(الفصل الوحد والعشرون)

80 3 1
                                    


لم ينم آسر طوال الليل وظل بجواهرها يتطلع لها
وبين كل ثانيه والاخري يذهب لتفقد تنفسها
ماذا فعلت له وردته ولأي حال اوصلته فهو بات يخاف من انقطاع انفاسها وهي نائمه ولا يشعر بها
ظل على تلك الحال حتي الصباح نطر للساعه فوجدها السابعه قرر الاستعداد لملاقاه ساندي تلك الفتاه صديقه سيدرا المقربه الجديده بالنسبه له عله يعرف سبب ذبول وردته الجميله
استعد آسر للمغاده في التاسعه نظر نظره اخيره على سيدرا فوجدها لاتزال نائمه تحسس تنفسها ونبضها فوجده طبيعي ظفر براحه ووضع قماشه رقيقه على ذالك الافطار الذي اعده لها عندما تستيقظ مع ورده حمراء ذات رائحه نفاذه مثلها
قرر آسر ان يذهب لبيته اولا ليأخذ اغراضه الخاصه حتي يتجه للشركه مباشرهً بعد لقائه بساندي ليؤجل مواعيده المهمه لليوم ويستكمل عمله ببيت سيدرا فهو لن يستطيع ان يتركها وحدها وهي بتلك الحاله فمنذ غادر بيتها وهو يتأكله القلق عليها يود ان يلغي كل شئ ويعود للجلوس بجانبها فقط اه منك يا وردتي قالها آسر بزفره تعب وإرهاق وهو يفك ذري قميصه العلويه لإحساسه بالاختناق
وصل الجامعه وعند كافيه لا يبعد كثيرا عن الجامعه جلس ينتظر وصول ساندي
وصل باص ساندي في الموعد المتفق عليه وبما ان محاضرتها بعد الظهر اليوم لتذهب لملاقه ذلك الوسيم آسر كما سميته لتعرف ماذا يريد
فتحت هاتفها بنيه الاتصال به عندما وجدته يتصل بها على الموعد المحدد بالضبط فقالت بنفسها ببتسامه ناعمه Busnissman جدا في معاده بالثانيه
ردت عليه ليخبرها بمكانه وقد عرفته ذلك الكافيه الذي دوما تجلس به مع علي فأجابته أنها قادمه
وعندما همت بالذهاب وهي تغلق الخط تفاجأت بصوت يسألها من خلفها :ومين دا بقي ان شاء الله الي رايحاله حالا من اول منزلتي  وضحكتك من الودن للودن وانتي راحه نظرت له ساندي نظره ألجمته فقد كانت كالمطعونه من حبيبها كفتاه خذلها من أحبت حاول عمر الاقتراب منها حتي يفهم ما بها فهي منذ الأمس على تلك الحاله ولكنها تراجعت كأنه مرض مُعدي خطير لا تتحمل قربه تصنم في مكانه وفتح فمه عدة مرات لا يعرف ماذا يقول فأعفته ساندي قائله جمله واحده قبل ان ترحل: انا محتاجه فتره أظبط افكاري وحياتي انا متلخبطه حاليا ومش عارفه انا صح ولا غلط ارجوك تبقي بعيد عني الفتره دي عشان مكرهكش ترددت اخر كلاماتها بأذنه كناقوس خطر (عشان مكرهكش) وقبل ان يترجم عقله ويستوعب كلامها لأخذ رده فعل كانت بالفعل قد غادرت اما هو فتسمرت قدماه بمكانها ولم يعرف ماذا يفعل وكيف آلت الامور لهنا
بحثت ساندي بنظراتها عن آسر فوجدته يعطيها ظهرها في طاوله منعزله نوعا ما اقتربت منه وناداته بصوت هادئ ورقيق :بشمهندس آسر كان آسر قد غرق في خيالاته ثانيتاً
وفاق على صوتها نهض بسرعه يرحب بها وانتظر جلوسها ثم جلس قبالتها يسألها عن ماذا تود ان تشرب نفت انها لا تريد شئ ولكنه أصر فطلبت كابتشينو في حين طلب آسر قهوته المعتاده واملاهم للنادل
ظل آسر ينظر ليده ويفرك اصابعه بتردد فهو دائما من كان بير اسرار وردته ولم يكن يصدق ان يأتي يوم يقابل به غريبا ليفهم ماذا بها ظل يحاول ان يجد خيطا للبدايه ولكنه فشل
قاطعت ساندي تلك الوصله المتوتره له عندما سألته قائلة :بشمهندس آسر انت كلمتني امبارح إنك عاوز تقبلني عشان موضوع مهم أقدر اعرف في ايه وقبل ان يرد آسر قاطعه النادل واضعا المشروبات فعاد لحالته الاولي مجددا فقالت ساندي مستفسره تحاول تشجيعه على البدأ :هو الموضوع يخص سيدرا رفع لها رأسه فوجدته كالطفل التائه ورمديتاه صافيه تلمع لمعانا لم تستطيع تفسيره فتابعت قائله :اتفضل اسألتي عاوز تعرف ايه وصدقني لو اعرف حاجه مش هخبي عليك
فهي قد رقت لحاله التيه التي هو بها حاول نظيف حلقه وبدأ الكلام قائلا :انا دايما متعود أكون أنا بير اسرارها صاحبها أخوها شريكها ابوها كل حاجه في حياتها وعمري متوقعت ييجي يوم واسأل حد معرفوش عن حاجه تخصها أكون انا معرفهاش
فهمت ساندي حالته فأومأت تشجعه على المتابعه
في حين هدأ هو قليلا وتناول رشفتين من فنجانه قائلا بهدوء :مش هلف وادور عليكي ولا هطول واخد من وقتك كتير هو سؤال
نظرت له ساندي بمعني انا اسمهك
فقال متابعا : ملها سيدرا ثم خرج الكلام منه دفعه واحده متذكرا تغيرها وانقلاب وضعها : كانت زي الفل في بيت عمي كنان ومحضرين نفسنا نمشي الصبح ومن ساعتها وهي حالتها مقلوبه وهي أصلًا ضعيفه مبتستحملش وأنا عارف ان كل الي هي فيه دا سببوا نفسي وانها ضاغطه على نفسها نفسي أعرف مالها ولا فيها ايه متعودتش اشوفها كده وخبط على موضع قلبه مرتين متابعا بحزنٍ شديد :قلبي وجعني عليها دي أغلي حاحه في حياتي مستحيل اقف اتفرج عليها وهي بتدبل قدام عنيا بالمنظر دا مش قادر اشفوفها كده حاولت اعرف مالها مفيش منها جواب يريحني زفر بحرقه وهو يشرب رشفه من كوب الماء امامه ويتابع :عمري مكنت اتخيل في اصعب كوابيسي حتي انها بنفسها تقولي نفض الشراكه انها بنفسها تبعد عني ثم مسح على وجهه واستكمل قائلا وهو ينظر في عينيها برجاء :لو سمحتي يا انسه ساندي انا عارف انها بقت مقربه منك الفتره الأخير ويمكن تكون قلتلك او تكوني حتي لاحظتي سبب الي هي فيه دا
وسكت ينتظر جوابها بينما ساندي لم تسيطر على دموعها ولم تحس بأنها تبكي حتي مد لها آسر منديلا يحاول تهدئتها ويتأسف لضغطه عليها منذ الصباح
نفت ساندي برأسها انه ليس السبب فقد رق قلبها لحالة آسر فهي تري ما لا يراه وكم حاولت لفت انتباه سيدرا ولكن كلاهما أعمي يظن انها مجرد صداقه وتعود
فقالت له بعدما مسحت دموعها واستعادت رشدها قليلا :صدقني انا معرفش هي مالها اول مره لاحظت الموضوع دا يوم حفله اختيار ممثلين الجامعات كانت تايهه ومتلخبطه ولحد النهارده حالتها بتسوء ومبتتحسنش كلنا اكيد لاحظنا ان الموضوع نفسي مش عضوي بس ثم صمتت قليلا كان آسر مركزا معها بكل حرف حتي صمتت فأنتظر اكمالها لكلامها فقالت ساندي متردده :ممكن يكون السبب يخص حاجه حصلت في الوقت دا حاجه جديده حد جديد دخل لحياتكوا بصوره تطفليه مش عارفه السبب بالظبط بس بقول من خبرتي البسيطه في معرفتها انها مبتحبش تدخل لديرتها ناس كتير على الفاضي والمليان وبصعوبه ممكن تتقبل حد وتديلو فرصه يتقرب منها لم يفهم آسر اي كلمه مما تقولها وانتظر توضيح اكثر فكل ما تقولها عنها يعرفه جيدا فنعم سيدرا من النوع المتحفز جدا ولا تحب تكوين الصداقات والعلاقات الاجتماعيه
زفرت ساندي وقالت له ببساطه :أنت لوحدك يا بشمهندس الي لازم تعرف مالها وايه الي مغيرها وميغركش قربنا دا لاننا مهما كنا فعمري مهعرف سيدرا قدك شوف ايه الجديد الي حصل في الفتره دي بالذات وانت هتعرف لوحدك
واستأذنته مغادره فقد أتتها نوبه بكاء اخري
فمنذ ان ادخل علي الشك بقلبها ناحيه مشاعر عمر لها وهي باتت حساسه زياده عن الازم حاول آسر ايقافها وفهم حديثها بشكل اوضح ولكنها ودعته بجمله واحده انه هو الوحيد من يستطيع معرفه سبب تغيرها ويرجعها لسابق عهدها ثم رحلت....
كان قد وصل علي للتو للجامعه بعد ليله عصيبه فلقد صرعت رأسه ميسون بتذمرها وكثره انفعالاتها بسبب تصرفات آسر وهو حتي لا يعرف ماذا يحدث لصديقه فحاله متغيره في الفتره الاخيره ولولا معرفته الجيده له لقال انها بسبب امرأه فلقد كان علي فتي ذو شعبيه واسعه بجامعته السابقه ويعرف هذه الاشياء جيدا بينما كان آسر الوسيم الصامت المجتهد
كان شارد يفكر عندما اصطدمت به ساندي وهي مسرعه امسكها بسرعه قبل ان تسقط وسألها بقلق واضح : مالك أنتي كويسه في ايه بتجري كده ليه
ظلت ساندي تحاول الافلات منه للهرب لمكان يمكنها الاختلاء بنفسها بها فقد تراكم كل ما حدث في الفتره الاخيره عليها وجعلها حساسه زياده لم يتركها علي وحاول رفع وجهها الذي كانت تبعده عنه وصدم من منظرها
تلك الدموع التي تملئ عينيها وخدها وجهها الاحمر المنتفخ فسألها فازعا لحالتها تلك :في ايه مالك ايه الي حصل لم تتحمل ساندي كل تلك الضغوطات فانفجرت به دافعتا اياه بقوه عنها وقالت بصراخ : قلتلك مفيش ملكش دعوه بيا محدش ليه دعوه بيا سبوني في حالي بقي كفايه كفايه واجهشت اكثر بالبكاء
صدم علي من رده فعلها وتجمع بعض الطلبه اثر صوتها وصياحها لم يتحمل علي رؤيتها هكذا امامه وبسرعه تقدم منها وضغط علي شريان معين برقبتها فسقطت بين يديه مغشيا عليها حملها وادخلها سيارته وانطلق بها.....

العشق صدفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن