الفصل الثّالث

262 23 11
                                    

حلّ اللّيل بنسماتِه المُداعبة ..استأذنت " بتول " احدى الممرّضات الّتي تقوم بوِرديتها اللّيلية لكي تدّلها على مكان الوضوء .. ثمّ أفرشت سجّادتها تُقيم ليلها و قطرات الماء تتصبّب من وجهها المنير .. تدعوه برجاء .. تعلم بأن الله لن يُخيّب ظنّها و الخير كُلّه فيما اختاره .. بكت بحُرقة تشكي إليه أثقال همومها

صلّت الفجر و قرأت أذكارها مستعينة بالله .. لم يغمض لها جفن قط .. باتت بجانبه تتلو عليه آيات القرآن بصوتها النّاعم ..

باشرت بتلاوة وِردها الصّباحي .. لكن ما قاطعها هو حركة كفّه المحتبسة بين أناملها ..فسبّابته تحرّكت بخفّة .. رفعت بصرها ببطئ تصوّبه نحو عينيه الّتي يقاوم من أجل فتحها ..

ضحكة ارتسمت على شفتيها ببشارة و مقلتيها احتُجِزت بزجاجة شفافّة كاعلان على فرحتها

راكضة نحو تلك الممرضة تنبّأها بما حصل .. و الّتي بدورها اتّجهت نحو الطّبيب تُعلمُه عن استيقاظه

التفتت إليه تتفقّده بلهفة .. بينما هو قابلَها بابتسامته الدّافئة ..
خانها الصّمود .. و انهارت حصونها باكية .. تلك الابتسامة تحمل الكثير من المعاني .. تُخبرها بما لا تستطيع الألسنة قوله ..

مرتمية بين أحضانه و تقبض على أطراف قميصه مغمضة عينيها بارتياح..  سبحان من يجيب المظطرّ اذا دعاه و يكشف السوء .. [ وَ إِذَا سَأَلَك عِبَادِي عَنِّي فَإِنّي قَرِيبٌ أُجُِيبُ دَعْوَةَ الدّاع إِذا دَعانِ فُلْيَسْتَجِبُوا لِي و لْيُؤمِنوا بِي لَعَلّهم يرْشُدُون ]

خطوط  حمراء   || Red Lines ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن