السادس عشر.

412 60 16
                                    














***

الليَالي لم تعَد تُشَبه بعضها ، بكَل لحَظه يتخلخَل بهَا الحَزن  لصَدري لا يظَل الا بِضع دقائق ويزول ، متعجَب من نفسي ومن عَقلي ، فهَو هَادئ جدََا هذه الفتَره ، لمَ يعَد هناك الا القليل من الضجيج ، من الواضح ان حَديث الطبيب نامجون عنَ إيجَاد طريقي يجَدي نفعََا.

هنَاك نور اراَه بعينَاي ، كَل شئ لَم يعَد مُظَلم ، ربمَا رمَادي ، احَادي اللون ، استَطيع استَقبال شرَح المعَلم بشَكل جيدَ للمَره الاولي مَنذ زمَن مَضي.

هَل هذا تأثيَر القَابعه بجانبَي؟ ، كمَا قُلَت من قبَل وسأقولهَا الان ، إيلينا خبيَثه مثَل الثعَابين.

فلا يوجَد سواهَا مَن استطَاع التصرَف مع عَقلي المظلَم ، هَي من اخترقتَه ووقَفت امَام كَل ظلام يقبَع بدَاخَل مُخَي.

لوَلا خبَثها لمَا نجَوت.

" عَلي الاعتراف بأننَي جذابَه بسبب نَظراتَك نحوي بهذه الطرَيقه."

مجددََا لَم استَطع كَبح بسمَتي ، لم اشعَر بنَفسي عندما كَنت اطالعهَا  ، اشاحَت رأسَي عنها بعيدََا ، اللعنَه لم استَطع التركيز بشَرح المعَلم بسببَها.

اسرَح واشرد بهَا كثيرََا ، وكثيََرا كلمَه قليله ، افرَط بالتفكير بهَا ليلا.

وإيلينا افضَل منَ افرَط بالتفكَير بِه ، فهَي اول صدَيقه واول مَن استَطيع ان اضَع ثقتي بهَا كفتَاه بعيدََا عن كوني كارهََا لهذا الجنَس.

" هَذا كَل شئ لليَوم." ، انطَلق الطَلاب كمَا لو انهم محبوسَين بداخَل احدَي السجَون لمَده تزيد عن سنَه.

اراحَت رأسي للخَلف مغضمََا عينَي منتظرََا ان يأتَي جيمين بصخَبه وحديثه القذَر الغير خالي من الشتائَم.

او ليليَا التَي تحَاول كسَب صداَقه إيلينا بصعَوبه ، ربمَا تظن انها متكبَره او متعجرفَه لكنها فقَط تجَد صعوبَه بالغَه بتكوين الصداقَات ولا تعَرف كيَف تبدأ الحَديث.

الا انهَا معَي تعكَس كَل هذه التصَرفات، وهذا يُشعرني بتميزي لديهَا ، وهَذا كفَيل لشعوري ببعَض من التمَلك نحوها.

" بالسنَه الاولي بالثانويه حاوَلت الانتحَار ، وعندما اكتشَف ابَي الامر ضربَني بشَده حتَي نزَفت يديَ اليمنَي  ، بالسنَه الاخيَره حاَولت القاء نفَسي من علي سطَح المَدرسه ، انا اسعَي خلَف كَل طريَقه للمَوت لأجربهَا علي نَفَسي ، اشعَر انني اعاقَب نفسي على اشَياء لَم افعلهَا ، افتقَد امي بشَده  ، عِشت معهاَ لمدَه ثلاثَ سنوات لكَني مازلت اتذكَرها بكَل تفصيَله بها وكَل لحَظه كَانت تُربَت علي ظهري بهَا ، هَي الوحيَده التَي تخبرَني ان لا بأس بكَل شئ ، من بعَدها لم اعرفَ سوي البؤس ، لا اريَد ان احيَا ، ولا اريَد ان امَوت ، اريَد فقَط التخلَص من حيَاتي وجسَدي ، اريَد ان اذهَب لعالَم اخر لا يعرفنَي بِه احد ، اريَد فقط ان اشعَر ببعَض الامَان واتوقف عن العَيش كأننَي فوق الخَط الفاَصل بيَن الحيَاه والموت وانتَظر فقط من بعَض الرياح القوَيه ان ترمَيني بأي جَانب ، بالرغَم من هذَا، فانا مَازلَت اريَد التخلَص من نفسي بشده، رغمَه عارمَه بقتَل نفسي لا استَطيع اوقفَها. "

𝐁𝐋𝐔𝐄 𝐀𝐍𝐃 𝐑𝐄𝐃.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن