الفصل الحادي عشر

229 20 38
                                    

أستغفر الله .. الله أكبر .. سبحان الله .. الحمد لله ❤️

صلوا على محمد 💕

*************************************

مخالب الأحزان نراها كالوحوش الضارية .. تفتك بقلوبنا دون رحمة كأن العالم اتفق على هلاكنا !

فكّت الممرضة عقدة الكفن الأبيض و كشفت عن وجهه المنير .. ابتسامة شقت وجه الأختيين لمظهره المستبشر فجُبِرت قلوبهما فرحًا ما إن وقعت الأبصار عليه

ثمّ اقتربت منه " بتول " تقبّل جبينه و دموعها تتسابق على الفرار من جحريها هامسة في أذنه بوداعٍ حاني :

- أعدك بأنّي لن أخذلك أبدًا و سأفعل كلّ ما بوسعي لأحقق أمنيتك .. أسأل الله أن يلهمني الصّبر و الثّبات على فراقك .. سأفتقدك أبي -

ابتعدت عنه ماسحة دموعها ببطئ حزين تفسح المجال لأختها لتوّدعه بحضنها الدّافئ ..

بعد لحظات من الألم التي مرت عليهما كالدهر خرجتا بوهن و ضعف فقد كانت " بتول " شاردة في الفراغ و عيون الأسد تلتقطها بتريّثٍ هادئ

تمّت إجراءات الوفاة باشراف " إيّاد " و " يوسف " اللذان اشتركا في تجهيزها .. و ها قد حان موعد الجنازة الّتي مرّت بخفّة كلمسة النّسيم الهادئ .. أصرّت " بتول " على عدم فعل مراسمها الّتي لا صحّة لها في الدّين ..كما أنها تعدّ أيضا من البدع كإحضار شيخٍ يتلو القرآن على العامّة .. فمنذ متى قد خُصّصت التلاوة فقط عند الموت أو الحزن !! .. و غيرها من البدع المنتشرة في زماننا كلبس الأسود تحت مسمّى الحداد ! .. و إقامة مأدبة في سبيل اطعام الناس ! .. و كل هذه الأفعال لم ترِد عن النّبي صلى الله عليه و سلم و لا من أصحابه رضي الله عنهم

خطوط  حمراء   || Red Lines ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن