الرابع والعشرين.

456 60 9
                                    










****

"كيف تُفضل ان تموت؟ ، مقتولاً ام بأزمه قلبيه؟"، ضحكت قليلا علي تفكيرها المرعب الذي يصيبها بكل دقيقه.

" افضل ان اموت بسريري، ماذا عنك؟ الم تخبرك ميولك الانتحاريه عن اي طريقه تُفضلين الموت اذا لم تنتحري؟" ، سالتها ساخرًا وهي اغمضت عيناها تفكر بجديه ليس وكأنني لم اسخر منها للتو.

" افضل الموت غارقه، احب الماء لذا الموت بها لن يكون متعب." ، تفكير منطقي.

نسير جنبًا الي جنب بداخل الاشجار، المكان بارد وجميل وهادئ، اعجبني بشده، وكان بكل الاحوال سيعجبني لانه من اختيار إيلينا.

مره اسبوع علي تلك المره التي قررت بها معرفه شئ يخص ابي، ونظرًا لما مررت بِه طوال الاسبوع فانا قررت انني لن اخوض الامر مجددًا، انا لا استطيع .

طوال الاسبوع الذي قمت بحبس نفسي بالغرفه، باليوم الاخير استيقظت لأجد دلو من الماء ينير وجهي وصفعه قويه فوق وجنتي.

كانت إيلينا، صارخه بوجهي قائله: ' لست الفتي الاخير الذي
   ارفضه ايها العاهر! لكن هذا لا يعيطك الحق لحبس نفسك    
بالغرفه! لقد اتيت راكضه من منزلي بسبب عدم إستجابتك لمكالمتي! '

لن انكر حديثها قد اصابني بازمه قلبيه اثر خوفي منها بهذه اللحظه، اعني ليس من الطبيعي ان استيقظ بوجود دلو ماء بارد يُلقي فوقي وصفعه فوق وجنتي.

هذه ليست طريقه حضاريه لقول صباح الخير.

لكن بالنهايه هي علي حق، بكل مره يهزمني العالم ويطيح بي ارضًا، اجد إيلينا تقوم بدفعي بكل قوه للامام تجبرني علي مجابه مخاوفي واحزاني وعالمي، تمتلك قوه خارقه الحقيقه، حتي لو كانت بشر فهي بالنسبه لي هي بطلتي الخارقه.

" هل علمت ان جيمين اعترف لليليا؟" ، ياللهي! مصيبه! هل جيمين حقًا فعل هذا؟ اعني هل هو قالها بشكل طبيعي؟ ام افتعل شجار وجعلها تبكي ثم بالنهايه اخبرها عن مشاعره؟ فهو لن يكون جيمين صديقي الذي اعرفه اذا لم يتصرف بحقاره!

" ليليا اتصلت بي تبكي وتخبرني انه اعترف، وعندما سألتها لما تبكي؟ اخبرتني : لقد قام بإهانه الفتي الذي اتي للاعتراف لي وطلب مواعدتي وكان علي وشك ان يضربه إيلينا، تخيلي انه اخبره اننا مارسنا الرذيله سويًا." ، لم اشعر بنفسي الا وانا اضحك بقوه بالغه لدرجه انني استلقيت ارضًا.

كنت اضحك بقوه لانني بالفعل كنت متيقن انه سيفعل شئ غبي.

ناظرت السماء اثناء ضحكي لأري ان مازال هناك بالعالم جانب جميل مخفي، ربما ليس ظلام العالم هو المخفي، بل الجمال.

𝐁𝐋𝐔𝐄 𝐀𝐍𝐃 𝐑𝐄𝐃.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن