(الفصل العاشر)

242 9 0
                                    

رفع علي وجهه في صدمه من الصوت الذي سمعه وإذا به يراه هو من كان يتوقعه فقال بصدمة وذهول :آسر نظر آسر للصوت الذي نادي عليه ثم علت الصدمة ملامحه حين وجده أمامه فقال بنبرة لا تقل صدمه عن علي :علي فاق علي من حاله الصدمه التي هو بها ثم نظر له بلامباله وبروده مشاعر واستهزاء قاءلا :ايوا علي والله كويس إنك لسه فاكر اسمي يا بشمهندس ولا حتي دي كمان كانت ماضي وغيرتها لم يفق آسر من الصدمه بعد فتطلع به وكأنه برأسين أو كائن فضائي لم يخرجه سوي صوت سيدرا وهي تهزه قائله بأستغراب :آسر يا آسر مين دا أنت تعرفه تطلع عليها علي ثم علي آسر وقال استهزاء :طب كويس والله لحقت تغير بسرعه انا أفتكرتك هتعيش علي الاطلال بس شكلك محيت الماضي كله وبدأت في جديد من زمان مازال أثر الصدمه باديه علي وجه آسر ولكنه حاول الكلام فقال بنبرة مرتجفه وكلمات متقطعه : ععلي ااانت فاهم غللط ااانااا قاطعه علي صارخا به :اسمي متنطقهوش يا بشمهندس واعذرنا بنفكرك بالماضي بس منعرفش لقبك الجديد بقي ايه وبعدين هي صدفه وصدقني هعمل كل شيء اقدر اعمله عشان متتكررش لأني متشرفش وغادر الباص دافعا له من طريقه وآسر ينظر لظهره لا تخرج الكلمات منه يعلم أنه يستحق أكثر من هذا فما فعله بعلي صديق عمره برغم موقفه معه وتخليه عن أخته ولكنه قرر الهرب ودفن الماضي وكان من ضمنه صديق عمره علي قاطعة سيدرا شروده قائله بأستغراب وحيرة شديدين فآسر ليس من الأشخاص التي تسمح بالتجاوز معها سواء تعرفها ام لا قاءله :آسر في ايه ومين دا انت عرفه منين وليه كان بيكلمك كده ممكن تفهمني نظر لها آسر نظره خاويه من المشاعر قائلا :بعدين يا سيدرا بعدين نظرت له بحزن ووجع فدائما كان الغامض بالنسبه لها لا تعلم عنه سوي ما يسمح هو به يخفي عنها مواضيع كثيرة وسبب تركه للعمل بشهادته الهندسه ومشاركتها في مشروع أحلامها ولكنها لن تضغط عليه فحالته الآن مشابهه لحالته عندما هاتفته وصرخ عليها فقررت الصمت ونظرت للجانب الآخر ناحيه النافذة علم آسر بحالتها وجرحه لها رغم وعده بمصارحته لها وعدم اخفاء شيء ولكنه مشتت الان وضائع وهي رقيقه لا يريد جرحها بكلامه ومعاناته في الماضي ففضل الصمت ومغادرة الباص بعدما قبل مقدمه رأسها وهمس لها قائلا :والله وعد مني احكيلك كل إلي أنتي عوزاه بس ارجعي من اجازتك الاول بالسلامه وعشان خاطري متدايقيش ومسح دمعه نزلت من عينيها فنظرت له بأمل قائله :وانا هصدق واستناك تحكيلي يا آسر كل هذا تحت نظرات ساندي المراقبه لما يحدث من بداية الموقف وحسب تفسيراتها فقد صنفت ذالك الشاب المدعو بآسر كحبيب لسيدرا لذالك هي لا تستجيب لعمر وأفعاله معها احست للمرة الثانية انها انسانه رقيقه لا تستحق كرهها لها فهي لم تفعل شيء حتي ولو كانت حياتها خاليه فعمر هو من يحبها لا هي فهي حتي لا تبادله وهي تري ذالك بعينيها وتعلمه جيدا ثم أخذت قرار في نفسها علي التقرب منها تعويضا منها علي كل ظنونها بها وقررت البدأ فيه حين قامت من مقعدها واستأذنت سيدرا للجلوس بجانبها قائله :المكان الي جنبك فاضي نظرت لها سيدرا بعض الثواني فهي لا تعلم كره ساندي لها ابدا ولكن كانت تلاحظ نظراتها الحاقده لها ونفورها منها ولكنها أجابت بهزه من رأسها قائله :ايوا اتفضلي بعدما جلست ساندي دخل المشرف حتي يتأكد من امتلاء الباص ثم أمر السائق بالقيادة لوجهتهم المطلوبه.
بعدما نزل آسر من الباص ظل ينظر حوله عله يري علي أو يلمحه يريد الحديث معه والاعتذار منه بشده فمهما فعلت أخته لم يكن عليه فعل هذا معه مع صديق عمره برغم وقوفه معه ضد أخته ولكنه كان في هذا الوقت ضائع مشتت لم يرد أن تسوء العلاقه بين الأخوين بسببه خاصه معرفته بتعلق أخته به فقرر الهرب وترك كل شيء ورائه ليأتي لمصر عله ينسي ولكن الماضي أبي ذالك وبعد سنتين ها هو يفتح نفسه من جديد من جهه عمر ومن جهه علي وعندما لم يري أحد ركب سيارته وغادر بإرهاق وحزن شديدين فكم تمني معانقت علي وطلب السماح منه.
كعادة سيدرا عندما تسافر بالباص وضعت السماعه علي أذنيها Haedphone واندمجت مع اغاني هادئه وفتحت هاتفها تقرأ رواية نظرت لها ساندي الجالسة بجانبها تنظر لها لوضعها فهي للمرة المئه تتأكد أنها فتاة عاديه مسالمه لم تكن تستحق كل هذا الكره والحقد منها فهي في عالم آخر غير عابئه بما حولها أصدرت صوت من فمها لتنتبه لها سيدرا لتحدثها ولكن لم تنتبه هي في غير عالم في عالمها الوردي فأعتدلت علي الكرسي واصدرت صوت اعلي مرة أخري ولكن لم تنتبه سيدرا أيضا فنظرت لها فرأتها مندمجه بشدة فيما تقرأه وكأنها دخلت في الأحداث والسماعات التي تضعها علي رأسها يحجبوا الصوت فهي موسيقي مريحه للنفس وللإسترخاء فخبطط علي كتفها برفق انتبهت لها سيدرا فأغلقت الاغاني وخلعت السماعة قائله :خير في حاجه ردت ساندي :بنادي عليكي عليكي مبترديش رد سيدرا بتلقائية متناهيه وكأنها لا تعرف من أمامها ومدي كرهها لها ونظراتها التي كانت دوما ترمقها بها :أسفه جدا مخدتش بالي شكلي اندمجت كالعادة ونسيت الي حوليا قالتها بابتسامه رقيقه احست ساندي بمدي خطأها لتحقد عليها وتحتقرها وهي بهذه الرقه واللطافه فكانت تكلمها وكأنها أول مره تلتقيبها فأرت التكلم معها علها تعوضها وتعوض نفسها عن حقدها عليها ومعاناتها السيئه لها فقالت ببساطه :دا انتي كنتي في عالم تاني خالص انا حسيتك دخلتي في إلي بتقريه ردت سيدرا بضحكه رقيقه :معلش والله أصل أنا علطول كده لما بقرا روايه أو حاجه بحبها خصوصا لو روايه شدتني بتلاقيني دخلت الأحداث ونسيت الي حوليا ثم نظرت للنافذه وتنهدت بصوت مسموع فقالت لها ساندي :بس أنتي مكنتيش سرحانه في إلي بتقريه المرادي الان الصفحه متقلبتش من ساعة مفتحتيها نظرت لها سيدرا بإستغراب فقالت ساندي سريعا :اسفه والله مش قصدي اركز معاكي ولا حاجه بس لفتت نظري مش اكتر نظرت سيدرا للنافذة مرة أخري وقالت شكلها مش هتكون رحله استجمام خالص نظرت لها ساندي بعدم فهم فقالت لها :متخديش في بالك انا فعلا بالي مشغول شوية دلوقتي ومش مركزه في حاجه خالص
احم قالتها ساندي واكملت :مش تطفل والله بس الواد العسل دا ليه علاقه بالموضوع نظرت لها سيدرا متعجبه أولا من سلاسة كلامها معها فهي تعرف حقدها ونفورها منها ولكن لا تعلم السبب ثانيا من جرأة سؤالها فما دخلها بقت محدقة بها بعض الوقت ولم تتكلم فأستشعرت ساندي ما بها وأنها تتطفل عليها وما كان يجب عليها سؤالها عن ذالك ولكن نيتها خير ولم ترد سوي البدأ معها بصفحة جديدة علهم يكونوا أصدقاء فقالت وهي تخفض رأسها :اسفه والله مش قصدي ممكن تكوني اعتبرته تطفل بس كنت عوزه اتكلم معاكي شويه مش اكتر مقصدش ادخل في خصوصياتك أو اي حاجه لانت ملامح سيدرا المتعجبه قليلا وسألتها بأستغراب :انتي ايه الي غيرك من نحيتي يعني أنتي فهمه قصدي كويس دا انتي كنتي مبتطقنيش ولما تشفيني كأنك شفتي عفريت ولا حاجه دا طبعا غير نظراتك ومش دا كلامي لوحدي الجامعه كلها عرفه انك بتكرهيني ومبتحبنيش ولا بتطقيني وأنا اصلا معرفش السبب ايه الي اتغير دلوقتي عشان تقعدي جنبي وعوزه تتكلمي معايا كمان اخفضت ساندي رأسها بخجل شديد فكلامها صحيح مئه بالمئة وقالت بخفوت وصوت ضعيف :انا عرفه أن كلامك كله صح بس مش لازم تعرفي السبب ممكن تقولي كان غباء مني أو جهل لكن الي عوزاكي تعرفيه اني اسفه بجد والله علي كل الي حصل دا وانا بعتذر منك من قلبي وبتمني تقبلي اعتذاري ولو وفقتي نكون اصدقاء ثم رفعت نظرها لها وأكملت :وصدقني لو رفضتي مسامحتي أو حتي إنك تكلميني فأنا مش هزعل ولا اي حاجه وموقفي نحيتك مش هيتغير وهعذرك  فبرحتك واخفضت وجهها مره اخري لانت ملامح سيدرا وضحكت برقتها المعتاده قائله : أولا ارفعي راسك ففعلت ساندي ونظرت لها وأكملت سيدرا :بصي يا ساندي انا مش هفتح في الي فات وأفضل اقولك لاء لازم اعرف وانا كمان بكرهك وكلام الافلام والدراما دا عشان الموضوع بالنسبالي ابسط من كده بكتير ومش ضروري اعرف السبب انتي اعتذرتي وانا قبلت وكمان موافقه نكون اصدقاء بس انا مبثقش في حد بسهوله فمعاملتي مع الكل بتحفظ شوية مش عشانك أو الي أنتي عملتيه لا والله ابدا انا كده مع الكل الا ثم سكتت وتنهدت كانت ملامح ساندي تشرق وتتسع أكثر واكثر من كلمات سيدرا ومدي رقه وتسامح هذه الانسانه وعندما سكتت أكملت ساندي بنبىه ماكره :الا الواد الحلو الي سلم الصبح وباس راسك قبل مينزل دا صح وغمزت لها في أخر كلامها ضحكت سيدرا عليها برقه ووكزتها في كتفها قائله بضحك :يابت لاء انتي فاهمه غلط والله مفيش كده خاالص انا وآسر اخوات روحنيين وكادت تكمل فقاطعتها ساندي بنظره هائمه وهي تقول :الله آسر اسمه حلو اوووي زيه بالظبط وزي عنيه هو فعلا اسم علي مسمي وكزتها سيدرا بعنف هذه المره وقالت لها بإنزعاج :بت أنتي اتلمي إلا آسر دا خط أحمر انتي سامعه نظرت لها ساندي بتألم وقالت لها :طب براحه كتفي اتخلع ثم تابعت بمكر :خلاص عرفنا دا شكل الحب مولع في محصول الدرا من زماان وضحكت فقرصتها سيدرا هذه المره وقالت : دي عشان تفوقي وعلي فكره كل كلامك غلط ومش صح آسر دا اخويا ردت ساندي بإستغراب قائله :نعم اخوكي دا ازاي يعني دا اخوكي انتي حلوه وجميله اه بس دا نظرت لها سيدرا بأعين ناريه فقالت ساندي سريعا :مش قصدي والله بس الواد عليه عنين مشفتهمش حتي في الممثلين والمشاهير دا غير جسمه ما شاء الله طول بعرض بعضلات ودقنه وو قاطعتها سيدرا قائله :اه وأيه كمان انا معايا رقم المأذون لو حابه يعني وهو مش هيعارضني كتير وانا اوعدك هحاول اقنعه بيكي ردت ساندي ساخره :تقنعيه بيا ليه بقي أن شاء الله دا هو الي ميطلش اصلا قالتها بكبرياء ورأس مرفوع فردت سيدرا عليها :لاء لاء علي فكره دا البنات بتموت عليه بس هو الي مش مدي للموضوع دا اهميه ثم أكملت بغموض متناسيه وجود ساندي كأنها تحدث نفسها :مش عرفه فيه ايه ولا حتي ماله هو أه ماشاء الله عليه وسيم وألف واحده تتمناه بس هو أله في الشغل من البيت للشغل والعكس هو معايا بقاله سنتين بس عمره مكلمني عن نفسه دايما هو الي بيسمعني بس دا حتي اخر مره لما سكتت عن الكلام عندما وجدت نظرات ساندي المتعجبه لكلامها وانعقاد حاجبيها فقالت :انتي بتقولي ايه أنا مفهمتش حاجه خالص ردت سيدرا سريعا :ولا حاجه ابدا متخديش في بالك كنت بس بقولك أنو في مقام اخويا الروحاني وانا بالنسبالي كده بردو ولم تتعمد ذكر صله العمل بينهم فهي لم تثق بساندي بالكامل بعد وهذا الموضوع حساس بالنسبه لها واكملت :هو بس ملوش في موضوع الحب والجواز وكده هو جاد شويه وحياته كلها شغل فشغل نظرت لها ساندي بإستغراب قائله :دا انا افتكرت في ما بينكم حاجه من طريقه معاملته ليكي و لم تكمل حيث قاطعتها سيدرا قائله :لالالا ابدا ولا حاجه من دي خالص هو زي مقلتلك العلاقه مبنا اخويه جامد وبس مش  اكتر فمصمصت ساندي شفتيها قائله بستنكار وانزعاج :القمر دا ملوش في شغل الحب والكلام دا والي ملوش علاقه بالوسامه نازل عيني عينك بجح مبيحسش كانت تقصد بكلامها عمر لم تفهم سيدرا كلامها فقالت لها :مش فاهمه ردت عليها :ولا حاجه بستغرب بس أحوال الناس مفيش حد مرتاح ولا كامل لازم عنده مشكله قرفه حياته وعيشته ومطلعه عينه وافقتها سيدرا علي الكلام وقالت :عندك حق والله ثم صمتعوا الإثنتان وعادت سيدرا لوضعها الأول بينما أغمضت ساندي عينيها لتنام قليلا فمازال أمامهم بعض الوقت ليصلا.
بعد وقت ليس بالطويل وصل الباص لوجهته لتوقظ سيدرا ساندي وينزلا متوجهين لمنازلهم بعدما تبادلا ارقام الهواتف علي وعد بالقاء يوم الاحد القادم.
وصلت سيدرا للمنزل واستقبالها أهلها سعيدين بعودتها فهي نادرا ما تأخذ إجازات وتنزل لهم فهم من يذهبوا ليقضوا معها بعض الوقت عشوائي فتذهب امها مع اختها أو أخيها مره اخري أو ابيها عندما يكون له عمل بالقرب منها وهكذا ذهبت للنوم مباشرة بعدما سلمت علي عائلتها سلام حار فهي تحتاجه بشده ظلت نائمه الي المساء لم يوقظها أحد نزلت من حجرتها ذاهبه للمطبخ لتأكل أي شيء  وكان الجميع قد نام من هدوء البيت وجدت والدها في غرفه الجلوس نادي عليها فذهبت له فسألها عن أحوالها وعملها وآسر وأخباره معها وأي جديد حصل لها وجاوبته هي ثم قال لها :طب وإنتي مالك مش مريحني نزولك ردت عليه قائله : أيه يعني أنا غلطانه إني نزله أزور عيلتي الي وحشوني واقعد معاهم شويه رد عليها قائلا :يابت تضحكي بالكلام دا علي أمك أخواتك إنما أنا لاء ثم تابع بجدية حانية :مالك يا حبيبتي انتي عرفه معزتك عندي وأنك عندي ايه وانا مؤمن بيكي وواثق فيكي عشان كده مشجعك إنك تقعدي لوحدك في مكان بعيد عشان جامعتك رغم أن مجموعة يجيبك الجامعه هنا بس قلت برحتها لأني واثق فيكي وكمان شغلك مع آسر مهما كان هو شاب أيا كان بقي هتقوليلي ساعدني دعمني وقف جنبي بأر أسراري اخويا الروحاني فهو في الاخر شاب ولإني اتعملت معاه وواثق فيه اكتر منك انتي شخصيا مكنتش سبتك تشتغلي معاه بس أنا مش بقولك الكلام دا قصدي بيه حاجه غير للتذكير اني متابعك ومتابع اخبارك حتي لو انتي مش جنبي وبعيد عني وعرفك وحفظك كويس عشان كده بقولك مالك ونزولك مش مريحني صمتت سيدرا بعض الوقت فدائما ابيها العزيز يكشفها ويعلم خباياها فهو عينها الحارسه في كل مكان تحبه بشده فأرتمت بأحضانه تبكي وتقول :ربنا يخليك ليا يا بابا يا احلي وأجمل واحن اب في الدنيا أنا بحبك اوي وأنت اغلي حاجه عندي ربنا ميحرمنيش منك ابدا لم يفعل هذا به غير زيادة قلق الأب علي ابنته الغاليه فقال لها بقلق :سيدرا لو بابا غالي عندك كده يا حبيبتي هتقوليلي مالك صح يا حبيبتي ممكن بقي تبصيلي وتبطلي عياط وتجوبيني رفعت سيدرا رأسها من أحضان والدها وقالت له وهي تمسح دموعها :والله يا بابا مفيش حاجه أنا مشتته بس شويه وجيت استجم وأبعد عن روتين يومي يمكن استرخي وارتاح لأن حصل معايا كام موقف ورا بعض شتتوني شويه ثم تابعت بمرح :لكن أنت عارفني شويه وهتلاقيني بقيت أحسن وأغيب عنكوا تاني أخذها والدها بأحضانه قائلا بحنانه البالغ : أنتي اغلي حاجه عندي يا حبيبتي انتي وأخواتك وأنا ديما موجود عشان ادعمكوا وأكون في ضهركوا ولو الدنيا كلها جات عليكي إلا أبوكي وأنتي عرفه كده كويس وأنا موجود وقت متحبي تتكلمي ومش هضغط عليكي خالص بادلت والدها عناقه بحراره قائله :عرفه يابابا دا كويس ربنا يخليك ليا واكملت :طب أنا هروح بقي أكمل أكل اصلي جعانه بصراحه ومحدش صحاني رد عليها والدها :روحي يمكن حاجه تبان  عليكي وأنا إلي قالتلهم يسبوكي نايمه كان باين عليكي مرهقه غمزت لوالدها بعينيها قائله :فهمني دايما يا گن نهرها بجديه مزيفه قائلا : ايه يا بت گن دي احترميني عيب كده قذفت له قبله في الهواء قائله وهي تغادر حاضر يا گن يا گنونتي وضحكت ضحك عليها والدها وقال :ربنا يخليكي ليا يارب ياحبيبتي وافرح بيكي أنتي وأخواتك وقام لينام .
ظل آسر مشتت حائر لا يعرف ماذا يفعل ظل منعزل ببيته طوال اليوم بعدما ودع سيدرا بالباص وهوا في البيت يفكر ويفكر حتي كاد رأسه أن ينفجر يريد وبشده الحديث مع أحد اخراج ما به مساعده أحد له للإختيار وإقتراح عليه ما يفعل ولم يخطر بباله سواها أخته الروحانيه ملاكه الطاهر سيدرا أخرج هاتفه سريعا يتصل بها ولكن وجد الوقت متأخر للغاية وأنها لا بد وأنها نائمه الآن ظفر بيأس من حظه السيء فهي دائما كانت تسأله عما به وتريد أن تعرف بأسرع وقت وعندما ينوي ذالك يخرج أمامه عائق وكأنه إشاره أن يمهل ولا يسرع في الأمر فاق علي صوت رساله له فتحها ووجد فيها كل المعلومات عن علي فهو قد طلبها من مساعده بعد مقابلته لعلي علم أنه يسكن بمفرده في منزل قريب من الجامعه وأنه في آخر سنه من كليه الصيدله ولم يزوره أحد منذ مجيئه منذ سنتين وتقيم عائلته المكونه من والده ووالدته واخته في لندن منذ كان عمر خمسه عشر عام بسبب عمل والده ظفر بإحباط يلقي الهاتف بعيدا فهو يعلم كل ذالك عنه بل ويعلم أكثر من ذالك ولكن ما يريد أن يعلمه لما جاء الي مصر لما ترك دراسته في الخارج وكيف وافقت عائلته علي ذالك فهو يعرفهم مترابطين جدا والاكثر غرابه عدم زيارتهم له طوال السنتين أي منذ قدومه لمصر هل حدثت خلافات بينهم هل تشاجروا هل هل هل ولا اجابه لاي سؤال تنهد بإرهاق وقام لينام فغدا لديه الكثير من العمل عمل اليوم الذي أجل وغدا مقرر في نفسه مقابله علي إن أمكن فلقائهم الذي حدث غير مبشر .
كانت سعيدة جدا كأنها كانت تائهه ووجدت نفسها فلقد أنار الله بصيرتها فكم احست بالراحه لتحدثها مع سيدرا وتعارفها عليها وانهائها لغبائها كما سميته الذي كانت تفعله في السابق فلقد اكتشفت انها شخصيه راقيه محبه متسامحه علي عكس ما كانت تعتقده عنها وغير مغرورة ابدا بجانب انها جميله وذكيه وتغيرت تعبيراتها وهي تعدد محاسن سيدرا فلقد علمت الأن لما يفضلها عمر عليها ومعه حق فعلا فهي كفتاه وأعجبت بها فكيف يكون حاله كشاب ضربت الوسادة بجانبها بغضب ولكنها سرعان مانفضت تلك الأفكار من بالها فما ذنبها في شكلها فهو من عند الخالق تحدث نفسها قائله :أي يا ساندي تحبي تولعلك في نفسها ولا تشوه شكلها عشان البيه يبصلك ويبعد عنها هو الي معندوش دم ولا كرامه لما ليجري ورا وحده رفضاه ومش معبراه ولا مدياله وش وقررت مع نفسها أنها يجب أن تضع بينها وبين عمر حدود ولا تبين له أنها تتمناه وتشتاق له مثلما تفعل فيمكن أن يكون كونها كتاب مفتوح أمامه أحسه بالملل وعدم الرغبه في التعرف عليها ولا الإقتراب منها علي عكس سيدرا فهي برغم كونها متواضعه ومساعده الأخرين ولكنها غامضة بها أسرار كثيره اعتدلت لتنام مأكده علي أخر قرار اتخذته بشأن عمر ونامت مرتاحه البال وعلي وجهها ابتسامه سعيده .
أنهت سيدرا طعامها وظلت تتصفح المواقع وحساباتها الشخصيه علي iPad ولكنها لم تجد أي شيء جديد فكالعادة اميلات العمل المرسله من آسر محاضرات علي جروبات الكليه اخبار كالعاده علي مواقع الأخبار فظلت تتصفح الفيس بوك لبعض الوقت تري المنشورات الجديده فيه ولكن توقف نظرها علي منشور في جروب الجامعه نشر الآن للإعلان عن لجنه من الطلاب لم تفهم المنشور فأكملت القرائه والبحث لعلها تفهم ولكن أوقفها صوت إشعارات الرسائل علي برامج التواصل الاجتماعي لها مع زملائها فظلت الرسائل التوالي بالعشرات ثم المئات ثم الآلاف وهي لا تستطيع قرأة ولا فهم أي شيء فقررت إغلاقه والذهاب للنوم وغدا تعلم كل شيء......

   

العشق صدفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن