وبين ما هديل تطبخ العشاء سمعت دق الباب
غسلت يديها وفتحت الباب وقالت بضحكه : وكالعاده يا اسيل حاسبه وقتك بالدقايق نفس الوقت اللي قلتي بترجعين فيه
لكن ما تلقت الا الصمت تعجبت وين اسيل ام لسانين ركزت في عيونها من النقاب الا حمرا وكنها كانت تبكي سكرت الباب بهدوء وجت جنبها وهي تمشي : اسوله فيك شي صار لك شي اسيل بعد مافكت النقاب : لا مافيني الا العافيه تفاولين علي يالحماره! (تحاول تغير الجو )
هديل : هذا جزات اللي يخاف عليك شفت عيونك تروع اللي مايرتاع
قلت اشوف لا يكون صاير شي كايد غير استاهل وانا اختك
اسيل : هههه لا مافيني شي غير جا هوا وانا في الطريق لين عبا عيوني تراب
هديل وهي توليها ظهرها : اجل غسلي عيونك وغيري ملابسك وتعالي ساعديني في المطبخ
اسيل : ان شااااء الله علميني بس وين امي ناية
هديل : في غرفتها لكن تساعديني يعني بتساعديني
اسيل : خلاص فهمنا خليني اريح
——-
نبتعد مسافات ماهي بعيده كلها كم متر
مستند على عمود الانارة وعاقد حواجبه بتفكير مايدري يلقاها من احساسه القلق ولا من قلبه الخافق
ليه كانت محبوبته تتهادى بخطواتها اللي يشوفها يدري متونها ماهي بخفاف وعيونها اهٍ منها تأسره من كان طفل هو وياها يلعبون بالشارع ولما كانت تمقلبه وتحط المشاكل براسه لكن كل ما عصب عليها وامتلأ غضب لا تلاقت عيونهم طاح كل الحطب اللي مشعله
اليوم بدل لا يشوف لمعة عيونها شاف عيون كنها الجمر واضح انها باكية فهذي عادتها من الصغر بعد البكي تبقى عيونها حمراء هو متأكد ما تعرض لها شيء لا في الروحة ولا الجية لكن الظاهر المشكلة بزباينها
وبينه وبين نفسه : شكل لازم اشيك عليها في المحل اخاف راعي المحل
راعي بنات ولا الزباين مضايقينها اهٍ منك يا اسيل سلبتي القلب وانسلب معه العقل بدون شور
................
وفي ظلام الغرفة وتحت اللحاف
دموعها تصب وحدة ورى الثانية وخدودها الحمرا اللي اتلفت من كثر ما مسحت عنها الدمع : هه هه خليها يا نورة تطلع خليها ! ماهي الا حرق جوف طلع على شكل دمع
وكملت تبكي وهي عاضة على شفاهها خوف من لا ينسمع لها صوت وحينها يزيد عليها الويل
خذت نفس عميق وهي تحاول تجمع شتات نفسها
لكن كل ماتذكرت موقف عمها اليوم زاد نهيجها
وش توقعتي يا نورة!؟ دام اللي انتي من دمهم وصلبهم امك وابوك رموك باغية من عمك احضان وحنان؟!! كيف الومك يا عم ؟! كيف؟
غمضت عيونها بشددة وهي تتذكر الموقف رجعت من المدرسة هلكانه بدلت ملابسها وراحت تشوف لو باقي شي من الغداء ولا هذي مرت عمها كالعادة لو بقى اكل نظيف طلعته للعمال او حتى القطاوة عشان ما اذوق منه شي وقدام عمي مغلفة صحن من اروع ما يكون ولما يلتهي يكون الاكل في خبر كان
دخلت المطبخ لقت بقايا صحونهم حتى الصحون ما نظفتهم تنتظر الست نورة تنظفها وش الجديد يا نورة؟! ما الله رزقها خدامة بلا اي راتب؟
لا والمضحك بالموضوع ان هالخدامة هي اللي تعطيهم الفلوس كل شهر عشر الاف في حسابهم من اللي يسمونه ابوها وده يخفف من الذنب شوي لكن وش الفايدة دام انها حتى ما تهنت بها ؟ وهذا بالطبع السبب اللي خلا مرت عمها تسكن نورة في البيت بعد موت جدتها يعطيها عمي الفلوس ويقول تراها لنورة عطيها كل ما احتاجت لشي كانت بالبداية زي السمن والعسل لكن طمعت بالفلوس لدرجة انها افترت علي اني ادخن عشان تحد من اللي اقدر اصرفه وبالفعل ذاك اليوم ما عدا على خير غير الضرب من عمي والهواش صار المبلغ اللي اصرف منه يالله يغطي حاجاتي الاساسية وطبعاً الباقي معروف وين راح
فتحت القدور اشوف لو بقى شي كني ارتجي شي سكرتها بصمت وانا اخذ لي كاس واصب لي موية اشربها وارجع لغرفتي انام قبل لا تجيني الشمطاء وسبحان الله اذكر القط يجيك ينط ما امدا احط الكاس عالطاولة الا بدخلتها علي هي ومشيتها المتمايعة والعلك بفمها
: جيتي يا نورة! حسبتك بتغدي مع صديقاتك وطلعت الاكل الباقي لحارس العمارة راجو
لكن بما انك جيتي مطفي لي حوسة الغداء تعرفين حامل وتعبانه مقدر اسوي شي يضر بحبيب بابا تدرين عمك متعلق فيه وهو للحين ما طلع للدنيا وش عاد لطلع!
نورة بملل: والله يا عليا كني املك الرفاهية اللي كل يوم تخليني اكل بمطعم ! وانتي تدرين بالسبب ( هنا امتعض وجه عليا) وبعدين قروشتيني حامل وحامل وكن عمي درا بك انتي واياه ان حيا ولاراح
بالاول والنهاية ماهو اول طفل له (وبنغزة ) ولا هو الاخير
عليا فهمت عليها قربت منها وهي تمسكها من شعرها : انتي ياللي مالك لا بيت ولا والي تقطين علي هالكلام ؟ حمدي ربك انك للحين مو بدور الايتام لا اب يبيك ولا ام دارية عنك كل مع اطفاله وعمك لو تنطبق السماء عالارض بعدي ماهو ماخذ وهذا انا قلت لك العلم
والحين تبين اوريك شي ؟ يوضح لك كلامي ؟ ( وببسمة باين ما وراها اي خير)
نورة تشوفها بعيون مستفهمة ما هي مستوعبة اللي تقوله ولا اللي بتسويه
وعليا تاخذ الكاس اللي شربت منه نورة وبأقوى ما عندها ترميه بينها وبين نورة
ماهي الا ثواني وتكسر لأجزاء
نورة وهي مندهشة وش تسوي ذي !
لكن عليا ما وقفت هنا اخذت قطعة زجاج وبسرررعة جرحتكم يدها
نورة : يا مجنونه وش اللي انتي تسوينه
عليا بضحكة مجنونه لكن بصوت منخفض مسكت يد نورة اليمين وسحبتها لفتات الزجاج ومن سوء حظ نورة كانت حافية
وقبل لا تقول نورة اي كلمه او تصرخ
صرخت عليا بأقوى ما عندهاعااادل يا عاادل الحقني بقولك الحقنييي يا عاددددل
ماهي دقايق الا وصوت ركض جهة المطبخ رفعت نورة راسها الا عمها قدامها
عمها : إنا لله وش صايبكم انتم الثنتين
برق فيهم الا لاحظ الدم
: وشو ؟ دمممم!!
وهو ينقل بصره بينهم الا يلاحظ يد عليا اللي يقطر دم والزجاج المتناثر
وقبل لايتكلم او يبدي اي ردة فعل
علياء ببكاء : يرضيك يا عادل؟ يرضيك انها ترمي علي الكاس والسبب ان الغداء ما اعجبها؟ انا ما همني نفسي انا همني النفس اللي ببطني همي ولدك يا عادل فوق ما انا انبهها على الطفل تدعي عليه!؟ وببكاء مصطنع اليوم ستر ربي بعده؟!
عادل وهو يحاول يكظم غضبه ما وده يفرغ غضبه عليها لكن!: نوررة على غرفتك !
نورة والدموع تبرق في محاجرها ماتقدر تتحرك من الزجاج اللي دخل رجلها: عع مم
عادل : ولا كلمة يا نورة بعدين نتفاهم !
وانتي يا عليا غسلي يدك وعالمستشفى يشوفون وش يسوون بيدك يخيطونها ولا يطهرونها
ويطلع من عندهم
عليا وببسمة انتصار : بروح مع عدول للمشفى شوفي الاسعافات في الحمام ان بغيتيها وثاني مرة خلي شوفة النفس عنك مسوية نفسك شي وانتي ماتسوين ريال!
أنت تقرأ
بدأ القناع يثقل!
Acciónبين الحاضر والماضي بين الحب والفقد بين الطفولة والحرمان بتتوقع ان القناع بيبدأ يثقل !! اغلب الناس عايشة بأقنعة وكل شخص يتميز بقناعه لكن ! فيه من صار يعيش ويعيش اللي حوله بوهم ! ايه وهم يتقنص شخصيه غير شخصيته من اجل ان ينسى ويكمل حياته ! لدرجة نسى ش...