(الفصل الرابع)

342 11 2
                                    

قال عمر لها بجدية وكأنه يحقق معها :سيدره لو سمحتي انا كنت عاوز أسألك سؤال عارف إن الموضوع ميخصنيش وأنك حره تردي أو لا بس والله هو سؤال عادي وعوزه تجوبي جوبي مش عوزه برحتك بس من قبل مسألك بقولك بعد أذنك متفهمينيش غلط لا من طريقة كلامي ولا هدفي من السؤال
لغاريتمات وكأنه يتكلم بالغريتمات لا تفهم منه أي شيء تنظر له كأنه إنسان فضائي أو شبح يجلس أمامها ما الذي يقوله وكيف تفهمه خطء أو لا وسط افكارها نظرت له منتظره إكماله للحديث ولكن ظل صامت انفعلت سيدره وقالت له :عمر لو سمحت مش امتحان هو في أي مالك متتكلم علطول ايه اللف والدوران والمتقدمات دي كلها هاا عذر عمر توترها وانفعالها وأكمل قاءلا :والله مقصدي حاجه بس خايف أكون اتسرعت وتفهميني غلط سيدره انا والله مشرفتي وسعدني جدا ومحلي ايامي كمان أن ابقي ليا زميله زيك معايا في الدفعه لم تعلق سيدره علي حديثه فهو بالنسبه لها اليوم وكأنه فضائي واكتفت برفع حاجبها تحثه علي الاكمال فعلم أنها تفقد صبرها فأغمض عينه وأخد نفسا طويل قاءلا :هو انتي مش شايفه اي حاجه غريبه في تصرف الي اسمه سيف دا لما اتنازلك عن بركن عربيته بعد كل الليله إلي عملها
فضائي نعم أقسمت سيدره أنه فضائي من يجلس أمامها الأن عن ماذا يتحدث هو ردت قاءله بمنتهي الهدوء فهي بالفعل لم تفهم مقصده من السؤال :مش فهمه يا عمر تقصد ايه من كلامك  وايه الغريب في الي هو عمله وضيقت عيناها منتظره الاجابه رد عمر مبررا :مقصدش حاجه بس انا استغربت موقفه وإلي عمله يعني منين يدخل الدخله دي إلي تحسيه هيموت حد لو وقف قدامه ومنين يقلب القلبه إلي قلبها دي ويتنازلك عن الباركن وأكمل ساخرا لاء وكمان يتنازلك عن علبه المناديل إلي بالفراوله عشان تمسحي دموعك حقيقة الأمر سيدره لم تفهم ماذا يقصد بهكذا سؤال أو أين يريد الوصول أو ما غايته ولما تحس بالسخرية في حديثه والألم ردت عليه بهدوء :عمر أنا حقيقي مش فهمه قصدك ايه او عاوز توصل لفين لكن لو قصدك تسألني عن رأيي في إلي حصل وغير موقفه هقولك ممكن يكون حس بندم أو تسرع زي مكلنا شفنا هو واحد مبيعرفش يسيطر علي غضبه وكان عميه سعتها وشفنا كلنا ازاي كانت دكتورة سناء بتحاول تهديه ومهديش غير بعد مخربها خالص ولما فاق وحس أنه غلط شاف انو أنسب اعتذار هو تنازله عن البركن فعمل كده ثم مطت شفتيها وقالت مش شايفه في إلي حصل غير كده ونظرت له مكمله :لكن لو قصدك حاجه تان..لم تكمل فقاطعها عمر زافرا براحه وابتسامه علي شفتيه :لاء لاء  مقصدش حاجه غير كده بس كنت عاوز أعرف رأيك في الي حصل وتفسيرك ليه بيعجبني رأيك ورأيتك للموضوع بمنظور معين خجلت سيدره من حديثه لا تعلم لماذا فهي احسته غريب هذه المره وكأنه يغازلها ولكن سرعان ما قاطع افكارها عمر منتبها علي ما قال موضحا :دا عشان انتي متفوقه فأكيد ليكي وجهه نظر وأنا بحترم رأيك جدا وحبيت اعرفه ردت عليه سيدره قاءله وهي ما آلت مشوشه من حالته اليوم :دا من زوقك يا عمر متشكره جدا ورأيك فيا دا شرف بالنسبالي سعد عمر كثيرا بحديثها نظرت سيدره لساعتها فشهقت قاءله :يا نهاااار أزرق مفضلش غير ربع ساعة علي المحاضرة نظر لها عمر بأستغراب من دهشتها قاءلا :طب فيها ايه هنلحق نوصل وقبل الدكتور كمان لسه بدري نظرت له ولا تعرف ماذا تقول فدائما يقطع عليها فترتها في الاستراحه بأي موضوع حتي لو كان عادي ولا قيمه له أو بمعني أصح تافه تري الأمر تضييع لوقتها ولكن لا يزعجها  الأمر أو تكرهه فعمر شاب مهذب ويشرفها الجلوس معه ولكن العمل العمل دقت صافرة عقلها ففاقت من افكارها ناهضه وهي تقول بإستعحال :معلش انا لازم امشي دلوقتي عندي حاجه مهمه لازم اعملها قبل متبدأ المحاضرة ولم تنتظر رده فغادرت سريعا وسط دهشته واستغرابه
بعدها نهض هو متوجها لبعض زملاءه المنتظرين فتح باب القاعة لحضور المحاضرة ليتحدث معهم قليلا حتي تبدأ المحاضرة ولكن قاطعت مزحاتهم صوت يقول....
أما سيدره فسريعا بعثت بريكورد(تسجيل صوتي)من هاتفها لسكرتيرها تخبره فيه أن يضغط مواعيد أمس واليوم معا أو يوزع أمس علي باقي الاسبوع حتي لا يتعطل شيء واعتذرت لعدم الحضور أمس أو الرد علي الهاتف ووعدته أنها ستحكي له كل شيء عندما تأتي وانهت الريكورد  ووجدت أنه مازال أكثر من خمس دقائق علي بدأ المحاضرة فزفرت بإرتياح واتجهت  للمحاضرة وعند اقترابها من القاعة التي ستقام بها المحاضرة جذب اتباهها تجمع للطلبه وأصوات عاليه بعض الشيء
عند عمر التفت لذالك الصوت الذي قال ساخرا :ايه يا عمر أنا افتكرتك هتيجي مع سيدره ايه مشغوله سبقتها انت وهي هتحصلك عندها قعدة مع حد تاني ما إلي زيها مبيشبعش ولا بيملي عينة واحد نظر عمر بغضب العالم لساندي تلك الفتاة الجميلة زميلتهم في الدفعه فهي طويله ورشيقة الحسد بشعر بني متوسط الطول بعينات عسليه واسعه تزيدها جمالا وليست بالفاشلة فهي داءما الثالثه علي الدفعة بعد سيدره وعمر وكم تحب وتعشق عمر منذ الوهلة الأولي التي رأته بها لشخصيه فشخصيته هي المفضلة عندها والتي تجذبها ولكن ما حدث أن عمر لم يبالي بها ولم يعيرها اهتمام كأنها شفافة أمامه وراح يأتي ويذهب مع سيدره الي جانب نظراته الدائمة في المحاضرات والسكاشن لذلك كانت تكره سيدره وتتخذها عدوه لها منذ ملاحظتها لذلك ولكن فاض بها الأمر عندما تبدلت حالة عمر أكثر وأصبح وكأنه يشتعل من الداخل بعد موقف سيف معها ظلت تكذب نفسها وتخرج الأمر من بالها ولكن تلك النظرات الي ظل يرمقها لها والتي لم تخرج من بالها لم تكن تدل سوي علي الغيره الي جانب غيابه في محاضرة الصباح بعدما قالت كلامها ظل عمر يرمقها بنظرات مشمءزه كارهه شعرت ساندي بالآلم بقلبها ألتلك الدرجة هو خاءف وحريص علي مشاعرها ليرمقها بمثل هذه النظرات ولكن أبعدت الفكرة عن رأسها وقالت مستهزءه ولم تخلو نبرتها من الالم :اييه يا استاذ عمر غلطنا في الخاضرة الشريفه ولا انت إلي مش مستحمل عليها الهوي كل هذا وسط مجموعة الطلبة الواقفين  المستغربين موقف ساندي فهي داءما الطالبة صاحبة الشعبية المشهورة والمنمقة ولكن بهذا الوجه لم يروها من قبل اقترب عمر منها قاءلا بصوت أشبه بالهمس :لمي الدور يا سندي احسنلك عشان انتي الي هتطلعي خسرانا ومنظرك زباله في الاخر وسيدره لسانك لو غلط فيها تاني هقطعهولك بعد هذا التهديد له وخوفه الظاهر علي سيدره لم تدري بنفسها سوي وهي تدفعه في صدره قاءلة بنبرة عالية جاذبة انتباه الجميع أكثر ومن ضمنهم سيدره الأتية من بعيد :انت عبيط يا عمر ولا شكلك كده انت صاحي لنفسك وعارف انت بتقول ايه ولا شكلك تعبان انت بتهددني انا وعشان مين عشان ست الحسن والجمال وفاكر إني هسكتلك لا أسمع بقي ا..وكادت أن تكمل لولا عمر الذي قاطعها جاذبة إياها خلفه بسرعه يحاول إسكانها قبل أن تلفظ اسم سيدره فهو يعلم أنها لا تحب المشاكل وإن حدث هذا ستبتعد عنه وتتجنب الحديث معه منعا للمشاكل وهذا سيقتله لا محاله
وصلت سيدره للتجمع ورأت عمر يأخذ ساندي بتلك الطريقه خلفه بعد صياحها العالي عليه ولكن لم تعرف لما  فسألت أحدهم ببساطه :مالها ساندي كان صوتها عالي كده ليه وعمر وخدها علي فين هي كويسه أنهت استفسارها بهذا السؤال فأجاب الآخر الذي يسمي رامي وهو من زملائها في الدفعه برفع كتفيه : والله ما انا عارف احنا كنا واقفين عادي جدا وعمر معانا لما هي جت وكلمته بطريقة غريبه وبعدين صوتها علي فشدها عمر كده اومأت له سيدره متجاهلا الموضوع فهو لا يعنيها الأمر كانت فقط تريد الاطمأن علي ساندي بدأت المحاضرة ودخل الجميع معادا ساندي وعمر اللذان تأخرا عند المحاضرة
بعد جذبه لها بهذه الطريقه أوقفها في أحد الأماكن الخالية تقريبا من الناس وقال لها بغضب وعصبيه واضحتان :انتي عاوزه ايه يا ساندي مش هتخليكي في حالك وتطلعيني من دماغك بقي مالك ومال سيدره  وهما أهلك معلموكيش أن عيب تتكلمي عن حد في ضهره وتسوءي سمعتها ادام زميلها نظرت له ساندي بغضب وحزن في نفس الوقت وقاءلة بعصبية : أنت مالك خايف عليها كده ليه هاا وخايف علي سمعتها كمان يا مشاء الله بركاته يا ست سيدره كل دا فكان شهر بس اما.. قاطعها عمر بنبرة يحاول جعلها هادءه وذالك بعد ملاحظته لدموعها المحبوسه في عينيها :طب ممكن تهدي يا ساندي انت عوزه ايه دلوقتي ممكن تقوليلي وبطلي تجيبي سيره سيدره بالغلط وتتكلمي عليها وحش لو سمحتي هدأت ساندي بعد كلامه هذا ولكن دموعها خرجت من عينيها بغير إرادتها عندما علمت أن كل ما يفعله لأجل سيدره وتحول نبرته للهدوء ليس لإحساسه بها لكن لخوفه علي سيدره وعندما احست بدموعها علي خديها سريعا إلتفتت للخلف معطيه إياه ظهرها كاد عمر أن يتكلم ولكن قاطعته هي قاءله :خلاص يا عمر ولو سمحت تنسي أي حاجه قلتهالك وحصلت دلوقتي استغرب عمر حديثها وكاد أن يتحدث مرة أخري ولكن سكت عندما وجدها رحلت من أمامه ومازالت معطيه له ظهرها تنهد عمر بحزن وشفقه عليها فهو يعلم أنها معجبه به وهو ليس بألاعمي حتي لا يلاحظ هذا ولكن قلبه ليس بيده كما قلبها هو يشعر بها جيدا ويعلم بما يدور داخلها فحاله نفس حالها ولكن مع سيدره
استدار ورجع للمحاضرة مرة أخري نظر في الساعة فوجد أنها بدأت منذ خمس دقائق تنهد ودق الباب فتح له دكتور عثمان :منستني حضرتك كمان شوية يا دكتور رد عمر بعتذار :اسف يا دكتور إن شاء الله مش هتتكرر تاني اتفضل ادخل قالها الدكتور عثمان واغلق الباب خلفه مستأنفا الشرح في حين دخل عمر ليجلس بأحد الاماكن الفارغه ورمق سيدره بنظره خاطفه سريعه قبل جلوسه وتنهد بتعب
انتهت المحاضرة وانتهي معها اليوم الدراسي وبسرعة خرجت سيدرة من القاعة متوجهه نحو سيارتها وقبل أن تركبها سمعت صوت رجولي ينادي عليها التفتت للخلف لتري من هو ووجدته اخر شخص ممكن تتوقعه وجدته. سيف قالت في نفسها لاء والله متفقين عليا النهاردة عرفيني اني متأخره فبيعطلوني أكتر وبدهشة واستغراب ردت عليه :سيف رد عليها ممازحا :طب الحمد الله إنك فكره اسمي بس انا هو متخفيش مش عفريته ورفع حاجبه لها فأدركت سريعا أنه يرد علي استغرابها برأيته وقالت له وهي تركب السيارة بسرعه :اسفه يا سيف بس لازم امشي حالا متأخرة جدا وقبل أن يرد عليها وجدها بالفعل غادرت
تعجب كثيرا من نفسه وأفعاله الطفوله فهو منذ متي ويريد الحديث مع أحد أو مشاكسته لهذه الدرجه فهو من يوم موقفه معها ولم تنزاح من باله ببراءتها وطفولتها وعفويتعا في الحديث والافعال يجعلوا أي أحد ينجذب لها فسأل عنها وعرف أنها الأولي علي دفعتها والاولي في كل شيء ولكن لم يدري لما احس بالغموض تجاهه فهي ليست كأي فتاة يحسها أكبر من سنها بعقلها وتفكيرها كثيرا وكأنه القدر استجاب دعواته فبينما كان ذاهب لسيارته ليغادر قابلها بالصدفه ولكن كالعادة مستعجله ومتأخره شرد في تصرفاتها الغامضة لبرهه ثم ركب السيارة وغادر هو الآخر
وصلت سيدره مقر عملها والذي لا يبعد الكثير عن جامعتها أعطت المفتاح للأمن ودخلت سريعا وسط تركيبات الأمن والعاملين بها وكانت تكتفي بهز رأسها ليس غرورا أو تكبر منها فهي مستعجله وكثيرا فسكرتيرها لم يرد علي الريكورد الذي بعثته له رغم سماعه إياه وهذا يعني أنه غاضب منها وبشده وهي لا تتحمل هذا ابدا وبالأخص منه فهو ساعدها كثيرا ووقف بجوارها منذ بدايه الطريق فهي لم تكن تفقه شيء في أي شيء سوي فكرة بالرأس ولكن هو ملاكها الذي ساعدها وجعل الحلم حقيقة وجعل الفكرة التي بالرأس تخطيطات ودراسات علي ورق وساعدها في قرض البنك علي ضمناته هو وأسس لها الشركة واقترح معها العاملون وكيفية الإدارة وكسب الصفقات فبإختصار هو ملاكها الذي لا تتخيل حياتها بدونه أو تتحمل خصامه
دخلت مكتب رأيس الشركه والمدير في نفس الوقت والذي كان مكتبه فهي من خلف الستارة حتي لا تؤكل بالسوق هي من تقترح وتمضي وتفكر وتدفع وهو مستشارا وناصحها وواجهتها أمام الناس ودعمها في الحياة نظرت لها فرح وهي السكرتيره الخاصه به قاءلة :متعصب جدا علي فكره ولم تكد تكمل حتي سمعا صوته من الداخل يصيح بأحد العاملين ويصرخ عليه لتقصره في عمل ما كلفه به انتفضتا معا اثر صراخه فقالت سيدره بنبره خاءفة مرتجفه :طب انا هجيله وقت تاني يا فرح يكون.. لم تكمل حيث فتح الباب خارجا ذالك الرجل واشفقت سيدره علي ملامحه كادت تواسيه فسمعت صوت من الداخل يقول بغضب :ادخلي يا سيدره نظرت للكاميرا الخفية المعلقة علي الباب فهي قد نستها ثم لفرح التي رفعت كتفيها لها بمعني لا دخل لي وقالت :اتشاهدي عليا يا فرح انا دخله لموتي اهو دخلت وضحكت فرح بعدها فهي تعرف مدي عمق العلاقة بينهم وأنهه لن يأذيها أو يتحمل حزنها مهما فعلت وكيف تحترمه سيدره وتقدره ولكن هو لديه مشاكل بسيطه مع الغضب
دخلت بإرتجاف قاءله :ااااااننت عاارف ااانا كككننت هرروو وتحدث تتهته دون أن ينظر لها قال بصوت هاديء :اقفلي الباب ردت عليه مرتجفه :مكده احسن اصل.. اقفلي الباب كررها بنبرة محذرة فسريعا أغلقت الباب وعادت اقعدي يا سيدره دون تعليق جلست سيدره علي كرسي المكتب أمامه ارجع ظهره للخلف واغمض عينيه وطال الصمت لدقائق قاطعته سيدره قاءلة :اناااا  لم تكمل حيث قاطعها قاءلا بنبرة بها هدوء مخيف :مجتيش امبارح ليه اتصلت عليكي كتير ومردتيش ثم تابع بغضب ومكلفتيش حضرتك برساله حتي أو رنه تعرفيني انك عايشه كويسه هااا وصمت فحأة..... 




دا اول بارت أنزله في أول يوم رمضان
فكل سنه وانتي طيبين وبخير وسعاااده عليكوا كلكوااا⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩

العشق صدفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن