(الفصل الثالث)

426 11 0
                                    

بعد وصول عمر لمنزله لم يغادر موقف اليوم ذاكرته ابدا وكأنه ألتصق بها مهما حاول أبعاده عن باله وتجاهله زفر بضيق وهو يكلم نفسه قاءلا :اووف بقي وبعدين انا مفيش في دماغي غير الي حصل وانا مالي شاغل نفسي بيه ليه ثم أكمل بسخرية :علي اساس الدكتورة المحترمه كنا فكرين نفسنا عرفتها طلعت عندها عربية خاصة غير اني حاسس نحيتها بغموض من يوم مشفتها  الله اعلم مخبيه أية تااني ممكن بكرا ولا حاجه نكتشف أن ابوها رأيس الجمهورية ولا حاجه مهو دا اخرتنا نكتشف الي بيحصل بالصدف وكأنها جاية من كوكب تاني ولا كأني عرفها قالها بنبرة متألمه حزينه ثم خبط بيديه علي أرجله بعنف وأكمل قاءلا :انا بس الي هيجنني ونفسي اعرفه واحد زي الزفت الي اسمه سيف منين عرف أن العربية المركونه بتعتها ومنين لسه بيسأل عليها وعرفها علي طول واردف ساخرا :خمن لما شافها ان إلي عملت كدة اجمل وحدة في الموجودين عشان تتجرأ علي حاجه زي دي ثم أكمل بحزن ساخر :لاء وراح بعد كل الليله الي عملها يتنازلها عن الباركن وعلبة المناديل قال قالها بسخرية مريرة ثم أكمل بغضب :وعشان ايه كل دا عشان الدكتورة متعيطش ازااي تعيط لا طبعا ميصحش الملاك الطاهر يعيط ابدا وفي فينتو ثانية غضبه اختفي وظهر مكانه قلووب ليها ووقف يسير في الغرفة ذهابا وإيابا وهو يتنفس بقوة ويقول بغضب :انا مش عارف ايه الي حدفه علينا الجدع دا لاء وكلوا كوم ونظرات المدرج ليه كوم وكأنه ملاك نزل من السما قالها بسخرية ثم صمت لحظات وقال بتفكير :بس يطلع مين دا الي بركنه ميقدرش لا طالب ولا حتي دكتور يركن فيه من يوم مجه وبعدين يطلع مين الجدع دا الي يخلي الدكتورة سناء وتتغاضي عن وقت المحاضرة الي ضاع لاء وتحاول تهدي فيه وتسيبه يمشي كده بسهولة بعد الي حصل وظل يفكر من يكون هذا الغريب قاطع تفكيره العميق صوت أخته الصغري تنادي عليه بعدما دخلت غرفته قاءله :عممممر يبني مترد صوتي اتنبح منك نظر لها بأساغراب وقال :اتنبح ازاي يعني وبعدين مخبطيش قبل متدخلي ليه ها وكاد أن يكمل كلامه فقاطعته أخته بنفاذ صبر :لاء بقي تصدق اني غلطانه اصلا بقالي ساعة اخبط ولما مردتش دخلت وفضلت وقفه جمبك اناديلك وانت ولا هنا وف.. قاطعها عمر قاءلا :بس بس خلاص خلاص دخلتي ها بقي كنت عوزه ايه مخليكي بقالك ساعه بتنادي قالت بحنق وهي تغادر من امامه :ولا حاجة ماما بتناديلك عشان الغدا نظر لها وكاد أن يسرح مرة أخري ولكن افاقه صوت والدته تناديه بصوت عالي :عمر يا عمر يلا يابني الاكل اتحط أزاح أفكاره جانبا لوقت لاحق وخرج من الغرفة لتناول الغداء مع عاءلته...
لم تفارق سيدره خيال سيف ابدا ليس بسبب جمالها وبراءتها التي لاحظهما مؤخرا بسبب دخوله الغاضب لها ولكن لكونها مختلفه نعم فهي لم تنظر له تلك النظرات التي كانت باقي زميلاتها ينظرنها له وهي الأولي التي تجرأت وتكلمت معه هكذا ثم بكاءها الانهياري في النهاية والذي آلم قبلة وجعلة يتنازل لها عن سبب غضبه عليها علها تهدأ هو نعم يضعف أمام دموع الفتيات ولكن ليس بغريب كي لا يميز بين الحقيقية والتماسيح تذكر اعتذارها في النهاية رغم ما فعله بها ونوبته التي ظهرت عليها فظهرت ابتسامة علي وجهه لم يستطيع اخفاءها وردد مع نفسه اسمها وكأنه يتذوقه  سيدره راشد والإبتسامة مازالت علي وجهه واردف بتنهيده :ياتري انتي حكيتك ايه...
ظلت تدور بالغرفة كانحلة من وقت ما وصلت بيتها تكاد تلتهمها نيران الغيرة فهي كانت تتابع نظرات عمر لتلك الفتاة التي تصنفها عدوتها ومن دون سبب فهو لم تنزاح عيناه من عليها برغم كل ما فعلته لجذب اتباهه ولم تسحر تلك الساحرة المشعوزة عمر فقط بل جعلت من بركان سيف حديقة ورود بدموعاء الكاذبة ودهاءها الذي لا يعلم عنه غيرها ثم اردفت بحقد وغيرة :انا وانتي والزفن طويل يا سيدره ونشوف يا أنا يا أنتي وعمر دا بتاعي أنا أنهت جملتها بحقد وغيرة وصوتا عالي....

العشق صدفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن