🌹الفصل الثاني 🌹

5K 129 0
                                    


الفصل الثاني
 ••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••☆
انتهت من عملها وراحت تبحث عنه بكل مكان تتوقع ان تجده به حتي وجدته يحتسي قهوته وهو متكأ بظهره علي احدى النوافذ الزجاجية
-واخيرا وجدتك
هتفت بحماس ما ان وقفت بجواره
-عالية
- نعم سيد ادم، انت هنا وانا ابحث عنك بأرجاء المشفى
- اعتذر سيدتي سخر منها مما جعلها تلومه بغضب مصطنع
- يا لك من قاس دكتور ادم هل عملك بالجراحة جعل قلبك قاس
زفر بحنق وهو يجيبها بجدية
- ليته فعل واراحني
عاشق هو ولا امل بعشقه فمن يهواها قلبه لن تقبل به وان اخرج قلبه بيده ووضعه امام قدميها فهو ثابت بالأرض وهي محلقة بالهواء كطائر يصعب ان تجعله باق باليابسة
- هل ستعود قريبا؟
- لا نفت بهدوء وهي تستقر بجواره ملتقطة كوب القهوة منه واكملت
- يكفيك منبهات، عد للمنزل وارتاح قليلا
- قلبي لن يرتاح حتي وان ارتاح جسدي
غادر تاركا اياها تتحسر علي حال صديق طفولتها الذي ترك نساء العالمين وعشق من لا تؤمن بالحب ولا تتطلع اليه فتركته عالقا بلجة الهوى وحده
عالية تلك الفتاة التي لم تكمل بعد الثالثة والعشرون، لطالما كانت اعينها اكثر ما يميزها فهي باللون الزيتوني، محددتان برموش كثيفة زادتها جمالا غير انها اخفتها خلف نظارات طبية لم تقلل من جمالها بل العكس،  تخرجت  هذا العام من كلية الطب وها هي تتدرب بإحدى اعرق مستشفيات لندن برفقة صديق طفولتها وابن خالها ادم الذي يكبرها بثلاث اعوام
رنين هاتف اخرجها من شرودها فأجابت من فورها
-امي
اتاها صوت منفعل من الطرف الاخر فانتفضت سريعا تعدو نحو مخرج المشفى وهي تهتف بتوتر
- انا في الطريق

                     ********************
جدال كانت نتائجه كارثية فقد احتد الحوار بينه وبين والدته حتي وجدها تسقط فاقدة الوعى فما كان منه الا ان اتصل بشقيقته الصغرى كي تنجده
- ما الذي حدث خالد؟
- لقد تجادلنا كالعادة ففوجئت بها فاقدة الوعي
- ثانية خالد؟ لامته عالية وهي تقيس ضغط والدتها التي بدأت تفيق من إغماءاتها وراحت تهمهم بوهن
لم يكن الجدال بينهم بالشيء الجديد فمنذ فترة وشقيقها مصر علي الذهاب لوالده لكن دائما والدته ترفض ذلك وينتهي الامر بغضبها منه فيسترضيها ويرضخ لرغبتها
فتحت عسليتها علي ابتسامة ابنتها المتوترة فخرجت منها اه مطولة
- اه
- ماما
- ما الذي حدث؟ سألت بخفوت
- تتدللين غاليتي طمأنتها عالية وهي تقبل كفيها
اقترب منها خالد والندم مرسوم بوجهه
- اعتذر امي قالها بندم وهو ينحني بجذعه ناحيتها مقبلا جبينها
- لا تعتذر بني فأنا المخطئة
- لا لست كذلك نفت عالية ووجهت نظرة لوم لأخيها واردفت
- لا يجب ان ترهقي نفسك بجدال عقيم
عادل المحمدي اسم حرم ذكره بقصر الجابر منذ اكثر من عشرون عاما ولم تكن لتتنازل عن ذلك ولو هلكت
- دعوني ارتاح قليلا قالتها بوهن واغمضت اعينها مدعية الخلود للنوم فنزلوا علي رغبتها وتركوها تنال قسطا من الراحة
- الن تكف عن الجدال بهذا الامر خالد؟ عنفته عالية وهى تغلق باب الغرفة واردفت بنبرة وعيد
- المرة القادمة ستقضي عليها خالد فاحذر
دلفت لغرفتها ما ان انهت تحذيرها واغلقت الباب بعنف ينم عن استياءها من تهور اخيها الذي لا يكف عن النبش بماض تركوه خلف ظهورهم لسنوات عدة
خالد الجابر طيار بالخامسة والعشرون من عمره، الابن الاكبر للسيدة رقية الجابر احدى اهم سيدات المجتمع الإنجليزي رغم اصولها العربية الا انها وصلت لمكانة مميزة بين طبقات المجتمع مما سهل عليها الحاقه هو وشقيقتيه بارقي المدارس الملكية حتي تخرجوا من كليات مرموقة جعلت لهم هم ايضا مكانة تخصهم بين الجميع

**************
بكل مرة يحين اللقاء بينهم تجهز نفسها كعروس جديدة وتتفنن بتغيير نفسها كليا كي لا يملها فكم تعبت حتي وصلت اليه ولن تدعه يفلت من يدها ،غلالة نوم مثيرة كما يفضل وثوبا مكشوف لتستقبله به كي تسر عيناه برؤيتها
انشغلت  بتجهيز حقيبتها ولم تلتفت لشقيقتها التي اقتحمت الغرفة وراحت تتابع ما تفعله
-هل عاد اذا؟
ردت عليها دون أن تنظر إليها
-نعم
لم يعجبها ما تفعله شقيقتها التي منذ أن انفصلت عن زوجها السابق وهي تخطئ بحق نفسها فقط لكونها عاشقة
-متى سيعلن زواجكم هالة؟
اجابتها بلا مبالة
-لا أعلم ولا اهتم  لذلك المهم انني زوجته الان
هتفت بها شقيقتها بحنق
-لقد دمرت حياتك بسببه لدرجة زواجك به بالسر كأنك لا شأن لك ولو علم والدك فربك وحده يعلم ما سيفعله
حقيقة انها مخطئة بحق نفسها فهي تعلمها لكنها ما كانت لتفلته من يدها فهي ظلت تطارده لسنوات كان كالحلم البعيد الذي سعت ان تحققه لدرجة قبولها بوضع كهذا زوجة لبضع ساعات فقط أو كما أخبرها زوجة عند الحاجة
****************
يتبع...

رواية(  بين مخالب الصقور)للكاتبة/ أيمان المغازىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن