(الفصل الثاني)

588 12 1
                                    

نظرت له الدكتورة سناء بإستغراب فلماذا يسأل عن سيدره وما علاقته بها وهنا لاحظت تمتلكه لاعصابه وعيونه الحمراء من الغضب فقالت متساءله :سيف انت مال.. لم تكمل كلامها قاطعها داخلا المحاضرة وهو يقول :بعد اذن حضرتك يا دكتور ونظر للطلبه قاءلا بلهجة قويه :مين فيكوا سيدره الراشد كانت عيون الطلبه مفتوحه من الصدمه وكأنها ستخرج من مكانها وخاصة الفتيات فمن هذا الملاك فكان شاب له جسد رياضي قوي وعيون رصاصية اللون بشعر بلون الفحم وبشرة برونزية بعض الشيء نقل نظره بين الطلبه أمامه فوجد تأثيره طاغي كالعادة وعلي الفتيات بالأخص فالصدمه والذهول واضحتان عليهم ولكن وقعت عينه علي طالبه لم تكن في عيونها نفس نظرة زملائها بل كانت تنظر باستغراب وتعجب فنظر لها قاءلا : انتي سيدره الراشد فتحت سيدره عيناها علي وسعهم فكيف علمها ظلت تنظر يمين ويسار عله قصد غيرها ولكن نظره مصوب عليها هي فشاور لها وقال بنبره مستهذءه :مالك بتتلفتي حوليكي كده ليه  انا بكلمك انتي أدركت سيدره نبرته المستهزءه ووقفت سريعا وردت عليه بنبرة قوية : حضرتك انا بتلفت حوليا عشان مستغربه عرفتني اذاي وانت لسه جاي تسأل عليا ثم مهما كان الي انت عوزه ميسمحلكش تتكلم معايا بالنبرة والطريقة دي ابدا انت فاهم ظل واقف في مكانه منصدم من تلك التي تجرأت عليه فهي أول مرة يحس بالاهانه هكذا وثم لم تبدي إعجابها به حتي مثل باقي زميلاتها اشتعلت نيرانه أكثر  فهو منذ أن جاء ويحاول تهدأه نفسه فغضبه يسيطر عليه في هذه المواقف ولكنها لم تساعد أبدا بل بالعكس اشعلت غضبه أكثر فرد عليها بغضب ظاهر في ملامحه وصوته : أنا أكلمك بالنبرة والطريقة الي تعجبني طالما غلطي وخدني حاجه مش بتعتك لاء وليكي عين تردي كمان بدل متيجي تتأسفي يا محترمه انهي كلامه بنبرة ساخرة  اشتعلت انفاس سيدره وردت عليه بصوت عال وغضب : انا محترمه غصب عنك وعن أي حد زيك ولتاني مرة بقولك احسنلك متتكلمش معايا بالنبرة دي وكان سيرد سيف ولكن قاطعته الدكتورة سناء سريعا فمن لايعرف سيف في غضبه مهدءه له :اهدي بس يا سيف يبني وقولي بس هي عملت ايه خلاك جاي تسأل عليها وتكلمها كده هدأ سيف قليلا ورد بنبرة ساخرة وعينيه مازالت في عيني تلك الفتاة أمامه :الهانم المحترمه اوووي الي بتستأذن قبل متاخد حاجه غيرها جيت النهارده لقيتها ركنة عربيتها مكان عربيتي بكل بجاحه وانا الي بقالي اربع سنين ف الجامعة عمرها محصلت معايا أن حد سواء كان دكتور او طالب ركن مكان عربيتي مهما اتأخرت زاغت نظرات سيدره فزملاؤها لا يعلمون بإمتلاكها لسيارة فهي مازالت طالبة في سنتها الأولي وتمتلك سيارة بمفردها وما توقعته وجدته حيث حول كل الطلاب أنظارهم من علي سيف لها بإستغراب وتعجب وذهول فكلهم يعلمون سيدره المتفوقة المحبه للمساعدة صاحبة الاخلاق منمقة الملابس فتوقعوا أسرتها الغنية ولكن لم يتوقعوا أن تصل لحد امتلاكها سيارة ظلت تنظر يمين ويسار لا تعرف ماذا تقول هي بالنسبه لها الامر عادي ولكن لا تريد لزملاءها وضع حدود بينهم بسبب حالتها المادية لذلك أخفت عنهم كثير من الأمور ومن ضمنهم أنها تملك عملها الخاص في هذا السن المبكر لاحظ سيف شرودها وتلبكها وكأنها لص فضح أمره فنظر لها بحيرة واستغراب قاءلا :حضرتك سمعااني مبترديش ليه ولا المحترمه اووي بتحبش تعترف بغلطها هاا قال اخر كلامه بسخرية لاذعة فاقت سيدره علي كلامه وكأنها القشة التي قسمت ظهر البعير وقالت له صاءحة بصوت عالي :انت ايه يا بني ادم انت يا عديم الاحترام والذوق اولا داخل معطلنا وسط محضرتنا وكأنك رأيس الجمهورية ولا حاجه وواقف بكل بجاحه وعدم دم تقول ركنت عربيتها مكاني مكانك مين يا عديم الذوق انت المفروض استأذن قبل مركز انا وحدة جات لقت مكان فاضي ركنت ثم أكملت بسخرية بعدما هدأت قليلا :ومعلش مشفتش اسمك مكتوب ع الأرض مكان الركنه كنت دست عليه وانا ماشية وركنت بردوو انت الي غلطان كنت تعلق يفطه وتحطها عشان تعرفنا انوا مكانك اصلوا بالحجز ثم هدأت نهاءيا واخذت تتنفس بقوة وكل من في القاعة مذدهل منها سواء زملائها من الحقائق الجديدة عليهم أو سيف الذي وسعت عيناه لاقصاها واخيرا الدكتورة سناء التي تقف لا تعرف ماذا تفعل فسيف مثل ابنها علمته وحفظته وبجانب مكانته ومكانة عاءلته لن يسكت علي تلك الاهانه وهذا الكلام الجارح وبالفعل هو منذ أول يوم له بالجامعة وبالتحديد منذ أربع سنوات وله مكان خاص لركن سيارته بها لم يتجاوزه أحد طوال هذا الوقت تعلم أن سيدره أخطأت ولكنها تعلم أيضا أنه بغير قصدها كما تعلم بالغضب الاعمي الذي يتملك سيف في مثل هذه المواقف واخيرا فاق سيف من صدمته بسبب كلامها وابتلع ريقه ومازال عينه في عينيها وقال بهدوء عكس المتوقع منه :انتي انتي يا بتاعة انتي بتكلميني أنا كده انا عديم الاخلاق والذوق وبجح اناااااا ثم صرح بكلمته الأخيرة وبدأت نوبته وأكمل قاءلا بنفس نبرة الصراخ والغضب :انا هعرفك كلامك يا بتاعة انتي انتي وحدة ملكيش لزمة لا نفعت ولا هتنفع وحدة عديمة الاحترام ومشفتش تربية في حياتها واهلها علموها بدل متعتذر تقف تعلي صوتها وتبجح دي التربيه يااا متربي قالها بسخرية وطوال كلامه كانت تحاول دكتورة سناء بكل جهدها إيقافه ولكنها كانت أكثر واحدة تعلم نوبات جنونه وغضبة الاعمي جحظت عيون سيدره واحمرت وبدون احساس أو إدراك منها وجدت دموعها تنهمر بغزاره كأنها كانت حبيسه وتم الإفراج عنها واختلفت مواقف الطلبة بين شامت في هذا الفتاة التي لفتت انتباه كل من في الجامعة وكأنها الكاملة واكثرهم الفتيات وبين الحزين الشافق علي حال تلك المسكينه فليس بالسهل تعرض الفتاة مهما كانت لمثل ذالك الموقف فهي بالنهاية انثي وجرحت كرامتها وكبرياءها وكان أغلبهم الشباب فاق سيف علي صوت دكتورة سناء وهي تقول محاولة ايقاف استرساله في هذا الحديث المهين والمؤلم :بس كفايه كفاايه يا بني فوق يا سيف ودفعته في ذراعه نظر لها سيف وكأنه كان مغيب لم يكن هو من يتحدث ثم نظر مرة أخري لسيدره الواقفة ورأي حالتها ولأول مرة أحس بالألم في صدره لمنظرها ودموعها وفاحشة ما فعله نظر مرة أخري لدكتورة سناء وبلع ريقه بدون كلام فكانت ردة دكتورة سناء عليه هي هز رأسها بحزن واستنكار ثم نفضت يده التي كانت تمسك بها نظر لها سيف فوجدها تعطيه ظهرها ونظر مرة أخري علي الطلبة ونظراتهم المختلفة لما يحدث واخيرا نظر لها ظل يتطلع بعينيها المدمعة لحظات حتي تكلم لسانه من طلقاء نفسه وكأن دموعها ومنظرها هما المتحكمان به قاءلا :انا والله العظيم مكده خالص انا مش عارف انا قلت الكلام الي انا قلته دا ازاي اصلا انا اسف جدا يا انسه والله العظيم غضبي وعصبيتي بيتحكموا فيا في المواقف الي ذي دي وانا والله متنازلك عن البركن كله ليكي من هنا ورايح هو بتاعك انتي انا بس كانت ردت فعلي دي لإستغرابي أن حد ركن مكاني ودي محصلتش من اربع سنين من يوم مجيت هنا وبعدين كلامك استفزني اوي وانا كنت عاوز استفزك واعصبك زي منتي عملتي بالظبط والله أنا آسف ومستعد اعمل اي حاجه شيفاها عشان تقبلي اعتذاري ثم سكت صدمت الدكتورة سناء مما حدث أيعتذر سيف لم تحدث من قبل هذه المعجزة ومن من من شخص أخطأ أولا في حقه فبرغم عدم معرفة سيدره بكون مكان السيارة الفارغ له فإنه لا يسامح ويستاهل بسهولة عن الموضوع ووضحت  الصورة لها عندما أكمل سيف قاءلا بنبرة اقرب للتوسل :ممكن لو سمحتي متعيطيش وكفاية دموع والله العظيم انا اسف ومستعد لأي قرار تخديه واي حاجه عوزاها بس كفاية دموع لو سمحتي وهنا فقط لاحظت سيدره دموعها المنهاره وبسرعه مسحتها وادارت وجهها عنه سيف قاءلا :لو سمحتي يادكتورة انا بعتذرلك مرة تانية مع انك الي غلطانه في الأول بس انا بعتذرلك ومتنزلك عن البركن بس ارجوكي كفاية عياط شردت سيدره في كلامه كيف هو تركيب هذا الشخص ومن اي شيء هو مصنوع ايهينها بتلك الطريقة البشعة ثم يعتذر لها ويتنازل لها عن أساس مجيئه لهنا ومشاجرتها بكل هذه السهوله بسبب دموعها علمت سيدره بالفعل أنها أخطأت وان معه حق فهي اخذت مكان سيارته وفوق هذا أهانته بشدة بكلامها وتابعت في سخرية في نفسها :بس مقصرش وخاد حقه تالت ومتلت كانت قد فهمت دكتورة سناء سبب تصرف سيف فهذه هي نقطه ضعفه الثانية دموع حواء قاطع شردوها هي وسيدره صوت سيف وهو يقول موجها حديثه لسيدره :انسه لو سمحتي التفتت له سيدره قاءله بقوه :دكتوره لو سمحت تنهد سيف وقال : إلي انتي عوزاه يا دكتوره فتابعت هي بنفس القوة :اعتذارك مقبول يا محترم انا غلط بس مكنش بقصد لما ركنت عربيتي مكانك لكن لازم تعرف أنه مش مكتوب عليه اسمك بس انا كمان غلط لما اهنتك بالكلام الي حضرتك ردتهولي وبالقوي كمان وكأنك بتخانق واحد صحبك بس انا قبلت اعتذارك ثم أكملت بتهكم وتنازلك عن البركن اصل بصراحه موقعه ممتاز وميتعوضش وانا باجي متأخر اصلا جز سيف أسنانه وتغاضي عن استفرازها ونبرتها التهكمية وقال :مبسوط جدا إنك قبلتي اعتذاري والهدية المتواضعة بتاعتي بس ممكن بقي تغسلي وشك عشان تكملي المحاضرة نظرت له بإسفزاز وقالت :وأنت مالك اغسل وشي ولا لاء خلاص الموضوع خلص خلاص وقلت اعتذارك مقبول اتفضل بقي عشان وقت المحاضرة أغمض سيف عينه كمحاوله للسيطرة علي نفسه وتعرضها لنوبة غضب جديدة منه وقال ممازحا مخرجا علبة مناديل من جيبه وهو يقترب منها طب اتفضلي امسحي وشك ع الأقل والله المناديل دي بريحه الفراوله وانا بحبها جدا بس تقريبا النهاردة يوم التنازلات البركن وعلبة المناديل نظرت له سيدره كأنه برأسان :أهذا من كان يهينها و بشدة أيمازحها الان ويريدها إزاله دموعها وفي النهاية وبقاء يد سيف ممدوده بعلبة المناديل اخذتها واردفت :طيب ماشي شكرا جدا ناوي تسبنا نكمل المحاضرة ولا لسه في حاجه تاني مسح سيف علي وجهه بتنهيدة قوية مما تفعله :لاء يا دكتورة مفيش واسف مرة تانية ثم نظر لدكتورة سناء وقال لها بإبتسامه بسيطه :اسف جدا يا دكتور علي الي حصل ووقت المحاضرة ردت عليه سناء بنبرتها الحنونه :خلاص يبني محصلش حاجه ابتسم لها سيف وخرج ولكن ليس قبل أن يرمق سيدره بنظره لم تعرف معناها ولكنها لم تهتم حدث كل ذالك في وسط صدمه الطلبة وكأن كلام دكتور سناء بالعودة للمحاضرة مرة أخري كأس الماء الذي افافهم وكأنهم كانوا في حلم أو أمام فلم لم ينتبه عمر طوال فترة المحاضرة علي أي كلمة قالتها الدكتورة سناء كذلك هي لاحظت شروده وقررت سؤاله في المحاضرة لجذب إنباهه ولكن لا حياة لمن تنادي وكأنه ليس موجود نادت عليه الدكتورة سناء بقوة ففاق مفزوعا ناظرا لها بإستغراب عندما وجد كل من الطلبة والدكتورة سناء ينظروا له باستغراب وتعجب وقال مستفسرا :خير في أي حضرتك بتناديلي يا دكتورة ردت عليه سناء بسخرية :لاء يا دكتور ولا حاجه متخدش في بالك استشعر عمر نبرتها الساخرة فرد عليها قاءلا :طب يا دكتورة انا اسف مش هقدر أكمل المحاضرة وخرج سريعا وسط استغراب الطلبة ونظرات تعجب من الدكتورة سناء وتلك العيون التي لم تفرقه منذ دخوله للمحاضرة ودعت أن تكون ما تفكر به بشأن تغير حال عمر ليس كما في بالها
بطيءا علي الطلبة انتهت اخيرا المحاضرة وانتهي اليوم الدراسي بها وخرج كل الطلبة من المحاضرة بعد الدكتورة ورحل كل منهم لبيته....

العشق صدفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن