الفصل السّابع

300 27 42
                                    

أشرقت الشّمس بأمر ربّها .. بعد ليلة تلاحمت فيها الأمطار و الرّعود الضّاربة ..

فتح " إيّاد " عيناه بثقل .. و استقام في جلسته مقلّبًا نظره في أرجاء الغرفة بتمعّن  .. يمسح أثار النّوم بكفّيه فمظهره كان بريئا بخصلاته المنسدلة على جبينه بعشوائية .. من يراه يكاد يجزم بأنه ليس نفس الشّخص المتسلّط الّذي كان عليه في الأمس

لاحت ذاكرته لتلك العنيدة كما ينعتها .. أغضبته حقّا بتمرّدها اللعين ! .. و رفضها الهيستيري لقربه .. تبدو مختلفة عن باقي النّساء ..

صوت يهاجم عقله يجبره على التنازل عن حكمه عنها ..  إلاّ أنّه نفض حيرته ناكرا ما آل إليه تفكيره .. هي مثلهن جميعا حتى و إن حاولت خداعه بقناعها البريء المزيّف  بالنسبة له

تجمّدت عيناه في نقطة فارغة .. يتذكّر آخر موقف بينهما .. عندما ألقاها خارجًا و الأمطار تتساقط بقوّة .. صورتها المنكسرة و نظراتها المذعورة لا تفارق عيناه

أسدل جفنيه مكوّرا قبضتيه بقوّة :

- اللعنة -

هتف بها و هو ينتفض قاصدًا مجلسها .. يشتُم نفسه بغيظ صحيح بأنّه طردها .. لكنّه عزم على ادخالها لقصره ما إن تهدأ ثورته الجامحة فكانت النتيجة أنّه نسيها ما إن احتسى مشروبه الخمري

خطوط  حمراء   || Red Lines ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن