Chapter 6

2.1K 140 131
                                    

"زهرةُ الأقحُوان"

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

"زهرةُ الأقحُوان"

أيَار، مايُو 1950..

بعَد مِضيّ شهرٍ كامِل على اخرِ حديثٍ جَرى لكُستنائِي الشعرِ معَ البنسليِن الخَاصِ بِه، تعَرض لأبشعِ انواعِ التعذِيب خلالَ ثلاثُون يومًا، لم ينمَ بِها من شدةِ الألمِ، لكِنهُ صبَر وتحمّل، رغّم انهُ لمَ يلتقِي بهِ مُجددًا، ولمّ تنظُر عيناهُ لهُ ابدًا ولو عَن غفلَة، كمَا لو اختفَى ذلِك البنسلينُ من المُعسكرِ فجأةً.. ففقِد الكُستنائِي روحهُ مرةً اخُرى.

يُناجِي الليلَ لوحدهِ، يسألُ الربَ عن محبوبهِ القاسِيّ، لا احَد معهُ وحدهُ داخِل الكنيسةِ المُظلِمه، ضامًا يداهُ والتِي تحملُ عِقِد الصليبِ فِي كُفوفِها
[رجَوتُك ايُها الربُ، فـ اسمّع لحاجَتِي، انِي عبدُك الضعيفُ ارفِق بيّ، احُضن حُزنِي، انشلنيّ من لهيبِ هذا الألمِ والعِشق، ان كَان خطيئةً لمّاذا قلبِي مُعلقِ بهِ هكذا؟! عدمُ النظرُ اليهِ وجعَ، عدمُ لمسهِ وجعَ، متَى سَوف اغاثُ واشفّى من هذهِ الأوجَاع؟ اسألُك فـ اجبنيّ ايُها الرب، ارنيّ الضَوء، ارنيّ اياه، اعدهُ اليّ، فـ بإسمِك واسمِ المسيحِ ان لا حياةَ ليّ دُونه]

مسَح دمُوعه بعَد ان انهَى صلاتهُ ليشكُر الربَ ويقِف على قدمِيه، مُتجهًا نحَو الخارِج لكِن قدماهُ توقفتّ عِند رؤيتهِ لشخصٍ مَا يجلسُ اخِر الكنيسِه، ينظرُ اليهِ وهُو يضحكَ ممِا اثارَ تعجُبَ ذلِك الكُستنائِي [عُذرًا هَل تضحكُ معِي؟] سُؤالٌ وجههُ الى ذلِك الرجُل، لم يستطِع التعرفُ عليهِ من ظُلمةِ المكَان، لكِن استقامَ وهُو يُكمِل قهقهاتهِ الخفيفَةِ [ألا تذكُرنيّ؟] اقتربَ منهُ ليعرِفهُ الكُستنائِي فورًا [انتّ الذِي امضَى عشُرونَ هُنا، وَالبالغِ 37 عامًا؟] قامّ ذلِك الرجُل بالضحكِ على ذلِك اللقّب، ان يعرفهُ بعُمره امرٌ مُضحك وَجده [اذًا لمنّ كُنت تُصلِي لتبكِي وكأنّك طفلٌ فقَد والِدته فِي الزِحام؟] ما انّ سألهُ ليفيضَ دمعُ الآخرِ مِجددًا، الكِتمانُ اولَ سبيلٍ لفيضانِ المدامِع !

البنسليِن الخَاص بيّ | 𝐦𝐲 𝐩𝐞𝐧𝐢𝐜𝐢𝐥𝐢𝐧 ᵛᵐحيث تعيش القصص. اكتشف الآن