(الفصل الخامس عشر)

211 8 5
                                    

حركة من الهرج قطعت هدوء الطرقات في إحدى المستشفيات صائحا علي وعيونه معلقة بسيدرا التي بين يديه برعب :حد يلحقنا بسرعه بسرررعه ارجوكوا دي قاطعة النفس خالص قابله سريعا ذالك الطبيب سريعا بعدما كان يقف يتحدث مع ٱحدي الممرضات بشأن أحد المرضي وقد قطع حديثهم صراخ علي وهو حامل لسيدرا بين يديه فهرول سريعا ناحيتهم موجها حديث سريع الممرضة :بسرعه جهزي غرفه الكشف وصل علي ووسعت عيناه عندما علم بهويتها وأخذها سريعا من يد علي مهرولا بها تجاه غرفه الكشف واغلق الباب خلفه
بينما كانت انفاس ساندي أن تغادرها من شدة بكائها وعيونها أصبحت حمراء بالكامل وكأنه لونها الاصلي ولم تكن بيضاء من قبل وانتفاخ كام وجهها جلست علي الكرسي أمام الغرفة التي بها سيدرا وجسدها يرتجف تلقائيا ودون إرادتها
كاد علي ان يفتعل أكثر من حادثة حتي يقل سيدرا للمشفي ولكنه نجي ومرت بسلام فقلبه توقف إحدي نبضاته عندما وجدها بين يديه جسد هامد ولا تتنفس وظل مصدما ولم يخرجه من شروده سوي صراخ ساندي الهستيري الذي ذب أنظار من بالمطعم اللذين كانوا يظنون خلاف بسيط بين حبيبين ولكن صراخ ساندي وسقوط سيدرا بين يدي علي دفعهم للتدخل ومساعدتهم للوصول للسيارة لتقلهم لأقرب مشفي ظل يذهب ويأتي ويمسح علي وجهه بغضب ويوفر بديق ويشد خصلات شعره بقوة فكم احمق هذا آسر نعم يقسم الان فقط أنه تأكد من حمق وغباء صديقه الامتناهي فماذا حدث ليصل بهم الأمر لذالك الحد فقد لاحظهم منذ دخولهم المطعم معا وكانوا طبعيين وطلبوا ما سيأكلوا وبعدما لا يعلم ماذا حدث
نظر لساندي يحدثها عله يخرج تلك الشحنه والطاقه السلبيه التي بداخله في الحديث ولكنه توقف وشلت حركته وهو يري حالتها جسدها يرتجف بين يديها المحتضنه له ووجها منتفخ وخصلاتها تغطي معظمه لكنه احمر بشده فتقدم سريعا نحوها وجثي علي ركبتيه أمامها محدثا لها وهو يزيح خصلاتها عن وجهها برقه ليصدمه حالة وجهها أكثر عن قرب ولكنه حافظ علي نبرته الهادئه ليطمأنها ويهدئها :ساندي حببتي أهدي مالك ايه الي حصلك ليه عامله في نفسك كده أهدي عشان خاطري والله هتبقي كويسه دا وعد مني ثقي فيا المرادي اول مره اوعدك وجربيني انا علطول بوفي بوعدي وظل يحدثها بنبره حنونه رقيقه هادئه عله يخفف عنها ما تشعر به وليبثها الطمأنينة والهدوء فنظرت له بعيونها المنفوخه قائلة بصوت مبحوح من كثرة البكاء :ليه يا علي كل دا بيحصل ليه ها رد عليا ليه اليوم من أوله لأخره نحس يرتني مكنت نزلت النهاردة من البيت يرتني مكنت نزلت رددتها بصراخ فضمها علي لصدره وهو يغمض عينيه بحسره علي حالتها منذ أول اليوم وهي تذرف الدموع وتبكي ليته لم يعرض عليها عزيمته أو ليته اخذها في غير مطعم وكثير من ليت قالها بين نفسه وهو مازال يحتضنها لصدره يحاول بثها الامان لإيقاف إرتجاف جسدها واكملت هي بنفس النبره المبحوحه :دي والله طيبه ومحترمه جدا هي باينه أنها قوية وصامدة بس طيبه اوووي وطيبتها زيادة عن اللزوم كمان واكملت كلامها وكأنها شارده تحدث نفسها :تعرف ان انا من ساعه مشفتها اول يوم وانا بكرهها وبحقد عليها نظرات وكلام وأفعال وكل الي يخطر علي بالك بس هي لا ابدا عمرها ما بدلتني اي حاجه من دي لا كلمه ولا موقف ولا حتي بصه حتي يوم مقلت تولع كل حاجه ورحت كلمتها كانت صدفه بس قلت ليه متعاملش معاها وأشوف بنفسي يمكن تطلع كويسه وفعلا ملقتش اطيب ولا ارق منها يا علي وزاد بكائها وهي تتشبث بقميصه مكمله :من اول مره كلام بينا وافقت نبقا اصدقاء وادتني رقمها يااه انا سعتها احتقرت نفسي اوي واختقرت قلبي الي اختار عمر وبسببه عملتها كل المده دي كده دا انا حتي ملحقتش اعوضها عن معملتي الوحشه ليها يا علي ملحقتش انا خايفه عليها يا علي خايفه اوي دي مكنتش بتتنفس وزاد بكائها وتشبثها به وعلي يستمع لها وكل كلمه تقولها عن سيدرا تذيب جليد قلبه تجاهها بل وتنشئ محبه واحترام وتقدير تجاهها فنعم هو الآن يشعر بما تشعر به ساندي لانه ندم فعلا علي سوء ظنه بها كما فعلت هي لأن حقيقه وجود الملائكه علي الارض كبشر تعيش بينهم أمر مستحيل وهي كانت من المستحيلات لذالك صعب عليه تصديق برائتها تلك التي كان دائما يراها بها وظن بها السوء وهو نادم لذالك أشد الندم
قطع احتضانهم لبعض صوت الباب يفتح ويخرج منه هذا الطبيب الشاب الذي هرول مسرعا لنجدتها أسرع له علي على الفور سائلا إياه بلهفه وقلق واضحين :ها طمني يا دكتور هي اخبارها ايه عامله ايه نظر له الطبيب نظره متفحصه حاده وغامضه ثم نظر لساندي من خلفه بنفس النظره واعاد النظر له مره اخري مدركا لهفته للإطمأنان علي حالتها  ولكنه لم يعلم إذا كانت حقيقيه ام مصطنعه فقال له بهدوء :هي الحمد الله كويسه دلوقتي بس هنضطر نحطها تحت الملاحظه 24 ساعه الجيين عشان نراقب وضعها ونطمن عليها فسأله علي مستفسرا :هي ايه الي حصلها يا دكتور رفع له الطبيب حاجبه في تعجب واستنكار قائلا :السؤال دا المفروض انا الي اسألهولك واعاد سؤال علي عليه :ممكن بقي تقولي ايه الي حصلها فطالعه علي بإستغراب حيث شعر أن هذا الطبيب يريد الفتك به ويمسك نفسه قصرا ولكنه رد عليه بهدوء قائلا :ابدا انا وزميلتها وأشار علي ساندي كنا في مطعم بنتغدي سوي وشفناها بحالتها دي بتصرخ فضلنا نهدي فيها لقيناها سكتت مره واحده ونفسها انقطع فجيبناها على المستشفي علطول فرد عليه الطبيب مكذبا : والله دا الي حصلها وبالصدفه انتو كنتوا هناك وبالصدفة لحقتوها وعلي آخر لحظه كمان وحالتكم دي خوفا عليها اكيد طبعا صح قال كلامه الاخير بسخريه واضحه فغضب علي بشده فلم يكن ينقصه هذا الطبيب هو الآخر فقال له بهدوء حاول جاهدا التحلي به :بالظبط كدا يا دكتور دا إلي حصل ثم سأله مستفسرا بستنكار :ثم انت مهتم ليه اكيد وراك مرضي تانيين مستنيينك فمش عاوزين نعطلك اكتر من كده وشكرا جدا وهنا تخلي الطبيب عن رزانته وقال بنبره قويه ملوحا بيده في وجه علي بعدما كان قابضة عليها بداخل جيب البلطو الخاص به في غضب :انت عارف ان دي محاوله قتل وان حضرتك وزميلتها وأشار علي ساندي الي كنتوا بالصدفه في نفس المكان وبالصدفة انقظتوها وبالصدفه كمان على آخر لحظه متهمين لمحاوله قتلها وهتتعرضوا على النيابه صدم علي بل وفغر فاهه مما سمع اي محاوله قتل واي نيابه واي متهمين ومن هم!!؟ ويقتلون سيدرا !!! بالطبع هناك خطأ بالموضوع فقال محاولا التحلي بأخر ما لديه من هدوء لعله يفهم الأمر لأن بالتكأيد ما قاله خيال في خيال وليس له علاقه بالواقع ويمكن أن يكون يتحدث عن مريضه اخري غير سيدرا :حضرتك إحنا الي جايين مع الانسه سيدرا الي جوا الي انت اخدتها مني اول مدخلنا يمكن ملخبط بينها وبين حد تاني نظر له الطبيب باحتقار وسخرية قائلا :لا مش ملخبط انا عارف ان الي جوه دي  الدكتورة سيدرا كنان الراشد ابنه كنان الراشد رجل الأعمال المعروف وإلهام منير دكتوره الاطفال المعروفه تحب اديك عنوانهم أو الاسهل اتصلك بيهم مكده كده لازم يعرفوا وييجوا عشان يتطمنوا على بنتهم ويتبعوا مستجدات القضيه ثم تابع مستنكرا :بس تعرف لعبتها صح انت وزملتك لاء وحيبنها في أخر لحظه يمكن لما نفسها انقطع افتكرتوها ماتت خلاص متعرفوش أن الاعمار بيد الله مش بأديكوا انتو اغمض علي عيناه واستدار معطيا للطبيب ظهره وهو يمسح علي شعره ووجهه بعنف في محاوله لتمالك نفسه علي هذا الحقير الواقف خلفه حتي يستطيع فهم ما يحدث واستدار له بعد لحظات قائلا بنفس النبرة الهادئه :ممكن اعرف ايه الي حصلها وايه الي وصلها للي هي فيه دا فصاح الطبيب به قائلا :مكفايا تمثيل بقي بقولك لعبتك انكشفت انت والحلوه الي وراك الي عاملين زميلها وانقظتوها دي محاوله قتل وانا بلغت النيابه كمان وهنا وفقد علي اي شعرة تعقل أو تمهل وأمسك ذالك الطبيب من تلابيب عنقه قائلا بنبره مميته :ورحمه امي وابويا لو مفهمتني دلوقتي الي حصل ووصلها لكده حالا وبهدوء لكون حجزلك في الاوضاع الي جمبها ما انا قتال قتله بقي قالها صارخا به :بس المرادي هسيبك مش هنقذك قالها بفحيح بجوار أذنه فأرتعش جسد الطبيب وقال بتعلثم وخوف :انت.. انت عارف ان الي بتعمله دا اسمه تهديد و.. وكاد يكمل عندما اقتربت قبضه علي على بعد انش من لكمه في وجهه فقال سريعا :دي محاوله قتل نظر له علي بناريه فأكمل قائلا : الي حصلها أنها أكلت حاجه بتعملها حسسيه قاتله لو بنسبه صغيره بس هي أكلت منها النهاردة وبنسبه كبيره ومع مجهود عملته عملها اختناق سريع قطعلها النفس يعني الي كان هيحصلها دا كان هيحصل كده كده من الي أكلته بس مع المجهود الي عملته سرع حصوله مش اكتر وهنا ألتقت علي لساندي التي كانت تتطلع أمامها منذ قول الطبيب بأن ما تعرضت له صديقتها هو محاوله قتل وكأنها انفصلت عن العالم لعن علي حياته كلها واليوم الذي اتي به لمصر ودخوله لجامعتهم وعرضه لأخذها لذالك المطعم المشؤوم وترك الطبيب مغادرا قبل أن يقول له نبره آمره :ساعتين تلاته بالكتير ورجعلك تكون عرفتلي هي أكلت ايه بالظبط إلي عمل لها كده واتجه ناحيه ساندي حاملا لها بين يديه والتي لم تقاومه أو تقوم ببث حركه وخرج بها من المشفي بإتجاه السياره وهو يلعن ويسب كل ما حدث والطبيب في مكانه مازال خائفا وقلقلا من القادم فيبدو أنه ذالك الشاب ليس بالهين...
وصل آسر لمنزله بعدما ركن سيارته بمكانها وتوجه مباشرة الي الحمام وفتح مرش الماء عليه لينتشر الماء مغرقا له بملابسه ظل خافض الرأس والماء البارد ينهمر علي رأسه بضعه دقائق حتي أطفأه وذهب لغرفه الملابس لتغيير ملابسه واستلقي علي السرير وشرد بذهنه فيما حدث وأن سيدرا مازالت صغيره لا تفقه معظم الأمور وأنه تسرع في أخذ قراراته تلك والانفصال عنها فهي تعتمد عليه بالشركه بكل شئ بالقرارات والتعاملات والصفقات وغيرهم زفر بقوة وذالك الصوت الذي هو ضميره بدأ يتصاعد مؤنبا له مذكرا له بتلك الفتاة الرقيقه الملائكية التي جعلته ينسي ماضيه وما هرب منه الي مصر وجعلته كالمغيب يشاركها مشروعها بل وهو الذي عرض عليها المشاركه ويأتي الان لسوء ظن بسيط منها لم تكون واعيه له يحاسبها كجلاد ويحكم عليها بأشد الأحكام سرح عقله عند ميسون عندما حكمت عليه بالبعد فلم يحتمل ونزل لمصر هاربا رغم وقوف علي صديقه وأخيها بجانبه فلقد كان قلبه يتقطع لأشلاء لبعدها عنه ولم يحتمل وهو القاسي البارد إذا ماذا عن سيدرا وهو حكم عليها نفس الحكم بالبعاد سيدرا صاحبه القلب الطيب الملائكي اعتدل زافرا بضيق شديد وثقل على صدره يكاد يمنع عنه النفس ظل يسعل بقوه وهو يدلك صدره تاره ويخبط عليه تاره عله يستعيد رشده ولكن كأن قلبه حزين على شئ لا يعلمه وسريعا ما خطرت بباله سيدرا فجحظت عيناه من مجرد الفكره فلم يحتمل أن يصيبها مكروه فحياته فدائها ولأجل سلامتها قام بصعوبه مع تلك الفكره بباله وأخذ يرتشف بعض قطرات الماء بصعوبه وخرج لشرفة الغرفه عل الهواء يهدئه وما كاد أن يستعيد وعيه حتي قاطعه ضوء من داخل الغرفه فنظر له وجده الهاتف ذهب وأخذه سريعا وإذا به يري عشرات المكالمات الفائته من علي والرسائل علي تطبيق الواتس آب بضرورة محادثته وأن الأمر خطير فسريعا أعاد الاتصال به وقلبه يخفق داخل صدره بقوه وكأنه ينتظر ما سيعلمه متوقف علي استمرار خفقانه أو انقطاعها لم يمر ثانيه واذا بعلي يرد عليه ببرود ونبره غامضه لم يفهمها :آسر بيه اخيرا شرف وافتكر يبص في تليفونه رد عليه آسر منهيا وصلت حديثه الذي لا معني له الآن لكن بحذر :في ايه يا علي ايه الي حصل ليه كل المكالمات والرسائل دي اجابه علي بنبره غامضه بعض الشئ ولكنها قاطعه قائلا :آسر انت عارف ان سيدرا عندها حساسيه قاطعه آسر سريعا قائلا : من الأناناس في أي حاجه فيها اناناس فصاح به علي وكأنه يلومه على ما حدث وصوره سيدرا بين يديه فاقدة النفس تلوح أمامه :ولما انت متنيل عارف حاجه زي دي ايه يخليك تطلبهولها في الأكل يا حمااار رد آسر بتعلثم لا يعلم ماذا حدث أو عما يتكلم لكنه استشعر أن مكروه حدث لسيدرا ولكنه مازال غير مصدق يكذب أحاسيسه :انا مطلبتهوش ليها اكيد وهي اصلا مبطقش رحته ولو شمته في مكان بتمشي وتسيبه لأن حتي رحته مبتتحملهاش فسأله علي بنبره هادئه لحد ما بعدما أدرك حاله التوهان التي حلت به وقلقه علي سيدرا حتي لو أنكر :انتوا طلبتوا ايه النهارده في المطعم اجابه آسر بمنتهي التلقائيه عما طلبوه :مفيش طلب سيدرا المعتاد بس بدل عصير البرتقال جبنا كوكتيل مسح علي على وجهه بغضب من غباء صديقه ولكنه سأله بذات التبره الهادئه :ووصيت على العصير ميكونش فيه اناناس ولا متكلمتش وهنا لم يستطع آسر تمالك نفسه فهو يكاد يقف علي قدميه من اول المكالمه وعلي يسأله عما طلبوه وتناولوه في ذالك المطعم المشئؤم فصاح بعلي قائلا :متخلص يابني تقول ايه الي حصل عمال تسأل أسأله مااهاش معني جبتوا ايه وطلبتوا ايه وشربتوا ايه انت متصل تسألني علي كده سي.. وكاد أن يكمل عندما قاطعه علي بكل برود ولكن بحذر قائلا : سيدرا شكلها شربت كتير من العصير دا ومع عيطها وانفعالتها وحالتها بعد ممشيت من المطعم أغمي عليها وقطعت النفس خالص وديناها المستشفي والدكتور قال أنها عاشت علي اخر لحظه ومصمم أنها جريمة قتل ومتهمنا ان وساندي فيها وبلغ بالحاله كل هذا وآسر يستمع له وكأنه يكلمه بلغه لا يعرفها ولا يفهم منها حرف وعندما طال انتظاره قال علي منهيا الحديث بنفس نبرته السابقه :مستشفي الزمرده مستنيك واغلق الهاتف دون انتظار رده
كان علي قد وصل بساندي للجامعه مره اخري بعدما اشتري لها ماء وشئ لتأكله من الطريق ولم ينزلا من السياره تشائما بالمطاعم لما حدث اليوم فنظر لها علي يحدثها وهو يراقب حالتها قائلا بإهتمام :كويسه دلوقتي تقدري تركبي الباص ولا اوصلك انا ولا اتصل بوالدك نظرت له ساندي بعدما استعادة بعض من قوتها ورشدها بإجباره على تناولها للطعام الذي اشتراه فعندما خرج بها من المشفي لم تكن تشعر بنفسها مما مرت به اليوم وقالت له نبره هادئه خافته اثر إرهاقها وتعبها الذي لم يختفي كليا بعد :الحمد الله يا علي انا كويسه دلوقتي وأقدر اركب الباص ومفيش داعي تتصل بحد من أهلي ولا حاجه انا كويسه بس محتاجه ارتاح شويه ونظرت له بإمتنان :رغم كل الي حصل بس بجد من قلبي شكرا يا علي ربت علي على يدها وقال ببتسامه جميله :متشكرنيش اي حد مكاني كان هيعمل كده واكتر فردت عليه وهي تهم بالنزول من السياره :رغم اني مش واثقه في كلامك بس تمام ماشي
مشي معها علي حتي ركبت الباص
وقال بحرص وقلق عليها :مكنتيش خلتيني اوصلك حتي اطمن عليكي طول الطريق بدل الباص الي هفضل قلقان عليكي فيه دا
ابتسمت له ابتسامته عذبه مجيبه اياه :متقلقش والله هتصل بيك كل شويه بس ممكن انام اول ميمشي بس هتصل بيك اول موصل وعد
امسك يدها وربت عليهم وقال :مستني اتصالك يا ساندي يا إما هجيلك لو أتأخر
قهقهت ضاحكه وقالت :حاضر يا سيدي وعد هتصل بيك اول ما اوصل
ودعها وهبط من الباص بعدما أوصي عليها إحدي زميلاته في الدفعه تستقل نفس الباص بمراقبتها والاطمئنان عليها وإخباره بكل جديد
واستقل سيارته وغادر لمنزل آسر
أما آسر فكأن وقعت عليه حائط سيدرا كادت أن تموت وبسببه وعندما بدأ يستوعب ما حدث ظل يكسر ويحطم في الغرفه ويركل كل ما تقع عيناه عليه ويصبح بأهلي صوته حتي برزت عروقه واحمرار عيناه ودمعتان نزلتا منهما وجعا علي ما حدث لسيدرا وسريعا ابدا ملابسه وقاد تجاه المشفي وهو لا يكاد يري أمامه
وصل للمشفي نزل سريعا وسأل عن غرفتها دله الموظف سريعا بعدما رأي هويته فمن لا يعرفه وهو رجل مشهور في مجال الأعمال بمصر والوطن العربي وقف أمام المصعد ينتظر وصوله ولكنه لم يطق صبرا فصعد الدرج حتي الطابق السابع الذي به غرفتها وصل لها وسأل عنها في الممر فأشارت له ممرضة بمكان غرفتها وان الزياره ممنوعه ولن يستطيع رؤيتها حتي تمر فتره المراقبه لحالتها الي حددها الطبيب وهي 24 ساعه حاول أن يدخل لها للحظات ولكن الممرضه منعته واعلمته أن ذالك سيكون خطر علي حياتها فرضخ للأمر لسلامتها فقط وظل يتطلع عليها من زجاج الغرفه بعينان دامعتين نادمتين يتمني أن يرجع لساعات حتي يخبرها أنه سامحها ولا يحمل بقلبه شئ تجاهها وحتي وان قسي عليها فقاله يعنفه ويلتمس لها العذر هو كان فقط بحاجه للإنفراد بنفسه حتي يهدء ويعود كما كان فقلبه أن قسي علي العالم كله لن يقسي عليها هي بالتحديد فمكانتها بقلبه خاصه
ظل بمكانه وعلي حالته حتي قاطعه صوت هاتفه الذي يرن فأخرجه وإذا به يتفاجأ بأن المتصل ما هو إلا والد سيدرا السيد كنان الراشد لم يعلم ماذا يفعل أو كيف يتصرف خاصه اذا سأله علي ابنته أكان قلبه يشعر بالأمر أم أنه فقط مجرد اتصال صادف الآن فقرر الرد عليه بتبره هادئه حتي يعلم ما يريد وفور فتحه للخط جائه صوت كنان صائحا بغضب :سيدرا فين يا آسر بنتي جرلها ايه هي دي الامانه الي أمنتك عليها ووثقت فيك واعتمدت عليك عشان تحافظ عليها بنتي فين يا استاااذ حصلها ايه نزلت دموع آسر علي حال سيدرا وثقه ذالك السيد المحترم الذي اوصاه عليها الوصايا السبع ورد بصوت حاول جعله طبيعيا قدر الإمكان قائلا :أهدي يا كنان بيه لو سمحت هي والله كويسه وتمام ومفيهاش حاجه كل الحكايه أنها شربت عصير كوكتيل كان فيه اناناس وانت عارف حساسيتها منه ونقلتها المستشفي وكلها بكرا إن شاء الله وتكلمك بنفسها تطمنك عليها
هدأ كنان بعض الشئ وأخرج أنفاسه براحه قائلا ببعض الشك :يعني الموضوع مجرد حساسيه يا آسر مش حاجه تاني
رد آسر بلهفه سريعا قائلا :والله يا عمي مجرد حساسيه بس وممكن اجبلك التقرير كمان أو ابعتهولك حالا ع الواتس آب
ارتحت ملامح كنان مصدقا آسر فهو يعلمه جيدا وهدأ نسبيا وقال بستفسار :يعني مش محاوله قتل زي معرفت وفيها قضيه قلي الحقيقه يا آسر متخبيش عني
رد آسر بسرعه ولكن ببعض الغضب :قتل ايه وكلام فارغ ايه انت جبت الكلام دا منين يا عمي رد عليه كنان قائلا :رد عليا الاول ايه الي حصل فرد آسر ولكن ببعض الغضب :والله العظيم يا عمي زي مقلتلك كده لا أكتر ولا اقل وانا كنت معاها في المطعم دا وواقف حاليا اهو قدام أوضاها في المستشفي وتقريرها هروح اجيبه من الدكتور المشرف عن الحاله وهبعتها لحضرتك بس والله ولا محاوله قتل ولا كلام من دا ثم أكمل مذكرا له :وبعدين انت عارف يا عمي اني بعدها وباعد اسمها عن موضوع الصفقات والتعاملات الكبيره والخارجيه مفيش اي احتمال للي حضرتك بتقوله دا ومعرفش جبته منين اصلا
فرد كنان عليه :الي بقوله وجبته دا من الدكتور المتابع حالتها الي اسعفها هو عارف إلهام واتصل بيا عرفني لما عرف سيدرا وقلي أنها محاوله قتل وأنه انقظها في آخر لحظه وأنه بلغ النيابه بس المشتبه فيهم مشيوا ومعملوش لكلامه إعتبار وسكت فرد آسر بعدما جمع ما أخبره به علي بشأن ذالك الطبيب الحقير وما أخبره لعمه وأقلقه هكذا ثم قال بهدوء :صدقني يا عمي محصلش غير الي قلته لحضرتك ثم إن المشتبه فيهم دا الي الدكتور عملهم قتالين زملاتها في الكليه الي كانوا في المطعم بالصدفه وهما الي جبوها علي المستشفي بعد موقعت فسأل كنان بنبره مستفسره :وانت كنت فين يا آسر مش قلت إنك رحت معاها المطعم دا وهنا تعلثم آسر في الحديث وقال :مهو انا أصلي جالي مكلمه ضروري واضريت امشي وأسيبها تكمل اكلها وتابع مغيرا الموضوع :ثم انا مكنتش اعرف انها شر.. قاطعه كنان بنبره مستنكره :جالك تليفون فسبت سيدرا لوحدها في مطعم غريب وموصلتهاش ولا أمنت عليها
قال آسر مهدئا :يا عمي انا من...فقاطعه مره اخري قائلا بغموض :تمام يا آسر خلاص متبررش بكرا بالكتير عاوز بنتي تبقي عندي هنا سليمه وزي الفل وشكرا علي اهتمامك الظاهر الحمل بقي تقيل وهم انت معنتش قده فنفي آسر سريعا مدركا قصده بهذا الكلام قائلا :ابدا والله العظيم يا عمي دي في عيني لأخر نفس في عمري بس كل الموضوع
رد كنان بحزم منهيا الحديث :انتهي يا آسر انتهي انا مستني بنتي بكرا ومش اكتر من بكرا يا آسر سامع واغلق الخط،،،،،
زفر آسر وأخذ يلعن ويسب كل شئ موجود فمن ناحيه قلقه علي سيدرا وغضبه مما حدث رغم خطأها ولكنه يعرفها جيدا وكان عليه عذرها فمازالت نقيه وبريئه ومن ناحيه حديث والدها السيد كنان بتلك الطريقه فهو يتمني الا يكون ما بباله صحيح وإلا لن يستطيع الاكمال في مصر
قطع ثورة مشاعره المتخبطه صوت يقول :حضرتك تقرب للآنسه سيدرا عشان الظابط هنا وعاوز ياخد اقولك في المحضر بعد ما المجرمين الي حاولوا يقتلوها هربوا نظر له آسر من أعلاه لأسفله وسأله بهدوء ما يسبق العاصفه :انت الدكتور المشرف علي حالة سيدرا وشخصيتها محاوله قتل واتهمت الي جابوها أنهم حاولوا يقتلوها واتصلت بكنان بيه عرفتهبالعمل البطولي الي عملته طبعا
توتر الطبيب من نظراته وطريقه كلامه فخاف منه جدا وذالك بسبب بنيته القويه الشديده وطوله الفارع فقال بتعلثم ولا يعلم اهو أخطأ ام لا :حضرتك انا عملت واجبي
قاطعه لكمه من آسر ثم شده بغضب من تلابيبه  قائلا بصوت عالي وصراخ :وجبك وجبك ايه يا حيوان انت انت خساره فيك لقب دكتور انت يتقال عليك زبال مشعلالاتي دهان اي هبل من المهن الي مبتحتجش فهم دي لكن يتقال عليك دكتور مستحيل انا هشتكيك في نقابه الاطباء وهخرب بيتك لتشخيص حاله غلط واتهام ناس بريئه وتعطيل واجبات الشرطه بأمورك التافهه الغير صحيحه
كاد الطبيب أن يموت بمكانه وتمني الأرض أن تنشق وتبتبعه لفعلته تلك فيبدو أن ذالك الرجل له أسمه ومركزه ولن يكذبه أحد وهو فعل كل هذا لينال تقدير واحترام من السيد كنان السيده إلهام فدائما ما كان معجب بسيدرا ويرغب بالتقدم لها ولكنها كانت لا تراه من الأساس فأراد استغلال ما حدث حتي يصبح بأعينهم الحامي الشجاع الذي يستحق أبنتهم أما محضر الشرطه فكان سيبطل فور رأيتهم للتقرير الذي يثبت أنه مجرد حساسيه شديده ففي النهايه هو لن يضر بأحد وسيستفيد ولكن هذا الرجل أمامه سيقضي علي مهنته وهي محور حياته وكيانه الذي تعب عليه ولن يستطيع التخلي عنه فقال مهدئا ذالك الذي يمسكه من تلابيبه بقوه :حضرتك أهدي أنا اصلا كنت بسألك عليهم عشان اعتذرلهم لأن التقرير طلع وكانت فعلا حساسيه شديده شويه وبعدين هما الي انقذوها والمحضر هيتقفل وحضرتها هتقوم بكرا بالسلامه وتقدروا تخدوها علطول  وتابع بتعلثم ورجاء :ببس بببس والله حضرتك الاخطاء دي ممكن تحصل طبيعي فلو تكرمت تتغاضي عنها ومتنفذش تهديداتك لو سمحت وصدقني الي انت عوزه انا مستعد ليه حتي لو هرحلهم البيت اتأسفلهم تركه آسر ناظرا له بإشمئزاز :يا خسارة الدكاتره والله يا خساره  تعرف لولا فرحتي بسلامتها وأنها بخير وكلامك طلع كذب في كذب كنت ودينك ورا الشمس فثانيه بس الحمد الله جت سليمه زي مبيقولوا بس منصحكش تكررها أو تعيدها تاني احسنلك انت فاهم انا مبسمحش حتي لو اول مره لكن اعتبرها فرحه شفي سيدرا هانم وضغط عليها أومأ له الطبيب بإحترام وشكر وامتنان فتابع آسر بجديه :دلوقتي عاوز التقرير بتاع سيدرا هانم يكون قدامي دلوقت وما كاد يكمل حتي هرول الطبيب ليجلبه وهو يقول بسرعه :أوامر حضرتك في ثواني هيبقي عندك
وبعدما رحل أخرج آسر هاتفه ووضعه علي أذنه فجائه صوت كنان يقول بتبره غامضه لم يفهمها آسر ولم يستطيع تفسيرها حتي :مستني بنتي بكرا يا آسر واغلق الخط
كان آسر اتصل به لحظه شرود الطبيب فيما أقحم به نفسه وعواقبه ليبرء نفسه له ويثبت له صدق كلامه وبالفعل اتي الطبيب بالتقرير وسريعا ما بعثه آسر لكنان
وصل علي لمنزل آسر وترجل من السياره وبعدما دخل استلقي علي اقرب اريكه فلقد أنهك وتعب اليوم كثيرا وجسده لا يشعر به وقام بمهاتفه آسر لمعرفه آخر التطورات لم يدم طويلا وكان آسر يجيبه بنبره مرهقه تعبه بها كل ما عاشه الساعات الماضيه :خير يا علي في حاجه يعرف علي أنه لامه كثيرا وانفجر به وحمله مسؤولية ما حدث ولكنه بالنهاية أشفق عليه بعدما سمع صوته وأحس به وبما يشعر به من صوته فقال بهدوء :ابدا يكمن عليك انت عامل ايه واخبار الدنيا عندك ايه اجابه آسر بذات التبرع المرهقه :لسه زي مانا مستنيها شكلي هبات النهارده هنا لأنهم بيقولوا مش هتفوق قبل بكرا وبالنسبه المحضر والكلام الاهبل دا فأنتهي متشغلش بالك كان واحد شايف نفسوا واخد جزاءه وفاق رغم كل ما قاله من طمأنينه لعلي إلا أنه احس به علي حافه الانهيار لا يعلم لماذا احس به يتمالك نفسه بصعوبه ورغم ما حدث بينهم إلا أنه مازال آير صديق عمره فسأله متمنيا ألا يصيب ظنه :وانت عامل ايه فرد آسر عليه بنبره أحسها علي وكأنه تائه أو يفكر في شئ بعيد عن المكالمه :كويس تمام آسر قالها علي ضاغطا عليها لينفجر آسر قائلا وكأنه يحدث نفسه وما يجول بخاطره :ابوها عوزها يا علي ابوها عوزها قلي اجبهالوا بكرا وإن الكلام مبينا انتهي واني مش قد المسؤولية ولا حافظت علي الامانه وضيعت ثقته وظنه فيا انت متعرفوش يا علي متعرفوش زيي كنان الراشد لو قال حاجه هينفذها عضبا عن الكل حتي لو بنته وهي اصلا مستحيل تعارضه ولا تكون عوزه تعرفني بعد الي حصلها بسببي اصلا عشان غبي غبي عملت من الحبه قبه وكبرت الموضوع وخدته علي كرامتي لما كانت هتموت فيها لولاكوا كنت هعمل ايه لولاكوا يا علي انت مشفتش ابوها بيكلمني ازاي بعد معرف الي حصلها بعد ما ابن** الدكتور دا اتصل بيه يقوله أنها محاوله قتل رغم اني فهمته وشرحتله وبعتله التقرير بس هو خلاص حكم وهيفذ خايف يا علي انا خايف ينقل سيدرا للجامعه الي عندهم ويلغي شراكتنا كل دا ميهمنيش غير اني مش هشوفها تاني يا علي والله هموت لو حصل هموت لو عمل فيا كده يا علي انا انا ثم اجهش في البكاء ولم يستطيع السيطره علي نفسه بكل تلك الضغوطات التي مر بها ناداه علي بلهفه والدموع بعينيه علي حاله صديقه :آسر آسر رد عليا ولكن لم يسمع سوي شهقات بكائه الحاد
فسريعا كان يقود سيارته للمشفي مره اخري لإطمأنان علي صديقه والوقوف بجانبه
لم تمر سوي دقائق وكان علي يصعد لدرجات يبحث عن صديقه حتي وجده مازال علي حالته أمام غرفه سيدرا فطلب من إحدي الممرضات زجاجه ماء بسرعه وجلس بجانب صديقه يهدأ من روعه قائلا بنبره سيطر عليها بصعوبه :أهدي يا آسر متعمليش في نفسك كده مش هيحصل حاجه من الي في بالك متخفش اكيد دا سوء تفاهم من والدها وهيفهم أنه غلط وهيفكر تاني فنظر له آسر بأمل وكانت قد اتت الممرضه بالماء فأعطاه له ليشرب القليل متابعا بهدوء :صدقني هو اكيد قال كده في لحظه غضب بردو دي بنته ومش سهله لو حد اتصل عليه قله أن بنتك متعرضه لمحاوله قتل ويبقي هادي وبعدين انت قلت إنه هدي شويه لما فهم الموضوع
بعدما ارتشف آسر القليل من الماء واستعاد ثباته وسيطرته على نفسه سئله بحيره :تفتكر تفتكر يا علي تفتكر أنه هيعمل كده وهيفكر تاني ومش هيبعدها عني تفتكر أنه ممكن يفهم الي حصل وميقررش قرار صعب بالنسبالي ويعرف أنه الي حصل دا حصل غصب عني
وتابع بعصبيه وحسره : رغم اني استاهل كل الي يعمله فيا وكل عقوباته ازاي أسبها وهي كانت منهاره بالشكل دا وامشي ازاي كنت اناني بالشكل دا ازااي مفكرتش فيها كل الي ركزت فيه زعلي وبأنانيه مشيت وسبتها وهي منهاره رغم اني عارف انها حساسه ضعيفه قد ايه وأقل حاجه بتتعبها انا فعلا زي مقال يا علي خنت الامانه ومحفظتش عليها انا السبب لا ركزت هي طلبت ايه عشان كان كل همي اعرف الي حصل الي يارتني معرفته ولا آمنت عليها لما سبتها ومشيت رغم اني عارفها اد ايه ضعيفه وبتتأثر انا غبي واستاهل قالها ضاربا قبضته علي فخذه بقوه ليوقفه علي مهدئا إياه قائلا وفي عقله سؤال يتمني معرفه إجابته ويخاف معرفتها بنفس الوقت :أهدي يا آسر الي حصل حصل كانت لحظه شيطان مفكرتش فيها مش انانيه خالص ثم دا مكتوب وكان هيحصل هيحصل نحمد ربنا انها جت علي قد كده وأنها بخير وسلامه بس
الحمد لله
الحمد الله رددها آسر ببعض الراحه فتذكره لوضعها المتحسن يريحه ويقلل عذاب ضميره تجاهها دخلت الممرضه لغرفه سيدرا الإطمئنان عليها فقام آسر سريعا ينتظر خروجها ليطمئن منها علي حالتها يراقبها من خلف الزجاج الملاك الابيض نعم هذا انسب لقب لها فبياضها داخليا وخارجيا وهي بتعاملها وأخلاقها ملاك ليست بشر خرجت الممرضه تطمئنه عليها وأنها لن تفيق الا في الصباح بفعل المخدر أومأ لها آسر وعاد ليجلس مره اخري امام غرفتها ونظر للساعه ثم لعلي ليجد المساء قد حل وتأخر الوقت وعلي مصاب أيضا ويحتاج الراحه فربط علي فخذه لينتبه له علي الذي كان شاردا فقال له آسر بابتسامه صغيره :تقدر تروح انت ترتاح انا هفضل جنبها الليلادي وهرجع معاها الصبح كاد سؤال علي أن ينفلت من لسانه لكنه تمالك نفسه وسكت وقال بهدوء :الي يريحك يا آسر انا هنشي انا أومأ له آسر بابتسامه مشي علي عده خطوات بطيئه وكأنه يحارب نفسه وأفكاره من العوده أو الاستمرار ولكن قاطعه صوت آسر من خلفه قائلا بهدوء :قول الي عندك يا علي عشان تعرف تنام كده هتفضل للصبح نظر له علي ثم حسم قراره وعاد له يسأله بجديه :عاوز افهم ايه الي بيحصل دا محتاج افهم يا آسر انا عارف اني كنت بعيد ودا كان بإختيارك انت لكن أنت فيك حاجه متغيره عن آسر الي اعرفه مش عارف ايه هي بس ممكن لو فهمتني ارجع اثق فيك تاني لإني ولا لاي سبب يا آسر كنت ولا فرطت ولا هفرط فيك ابتسم له آسر ابتسامه علم علي جيدا معناها وسرعان ما كانا في عناق اخوي شديد قال فيه آسر :وحشتني يا صاحبي فرد عليه علي :أصعب سنين حياتي الي افترقنا فيها عن بعض متكررهاش تاني يا آسر لو ليا غلاوه عندك أومأ له آسر بابتسامه ثم قال له :ها قولي الي عندك واسأل في الي شاغلك انا تحت امرك فرك علي يديه بتوتر بالغ ثم قال :مش عارف ابدأ منين وعارف أن مش دا مكان ولا وقت الكلام دا بس كنت عاوز اعرف اخر تعلقك بيها ايه الي في دماغي يا آسر ونظر له نظره علم آسر معناها جيدا وكأنه يترجاه الا يصدق على كلامه فببتسامه هادئه اجابه آسر وهو يشر تجاه باب غرفه سيدرا :مفيش نهايه ولا حدود بين الاخ واخته لكن نهايه الي في هنا وأشار لقلبه واكمل :انت عارفها كويس وهنا اخذ علي نفسا بكامل رأتيه وكأنه كان يحبسه منتظرا الاجابه فقال معتذرا عن تفكيره :آسف يا صاحبي مش قصدي بس اصلي استغربت الي شفته والي حصل دا بس عوزاك تعرف اني واثق فيك ولا يمكن اخونك ابدا أو اشك فيك ثم تابع بغمره ومرح :ثم هي كمان عارفه نهايتها ومستنياها وأشار لقلبه فضحك آسر ببعض الخجل من صديقه على كشفه له ثم قام مودعا إياه قائلا :لينا كلام تاني عن مدي تطور علاقه الأخوين دي دا نفسي كنت بدأت اغير منها بس بعدين اكيد الوقت الي جاي كتير أومأ له آسر بابتسامه على كلامه ورحل علي...
قام آسر لينظر لها من خلف زجاج غرفتها ويتأملها بزي المشفي الذي جعلها أكثر برائه وصفاء جعلها ملاك بحق نغزه قلبه على ما حدث لها وإن كان بصوره غير مباشره فهو السبب يعرفها رقيقه لم تتحمل كل ما قاله ولكنه في ثورته لم يراعي شئ وأخذ في طريقه الاخضر واليابس تنهد بتعب وهو ينظر لها حتي قاطعت تأمله لها ممرضه تخبره أن وجوده ليس له داعي وأنها لن تستيقظ الا صباحا فمن الأفضل له الذهاب للمنزل للراحه لان حالته تبدو مزريه نظر لها ببعض الحده قائلا :اظن مش شغلك حالتي عامله ازاي ولا محتاح ارتاح ولا لاء كل هذا وهو مواليا لها ظهره
احرجت الممرضه من رده القاسي بالنسبه لها ولكنها عذرته فأغلب مرافقين المرضي يكونون هكذا ولكنها لم تنكر إعجابها به من لحظه وقوع عينيها عليه فلم تقاوم نفسها لتتحدث معه ليرتاح بسبب سوء حالته والتي لم تتقلل أنشا واحدا من وسامته ورجولته الطاغيه فذهبت للطبيب المسؤول عن حاله سيدرا وأخبرته بالوضع وقد كان طبيبا آخر حيث اعتذر الطبيب السابق عن متابعه حاله سيدرا واستلمها منه هذا الطبيب
فقال لها بعدما تطلع بحاله آسر وظن من أن المريضه بالداخل حبيبته :خلاص روحي انتي يا سهي وانا هتصرف معاه فذهبت الممرضه وتقدم منه الطبيب  محمحما :معلش يا استاذ انا مقدر حالتك جدا بس انت هنا في مستشفي خاصه والقوانين فيها صارمه فميبنفعش واقفه حضرتك دي هنا
نظر له آسر بحدة وقال :وانا مش متحرك من هنا الا وهي معايا وإلي عندك اعمله برغم حدة نبرته المستفزه إلا أن ذالك الطبيب الشاب راعي حالته ومايحدث له وخوفه وقلقه علي حبيبته فقال مهدئا له :تمام انت ممكن تاخد اوضه جنبها تقعد فيها أحد متفوق وكلها الكام ساعه بتوع الليل بس وتكون معاك علطول إن شاء الله وربنا يخليكوا لبعض وميحرمكوا من بعض امين هكذا كان رد آسر وهو شارد ناظرا لها واكمل قائلا بعدما هدئته نبره ذالك الطبيب :اعمل الازم لإني مش همشي الا لما تصحي أومأ له الطبيب قائلا :خلاص زي ما انت حابب اتفضل بقي معايا الاوضه الي جنبها دي ارتاح فيها شويه عشان لما تفوق تلقيك في حالتك الطبيعيه ومتقلقش عليك هي كمان أومأ له آسر وذهب للغرفه المجاوره ليستريح حتي لا تقلق عليه إذا ما فاقت كما قال ذالك الطبيب لا ينقصها توتر وقلق
مالك يا اسلام في ايه كان هذا صوت تلك الممرضه سهي تسأل اسلام الطبيب الشارد فرد عليها قائلا بستغراب :ابدا انا بس مستغرب الأستاذ الي جاي مع الانسه الي جوه دي قالها يشير لغرفه سيدرا قاصدا آسر
فسألته سعي بتعجب :ماله هو لسه بردو مصر يفضل واقف وقفته دي هز اسلام رأسه نافيا قائلا :لا ابدا انا اتصرفت معاه وهو حاليا في الاوضه الي جنبها دي ردت سعي بستغراب :امال ايه الي انت مستغربه
فأجابها بشرود :يعني لو تشوفي خضته عليها وقلقه تقولي مراته حبيبته روحه واكتر إنما هي تقريبا ولا وحده من دول وتحت نظرات سهي الغير مستوعبه اكمل قائلا :يعني يا يهي لا لابس دبلة خطوبه ولا جواز ولا هي كمان مفيش صله قرابه بينهم وحكايه الدكتور الي سلمني حالتها دي اول مره يعملها انا مش فاهم حاجه ردت سهي عليه ببساطه :ياما هتشوف يا دكتور ومش هتفضل ورا كل حاله نعرف ماضيها وحاضرها ربنا يسهل للكل وستر علينا
علي رأيك هكذا رد عليها إسلام ثم ذهبت كلا منهم في طريقه..
مضي الليل اخيرا علي آسر الذي كان يعد الثواني حتي تشرق الشمس وها هي الساعه الثامنه يقف أمام غرفه سيدرا يتطلع إليها منتظرا استيقظها فكما أخبره الطبيب لن تفيق قبل العاشره
مر الطبيب بدوريته المعتادة علي المرضي لتطلع بحاله آسر بشفقه رغم عدم معرفته صله القرابه التي تجعل حالته هكذا إلا أنه اقترب منه قائلا :لسه تقريبا ساعتين على متفوق لم يرد عليه آسر فأكمل قائلا :انا بقول يعني لو تروح تخد دش وتغير هدومك كده وتيجي هتبقي احسن من لو قبلتها بحالتك دي ليتطلع آسر على نفسه فكانت حالته مزريه شعره مشعث من كثره حركاته فيه وملابسه غير منظمه ابدا فأكمل الطبيب مشجعا :صدقني هيبقي احسن ليك وليها انت هتفوق شويه وهي مش هتفلق عليك
تنهد آسر ناظرا لها وقال وكأنه مجبر :مش متأخر لو فاقت قبل كده تكلموني علي طول
اكيد بهذا رد عليه إسلام بابتسامه عليه فغادر هو بعدما نظر له بهدوء قائلا :شكرا
ذهب لمنزله ليهندم نفسه حتي لا تقلق عليه إذا ما رأته هكذا وما كاد أن يركب بالسياره حتي قاطعه صوت رساله من هاتفه فتحها وكانت من والد سيدرا كنان الراشد يقول بها (مستني بنتي النهارده ع العصر كأقصي وقت وياريت يكون قبل كده وتعرف تبقي أد الثقة المرادي) كاد آسر أن يحطم الهاتف مع السياره لما هذا الاستفزاز نعم كان مخطأ عندما تركها بمفردها ولكنه كان غاصب لم يكن في حالته الطبيعيه وكان هذا افضل لها أسيتنجم بالمستقبل ليعرف ما سيحدث
لما يظل السيد كنان يضغط عليه بهذا الشكل
ركب سيارته للمنزل نزل تحت المرش بثيابه حتي يفيق مما هو به ظل قرابه الربع ساعه مغمض العينين والماء ينهمر عليه حتي افاقه صوت طرقات على الباب وصوت علي يسأله بقلق عن حالته اغلق الماء واجابه بهدوء :انا كويس يا علي مفيش حاجه فرد عليه علي قائلا :طب اطلع هعملك فنجان قهوه وحاجه خفيفه تاكلها على متغير هدومك لم يرد الدخول في مناقشه معه لذا اجابه ببساطه :تمام عشر دقايق ونازل
بعدما استبدل ملابسه وهندم نفسه نزل وجد علي احضر له شطيره وقهوه تناولهم بإرهاق فليس بحاله لدخول مناقشات معه هو الآخر
سأله علي وهو جالس أمامه قائلا :سيدرا عمله ايه دلوقتي اجابه آسر بهدوء :هتفوق الساعه عشره وهنا نطلع لساعته وجد أن الساعه هي التاسعه والنصف فقام سريعا ليغادر فودعه علي قائلا :ابقي طمني عليها انا شويه وهجلها أومأ له آسر ولم يرد عليه وهو يقول بصوت لم يسمعه علي ساخرا شويه وهتمشي خالص كنان بيه مش قادر دلوقتي يسبها في ايد الاشرار الي مبقوش
قد ثقته العظيمه
وركب سيارته وغادر للمشفي..
أفاقت سيدرا اخيرا وفتحت عينيها ببطئ تتطلع حولها تحاول تذكر ما حدث ورويدا رويدا تذكرت كل شئ وتجمعت الدموع في عينيها لما حدث وكيف شكت في آسر وخوفها منه وموقفه بعدما صارحته بالحقيقه وانهيارها في المطعم
دخلت سهي الممرضه للاطمئنان علي حالتها وعندما وجدتها قد استيقظت سعدت كثيرا وتوجهت لتنادي الطبيب اسلام حتي يفحصها دخل الطبيب يقول بابتسامه بشوشه :حمدالله علي سلامتك يا انسه سيدرا
بصوت ضعيف رقيق إجابته سيدرا :الله يسلمك وتطلعت حولها ونحو الباب كأنها تبحث عن أحد فقال الطبيب بعدما فحصها واطمأن لسلامتها :لا كده احنا بقينا تمام خالص واكمل قائلا :لو بتدوري على الأستاذ الي كان هنا امبارح فأنا.. لم يكمل حيث فتح الباب ودخل منه آسر الذي لم يكن يعلم أنها أفاقت فقد قلق لوجود كلا الطبيب والممرضه بالغرفه ولم يخبره أحد بالأمر لمعت عيناه لرؤيتها بخير وسلامه عكس سكونها بالأمس كما لمعت عينان أخريتان برؤيته فقد كان بكامل أناقته وزادت وسامته أضعاف كانت الممرضه سهي التي احست بالغيره من سيدرا للإهتمام هذا الشاب الكامل في نظرها بها وخوفه وقلقه بالأمس عليها تركهم الطبيب وبعدما سمح لها بالمغادرة اليوم إذا أرادت بينما تقدمت الممرضه من آسر سائلة إياه بابتسامة وإعجاب لم يخفي عن سيدرا بينما آسر لم يكن متابعا لها كل همه هو رؤيته سيدرا بخير وسلامه :تحب اجبلك حاجه تشربها أو فطار خفيف انت مأكلتش حاجه من امبارح ويدوبك رحت بس غيرت وجيت واكيد مفطرتش
شكرا كان هذا فقط رد آسر عليها دون النظر لها
أما سيدرا فكان لها رأي آخر حيث اغتاظت من تلك الممرضه فبدل من الاهتمام بها كمريضه تترك عملها وتعجب بالشباب :انا عوزه افطر وعاوز اغير هدومي عشان امشي نظرت لها الممرضه ببعض الخجل لإكتشفها أمرها وقالت بهدوء :حاضر حالا  ثم خرجت وظلت سيدرا تتبرطم ببعض الكلام الغير مفهوم وآسر ينظر لها بحنان بالغ وأسى بنفس الوقت فيوم من دونها وكانت حالته غير طبيعيه رغم أنه كان يصبر نفسه بإستيقاظها فماذا سيفعل إذا أصدر كنان الراشد فرمان الإنفصال والبعد.....

العشق صدفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن