(الفصل السابع)

305 13 1
                                    

لم يعرف سيف من سيدرا التي كانوا يقصدونها اهي نفسها التي يعرفها أم لا وإن كانت هي فماذا حدث لها وأيعقل أنه يكون سبب فيما حدث بطريقه مباشرة أو غير مباشرة لم يعلم لما أحس بالاختناق والضيق الشديد ورغب بشدة في رؤيتها والإطمأنان عليها بل والاعتزاز منها هذا ما كان يدور في عقله
أما قلبه فلم يركز سوي علي كلام الطلاب في ذالك الشاب الذي حملها بين زراعيه من هو وماذا يقرب لها واسأله كثيرة دارت في باله سرعان ما خرج من هذه الدوامه فهو لم يتأكد بعد أن كانت هي نفسها سيدرا التي يعرفها أم لا وغادر الجامعة وهو ينوي معرفة حقيقة الأمر غدا
أما في سياره آسر كان يقود بها وسيدرا في عالم آخر وكأنها غاءبه عن الوعي ولكن الفرق أنها مستيقظه وتتنفس كان آسر يختلس النظرات لها ولكن لم يعلم بما يدور ببالها وما حدث لها فقرر فتح أحد الموضوعات معها قاءلا :سيدرا تحبي نروح نقعد في مكان ولا تروحي ولا في بالك حاجه تانيه ولكن لم ترد ظفر آسر ولم يتحدث وقرر أخذها للبيت فهي أكثر ما تحتاج له الان هو الراحه ولم يضغط عليها مرة أخري للكلام
وصل البيت وبتلقاءيه شديده فتحت سيدرا باب السيارة ونزلت نزل خلفها آسر بسرعة يستوقفها ينوي الجلوس معها قليلا ولكنها أجابته دون أن تلتفت له وهي تدخل ببردو شديد :أنا كويسه يا آسر مفيش فيا حاجه هرتاح شويه وهاجي الشركه علي العصر كده غضب آسر من لامبالاتها وبرودها معه ولكنه عذرها فهو لا يعلم حتي الآن ماذا حدث معها ولكن عند ذكرها لذهابها للشركه وهي بهذه الحاله لم يحتمل وصاح بها محذرا :سيدرا رجلك لو خطت برا البيت النهارده مش هيحصلك كويس انا حذرتك أهو من دلوقتي فهمه لم ترد عليه فقال مؤكدا كلامه بصرامه وتحذير شديد : أنا حذرتك يا سيدرا فياريت متطرنيش اخد موقف منك واتعامل معاكي بطريقه تانيه أنا عاذر إنك تعبانه ومشوشه وهستني تليفونك عشان أعرف أيه الي حصل ولكن قاطعته قاءله وهي تستدير له :آسر أنا عوزه انزل اجازه محتجاها ضروري كاد آسر أن يركب سيارته ويغادر ولكنه تراجع وتقدم منها قاءلا :للدرجادي يا سيدرا أنتي كويسه ارجوكي متخبيش عليا أنتي مبتنزليش غير لما تكوني مش طايقه حد هنا وجبتي اخرك خالص لما تكوني عوزه تهربي وتنعزلي لوحدك دا الي أنتي عوزاه تهربي يا سيدرا بعد كل الي وصلتيله وحققتيه واسمك الي رفعتيه غير تفوقك وكأنك المرأة الخارقه عوزه تهربي وتنعزلي ليه يا سيده ممكن اعرف حصل ايه وايه الي يوصلك للمرحله دي انتي لسه بدأه الترم التاني مبقالكيش شهر وكأن كلماته سكاكين تنزل عليها لتنغرز في جسدها فردت قاءله بعنف وبصراخ هستيري جعل آسر يقلق عليها ولعن نفسه لتحدثه معها ومناقشتها فيما حدث وهي بهذه الحاله :كل انسان بيجيلوا وقت ويضعف يا آسر بتفضي طاقته عاوز يعمل اعاده شحن لنفسه عاوز يستجم عشان لما حد حقير ملوش لزمه فرحان بمركز وفلوس بابي يقولي انتي نكره اعرف ارد عليه لما تبقي وحده في مقام ولدتي وانت عارف كويس أن مش أي حد بياخد المكانه دي عندي متجبليش حقي أو بالأصح متعرفش ترد وتبصلي بشفقه يبقي لازم ارتاح واستجم يبقي لازم اعمل تقييم لنفسي واقسي قلبي كمان واكتر من كده عشان اعرف أواجه اعرف ارد عشان مش أي موقف ولا أي حاجه تحصل تمس الوتر دا فيا متبقاش حالتي كده ولا يبقي دا موقفي فهمت يا آسر فهمت كل هذا وشلالات دموع تنزل من عينيها علي خديها وآسر ينظر لها بصدمه وفي نفسه يدفع عمره كله لمعرفه ماذا حدث لها ومن هذا الحقير الذي تتحدث عنه واتهمها بشده هكذا ليريه الجحيم علي الأرض ولكنه قرر الهدوء واردف بنبره مخالفه لما يعتري بداخله :خلاص يا سيدرا ري متحبي أهم حاجه عندي راحتك أنتي عرفه كده كويس ثم اقترب منها لمسح دموعها بحنان ولطف وأكمل :وآسر موجود في أي وقت لو حبيتي تتكلمي خليكي وثقه من ده كويس توعدني وكأنها اخيرا فاقت مما بها علي كلام آسر فأرتمت في حضنه وبصوت باكي قالت : أوعدك طبعا يا آسر انت مش بس مدير أعمال وشريكي انت اخويا الروحي ثم اعتدلت ومسحت دموعها فقال لها بمرح :ومتنسنيش هناك وتروحي وتقولي عدوني ما انا عارفك وخليكي علي اتصال معايا عشان الشغل ولو دقائق في اليوم ابتسمت برقه وقالت له :بصلي بقي في الاجازه ما أنت إلي مبتحبش تاخد إجازات خالص وهاري نفسك في الشغل علي العموم حاضر يا سيدي هيبقي افتكرك واتصل بيك عند ذكرها لعدم أخده إجازات وتفضيله داءما العمل ظهرت مسحه من الحزن الدفين بعينيه سرعان ما أخفاها ورد عليها بمرح وهو يتجه لسيارته :ماشي يا ستي أما نشوف ابقي طمنيني عليكي لما توصلي وسلميلي عليهم كلهم ثم وقف وقال :اه صحيح هتمشي امتي ابعتلك سواق ولا لم يكمل الأنها نظرت له نظره فهمها فتنهد وقال :تاني يا سيدرا تااني مش كنا خلصنا من موضوع الباصات دا يبنتي مترجعي في عربيه زي البني ادمين مهاش رحله هي ودعته سيدرا وهي تدخل متجاهلا كلامه : همشي بكرا بعد الجامعه يلا سلام يا آسر ودخلت تنهد هو وركب سيارته وغادر
انتهي اليوم الدراسي للطلاب عاد عمر للمنزل ولم يبرح أفكاره ما حدث لسيدرا الموضوع صار صعب ويتعقد أكثر فمن جهه هذا السمج سيف الدين وهذا الآسر الذي لم يعرف من أين ظهر هو الآخر ولما كان كل هذا القلق علي سيدرا ومنظرهم وهو محتضنها داخل العياده وحمله لها للخارج ولكن لم يعرف فبرغم كل ما حدث أمامه احساس داخلي يخبره أن آسر ليس كما يفكر به وعلاقته مع سيدرا عفويه وليست كما يظن لا يعرف ماهي ولكن الذي يعرفه أن ما حدث لسيدرا اليوم مئه بالمائه سيف المسؤل عنه وعند هذه النقطه اشتعل غضبه واراد بشده معرفه ماذا بها وماذا حدث معها والاطمئنان عليها وهنا تذكر الكارت الذي أعطاه له آسر فسريعا اخده وطلب الرقم ثواني ورد آسر :الو مين معايا اجاب عمر عليه :آسر السيوفي معايا تابع آسر :أيوا مين حضرتك بتردد اجاب عمر عليه :انا عمر رد آسر برفعه حاجب :والله عمر أهلا يا أستاذ عمر تشرفت بيك بس مين حضرتك بردو لسه معرفتش رد عمر عليه موضحا : أنا عمر زميل الآنسه سيدرا في الدفعه إلي أنت أدني الكارت بتاعك النهارده فرمل آسر بقوه وهو يستمع له قاءلا :كويس جدا يا أستاذ عمر إنك اتصلت بيا بصراحه لو كنت أتأخرت عن كده كنت رحت الجامعه أعرف أيه إلي حصل وايه إلي وصل سيدرا الحاله دي رد عليه عمر :هو أنا أصلا معرفش أيه الي حصل غير إلي قلتهولك إني لقتها قدام باب الدكتوره سناء ودي دكتوره عندنا في الكليه حالتها كده فرحت بيها العياده رد آسر قاءلا :معلش بس أمال أنت متصل عليا ليه وبتوتر شديد أجاب عمر عليه :ااااصل بببصراحه كده أنا كنت عاوز اطمن علي سيدرا قلقان عليها جدا وخايف يكون حصلها حاجه أنت خدها ومشيت علي طول مطمنتش حد وأنا بصراحه مش مستحمل لبكرا لأن مش هيجيلي نوم وأنا بالي مشغول بيا وقلقان عليها قال كل هذا دفعه واحده فأخد آسر نفس قوي وتنهد وقال :عمر أنت معجب بسيدرا دا إلي أنت عاوزني أفهمه رد عمر عليه بتعلثم وارتباك :ااانننا ممش قصدي أنا بس كنت عاوز اطمن عليها ووو قاطعه آسر يعني كلامي غلط رد عليه سريعا :لاء مش غلط قال آسر :يعني صح قال عمر بتنهيده قويه :اه أنا فعلا كده بس مش معجب والله أنا بحبها وبحبها جدا كمان أنت مش متخيل من لما شفتها وأنا حالي تتبدل 180درجه بقيت عاوز أعمل بس إلي يقربني منها ويخليني اكلمها مسح آسر علي وجهه بهدوء فأمامه الآن عاشق لإمرأه لم ولن تستجيب لحبه هذا ابدا فهو يتذكر حالتها عندما أخبرها في تحليل موقف عمر معها أنه معجب بها كم ظلت مشوشه وإلي الأن لاتزال فأردف قاءلا :عمر ممكن نتقابل لو فاضي حابب أقعد معاك شويه لو مش هعطلك عن حاجه استغرب عمر طلبه ولكنه سريعا ما وافق :تمام لا خالص مش هتعطلني تحب أمتي نظر آسر في ساعته وقال ممكن علي الساعه سبعه في الكافيه الي في الشارع الي ورا الجامعه تمام رد عليه عمر :تمام جدا هكون هناك في المعاد إن شاء الله ودعه آسر واغلق الخط
عزم آسر علي ايقاظه من حبه ذو الطرف الواحد قبل أن يغرق به ويؤثر علي حالته فهو يعلم سيدرا ستقرر حتما ولا بد الهروب من تلك المواقف ثم أن عمر بالشاب الوسيم ومازال في مقتبل العمر وهناك من يحبه ابتسم بإتساع عندما تذكر تلك الفتاة التي لم تفارقه بنظراتها وقرر المحاوله معه لعله يتوقف عن هذا حب الذي لن يجلب له سوي التعاسه والآلم
ظلت تبكي وكأنها لم تبكي من قبل ولعنت نفسها وحبها وقلبها الذي أحب وتعلق بشخص لن يبادلها حبها ابدا فهو لايريد سوي أخري وهي مجرد زميله لا أكثر ولا أقل مهما فعلت وظلت دموعها وحرقه قلبها تزداد كلما تذكرت موقفه اليوم وكيف كانت حالته بإقتراب ذالك الشاب منها كان يغلي من الغضب والغيره ااااه الغيره التي تمنت أن تراها في عينيه لها وليس لسيدرا هي تأكدت اليوم أن سيدرا لا تبادله مشاعره أو عشقه فلو كانت كذالك لما ارتمت في حضن ذالك الشاب ولم تعير لعمر اهتمام حزنت لكرهها لها من دون سبب واتخاذها عدوه لها فكم اشفقت علي حالتها اليوم لا تعلم لما ولكنها تأكدت بأن كرهها لسيدرا ليس حقيقي وليس له أي أساس من الصحه ثم إنها لم تخطأ لتكرهها أو لتحقد عليها فالقلب ليس عليه سلطان يحب ويعشق من يهوي فكيف تلوم عمر علي حبه لها وكيف تلومها علي عدم حبها له فهي بدأت الآن تشك في كون سيدرا تعرف حقيقه مشاعر عمر تجاهها ولكن كفي نعم كفي فليس الجمال بكل شيء هي ليست بالقبيحه أو الفاشله هي ساندي رضوان إبنه رجل الأعمال المعروف عند هذه النقطه كفكفت دموعها بقوة وعزمت علي الإنتقال من تلك الجامعة لجامعة أخري علها تنسي ألم قلبها وذالك بإنهاء هذه السنه وستنساه وتدفن حبه بقلبها فلن تذل نفسها أكثر من هذا فكرامتها فوق كل شئ وكم من شباب يتمنون نظره منها ولكن القلب وما يهوي
جاءت الساعة السابعة كان عمر قد وصل الكافيه وجلس بإنتظار آسر لم يفعل أي شيء منذ طلبه بلقاءه وكأنه يجهز الإسئله في باله أو سيدخل امتحان صعب لم يمر الكثير وحضر آسر معتذرا عن تأخره وطلبوا قهوه ليتحدثوا ظل عمر صامت لا يتحدث يجلس متوتر لا يعلم لماذا وآسر يرمقه بنضرات غامضه لم يفهمها عمر أما آسر فكان لا يعرف من أين يبدأ فالشاب الذي أمامه عاشق للنخاع لا يعرف كيف سيشرح له الأمر شرب بعض رشفات من القهوه أمامه وقال بهدوء :بص يا عمر أنا راجل مبيحبش لا اللف ولا الدوران ولا الكلام دا ابدا فهدخل في الموضوع علطول أنتبه له عمر جيدا واعتدل في جلسته وركز معه وقال بجديه :ياريت يا أستاذ آسر لإني بصراحه مبحبش اللف والدوران والمقدمات الطويله أنا كمان نظر له آسر بتمعن ثم ضحك بصوت عالي فتذكر سيدره وعدم حبها للف والدوران والمقدمات في المواضيع مثله تماما وتمني لو أعطت سيدرا له فرصه فهو شاب مثالي ومتشابهون في طريقه الكلام ولكنه يعلمها فتنهد وقال وسط استغراب عمر لضحكته :بص ياعم الفرق تمن سنين مش حكايه يعني قلي يا آسر عادي من غير ألقاب تمام رد عمر عليه :تمام أكمل آسر بجدية قاءلا :بص بقي بصراحه كده أنا عوزك في موضوع يخص سيدرا من الآخر يا عمر أنا عارف إنك معجب بيها وبتحبها وكل الحجات الجميله الي أنت هتقولها ثم تابع بنبره بها بعض الألم والغموض : أنا كنت زيك في يوم من الأيام بقولك بس عشان متقولش مش حاسس بيك بجد من قلبي كنت اتمني لسيدره شاب زيك رفع عمر حاجبه بإستغراب فتابع آسر قاءلا : أيوا يا عمر وأنت عارف كده كويس أنا وهي زي ماتقول أخوات ولولا أنت متأكد من كده مكنتش اتصلت بيا ولا وافقت تقبلني تنهد عمر براحه لتأكده من ذالك الأمر ولكن لم تدم فتابع آسر قاءلا :بس للآسف مش كل حاجه بنتمناها بتحصل وقلبك مش ملكك زيها بالظبط وللآسف هي مبتفكرش في الموضوع دا ولا هتفكر والموضوع بالنسبلها وكأنه الحياة خاليه منه كان أن يتكلم عمر فقاطعه آسر قاءلا : أنا بقولك مش عشان صعبان عليا ولا شفقه لا ابدا أنا بقولك عشان هي حست بالموضوع وإن أنت كملت بطرقتك دي هي هتقطع علاقتها بيك نهائي وأنا عارف إن الموضوع هيبقي صعب عليك عارف والله بس دا هيبقي في الأول عمر أنت إنسان عظيم شاب وسيم ومتفوق ومن عيله ومركز ومستقبل مضمون في بنات بالألفات يتمنوك فمتعلقش نفسك بحبال ديبه ثم أكمل بنبره ظهر بها الآلم جليا :أنت يا عمر شاب محظوظ من وجهه نظري في موضوع الحب رغم إلي أنت فيه لإن أنت لقيت إلي يعرفك ويفهمك ويحظرك من الغلط دا عشان متتعمقش فيه ويبقي الآلم والوجع أضعاف غيرك ملقاش وكان بيموت من الآلم والله يا عمر وبالمعني الحرفي ثم سكت منتظرا رد عمر الذي اجاب عليه.....

العشق صدفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن