(الفصل التاسع عشر)

101 6 1
                                    

نظرت له ساندي بإستغراب قائله :نعم رفع احدي حاجبيه قائلا :ايه الي نعم مش فاهم انتي عامله حسابك تروحي مع حد تاني ولا ايه ردت عليه ساندي بتلقائيه متناسيه الموقف قائله :لاء طبعا مش هروح مع حد انا كن..ثم قطعت حديثها سريعا عندما وجدت ضحكه عمر اللعوبه واصدقائها يحاولون منع صوت ضحكاتهم فقالت بحنق وغصب :ايوا عمله حسابي اني رايحه مع حد فعشان كده بعتذ...قاطعهم عمر قائلا وهو يغادر :تمام يا سو هبقي ابعتلك ماسج بالمعاد عشان نروح سوا ورحل وتركها فارغه الفاه لا تعرف ماذا تقول فهو رحل وانتهي نظرت لصيديقاتها الذين يكتمون ضحكاتهم على ما حدث فقالت لهم بعصبيه :اضحكي يختي انتي وهي اضحكوا متكتموهاش ورحلت بغضب........

لسه يا حبيبه ماما مش عوزه تقوليلي مالك ولا حصل ايه ظلت سيدرا جالسه بغرفتها منذ يومين تحديدا منذ ما حدث ومجيئها مع والدها من القاهره فظلت حبيسه غرفتها لا تختلط مع احد ولا تخرج تدخل لها والدتها اكثر من مره في اليوم لتستميلها لأكل بعض اللقيمات من الطعام الذي لا تمثه منذ يومين مع مراعاة عدم الضغط عليها لمعرفه ما حدث كما قال لها زوجها ولكنها لا تقدر على رؤيتها بهذه الحاله لا تقدر فهي بكريتها وابنتها الاولي الطموحة التي دوما صاحبه روح المغامره التي لا تهدأ عاصفه البيت وشعلته كما يسميها والدها اصبحت بهذه الحاله التي توجع القلب فناديت على ابنتها بنبره باكيه وكالعاده شارده لا تشعر بما حولها فبكت بحرقه ضاممه لها لاحضانها لا تعرف ماذا تفعل وظلت تبكي وتربت على ظهرها مترجيه لها اخبارها او الافصاح عما حدث علها تساعدها او تحمل بعضا من الهموم من عليها دخل كنان وجد زوجته بهذه الحاله التي توجع القلب بجانب شبح ابنته التي لم يحدثها في شئ منذ ان اتي بها الي هنا اخذ يهدئ من روع زوجته ويهون عليها قائلا :بهدوء اهدي يا إلهام متعمليش في نفسك كده سببها علي رحتها صرخت به إلهام قائله :حرام عليك يا كنان انت من امتي بقيت قاسي كده بنتك بكريتك بقالها يومين في الحاله دي وكل يوم بتختفي عن الاول وانت بتهديني وتقولي سبيها على رحتها راحتها ايه الي هتموتها بالبطئ دي انت ايه الي جرالك تجمع ابنائهم على صوت والدتهم فنظر لهم كمان بمعني اخرجوا الآن فخرجوا واغلقوا الباب خلفهم فنظر لها كنان الذي كان يحرقه قلبه عليها اكثر من والدتها نفسها فهو يعلم ما حدث ويعلم تهور وخطأ ابنته وليس بيده شئ لإصلاح ما افسدته بتهورها وبدون سبب من وجهه نظره وبدون حتي الرجوع له وتسببت لنفسها ولآسر بهذه الحاله التي ضرتها اكثر منه هو فهو الآن برغم حزنه وما حدث ذهب ليستجم ليعيد نشاطه ويعود اقوي اما هي فجالسه كما من قتل زوجها لا حول لها ولا قوه وبدلا من مواجهه مشاكلها وتحمل عاقبه قرارها للنهايه كما عادتها تجلس هنا كالاشباح وتأذي قلب والدتها اكثر
اقتربت منه إلهام قاله بصوت باكي وحزن شديد بترجي قائله :كنان عشان خاطري لو ليا خاطر عندك تقولي مالها او مش لازم اعرف قولي بس الي وجعها اساعدها فيه حتي ثم اكملت بصياح : دي بنتي بكريتي اول فرحتي ازاي اشوفها كده بس واسكت واعمل نفسي مش شايفه انا ام اممممم يعني قلبي مش من حديد
رن هاتف كنان فنظر للمتصل ثم لأبنته وفتح الخط قائلا :ايوا يا آسر يبني
واخيرا تحرك الصنم ونظرت سيدرا لوالدها بعيون ماتت بهم الحياه اكمل كنان كما انه لا يراها قائلا ؛خلاص تمام انا موجود هنا هستناك اهم حاجه تكون انبسط واستجميت شويه وغيرت جو سكت قليلا ليستمع لرده ثم قال ببتسامه لم تصل لعيناه :الحمد الله يا حبيبي ربنا يسعدك ويفرحك دايما خلاص انا هنا مستنيك خلي بالك من الطريق وسوق على مهلك مع السلامه واغلق الخط بادرت إلهام بالسؤال قائله :هو آسر كان مسافر وايه يستجم دا هو كان مسافر فين وشغل ولا سياحه
مسح كنان على وجهه بإرهاق قائلا :كان مسافر يفصل شويه ويرجع كان مسافر يرتب اموره عشان يشوف هو عاوز ايه وناوي على ايه بدل ويفضل تايه في حياته ضايع بسبب قرار خده في لحظه تهور دمر بيه كل حاجه
بس هو قادر يتحمل تقلبات الدنيا ويتأقلم مع اي موجه حتي لو كانت موجه صناعيه من صنع غيره قادر يتحمل نتيجه قراراته للنهايه سواء صح او غلط يقف في وشها وييواحهها
ابتلعت سيدرا ريقها وهي تعرف ان هذا الحديث لها ولكنها اعتقدت ان آسر منهار يحبس نفسه كاره للحياه من بعدها كما تفعل هي ويؤنبها ضميرها فيبقيها بتلك الحاله لم تعلم انه تخطاها في لمح البصر وكأنها لم تكن يوما بل وذهب لرحله استجماميه ليعيد نشاطه وهي هنا من تبكي على الاطلال
نظرت له إلهام بمعني لا تفهم شئ من حديثه فقال لها بهدوء :ممكن تسبيني معاها شويه لم تعارض فهذه اول مره سيجلس معها منذ ان اتي بها من القاهره
ألقت نظره على ابنتها ثم ذهبت وتركتهم
ظل كنان صامت ينظر لها ثم نظر للأمام وقال انا مش هنقشك في قرار خدتيه من غير مترجعيلي لان خلاص الاوان فات لده كادت ان تتحدث قايله بتعلثم :ااا .ن..ا .انا قاطعها بيده قائلا :زي مقلتلك مناقشتنا دلوقتي ملهاش لزمه وزي محتفظتي بأسبابك لنفسك خليهم لنفسك بس الي عاوز اقولهالك انك بحالتك دي مبتدمريش نفسك لوحدك بتدمري عيلتك معاكي واولهم والدتك وحالتها الي بتسوء كل مبتشوفك بشكلك دا عاوز اعرفك كمان ان آسر صمت ناظرا لها ثم اكمل :وقع على فض الشراكه بينك وبينه وهو دلوقتي بس مسكلي شغلي وشغلك انتي ومسؤولياتك خرج من تحت ايده فياريت ترجعي لحياتك عشان جامعتك وشغلك وعشان مستقبلك مينفعش تقعي من اول خبطه انتي اخترتي الحياه دي بكل ما فيها حلوها ومرها ولازم تكملي فيها وربنا يوفقك يا بنتي قبلها من مقدمه رأسها وتركها وخرج
ظلت سيدرا صامته ثانيه اثنان ثلاث ثم انفجرت في البكاء الحاد تحدث نفسها قائله محدش قادر يفهمني وبيفتكرو اسباب تافهه ملهاش معني كلهم بيفكروني عبيطه او غبيه لو فكرت في كده محدش فيهم هيحس احساسي الي انا بأيدي عملته ميعرفوش ان اصلا دلوقتي او بعدين كان آسر خلاص هيبعد فمكنش ينفع اعلق نفسي بيه اكتر من كده مكنش ينفع
تيجي مني وانا بقوتي احسن ميقولهالي هو ويقضي عليا
انا الي انهيها وانا بقوتي وانا بقوتي ثم نظرت لنفسها وهي تردد تلك الكلمه تبحث عن تلك القوه التي تتحدث عنها اجهشت في البكاء وحديث طويل دار بينها وبين نفسها حتي حسمت امرها انها النهايه نعم هذه ستكون نهايه احزانها مسحت دموعها وقامت للحمام اغلقت الباب في انتظار شخص أخر سيخرج منه شخص سيتحمل نتيجه قراره الذي اخذه بنفسه.......

العشق صدفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن