(الفصل الخامس)

333 12 2
                                    

وصمت فجأة عندما نظر لدموعها المنهمرة علي وجهها لعن نفسه والتفت للناحية الأخري ثم قام سريعا وجلس أمامها قاءلا بلهفه :سيدره سيدره انا اسف أهدي متعيطيش بس انتي.. قاطعته سيدره قاءلة بصوت باكي وهي تقول :أنا إلي آسفه بس والله كنت هحكيلك لما اجي والله يا آسر روحت امبارح فصله خالص ونمت ومقمتش غير الصبح يدوب لبست ورحت الجامعة حتي في البريك بين المحاضرتين بعتلك الريكورد وأول مخلصت المحاضرات والله جيت علطول حتي مروحتش البيت كل هذا وهي تحاول تهدءة نفسها وعدم البكاء بينما آسر ينظر لها وعلي الطفله التي امامه ولا يصدق أنها هي من تملك هذة الشركه وكل هذه الأموال والتعاملات كوب وجهها بين يديه قاءلا برقة :ممكن تبصيلي صمتت ولم ترد فناداها قاءلا بصوت أكثر رقة :سيدره ممكن تبصيلي لو سمحتي وبعد هذه النبره لم تستطيع سيدره عدم النظر له وكيف تمنع نفسها للنظر لتلك العينان التي تعشقهما فآسر شاب يملك من الجمال ما يجعل من يراه من نساء لا تزاح عينيها من عليه فهو بالطويل ومفتول العضلات بعينين لامعة بذالك اللون الغريب الذي لم تراه سيدره من قبل وتجعلها تتمني النظر له داءما فهي عشقت هذا اللون منه فهي سوداء تلمع ببريق فضي وشعره الناعم شديد السواد مثل الليل بشرته البرونزية وفكه الحاد ودقنق الخفيفه وأنفه المستقيم الشامخ ملامح إلاه يوناني فمن حظها أن وافق آسر يوم ذهابها للبنك علي إعطاؤها القرض للبدء بمشروعها ودعمها وتحمل المسؤولية علي عاتقه الشخصي والمهني فالبنك رفض لصغر سنها وعدم خبرتها ولم يدعمها غيره حيث قال لها يومها :شايف فيكي موهبه وحاجه عوزة تطلع يا سيدره وانا معاكي ودعمك أهو أغير شغلي بالمرة أصلي بصراحه حاسس ان مكاني مش هنا قالها بمرح ومن هذه اللحظه وهما معا من أكثر من سنتان
نظرت سيدره في عينيه ببريقها الدامع قاءله :عشان خاطري يا آسر متزعلش مني والله مهتتكرر تاني اوعدك رد عليها بهدوء :سيدره انا الي اسف انتي اصلا لو كنتي جيتي وكانت حالتك زي مقلتي مكنتش هخليكي وكنت أنا إلي هروحك انا بس قلقت عليكي قالها وهو ينهض ويجلس علي الكرسي أمامها انتي لو مكنتيش بعتي الريكورد وطمنتيني عليكي وقلتي إنك جايا النهارده انا كنت زماني عندك من زمان لو سمحتي يا سيدره انا ديما بقولك الشغل مش هيطير ومبيخلصش بس ارجوكي لو سمحتي لو في أي ظرف أو حاجه زي كده بعد اذنك ابقي عرفيني يا ستي حتي كوني سكرتيرك وناءبك في الشركه حتي مش لازم أننا صحاب ولا حاجه ولا إني من حقي اطمن عليكي نظرت له بعتاب وندم قاءله :انا اسفه يا آسر وان شاء الله مش هتتكرر تاني بس انا مش بتأسف لا لسكرتيري ولا لناءبي في الشركه لإنك لو بالنسبالي كده عمري مكنت هبررلك أنا بتأسف لصديقي واخويا الكبير إني قلقته عليا
وأنا قابل اسفك يا صدقتي وطفلتي الصغيرة العسل بس علي شرط قالها آسر بمرح فزفرت سيدره بحنق قاءلة :آسر انا مش طفله يا آسر بليز لو سمحت معنتش تقولي الكلمه دي وبعدين انت لو شيفني كده مكنتش وقفت جنبي وسعدني ولا أييه وبعدين هما تمن سنين حول يبني متكبرش نفسك انت لسه شباب معجزتش قالتها بمرح رفع لها حاجبه وقال :تمن سنين بس ويبني كمان وتابع بمزاح :ماشي يا ماما وعادي دول تمن سنين بس انتي يبنتي اصلا الي يشوفك يقول في ثانوي مش دخله علي تانيه جامعه ولا عندها ١٩سنه خالص ردت عليه بحنق :بس بقي يا آسر وقلتلك مش طفله هاا وبعدين ايه هو الشرط عندنا يوم طويل النهاردة وأنا عوزه انام
بقيتي كسلانه اليومين دول يا سوسو ودا لإنك معنتيش بتروحي الجم ولا بتجري الصبح قال لها آسر فردت عليه بضيق :آسر بجد انت ماشين بجد آله بمعني الكلمة كل حاجه بتعملها صح وبنضباط فظيع يعني بلص أن يومك مشغول جدا ومليان بتصحي بدري تجري وتلعب ساعة جم أنت بجد واااااااو قاطعها آسر :بس بس اسكتي خلاص والشرط يلا عشان نتغدي بره وتحكيلي إلي حصل هااا وبعدين اقولك باختصار إلي حصل امبارح وإلي عليكي النهارده وأهم الاڤنتس الاسبوع دا طب تماام يلا قالتها سيدره ناهضه تجاهه جاذبه له من يده للخارج قابلوا فرح علي الباب قال لها آسر :فرح انا خارج اتغدي بره وممكن أتأخر شويه أي حاجه ينفع تتأجل اجليها ولو مهمه اتصلي عليا اومأت له فرح وأجابت :حاضر يا فندم وأخذ سيدره ورحل
في حين تطلعت عليهم عينان فرح الهاءمه في هذا الملاك وتنهدت قاءلا :ااااااه يا آسر وأنت فعلا آسر امتي هتخس بيا ولا تلمحني حتي ولا أنت قلبك مع غيري مع إني أشك إنك ممكن تعمل كده انت أكبر منها بتمن سنين وهي لسه في بداية حياتها لكن أنت ممكن تكون حياتك من دلوقتي دا إذا كنت عاوز وتنهدت طويلا ثم أكملت عملها
خلاص بقي يا ستي احكي سامعك قالها آسر لسيدره ردت عليه :طب تمام بس زي العادة يا آسر لو سمحت عوزه تحليله وقبله تقولي رأيك في إلي حصل ووجهت نظرك كشخص عادي أومأ لها لتبدأ فقصت له كل ما حدث منذ وصولها أمس صباحا واخدها مكان خالي لسيارتها وما حدث في المحاضرة وموقف الدكتورة والطلبه وموقفها وتحول موقف سيف وسؤال عمر لها بشأن رأيها فيما حدث وما رأته بين عمر وساندي ورؤيتها لسيف قبل أن تحضر للشركه وانتهت فوضع النادل الطعام علي الطاوله ثم غادر سكت آسر لوقت ليس بالقصير وكأنه يحاول الإستيعاب وترتيب افکاره ظلت سيدره تتطلع له تحاول معرفه شيء منه ولكنه نظر لها مشيرا علي الاطباق أمامها قاءلا :كلي رفعت له حاجبها فقال لها :كلي يا سيدره يومك طويل النهاردة وانا هشرحلك إلي انا فهمته فأومأت له وبدأت في الاكل بعد بعض الوقت تحدث آسر قاءلا :بصي يا ستي لو هتسأليني عن وجهت نظري كشخص عادي هقولك إن أنتي مغلطيش لما ركنتي مفيش حاجه تمنع أو تحظرك أنو لاء أو ممنوع الركنه هنا موقف الولد والي أنتي حكتيه بيدل أنه مغرور وشايف نفسه موقف الدكتورة بتدل أنها اتفجأت ومعرفتش توقفه موقف الطلبه دا الطبيعي أنهم يتصدموا ويستغربوا وتغير موقفه لانو حس أنه غلط فحب بعتذر بطريقته إنما لو عوزه تحليلي بقي للي حصل رفعت له سيدره عيناها وكأنها تنتظر هذا فقال : البركن كان فاضي وأنتي أولي لسه مش عرفه القوانين ومحدش من الأمن شافك وأنتي بتركني ومنعك وموقف الولد ده دخوله يدل علي أنه واثق من نفسه جدا ودا الطبيعي لأنك بالنسباله تجاوزتي معاه موقف الدكتورة ببدل أن الولد دا مركز لا مش بس مركز دا وكمان في الجامعه بالأخص أو في الشركه التعليمي العالي لأنها مقدرتش توقفه أو تمنعه ايوا هي اتفجأت بيه بس مقدرتش وطرده أو توقفه عند حده بل حاولت ازاي تهديه ودا يدل أنها عرفة نقطه مهمه عنه وهو غضبه الاعمي تغير موقفه يدل أنه عندو عبين وبصراحه الاتنين مع بعض وحشين جدا والاولي غضبه الاعمي الي كانت اكيد الدكتورة عرفاها والتانيه شكلوا قلبه رهيف وبيرق بسرعه لما بنت بتعيط قدامه وتنهد طويلا ونظر بطبقه يأكل منه بغير شهيه فرفعت سيدره حاجبها ولكن ظل صامت يتصنع الانشغال بتناول طعامه لم تتحمل سيدره الصمت هفي ليست بالشخصية الصبوره في مثل هذه المواقف ففضولها يغلب عليها حيث أنها شخصية فضوليه وجدا ولكنها علمت أن القادم صعب من صمته الذي طال فقطعت صمته قاءله بإستكمال :وموقف عمر وإلي حصل مع ساندي ترك الشوكه ونظر لها وصمت وهنا فعلا تأكدت سيدره أن الأمر ليس بهين أو صعب عليه ليشرحه كادت أن تتكلم مرة أخري لكن قاطعها تحدث آسر قاءلا بتنهيده :بصي يا سيدره لو هتسأليني علي رأيي كشخص عادي هقولك إن سؤاله ليكي سؤال ولد خايف يكون حد جه خد الجو منه وكان حديث البنات غيره وموقفه مع إلي اسمها ساندي دي يدل أنو بنهم حاجه وهو مش عاوز حد يعرف صوتها إلي علي بيدل أنه عمل حاجه شككتها فيه دا الي ظاهر لأي شخص بس وسكت بشجاعة وثبات أردفت سيدرة :كمل يا آسر لو سمحت أكمل آسر قاءلا بتنهيده :بس لو هتسأليني عن تحليلي للحصل للأسف يا سيدره هقولك إن الي اسمه عمر دا ونظر لها في عينيها معجب بيكي أو ممكن تخطي المرحله وحبك يا سيده وخروجه من المحاضرة قبل متخلص بعد موقف سيف وغيابه عن المحاضرة الأولنية تاني يوم وإرهاقه الي أنتي شفتيه عليه وقله النوم وسؤاله ليكي أول مشافك وبعدها ابتسم لما أتأكد انو مفرقش معاكي الموقف يدل أنو وللأسف بيغير عليكي كمان ظلت سيدره صامته تنظر في عينيه فأكمل قاءلا بس للأسف الموضوع مش واقف لحد هنا إلي حصل بينو وبين ساندي دي بيدل أنها غلطة فيكي أو شكت فيه معاكي وأنها واضح جدا أنها بتحبه اوي وأنه لما خدها بعيد مش عشان ميلفتش النظر أوخوفه ان يعملها مشاكل هو ولا كان همو أصلا إلي حصل أنها كانت تقريبا هتغلط فيكي اكتر من إلي قلته فقاطعها في اللحظه المناسبه عشان زميلكوا إلي واقفين يعني خوف عليكي مش عليها رمشت سيدره عدة مرات تحاول استيعاب كلامه فآسر يكون طبيب نفسي بارع في تحليل شخصيات الأفراد من المواقف وكيفيه تعاملها وردود أفعالها وبحياته لم تخيب تحليلاته إذن فهي في ورطه نعم ورطه وكبيرة أيضا فلاحت كل مواقفه معها حديثه معها والحجج التي يخترعها وعدم فهمه للمحاضرات وموضوعات تافهه أخري يجب عليها سريعا وبأقصي سرعه وضع حد لذاك حتي لا تتدمر علاقتهم كزملاء فما يفكر به مستحييل وليس به أمل ولا نقطة في المئه نظرت لآسر الجالس أمامها وكان ينظر لها يعلم بالتخبطات التي بها نعم يعلم أنها في مرحله الانجذاب والإعجاب سواء منها أو من الجنس الآخر ولكن هي فتاة عمليه وضعت هذه الامور علي جانب بعيدا لذالك لم تهتم يوما بالصداقات أو غيرها فهي منذ بدأت في عملها وهي تدرس وتعمل وهذا هو يومها وهذه هي حياتها ولا تريد غير ذالك لا تريد اضطراب بها وآسر أكثر من يعلم بذالك وكثيرا لامها علي ذالك وأنها ليست بالحياة هكذا ولكن وكأنه يكلم حاءط كطبيب نفسي هو يعلم أنه بسبب وليس من فراغ هذا فأي فتاة ولو بها قدر بيسط من الجمال تحلم بهذا أن يحدثها شاب يتعرف عليها تعجب بأحد يعجب بها أحد هذه طبيعه الحياة وفطرة عند البشر ولكن برغم علمه لذالك لم يضغط علي سيدره يوما لتخبره بالسبب فهي وقت ما تحتاجه تحادثه دون تردد واخيرا قال :سيدره دا أمر عادي وياما هتشوفي حجات من زي كده انتي إلي مكبره الموضوع وارجوكي لو سمحتي تهدي قبل متتصرفي وتخدي قرار غلط نظرت له سيدره وكأنه غريب لا تعرفه وقالت بعدم تصديق : أنت بتقول ايه يا آسر أنت بتهزر أكيد صح أنت اكتر حد عارف موقفي من الموضوع دا بالذات و.. صرخ بها آسر بغضب يوقف كلامها الافاده منه قاءلا : أنتي بتقولي ايه أنا معرفش حاجه أنا معرفش أنتي كده ليه معرفش السبب ايه كل الي اعرفه الي شيفه قدامي مش الحقيقه مش إلي حصل يا سيدره نظرت للناس حولها ونظرت له فصوته قد جذب بعض أنظار الزبائن الجالسين فزفر بضيق ومسح علي وجهه وأكمل بهدوء :الموضوع بسيط لو سمحتي خديه ببساطه متطلعيش عقدك فيه الشاب مغلطش قلبه مش ملكه متحسبهوش علي حاجه مش ذنبه ولا له دخل فيها فهمتني يا سيدره علمت سيدره أنه يقصد سبب بعدها عن موضوع الاعجاب والحب فنظرت له وقالت بصوت خافت : أنا معقدة يا آسر وعندي عقد ولمعت عينيها بالدموع فسريعا امسك آسر بيدها قاءلا :سيدره حببتي انتي ولا معقده ولا حاجه أنا قصدي بالكلمه افكارك الغلط أنتي مفيش زيك في العالم يا سيده ومحظوظ إلي هيخطاره قلبك ويكون من نصيبه ونظر لها نظره لم تفهمها منه وقال مازحا معيرا الموضوع :ممكن بقي بعد أذنك نبطل الدرمات دي وتطلبيلي قهوه علي حسابك عشان نتكلم شويه علي الشغل مسحت علي وجهها واخدت نفسا سريعا وقالت اطلب أنت وهتلي معاك كابتشينو واردفوا الاثنين بصوت واحد :بالكارمل وضحكا معا وضع النادل المشاريب أمامهم وبدأ آسر بقص أحداث العمل في اليومين الفاءتين والاسبوع كله كانت سيدره تركز معه ولكن يسرح عقلها بغير إرادتها بكلام آسر لها يعلم آسر جيدا بما تفكر به ولذالك لم يضغط عليها كثيرا أو يكثر من الحديث وحاول الاختصار وبعدما انتهي غادرا معا لإستكمال العمل ومضي اليوم وسط شرود سيدره بعض الأحيان ومعرفه آسر بذالك ونظرات فرح لهما..
يوم جديد ذهب الطلاب للجامعة هذا اليوم ليس بالطويل لمحاضرة واحده فقط دخل الطلاب للقاعة بدأت دكتورة سناء بالشرح وسريعا ما انتهت المحاضرة وسط محاوله تركيز سيدره فهي مازالت تسرح في كلام آسر لا تريد التسرع ولا جرح عمر ولا قطع علاقتهم ولكنه لن يفهمها وكما قال آسر قلبه ليس بيده تنهدت بصوت واضح فنظر لها بعض الطلبه ودكتور سناء التي لاحظت حالتها من اول المحاضرة وعدم تركيزها فأنهت المحاضرة وطلبت سيدره في مكتبها وخرجت وقبل أي احتكاك بينها مع عمر ذهبت سريعا للدكتوره سناء لتعلم ما تريد وفي نفسها تشكر الله علي تأجيل كلامها معه فهي حتي الأن مشتته لا تعلم ما الأصح لعمله وهو بالطبع سيخلق لها حجه للتحدث معها كالعاده
دخلت سيدره لدكتوره سناء بعدما طرقت الباب واذنت لها بالدخول قاءلة وهي تغمض عينيها بتعب :انا عرفه يا دكتور الي حضرتك هتقوليه أنا فعلا تعبانه من امبارح ومنمتش كويس واسفه جدا علي السرحان والحالة الي كنت فيها في المحاضرة واوعدت حضرتك وأن شااء الله مش هتتكرر تاني واكملت وهي تفتح عينيها لكنها صمتت ووسعت عينيها لما رأت....

تاني بارت وفي أول يوم رمضان وبمناسبه رمضان ولصحبتي
وبقولوا تاني كل سنه وانتي طيبين وبخير وسعاده ⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩

العشق صدفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن