بعد مرور سبع سنوات
يجلس يمان فى الصالون وأمامه يوسف وابنه يغيت (معناه الرجل الشجاع الذى لا يخاف أحد ويتمتع بالقوة) البالغ ست سنوات
يمان: يغيت بك ، انظر الى أخيك يوسف لم يحصل على شكوى واحدة منذ أن دخل المدرسة ولكن انت منذ أول اسبوع لك يتم الشكوى منك وماذا فعلت قمت بتقبيل فتاة ، ماذا يعنى ذلك؟
يغيت: ولكن أبى أنا لم افعل شئ خطأ
يمان: حقا ، تقبيل زميلتك بدون أذنها فى المدرسة ليس شىء خاطىء
يغيت: ولكن انت تقبل امى وعمى يقبل الخالة شيشيك ويوسف يقبل أليف
يمان: ماذا ، ماذا يفعل يوسف؟ من أليف ؟
يوسف: أنها حبيبتى
يمان: حبيبتك انت لديك حبيبة منذ متى؟ ، انتم لا يمكنكم فعل هذا الاشياء ، كما أننى أنا وعمك نقبل زوجاتنا ونحن كبار ، فهمتم
يوسف: ولكن عمى أنا سأتزوج من أليف عندما نكبر
يغيت: وانا أبى سأتزوج هوليا عندما اكبر لأنها جميلة كثيرا
يمان: تتزوجوا ، كما عمركم لتتحدثوا عن الزواج ، هل تعرفوا كم كان عمرى عندما تزوجت ؟ لن نتحدث عن ذلك الان ، هيا الى غرفكم استعدوا لعيد الميلاد
يوسف و يغيت: تمام
ذهب يوسف ويغيت إلى غرفهم ليستعدوا وبقى يمان جالس مكانه
يمان(بفخر): لديهم حبيبات من الان بالطبع أنهم كريملى ، ولكن أشعر أنهم تفوقوا على أنا طوال حياتى حصلت على واحدة فقط
فتح باب المنزل ودخلت سحر واتجهت الى يمان وجلست بجواره
يمان: اهلا
سحر: اهلا ، أحضرت الاولاد من المدرسة؟
يمان: نعم ، هم فى غرفهم يستعدون لعيد الميلاد ، وانتى ماذا فعلتى ؟
سحر: ما أفعله كل عام ، نظفت القبر ووزعت الصدقات باسمها ، هذا اقل شئ أفعله لها لقد ماتت مكانى تلك الرصاصة كانت لقتلى وهى وقفت أمامها
يمان: لا أصدق أنه مرت سبع سنوات منذ ذلك اليوم ، عندما افكر فى ذلك اليوم عقلى مازال لا يستوعب فعلت اشياء سيئة كثيرا وفى النهاية قامت بقتل اختها بيدها
سحر: نعم ، نهايتها سيئة جدا عندما رأت أنها قتلت زحل فقدت عقلها و اعترفت بكل شىء فعلته وستظل فى السجن إلى الابد
يمان: زحل كانت ضحيتها أيضا
سحر: نعم ، لم تكن سيئة ولكنها كانت خاضعة لأختها ، لهذا سأذهب دائما إلى قبرها و سأقدم الصدقات باسمها لترقد فى سلام
يمان يضم سحر : زوجتى ذات القلب الرقيق ، ماذا فعلت لاستحقك ؟
سحر: هل يلديز ( معناه النجمة) نائمة ؟
يمان: وضعتها عدالت للنوم قبل أن تذهب الى منزل فرات؟
سحر: صحيح أخبرتنى بالامس أنها ستذهب لمساعدة نسليهان فى التحضيرات أنه اول عيد ميلاد لابنتهم عليه أن يكون مميز
يمان: مازالت لا أصدق ما فعله فرات كان يواعد نسليهان كل تلك السنوات ولم نعرف بالامر
سحر : لقد تفاجئنا عندما قالوا إنهم سيتزوجان ، كانوا معا منذ أن تقابلوا فى زفافنا حتى أنه لم يخبر امى نادرة
يمان: عيد ميلاد يلديز بعد ثلاثة أسابيع هل قررتى ماذا سنفعل هذا العام؟
سحر:لا أصدق أن ابنتى الصغيرة ستكمل عامها الثالث ، أنها تكبر سريعا بضعة سنوات و ستدخل المدرسة
يمان: من الجيد انك فتحتى الموضوع لقد قررت بناء مدرسة للفتيات فقط لتدخلها ابنتى لا للمدارس المختلطة
سحر(تضحك): لا تمزح يمان ، ماذا تقول انت ؟ ، انت تمزح أليس كذلك؟
يمان: لا أنا لا امزح ، أنا جاد
سحر: يمان ، أنا أعرف أنك تحبها و متعلق بها كثيرا ولكن هذا سيكون كثير
يمان: عندما تعرفين ما حدث ستكونين مثلى؟
سحر: هل حدث شئ؟
يمان: ابننا يغيت بك قام اليوم بتقبيل فتاة فى المدرسة الفتاة شعرت بالخجل و أستاذته اشتكت لى
سحر: ماذا؟
يمان: أنا لم انتهى ، و عزيزنا يوسف لديه حبيبة وقام أيضا بتقبيلها و سيتزوجها عندما يكبر
سحر: يوسف لديه حبيبة منذ متى ، لماذا لم يخبرنى ؟
يمان: هل هذا ما يهم الان ؟ انظرى لن انتظر حتى يحدث ذلك لابنتى ، ماذا إذا قام فتى بتقبيلها ، سأقوم حينها بارتكاب جريمة انا أخبرك من الان لن أسمح بذلك ، ولهذا سأقوم ببناء المدرسة و قررى نهائي
سحر: ولكن ابنتنا تم تقبيلها بالفعل
يمان: ماذا ؟ من تجرأ على هذا ؟
سحر: اهدأ يمان كنت امزح ، كان أميد (اسم يرمز للامل والتفاؤل وتوقع الخير)
يمان: حتى إذا كان أبنى اخى لن اسمح أن يفعل ذلك
سحر: لا تهذىء يمان ، أنه فى الرابعة من عمره لا يعرف ماذا يفعل أنه يقوم بتقليد ما يراه فقط
يمان: هذه هى المشكلة أنهم يقيمون بتقليدنا ، بالمناسبة كنت افكر فى شىء ، كنت افكر بالانتقال من هنا
سحر: لماذا ؟
يمان: انظرى انتقلنا المرة الأولى من القصر لعدم استطاعتنا البقاء بعد ما حدث فيه ، والمرة الثانية عندما تزوج اخى لأنه أراد أن يكون منزلينا قريبين ، والان من اجلنا لنحقق حلمنا هل تتذكرين ؟ عندما ولد يغيت كان حلمنا العيش فى مزرعة أنا لم أنسى هذا
سحر: شكرا لك لانك لم تنسى ، ولكن لا نستطيع الان على الرغم من أن اخى ضياء بخير الا انه يشعر بالأمان لأننا قريبين منه ، واذا حدث شىء نذهب إليه سريعا ، والأطفال مدرستهم قريبة دعنا لا نفسد نظامنا وعندما يكبروا قليلا سننتقل ، لننتظر
يمان( يمزح): حسنا لننتظر ، ولكن أنا لن أعطى ابنتى لأحد
سحر(تضحك): ماذا إذا وجدت شخص مثلك تماما ؟ هل سترفض ايضا؟
يمان: لن يحدث ذلك ، زوجك لا يوجد مثله ابدا
سحر: يا لك من متواضع ، ولكنك محق زوجى افضل رجل فى العالم
يمان: ولهذا حصلت على أفضل أمراة فى العالم
سحر: ولكن انا اعتقد فى هذه الحياة كل شخص لديه نصف اخر مقدر له ينتظره مهمة حدث سيكونوا معا ، مثلنا ومثل اخى ضياء ففى النهاية وجد نصفه الاخر
يمان: انت محقة ، بعد ما حدث اخى تدمر كثيرا اعتقدت أنه سيبقى هكذا دائما و لن يخرج من المشفى وانى فقدته ، ولكن عندما انظر إليه الآن اعرف بأن كل شىء يحدث لسبب
سحر: صحيح ، شيشيك امراة جيدة لم تترك اخى ضياء كانت تزوره فى المشفى كثيرا لهذا تحسن سريعا ، وكل هذا الوقت لم نرى منها إلا كل خير
يمان: لقد عوض الله اخى و أصبح سعيد فى حياته لديه عمل ومنزل و زوجة وابن ، الحمد لله على ذلك
سحر: ولكن ، لماذا اخى ضياء كل فترة يقوم بزيارة اقبال فى السجن ؟، إذا كان شخص آخر لقلت ليشمت بها لكن هو ليس انسان هكذا
يمان: اعرف ، عندما سألته أخبرنى أن لا اقلق وكل شىء بخير ، لا اعرف لماذا يذهب على الرغم إنها لم تعد تتحدث بعد الان
سحر: والغريب أن شيشيك تعرف بذهابه ولا تقول شىء وكأنها تعرف شىء لا نعرفه
يمان: دعينا لا نفكر بالامر كل ما يهم أنه بخير ، هيا لنستعد حتى لا نتأخر
سحر: حسنا، أنا سأذهب لتجهيز يلديز وانت لترى الاولاد إذا كانوا قد انتهوا وبعدها نستعد
يمان: تمام
استعد الجميع وذهبوا إلى منزل فرات فكان الجميع موجود رحب فرات ونسليهان بهم ذهب يمان مع فرات إلى الرجال الجالسين بعيدا قليلا كان يجلس سليم وضياء ونديم والمفوض على
فرات: يمان ، هذا المفوض على الذى انتقل الينا من ازمير هذا الشهر ، وهذا يمان كريملى انت بالتأكيد تعرفه
على : تشرفت بمعرفتك ، سمعت كثير عنك مساعدتك للشرطة لتنظيف الشوارع من العصابات
يمان: وانا تشرفت أيضا ، ولكنى لم افعل شىء ، أخبرتهم فقط بالمعلومات
فرات : دعونى أخبركم جميعا ، المفوض على الوحيد بيننا الذى يمتلك حريته حتى الآن ولم يتزوج
سليم: حقا ، يا لك من محظوظ ، كنت اريد الزواج بسرعة وعندما حدث انظر الى حالتى الان
فرات : زينب اهلا بك
سليم (مفزوع): أنا لا اقصد هذا حبيبتى
كان الجميع يضحك على سليم لأن فرات خدعه وزوجته كانت مع النساء
فرات: انظر الى حالتك ،تبدو خائف كثيرا
سليم: فرات هل ترغب فى موتى؟ انت تعرف زينب أنها مخيفة عندما تغضب لهذا أنا وابنى لا نغضبها ابدا
ضياء: سليم ولكن الدكتورة زينب تهتم بأولادنا جميعا وليس مخيفة ابدا
سليم: اخى ضياء هذا لانها طبيبة أطفال عليها أن تكون مبتسمة حتى لا تخيف الاطفال انت لم تراها فى المنزل
نديم: ولكنها طبيبة جيدة جدا اطفالنا بخير بسببها ووقت ما نحتاجها لا تتأخر علينا ابدا
يمان: انت محق
سليم: انتم اصدقائي أنا عليكم أن تكونوا معى وليس معها
على :فى الحقيقة أنا لدى خطيبة و اعتقد أن الزواج ليس سىء لتلك الدرجة اليس كذلك؟
يمان : سليم انظر ماذا فعلت ؟ الرجل سيعتقد أن جميعا نحذى بزواج سىء و سيخاف من الزواج
سليم: أنا امزح فقط ، أنا أحب زوجتى كثيرا منذ أن كنا صغار وانا سعيد معها
نديم: نعم ، مفوض على ، جميعنا نحب زوجاتنا ونعيش حياة سعيدة ولكن توجد دائما خلافات بين الازواج ، مثلى أنا خلافاتى مع زوجتى تحدث دائما بسبب يمان
يمان: أنا ، ماذا فعلت ؟
ضياء: تجعله يعمل كثيرا ولا يذهب لمنزله مبكرا
فرات: نديم ، لتقدم شكوى فى حقه
يمان: فهمت الكل سيكون على الان
نديم: نعم وبمناسبة ذلك الاولاد أخبرونى بما فعله يغيت
ضياء : ماذا فعل يمان ؟
نديم : قام بتقبيل فتاة فى صفه
فرات : من الان ، هذا الفتى من يشبه؟
ضياء : اخى يالشتين كان لديه فتيات كثيرات حتى أنه كان يكتب شعر ، حتى قابل كوثر ، ولكنى متاكد يوسف يشبه يمان
يمان: لا تكن متاكد اخى ، فيوسف لديه حبيبة وقام بتقبيلها لهذا يغيت قام بتقليده
فرات (يمزح): من الجيد انى عرفت ذلك ، سأقوم بابعاد ابنتى عن فتيان الكريملى من الان
نديم(يمزح): من الجيد أن لدى اولاد فقط
يمان(يتنهد): انتم محقون ، كل هذا خطأ اولادى
كان الجميع يضحك وسعداء والأطفال يلعبون معا وعلى الجانب الآخر النساء يجلسون معا يتحدثون ويضحكون
نادرة : يعنى صغيرنا يغيت أصبح شقى من الان
سحر: يبدو هذا امى نادرة ، حتى يوسف لديه حبيبة وانا لا اعرف
نارين زوجة نديم: الاطفال فى سن يوسف يمرون بمرحلة مختلفة الان أنهم بين الطفولة والمراهقة سيبدأ باخفاء الكثير من الأسرار الان سحر عليكى الانتباه
زينب: كل مرحلة لديها مميزاتها و عيوبها علينا الانتباه فى كل وقت
شيشيك : انت محقة ، اسمع دائما الأمهات يقولون ذلك ، انا لا أشعر بذلك لأن أميد مازال صغير و لكن ماذا سأفعل عندما يكبر ؟
نادرة : لتحضرى له اخ ليعتمدوا على بعض عندما يكبرون
شيشيك: ليكبر قليلا امى نادرة ، لا اعرف اذا كان بإمكانى الاهتمام باكثر من طفل فى وقت واحد ، أنا ليس مثل سحر و نارين
نارين : لا احد مثلى تربية تؤام صعب جدا أنا أفعل كل شىء بشكل مضاعف فى نفس الوقت ، حتى أننى توقفت عن العمل بسببهم
نادرة : هكذا الأمهات عزيزتى ، يقومون بالتضحية دائما من أجل أبناءهم ، وانا متأكدة أنكم جميعا امهات رائعات ، أبناءكم سيكونوا مثلكم ومثل آباءهم
نسليهان : هيا لنبدأ فى الاحتفال
حملت ابنتها و دعت الجميع التفوا حول المائدة وبدأوا يغنوا اغنية عيد الميلاد ، الاطفال كانوا سعداء يلعبوا و قدم الجميع الهدايا يقول قليلا ثم غادروا ، فى منزل يمان وسحر ، كان يجلس يمان على السرير يقرأ كتاب ودخلت عليه سحر
سحر : ابنتك لم تكن تريد النوم ابدا
يمان: تعالى هنا ، لترتاحى لقد تعبتى اليوم
سحر: كثيرا ، من الجيد أن غدا إجازة
يمان: كان عيد الميلاد جميل والجميع سعداء
سحر : نعم
يمان: الجميع كان يضحك على ما فعله يغيت ، يبدو أنه سيتعبنا كثيرا عندما يكبر
سحر: لا تقلقى ، لن يحدث ذلك ، لقد تحدثت معه وقد فهم الأمر لن يفعل ذلك مجددا سيقوم بالاعتذار للفتاة وغدا سنذهب لنختار هدية لها
يمان : و هل تحدثتى مع يوسف؟
سحر: نعم ، يريد أن يعرفنا على أليف ، وهى ستخبر والديها ليتعرفوا عليه
يمان: انتى تمزحين ، أليس كذلك؟ أنه فى الثالثة عشر
سحر: اعرف ، ولكن لا يمكننا حل الأمر بطريقة أخرى
وصلت رسالة إلى تليفون سحر فنظرت إليها و ابتسمت
يمان: ماذا حدث؟ من هذا؟
سحر: انظر لقد شعرت بالتعب اليوم
يمان: حقا ،متى ؟ لماذا لم تخبرينى؟
سحر: اهدأ ، لم يحدث شىء ، لقد ذهبت للمشفى وعملت تحاليل و أرسلوا النتيجة الان
يمان: إذا ماذا جاء بها ؟
سحر: التحاليل تقول أن اولادنا سيكون لديهم اخ او اخت
يمان(بسعادة): حقا ، انت حامل ، أنه خبر رائع ، سأخبر الاولاد
سحر: اين تذهب ؟ أنهم نائمون ، انتظر للغد سنخبر الجميع
يمان : حسنا
امسك يمان بوجه سحر بيديه ووضع قبلة على جبينها وضمها إلى صدره
يمان: سحر ، شكرا كثيرا لكى لمنحى كل هذه السعادة ، اعدك سأكون دائما بجوارك
وضعت سحر راسها على صدر يمان فصمت و شرد قليلا وكان يبتسم فنظرت سحر إليه
سحر: لماذا تبتسم هكذا؟
يمان: افكر
سحر: فى ماذا ؟
يمان: فى حياتى قبلك والان لدى أبناء مشاغبين وأميرة صغيرة وننتظر طفل و عائلة كبيرة وأصدقاء جيدين اقوم بالضحك والاحتفال معهم أنا اعيش أشياء مختلفة كل يوم معك ، ستكون لدينا ذكريات جميلة دائما أليس كذلك؟
سحر: نعم ستكون ، وعندما نمر بوقت صعب فى المستقبل سنتذكر تلك الذكريات لنبتهج ، ولهذا لنعيش حياة سعيدة دائما
يمان: احبك ♥️
سحر: احبك ايضا ♥️شكرا لقراءتكم ،،
اتمنى أن القصة قد أعجبتكم 😘😘
أنت تقرأ
أمانتنا
General Fictionشخصيتان متناقضتين يتقاطع طريقهم بالمرور بالعقبات ليعملوا معا لإيجاد طريقة للحفاظ على أمانتهم .