السادس والعشرين.

393 58 39
                                    

***

بالرغم ان اختفاء شخص واحد لا يعني اختفاء الجميع الا ان رحيل جيمين كان قهرًا علي الجميع ان يتقبله بسهوله.

فمشاجراته وحديثه وتصرفاته الطائشه وكونه المفضل لدي العديد من الطلاب حتي ولو كان متنمر بنسبه قليله، الا انه كان يتنمر علي فقط وكان السبب انه يريد مصادقتي الا انه بشع ببدأ الصداقات وكل ما يخص العلاقات.

مازال الشتاء لم يرحل عنا الا ان ايضًا الحزن خيَّم علي المدرسه بشكل كبير  ، الجميع يجلس صامتًا حتي بالاستراحه.

لم يتبقي معلم الا وذكر جيمين بالكلام الحسن قبل بدايه كل حصه.

فحتي وهو مملوء بالبشاعه فهو مازال المفضل للجميع.

ما يقلقني هو إيلينا، وما يقلق ايلينا هو ليليا.

اشعر ان جيمين القي بحِمل كبير فوق اكتافي تاركًا ليليا بهذه الحاله.

هي قامت بتغيير نظام دراستها الي النظام المنزلي ، لم تخرج من غرفتها و والدتها لا ترغب بدخول احد منا لها بسبب علمها بأننا مدنسين.

لا تمتلك فكره ان ابنتها كانت واقعه بحب مدنس.

كل ما تعرفه هو ان ليليا حزينه علي احد اصدقائها المقربين بالمدرسه ، ليس علي حب حياتها الذي انهي حياته امام عيناها.

واذا تذكرت الامر فانا ايضًا لم اتخطي الامر واعلم انني لن اتخطاه، جيمين كان بالنسبه لي هو الوقود الخاص بي، بدونه لم اقدر علي خطو خطوه.

كان يحمي ظهري بكل مره ظننت انه سيتخلي عني او عن احدٍ منا.

" لما تبكي؟" ، صوتها افاقني وحينها اكتشفت ان عيناي بدات ان تذرف الدموع غصبًا.

" لقد تذكرته." ، اجبتها ويدي تمسد علي جانب وجهها الايمن البارد  ، نحن اصبحنا نقضي وقتنا هنا .
امام البحر  ، امام الشاطئ  ، حيث لا يسمعنا احد ولا يفهمنا احد سوانا.

" هل جيمين كان يجعلك تبكي وهو علي قيد الحياه؟" ، نفيت لسؤالها الغريب.

" اذا لما تبكي علي مماته؟"  ، هي علي حق.

" الم تبكي بوفاه والدتك؟" ، وكأنني دعست علي اكثر جروحها عمقًا، ابتسمت بحزن والهواء يجعل شعرها يتطاير للخلف مُظهرا وجهها بالكامل.

" لم ابكي البكاء الشديد الذي يصل لدرجه النحيب، كنت اذرف الدموع فقط، لا اعلم حقًا لما لم ابكي بشده. " ،  تلفظت اضافه لبسمتها الحزينه التي لم تُزال.

𝐁𝐋𝐔𝐄 𝐀𝐍𝐃 𝐑𝐄𝐃.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن