(الفصل الثالث والعشرون)

126 6 4
                                    


جهّزت الفتاتان كل ما ألذ وطاب من أصناف ليأكلاهما معا وحضرت ساندي فلم كوميدي حتي يكسروا جو الملل اغلقوا كل الانوار وجلسوا بجوار بعضهم على الاريكه يشاهدون التلفاز حتي انتهي الفلم لم تتحدث الفتاتان معا حيث أرادوا ان يشتتوا نفسهم فقط من كل هذا ولا يفكروا في شئ آخر
لم تشعر سيدرا بدموعها التي أغرقت وجنتيها بصمت سوي بساندي وهي تعطيها منديلا لتمسح به وجهها نظرت لها ولم تستطيع الابتسام فأستأذنت للذهاب للأعلي فيكفيها احداث هذا الصباح...
بينما جلست ساندي بإنهماك لا تعرف ماذا تفعل تريد فعلا ان يجتمعا آسر وسيدرا ولكن لا تريد لعلي واخته التعاسه فسيدرا لم تكن انانيه قد بل ميسون تلك هي التي جائت متطفله فبعيدا عن اي شئ قد حدث بينهما في الماضي هو تركها واختار سيدرا واستقر هنا لما تأتي الان وتعكر صفو كل شئ
اخذت نفس قوي ثم زفرته على مهل
حين رن هاتفها كان المتصل علي
كان يريد الاطمئنان عنها وعلى سيدرا فلم يرها اليوم بالجامعه ففهم انها لازالت عندها
فكرت كثيرا هل ترد عليه ام لا فهي تريد الانقضاض عليه هو واخته معا لما يفعلانه بصديقتها
فنعم فحتي لو لم يكن منذ وقت طويل فقد ألفتها وأحبتها كثيرا تلك الفتاه التي تشبه الأميرات في الشكل والأخلاق
وحين اوشك الاتصال على الانتهاء فتحت ساندي الخط وبقيت صامته
على الجهه الاخري وحين طال صمتها قال علي بهدوء :ايه مكنتيش هتردي ولكنها ايضا ظلت صامته زفر علي بصوت مسموع وقال لها :ساندي انتي مش مضطره تردي بالعافيه أنا بس بتصل اسأل عليكي مشفتكيش النهارده في الجامعه وعارف انك لسه عند سيدرا فكنت هسألك عليها بالمره وعند ذكره لسيدرا وانه يريد الإطمئنان على حالتها 
قالت له منفعله :عاوز تطمن على ايه بالظبط أنا بجد مش لاقيه كلام اقولهولك بتتصل تطمن هي كويسه اتقبلت الخبر القنبله بتاع خطوبة اختك الي انتو الاتنين عمالين تحاربوا عليه وبتضغطوا على كل الناس وجايين على ساعدتهم عشان اخت حضرتك متبقاش تعيسه ويتفلقوا الكل مدام اختك كويسه خلاص مش مهم يتحرق الكوكب بتطمن هي اتقبلته ازاي
صدم علي من انفجارها به بتلك الشكل ولكن استوقفه ان سيدرا ليست بخير لسماعها خبر خطبة اخته لآسر فقال بشئ من الشك :قصدك ايه بالظبط انها اتقبلته ازاي مش فاهم ايه الي يخلي سيدرا مش كويسه او تعيسه ان آسر يخطب اختي بنفس الانفجار اكملت ساندي به قائله :مكفايا بقي تمثيل وتحوير انت بجد مصدق نفسك أنا مش قادره اصدق انك اعمي للدرجادي ومش شايف امال شاطر بس تقول صحبي صحبي صحبك ازاي وانت مش عارف مشاعره مش عارف تفهمه إذا كان سعيد ولا تعيس
انت اناني يا علي اناني
صرخ بها علي قائلا :ساندي حسبي على كلامك معايا وجوبيني على سؤالي زي مبسألك قصدك ايه بالكلام دا ردت عليه ساندي ساخره قائله :قصدي انت فهمه كويس ولمحتلك بيه فأخر مره لما موضوع علاقه اختك بآسر جه وانت عملت عبيط وانفعلت اوي عليا انت فاهم قصدي كويس يا دكتور فيريت متعملش عبيط وتسكّت عقلك عشان بس تفرح اختك حتي لو على حساب تعاسه صحبك الي اختك مش هتفرح يوم معاه ازاي شخص تعيس يسعد الي معاه يستحيل تحصل انت بأيدك بتودي اختك لطريق التعاسه بس دي هتبقي الابديه ومش هتقدر تعمل حاجه في الحاله دي غير انك تتفرج عليها وهي بتدبل قدام عينك وانت بتخسرها
رد علي عليها بسؤال واحد وهو يدور حول نفسه بتوهان :هو في مبنهم حاجه
صرخت به ساندي لا تعلم اهو غبي ام يتغابي ليسعد اخته فقط قائله :كدب العالم كلو وكدب نفسك قبلهم عشان تقنعها انه عكس كده
ثم زفرت بإرتياح وكأنها كانت تريد هذا الانفجار به وبأخته منذ زمن
في حين صمت علي على الجهه الاخري ولم تسمع منه سوي صوت انفاسه العاليه اعتدلت ساندي في جلستها قائله بهدوء وأسف :علي أنا اسفه جدا أنا عارفه ان الموضوع دا حساس جدا بالنسبالك بس وانت بتفكر في سعادة اختك بتتعس ناس كتير وصدقني اخرها هي هتبقي تعيسه لو في واحد في الميه يضمنلك انها هتطلع كسبانه من العلاقه دي راحه بالها حتي أنا الي بقولك كمل
تكلم علي وكأنه يحدث نفسه قائله بصوت ضعيف خافت وكأنه نسي انها على الهاتف :أنا كدبت نفسي كتير وهو اكدلي انها اخته وان مفيش حاجه
سألته كتير الشك دخل في قلبي كتير
علاقته بيها كانت كلها على بعضها بالنسبالي محل شك عشان أنا عارف آسر
آسر الشاب الصامت الي في حاله رغم وسامته مفيش بنت كلمها طول سنين الجامعه
كان لازم افهم انه حتي لو انكر ان في حاحه
إن معاملته مع واحده بالطريقه دي فيها مشاعر
اكيد كان لازم افهم صحبي
بس اختي كانت حالتها وحشه جدا
أنا السبب الأساسي لنزولي هنا هو آسر كنت عاوزه في حياتي وخلاص كنت عاوز صحبي يرجعلي تاني
  بس دي اختي الصغيره مكنتش عاوز اخسرها زي مخسرت ابويا وامي أنا كنت محتاجه جنبي وعارف انه هربان مني بسببها كنت شايف ان الطريقه الوحيده اننا نرجع زي زمان انهم يرتبطوا أنا مفرضتش اختي عليه ولا عمري هعمل كده فأختي
أنا بس كنت بدور  على عذر كل مره يغيب كل مره حكايه تبقي فيها سيدرا ينسي نفسه وكنت اقول زي اخته اتعود يكون في ضهرها
مكنتش اعرف كنت خايف من الحقيقه دي اني اعترف بيها فكنت بصدق مبرراته الي ملهاش لازمه عن غيابه وتجاهله لميسون من يوم مجات وكنت أواسيها أنا واقولها انه مشغول وانه وانه وأقنع نفسي قبلها بلحجج دي
اشفقت عليه ساندي فهو يحمل الكثير هو الاخر وحتي لو أظهر عكس ذلك فهي اخته الوحيدة الصغيره
بالطبع يشعر نحوها بالمسؤوليه خاصه بعد موت والديهم اجبره حبها على فعل ذلك
فقالت بشفقه ومواساه :اهدي يا علي كل بني ادم خطاء واحنا مش معصومين من الغلط  عشان احبابنا الاهم اننا منستمرش فيه
وبصوت حائر لا يعلم ماذا يفعل سألها علي قائلا :طب اعمل ايه دلوقتي اعمل ايه أنا حاسس اني تايه كنت فاكر اني هبقي سعيد ومبسوط لما يخطبها لكن للأسف أنا في هم جبل على قلبي مش عارف سببه ردت ساندي عليه بصوت قاطع قائله : لاء انت عارف سببه كويس يا علي انت عارف انك ظالم كتير عشان اختك
اعمل الصح ياعلي اعمل الصح من دلوقتي
حتي لو قرار صعب بس هيخدم كتير وأولهم اختك وهينهي معاناة ناس كتير قبل ما الأمور متطور رد عليها علي وكأنه فاق لنفسه قائلا بإستنكار :انتي فاكره انها بسيطه اروح اقولها مبيحبكيش
وكأنه مخطبكيش ولا لبسك خاتم وامشي من هنا اقولها بيحب غيرك وهتبقي تعيسه معاه لو كملتي
انتي فكراها بالساهل كده
قالت ساندي له :مش بالساهل يا علي أنا فهماك ومقدره الي انت فيه
قاطعها قائلا :فهمه ايه ومقدره ايه شفتي اختي وهي بتضيع قدام عنيا وحياتي الي وقفت وبقت على كف عفريت لما آسر قرر يمشي ويسبنا
تعرفي انتي ايه عنا عشان تنصحيني بحاجه
ثم تابع بصوت قاطع :خطوبه آسر من اختي آخر الاسبوع وياريت تشرفينا يا دكتوره
مع السلامه واغلق الخط...
غبي اناني انسان انتهازي جباااان قالتها ساندي وهي تسب بعلي وبضعف موقفه تحكم عليه من بعيد لم تجرب ان تكون بمكانه لتري الأمور من منظوره ثم أجهشت في بكاء شديد وهي تنظر للاعلي لمكان وجود سيدرا...
كانت بالاعلي تحاول النوم عندما رن هاتفها وكان والدها ردت بصوت حاولت جعله طبيعيا قدر الإمكان :ألو يا حبيبي عامل ايه
سيدرا بنتي عندنا  قالها والدها بتلك النبره لم تشعر بنفسها وهي تجهش بالبكاء وكأنه قد احس بها لا تعلم انه عرف بالفعل بأمر خطوبة آسر
اهدي يا روح بابا اهدي يا حببتي مفيش حاجه ولا حد يستاهل دمعه من عينك قالها كنان بصوت متأثر
فردت عليه وهي تحاول جمع شتاتها قدر الإمكان :أنا تمام يا حبيبي متقلقش عليا أنا قويه أنا بنتك تربيتك مش اي حاجه هتأثر فيا لم يستطيع كنان الرد وغلبه حزنه في نبرته
فأخذت منه إلهام الهاتف وقالت بحنان :حبيبت ماما عامله ايه تنفست سيدرا بقوه واجابت امها بهدوء :أنا كويسه يا حببتي متقلقيش عليا
فردت عليها إلهام بنبره قويه لتغير حال ابنتها كل فترة :أنا الحال دا مبقاش عجبني انتي هترجعي هنا تاني قالت سيدرا لإنهاء هذا النقاش العقيم من وجهه نظرها :يماما مش كل ميحصل حاجه تفتحي الموضوع دا تاني أنا مش صغيره ولو سمحتي سبيني برحتي أنا مش محتاجه منك غير الدعم بس الفتره دي فلو سمحتي متضغطيش عليا اكتر
أنا كنت هنام شويه فبعد اذنكوا
واغلقت الهاتف دون سماع رد من الطرف الاخر....
البنت مش عجباني يا كنان قالتها إلهام بقلب أم مفطور على ابنتها بينما حالها كل فتره بشكل
بينما رد كنان بحزن قائلا :وهتبقي كويسه ازاي بعد الي عرفته ربنا معاها ويصبرها ويعوضها
اقتربت منه إلهام لتفهم ماذا يقول قائله بإستفسار :قصدك ايه مش فاهمه رد عليها كنان بزهق فمازال في صدمه الخير حتي الان لا يستوعب عقله ما حدث :قصدي ان آسر هيخطب يا إلهام حدقت به زوجته بصدمه قائله بتهتهه :انت بتقول ايه يخطب ازاي ومين أنا مش فاهمه حاجه ثم جلست من الصدمه وقالت مكمله :مش دا الي فضلت تقولي لو مش النهاردا بكرا بس آخرهم مع بعض
الله يسامحك يا كنان زي معشمتني وعشمت البنت تلاقيها يا حبة عيني مفطوره
ثم نهضت بإقرار قائله :البنت لازم ترجع مينفعش تبقي لوحدها في الظروف دي واكملت بجمود :لازم بقي تشوف مستقبلها مش هنفضل سيبين حياتها على كف الاستاذ آسر
ثم رددت بقهره :الله يسامحك يبني ليه بس كده ليه بس كده وغادرت وهي تبكي على حال ابنتها......

العشق صدفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن