يداري دمعه سنين

852 59 17
                                        

ابتسم هايف وهو يدخل ويجلس عالكنبه بأريحيه
تميم استغرب لكن توسعت عيونه بصدمه لما لاحظ تغييرات عالشقة
رفع إصبعه (السبابه) وهو يشير عالغرفه اتجه لغرفة النوم كان السرير عليه مفرش جديد وفوقه شنطه وقدام الدرج شنطه ثانيه وكراتين
همس تميم : وش السالفه ؟!
هايف ضحك بهدوء وهو يوقف
وبنظرات هازئة ماراح ترحب بشريك سكنك ؟؟
تميم بعيون متوسعه : شريك ؟ شريكي!؟
هايف : ايه ما قالو لك ؟
تميم بهمس لكن مسموع : ماقالولي لاني توني جاي من امس رايح
ورفع راسه بإبتسامه : وانت متى جيت ؟
هايف : توني جاي الصبح اما اغراضي مرسلها امس
تميم : حلو تعال معي أوريك الشقه آشر على المطبخ وقال : هذا المطبخ اللي ما استعمل فيه الا الثلاجه نتيجه لفشلي في الطبخ
هذي الصالة
وهذي غرفة النوم فيها سريرين ذا اللي استخدمه والثاني لك اما بالنسبه للدرج (الكبت) اعذرني ماتوقعت بيجيني شريك فمليتهم كلهم فانتظرني لين ارجع من المحاضرة وافرغهم لان مابقى على محاظرتي الا ( وهو يرفع يده عشان يشوف ساعته ) ربع ساعه
ورفع راسه لهايف : وانت؟
هايف:  بقى عليها : ساعه
تميم : يا حظك مو مثلي مقابل الوجيه اللي تجيب الهم من صباح الله
الا وش تخصصك ؟
هايف : طب
تميم : ماشاء الله انا ادارة اعمال
هايف وهو ينزع مابه ويجلس على السرير يفك جزماته : يالله يالله تجهز مابقى شي (وتثاوب) انا باخذلي غفوه على بال ما يقرب وقت المحاضرة
تميم : ايه والله صادق نوم العافيه
اخذ ملابس من الدرج وشامبو و... ودخل الحمام
نرجع للي متوسد يديه ومستلقي على السرير
ابتسم ابتسامه خفيفه ولثواني تحولت لقهقه خفيفه بصوته العميق
——
واضح عليه انها اصتدمت فيه وهو توه ماصحصح
سمعت صوته المبحوح وهو يقول :
ريحتك حلوة بشكل غريب !
فتحت عيونها على كبرها وجت بتتكلم بس قاطعها لما مد يده وبدا يلعب بشعرها المبلول وعلى وجهه ابتسامه لطيفه قرب من وجهها وهو يقول : الظاهر اني لقيت ادماني الجديد
ربت على شعرها وهو يقول : جفف شعرك لا تمرض وتعداه وهو يدخل الحمام -دوره المياه - اكرمكم الله
بينما نوف بعيونها المتسعة مسكت خصله من شعرها وبشبح بسمه : هه إدمانك الجديد اجل
ومشت متجهه لعطرها رشت منه
واتجهت للمطبخ فتحت الثلاجه واتسعت ابتسامتها لما شافت ان تبقى من تشيز كيك عمتها وهي اللي تحسبه خلص بقى ٣ قطع
حطته على الطاولة على اساس بتمشط شعرها وترجع راحت قابلت المرآة وهي ترجع خصلات شعرها الفاحمه لورى فجأة تذكرت كلام الوليد ابتسمت بخفوت لما ذكرها بكلام شخص ثاني
رجعت المطبخ وهي تدندن بلحن معين
فتحت عيونها على وسعها لما لقت الصحن ما فيه الا فتات متناثر وجالس على الكرسي الوليد بفم مليان
رفعت أصبعها لأسبابه وهي تشر على الصحن : الوليييييد
رفع راسه وحرك يده بمعنى :نعم؟
نواف : من قالك تأكلها ؟؟
الوليد بعد ما بلع اللي في فمه : ليه مو لي ؟؟
نواف : وليه اعطيك اياها ؟؟
الوليد : شفتها عالطاوله وحسبتك رحت فظنيت انها لي
سكت نواف وهو يبحلق في الوليد
ثم اردف : على اي حال تراك بتعزمني على حسابك كتعويض بس خلني أفضى
الوليد: زين زين بس خلنا نروح لا نتأخر
نواف وهو يشوف ساعته :  يوه ما بقى شي
————-
: قهوه يا يبه ؟
:صب يا بوك صب فنجال
صب وهو عيونه على ابوه : سم يا يبه
صمت لثواني : يبه وش صار على نواف؟
الفيصل بعد نظره طويله لوجه ولده : ليش ما قلت لي ؟
سند : اقولك عن وش يايبه ؟
الفيصل بهدوء مرعب : يعني ماتعرف ؟
سند جته القشعريرة : لا يا يبه
الفيصل : من متى ؟ (عم الصمت لثواني ثم ) من متى وانت متورط مع عيال الحرام ؟ هاه؟ جاوب ! ولا اقولك متى كنت ناوي تعلمني ؟ لا طاح الفاس بالرأس ؟ بتعلمني وقتها يعني؟؟
سند وعيونه منفتحه عالاخر والكلام عالق في حلقه مو راضي يطلع:  ي  ي يبه
رفع الفيصل عيونه له بصمت وحده ارعدت مفاصله
الا انه مالاحظ النظرة اللي كشفت عن مايجول بخلده على انها كانت نظرة الا انها تلاشت بثواني اللي بيشوفها بتصدمه المشاعر المتجمعة قهر ، عجز، أسف ،خذلان ، ندم ، والأهم من هذا كله شعور النبذ ايه النبذ لما تذكر انه لا له لا سند ولا اهل يرجع لهم لاضاقت به الدنيا على الرغم انه اللي بيسمع بأخوانه منهم ؟ ومن هم اهله بينصدم كيف ان حاله انقلب لذا الحال
سند : والله يا يبه مابغيت اقلقك بشي انا قادر أحله
الفيصل بسخريه : تحله ! لو ما لحق عليك نواف تقدر تأكد لي انك بتقدر ؟!
سكت سند وهو ماهو داري وش يقول
تنهد الفيصل : على كل حال لا جانا نواف بنعطيه ردنا على البيت
رفع سند عيونه لابوه
الفيصل : ايه يا سند وافقت
وسرح لثواني وقال : ياسند حافظ على خويك مابتلقى مثله والله اني لاشفته معك حركاته أسلوبه كأني كأني اششوف (تحشرج صوته ) رفع راسه لفوق يخفي دموعه : عب عبد العزيز
سند وهو يستمع بصمت عارف اي عبد العزيز يقصد وعارف وش يعني لابوه كان شاهد على الإخوه اللي بينهم بدون لايجمعهم الدم مسح عيونه بهدوء وقال : ايه والله ياسند مايذكرني الا به حافظ عليه وكن له عز الخوي انا اشهد ان جمايله مغطيتنا
_______
جالسة تغسل مواعين (صحون ، أطباق ) الفطور وتسولف على نفسها بصوت خفيض : غريبة جهيمان له يومين مختفي ما تسأل عنه شوقاً لكن تدري انه كل ماغاب رجع ومعه مصيبه ماتطيح الا في راسها
جهزت القهوة هذال الوقت يكون مجلس ابو فيصل مليان يجتمع عنده اهل القريه بصفته شيخهم
كان قبل ام فيصل تساعدهم ولو انها قليل بس بعد ما هدها المرض منعناها كل شي الحين علي انا وغاليه كل شي واليوم غاليه ما صحت ولا ودي الصراحة اصحيها بعد ما دريت انن الوليد كان عندها امس اكيد انها سهرت
ادري اني كنت احبه حب ماتوقعته كنت ابيه يصير حلالي لكن من يوم ما ظروف الزمن باعدتنا وما صار من نصيبي ولا انا من نصيبه الا اني من يوم ما يدي ما مسكت القلم توقع على عقد الزواج وانا قدر ما استطيع وانا احاول اقنع نفسي انه شي وراح مع اني اقتنعت اقتناع بات انه ماهو من نصيبي وشلته من راسي واستعديت  لأبدأ حياتي مع زوج واحاول أعطيه الحب حتى وان ما كان هو اللي احبه ومن يوم تزوجته بيكون حتى تفكيري بالوليد خيانه له
استعديت مثل كل عروس ومثلت الفرح على الرغم من اني سمعت باللي صار في بيت ابو فيصل بس قلت (رب ضرة نافعهه )
ومن يومها قفلت على الوليد وحبه وتناسيت حبي انا ماني من اللي يلعبون على الحبلين
زفوني له وأهلي وهبه يباركون كان المفروض ان من بعدها على شهر العسل ابو فيصل متكفل فيه ركبت السيارة وانا على خجل كان صامت صمت غير مريح شككني في نفسي بس استغربت بدل لا نتجه لطريق المدينة متجهين للمطار صرنا ندخل من الطرق الضيقة والمهجورة لين وقفنا عند
: لين!!
التفتت وقابلت غاليه اللي بين الزعل على ملامحها
غاليه: ليه ما قومتيني اساعدك
لين : ابد يالغالية شفتك نايمه ولا بغيت اقومك قلت اخليك تستريحين
غاليه وهي تشمر عن كمومها : الله يعافيك والله اني ما نمت زين امس وتأخرت بالنومه
قربت منها ومسكت كتفها اللحين دورك تريحين ايوه ايوه اتركي اللي بين يديك اسنعه انا
لين : ياربي منك خلينا نتساعد بنخلص الشغل اسرع وبعدها نتقهوى
عرض مغري صح؟
غاليه :هههههه
———-
: خلاص يا ابوي لاتبكي بابا مادرى بعد الغداء نروح نشتري لعبة جديده
تكلم وهو ماسك بيده سياره مكسوره وقدامه ولده اللي دموعه تصب بحزن شال الولد وهو يحاول يضحكه :شوف بابا وش جاب ؟
شافه الولد بعيون وساع تبرق من البراءة
ضحك يوم شاف شكله وطلع من جيبه مجموعه حلويات
أشرقت ابتسامة الطفل وهو يمد يديه له
اخذ الحلويات وركض بسعادة للغرفه الثانيه
جلس بجوار امه بعد ما سلم عليها وهو يقول :
جنني حاتم وطيت سيارته الزرقاء بالغلط وانكسرت وقام يبكي الله المستعان اللحين لازم اروح به السوق بعد الغدا
امه: هههه كلش ولا حتومتي اشتر له اللي يبي وانت اصلاً تدري غلات لعبته الزرقاء عنده
: اضحكي مو انتي اللي بتودينه
——————
هلا والله
وش اخباركم
اعتذر عن طول الغيبه
تذكرتوا حتومتي؟

بدأ القناع يثقل!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن