1

7.9K 60 1
                                    

مرات الحياة ما بتكون منصفه معانا خالص (من وجهة نظرنا ) كل يوم معركه جديده و كل يوم خساره جديده و الألم بيتجدد ، قدر ما نحاول نصبر و نقول انو بكرا خير بنلقى انو بكرا أكعب من اليوم القبليهو و تستمر الحياة كدا لغاية ما نصل لـ قناعه انو ما لينا نصيب في الدنيا دي و مرات كتيره بنشك في نفسنا و الواحد ببدا يسأل نفسو ، انا عملت شنو عشان ربنا يعاقبني كدا؟ عملت شنو عشان دا كلو يحصل معاي؟ نصبر و نصبر كدا لغاية ما رصيد الصبر حقنا ينفد ، ساعتها ما بكون جوانا شي غير الحطام....
مشاكل الحياة و اختباراتها يا قوت إيمانك و صنعت منك شخصية فولاذية لا تقهر قادره نواجه مشاكلها و تحلها و يا خلتك ضعيف الإيمان و صنعت منك شخصيه هشه ، جبانه ، مكتئبه و حساسه حد الإفراط ، بس في الآخر الشي دا برجع ليك و انت البتحدد عايز تكون تابع لأي حاله من الإتنين ديل ....

أنا واحده من الناس العانت شديد في الدنيا دي ، و للأسف ناتج الإبتلاءات دي كلها كان شخصيه قاسيه و ما عندها أي ذرة إيمان و دائماً متشائمه و علاقتها بـ ربنا زيرو ، أنا لا بدعي لا بصلي لا بصوم لا عندي شغله بالحاجات دي ، و خالتي قدر ما تحاول تخليني أصلي بتشاكل معاها و بقول ليها ما عندك شغله بي ، بتقول لي بتموتي موته شينه يا بت يا كافره يا ملحده يا .....الخ ، ما بهتم بكلامها كتير بمشي منها و بخليها تجوط ساي و مرات بركب سماعات و بزيد صوت الموسيقى عشان ما أسمع كلامها ، كانت بتموت من الحرقه و المغصه لمن أعمل ليها كدا و مرات بتبكي عديل و تقول لي ربنا يهديك....
المهم اليوم حتطلع نتيجة الشهادة السودانيه و خالتي من الصباح تصلي و تدعي ساي و أنا بعاين ليها بس و بقول ليها ما تتعبي نفسك ساي ، أنا اصلاً منحوسه و ما عندي حظ ، قالت لي ربنا قادر و إن شاء الله نسبتك حتكون كويسه ، قلت ليها اطمنك لا حتكون كويسه لا حاجه ، قالت لي إنتي ما واثقه من شغلك؟
قلت ليها ما فرقت واثقه ولا لا لأنو حظي ملعون و زي الزفت ، قالت لي اتفائلي بالخير و خلي ثقتك في ربنا كبيره ، عاينت ليها بإستخفاف كدا و سكته ، المهم المؤتمر بدا و انتهى و خالتي بدور طول المدة دي كانت بتدعي ، قالت لي يلا بعد دا شوفي نتيجتك ، مديت ليها التلفون و قلت ليها شوفيها انتي لأني عارفه حتكون كيف ، خليت ليها تلفوني و دخلت جوه ، مرت زي عشر دقايق كدا لا شفتها لا سمعت صوتها قلت أكيد نتيجتي ما عجبتها أصلاً أنا كلمتها بس هي عامله لي فيها واثقه و من قبيل تدعي ساي ، بعد ساعه جاتني داخله و هي عيونها حُمر و متورمه عرفتها كانت بتبكي و اتأكدت من إحساسي ، كانت جايبه لي كباية عصير زي عادتها اليوميه مع إني ما قاعده اقول ليها اعملي لي حاجه ، أول ما قعدت جنبي قلت ليها اها صدقتي كلامي مش؟
طوالي دمعتها نزلت مسحتها و قالت لي ما مشكله عيدي و إن شاء الله حتجيبيها السنه الجايه.....
ما أكذب أنا في اللحظه ديك حسيت قلبي إنكسر ، صح كنت حاسه إنو نسبتي ما حتكون كويسه بس برضو في إحساس ضئيل شديد قال لي ما معروف يمكن تكون نسبتك كويسه  ، قلت ليها عشان تاني ما تقعدي تقولي لي صلي و أدعي و شنو ما بعرف ، نحنا لو صلينا أو لا مصيرنا واحد و قدرنا واحد و حياتنا الزفت دي ما حـ تتغير ، قالت لي يا مسخوته استغفري و ما تقولي كلام زي دا أصلاً مصايبك دي كلها جايه من كلام الكفر حقك دا هسي بدل تقعدي تقولي في الكلام الخارم بارم دا كان قمتي صليتي و دعيتي ربنا يوفقك و يفتح أبواب رزقو عليك ما أحسن؟
قلت ليها طيب انتي صليتي و دعيتي إنو يوفقنا و يفتح علينا أبواب رزقو ليييه دعواتك دي ما استجابت؟ انتي لا من الليله لا من أمبارح بتدعي أنا من قمت بشوفك بتقيمي الليل و بتدعي لينا و مع ذلك ماف شي اتغير ، خليك من دا في ناس كفار عديل و في ملحدين عديل و كلهم عايشين أحسن عيشه و.....هرشتني و قالت لي يا مسخوته! ! واصلت و قلت ليها متذكره لمن امتحنت تامن و انتي كنتِ بتقولي إني حـ اجيب درجه كويسه و على الطالعه و النازله بتدعي لي !! و مع ذلك درجه وحده فصلتني عن الرسوب ، متذكره إني جبت 150 صح؟ جبتها بعد إعاده ! متذكره إنو أول مره إمتحنت جبت 120 ولا لا ؟
قالت لي  مفروض تحمدي ربنا على الدرجه الواحده دي لأنو بسببها دخلتي الثانوي ، قلت ليها ئهه الثانوي الكلو كان شيل ملاحق و آخرو إعادة سنه!!
قالت لي انتي شفتي شنو في الدنيا دي لمن بتسوي كدي؟ جربتي شنو انتي لمن تنكدي حياتك و تبقي مسخوته كدا؟
قلت ليها بضيق : جربت شنو؟ مفروض تقولي لي شنو الما جربتيهو !
قالت لي شفتي الجربتيهو دا كلو و العشتيهو ما بطلع شي قصاد الجربتو أنا و العانيتو و لسه بعاني منو ، لو كل الناس بتجن و بتسوي البتسويهو إنتي المساجد دي حتكون مهجوره و الناس حتخلي بيوتها و تمشي في الشارع من غير وعي ، لكن نحنا الحمدلله مسلمين و مهما يحصل معانا عارفين إنو دي كلها إبتلاءات ، إذا أحب الله عبداً إبتلاه و بإذن الله بعد كل عسر يسر فالواحد لازم يتعلم كيف يصبر و كيف يتحمل الشدائد ، ضحكت بإستخفاف كدا و قلت ليها دقيقه يا خالتي ...إنتي من زمان صابره و متأمله في بكرا ، كدي اسألي نفسك الإتغير شنو غير ملامح وشك و عمرك و الشيب البدا يظهر في شعرك! قالت لي و دا البحمد عليهو ربنا ، من شبابي لـ شيبي مريت بتجارب و ضغوطات و مشاكل كتيره و اتوجعت لمن قلت بس ، مع ذلك إيماني و ثقتي في ربنا ما اتزحزح و ما نقص  ، كل إبتلاء كان بزيد إيماني و دي ما حاجه هينه ، كونو ربنا يديك قوة تحمل و قوة صبر دي نعمه كبيره و أنا نهاي ما حاسه إنو ربنا ظلمني بالعكس مبسوطه إنو من بين كل الناس ابتلاني و في نفس الوقت أداني قوه عشان اقدر أصمد و اتحمل بيها المصايب و الشدايد دي كلها ، ربنا لو خطاك فـ طريق صعب  يا سهلو عليك يا قدرك عليهو ، قلت ليها أها و بعد صبرك دا ؟
قالت لي جنة عرضها السماوات و الأرض ، صدقيني أنا لو قالوا لي حتموتي بكرا دي ما حـ أزعل لأني على يقين إنو السعاده و الراحه الحقيقيه ما في الدنيا ، لو حسيت بذرة زعل فـ إنتي الحتكوني السبب ، خوفي كلو عليك إنتي لأنو ما عندك زول غيري عشان كدا أنا بقول ليك درب ربنا دا أمسكي فيهو قوي و.....قاطعتها و قلت ليها ماشه الحمام و طوالي طلعت منها ، طبعاً لمن كلامها ما يعجبني طوالي بوقفها و بقوم منها ، المهم لمن جيت راجعه تاني لقيتها ماف ، شلت تلفوني و فتحت رسايل sms عشان أشوف نسبتي الزفته دي كم ، طبعاً لمن شفتها قعدت أضحك لمن دمعت ، قلت مالا الـخمسينات دي ما عايزا تفكني ، جبت 59 و كنت بضحك ساي لغاية ما فجأه كدا ضحكتي بدت تتلاشى و شويه شويه دموعي بدت تتساقط ، بقيت أمسح في دموعي و اقول بتبكي ليه؟ كنتي متوقعه شنو يعني!؟
مسحت دموعي لأني بحتقر نفسي شديد لمن دموعي تنزل ، خالتي لمن جات داخله طوالي لفيت وشي منها ، قالت لي العصير دا ما دايراهو ولا شنو؟
من غير ما أعاين ليها قلت ليها ما عايزاهو ، اتنهدت و قالت لي أنا ماشه السوق ، جهّزت الغدا لو اتأخرت ما تنتظريني ، هزيت ليها راسي بس ، طبعاً خالتي بدور استاذة رياضيات ، في الإجازات بتعوس كسره و بتمشي تبيعها في السوق ، مرات بتجي راجعه الساعه 2 و مرات 3 ، المهم بعد ما خالتي مشت وائل إتصل علي ، قلت كمان اللصقه دا مالو!؟ لمن رديت عليهو قال لي صوتك دا مالو متغير كدا؟
قلت ليهو عندي وجع حلق ، قال لي لا ياخ سلامتك! قلت ليهو تسلم ، بقى يتكلم معاي و أنا بختصرو و مرات أرد و مرات لا ، أصلاً أنا لحد اللحظه دي ما قادره أفهم ليه هو لسه بتعامل معاي! معقوله رهف تكون ما حكت ليهو! لا لا استحاله ما تحكي ليهو و تفضحني ، أكيد هو عارف بس بستهبل و عايز يشوف آخري وين ، و استحاله ما يكون حاسي بالبرود و الإختصارات البعاملو بيها !!!، عامل فيها رايح و لسه مواص! نظام انو عايز يحرق أعصابي و يحيرني بس ما حـ أديهو فرصه ، أثناء ما هو بتكلم معاي قلت ليهو وائل أنا عيانه و عايزا أرتاح ، أخد ليهو صنه بعدها قال لي تمام راحتك أهم شي و طوالي قفل ، قلت دا واحد مستهبل ، جدعت تلفوني و اتضايقت ضيق ما عادي ، رغم خساراتي المستمره و عدم تمسكي بحاجه لـعلمي إنها حـ تزول ، وائل هو الشخص الوحيد الإتمنيت إني ما أخسرو و أتمنيتو يدوم لي ، في نفس اليوم دا إتصل علي بليل بس ما رديت عليهو ، شافني خاشه الواتس رسل لي و برضو سفهتو و طلعت من الواتس ، اتصل علي كتير في آخر مكالمه رديت عليهو بزهج و قلت ليهو في شنو؟ عايز مني شنو ياخ؟
قال لي بسم الله يا مها حـ أكون عايز منك شنو مثلاً ؟ و بعدين دي شنو النبره البتتكلمي بيها معاي دي؟ ضايقتك في حاجه أنا من غير ما أقصد؟
ما رديت عليهو
_ اتكلمي ياخ ما تسكتي! ما تفصليني من غير ما توضحي لي السبب ، لأنو ما معقوله من قبيل ضارب راس مع الحيط عشان أفهم أنا غلطت معاك في شنو! زعلتك في شنو!
= انت عارف ما تستهبل و العارفو دا أنا عارفاك عارفو
_ عارف ؟! عارفاك!! بتتكلمي عن شنو انتي ؟

سكينة الروححيث تعيش القصص. اكتشف الآن