به من نيران بصدرها وهي تنظر للجميع محاولة ان تهتدي للصواب فوالدها يجلس وقد اخفض رأسه واحاطه بكفيه، جدها كأنه ينتظر حكم الهيثم الذي لن يقبل الا بما يريد
- العرف يسمح بفتاة واحدة لا اثنتين لكن بموقفك لا اعتقد ان احدانا ستوافق
نظرات تحد تبادلتها معه ولم تحاول كسر التواصل بينهم حتي يخفض هو بصره ان استطاع
قد يكون الامر بسيط ويرفض الجميع ما طلبه الهيثم لكنهم جميعا يعلمون انه لن يرضي بذلك وستكون النتائج كارثية
- موافقة
كسرت الصمت القاتل بقبولها لشرط الهيثم، اصبحت هي البطلة الجديدة التي ستقع بفخ الهيثم كأن هدوءها الذي لطالما تحلت به اصبح قوتها التي ستستمد منها الصلابة
- ما الذي تقولينه عالية ؟
صاحت بها والدتها حين وافقت علي شرط الهيثم الذي قيدهم به ولم يقل غضب شقيقها عن والدته كثيرا
- ما الذي تقولينه عالية لن اقبل بذلك فنحن سنعود من حيث اتينا
- لن اترك ابي يعان مرة اخرى خالد ولن اترك اختي الصغيرة لهذا
- لكنهم هم من تسببوا بهذا لأنفسهم
- لا يهم فانا سأتحمل ذلك
ابتسم الهيثم بنشوة المنتصر فقد كسب نصف وبقي الاخر
- وانت؟
- انا لن اكون ضمن خططك او خططهم انت طلبت حفيد وهي ستمنحك اياه
عرف قيدهم بكلمته وجب عليهم الطاعة حتي ينجو من وطئه، وما زال ثأر الهيثم باق ولم يكتف بعد من انتقامه
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆
يتبع...
أنت تقرأ
رواية( بين مخالب الصقور)للكاتبة/ أيمان المغازى
Actionرغم الليل الذي اسدل ستاره علي البسيطة واستكانت جميع مخلوقات البارئ الا انه لم يستكين، راح يشق سكون الليل بصوت اقدام فرسه العربي وهو يضرب الرمال من تحته مخترقا سكون الليل بصهيله فارس ملثم بالسواد فلم يري منه غير اعين حادة كصقر ذاوي بين حاجبيه صحر...