الفصل الثامن عشر

218 17 37
                                    

استغفروا الله كثيرا 💗

سبحان الله 🌸

الله أكبر 🌸

لا إله إلا الله 🌸

الحمد لله 🌸

صلوا على محمد صلى الله عليه و سلم 🌸

*********************************

غيوم انغمست ببعضها في صباح تضاربت فيه نسمات الشّتاء الباردة .. لتخفق قلوبًا بجمال شعورها ، و أخرى تدمع حزنًا بماضٍ و آلام لا تُباح

استيقظ " إلياس " بانتعاش على غير عادته ، لينزل السلالم بسرعة رياضية و أثناء سيره لمح شقيقته المتثائبة مغمضة العينين حاملة بيدها قارورة زجاجية مملوءة بالماء ، لتصعد الأدراج بتمهل

ركض نحوها ليحملها على حين غرّة و ضحكاته الرجولية تصدح في المكان ، اتسعت عينيها بهلع لتصرخ به بعد أن اطمئنت من هويّة أخاها المعتوه كما تلقبّه :

- أنزلني أرضًا أيّها الأحمق .. هل أصابك مسّ من عفريت لتتحول هكذا ؟! .. ابتعد عني يا " إلياس " -

تركها أخيرًا ليهمس بفرحة تقسم بأنّها لم تراها منذ زمن :

- " ياسمين " أنا لا أصدّق ما يحصل ! .. اليوم سأتقدّم لها ، أشعر بأنّي في حلم و أخشى أن أستيقظ منه -

لانت الأخرى ملامحها بابتسامة رقيقة متأملة ملامحه الوسيمة و ابتسامته الواسعة الّتي تُظهر أسنانه الثلجية .. و لن تنسى عيناه العشبية الّتي تشبه خاصتها ، لتتنهد براحة ممزوجة بطمأنينة فكلّ ما تريده حاليًا هو أن تبقى السعادة تدق باب قلبه ، و تختلج أسوار صدره

أردفت " ياسمين " بفرحة بعد إفاقتها على ضغطة كفَه الممسك بذراعها :

- مبارك لكَ يا حبيبي و أسأل الله لك تمام الصلاح و أخيرًا سأراك عريسًا .. لكن هل ستذهب  إليها بمفردك ؟! -

رفع كفّه ليضبط تلك الخصلات المتمرّدة على بداية جبينه بارتخاء ليهتف بعد تفكير قصير :

- أفضّل أن أذهب بمفردي ، لا أريد أن أشعرها بتوتر جليّ لكونه أول لقاء و حديث يحصل بيننا -

ابتسمت بمشاكسة تليق بها هامسة بمراوغة بعد أن لكزته في صدره :

- فعلا إنك تدحرجت على أوتار الاهتمام يا رجل -

منحها ابتسامة متصنعة لا تصل إلى عينيه الدافئة و بحركة خاطفة و اعتيادية صفعها خلف عنقها بخفة محترفة بعد أن هتف بالامبالاة :

خطوط  حمراء   || Red Lines ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن