#ليُحيا_بك_قلبي18
بقلم: ميامن أحمدالليلة مرت خمسة شهور من موت علي وريان، بس نحنا لسه حاسنهم معانا وكانهم ما ماتو، لسه كل ما أمش بيت ناس خالتو بسمع صوت ريان وهي جاية وشايلة ميار وبتقول ليها شوفي ماما ميامن جاتنا، ما قادرة أنساها وأنسى تفاصليها وونستنا سواً وحكاوينا، حرفيا بيت ناس خالتو من دونها هي وعلي مسيخ شددديد💔عمو إبراهيم صحتو أتدهورت بطريقة مبالغة بعد وفاة علي، كنا دايما لمن نجي بيتهم بستقبلنا بي ضحكة وبشاشة كدة بس حاليا نادراً ما تلقاهو ببتسم، وشعور أنو فقد واحد من اولاود أثر عليهو بطريقة عنيفة شدديد، وخالتو حالتها ماساؤية جدا يعني فوق ما هي خسرت ولدها خسرت معاهو مرتو، وأفاق ويحيى ما يقلو عن حالة أمهم وأبوهم بيتهم بقى كئيب جداً ما فيهو روُح خالص وكانو ما ساكن فيه زول، كنت بجيهم كتتير عشان أحاول أتونس مع خالتو وأطلعهم شوية من مود الحزن لكن هي بتكون مركزة في حتة تانية وما معاي بس طول الوقت شاردة وبتفكر وأفاق نفس الشي، أما ميار فبتكون دايما معاي في بيتنا لكن بتنوم أكثر عند ناس خالتو لانها بتطلب مني أجيبها ليها وأخليها تنوم عندها، وبوديها لي حبوبتها أم أمها كل خميس وبخليها تبيت عندهم وبجي بسوقها السبت.....
في يوم وأنا واقفة في مطبخهم وبعمل لي ميار في أكل دكتور يحيى جا داخل، كنت قالعة نقابي عشان السخانة بس مقبلة على الجهة التانية وما أتلفتا خالص وهو شكلو مفتكرني أفاق عشان قال لي عليك الله يا أفاق أعملي لي كباية قهوة ظابطة راسي ح يتكسر من الصداع، في قلبي قلت أحسن ما يسمع صوتي لانو لو سمعو ح أضطر أقبل هزيت ليهو راسي بمعنى طيب وفات على كدة، بعد مشى طوالي لبست نقابي عشان كان جا المرة التانية أكون لابساهو، عملت القهوة وكبيتها في الكباية وكنت ماشة أوديها ليهو جاتني هبة، طبعا هي قاعدة معاهم من يوم البكى وتاني ما رجعت أهلها قالت عايزة تساعد خالتو و... لكن نهائي ما حصل مرة شفتها واقفة في المطبخ بس أربعة وعشرين ساعة ماسكة تلفونها وما بتشتغل حاجة ولمن يجي يحيى راجع من الشغل هي بتقوم وتخت وتعمل حاجات كتتيرة نظام أنا من قبيل شغالة، قالت لي القهوة دي لي منو! قلت ليها يحيى مصدع وقال عاوز قهوة، قالت لي تاني لمن يحيى يقول كدة تجي توريني أنا وما تعمليها إنتي قلت ليهو عفوا؟! قالت لي طرشتي فجاة! قلت ليها هو لو من البداية كان عاوز حضرة سيادتك تعمليها ليهو ما كان جا وقال لي أنا، بعدين هو ما صغير وبعرف شارع غرفتك لو أحتاجك كان جاك قال لي عايني من الاخير يا بتنا أحسن ليك تمشي من البيت دة لانو القاعدة تفكري فيهو والبتجي هنا عشانو ما حيحصل قلت ليها والبفكر فيهو شنو أن شاء الله! قالت لي أنك تشلبي يحيى مني لكن أعرفي أني ما ح أسمح ليك يا شلابة قلت ليها ههه أشلب يحيى! يا بت إنتي عيانة؟! يحيى داً أنا أصلا ما ختاهو في أعتباراتي عشان أشبلو قالت لي هيي حركات البنات دي بعرفها ما تغشي علي قلت ليها أعرفيها بعيد مني لو سمحتي ما فاضية ليك ولي أوهامك وقصصك الفارغة دي قالت لي عاملة لي فيها الملاك البريئ لكن أنا عارفة نواياك الخبيثة في أنك تسرقي يحيى مني قلت ليها أول شي أمشي أتعالجي حبيييباة وثانيا أنا بجي بيت ناس خالتو عشان ميار، ميار وبس أما يحيى الفرحانة بيهو دا وطايرة بيه السما وقايلاني عايزة أشبلو منك خلي يضوي ليك أنا أصلا ما حصل مرة فكرت فيهو ولا بالغلط خلي قال تسرقيهو لي هو لعبة ولا حاجة عشان يتسرق! + وبعدين مش أنا المنقبة دي! يوم عرسكم ح أرقص وأدق ليك الدلوكة بس عشان تعرفي أني اصلا ما حصل مرة فكرت فيهو حاجة غير أنو هو ولد جيرانا، جيرانا وبسسس قالت لي إنتي واحدة خطافة رجال وقاعدة تمثلي علي، لمن قالت لي كدة أتغظت منها وأتحرقت شددديد ودمي فار قلت ليها عايني ما ح أتكلم معاك كتتتير لانك أنسانة فاهمها واحد، وجيت دايرة أمش كدة هي شافت يحيى نازل من السلم طوالي شالت كباية القهوة من يدي وجرت عليهو ومدتها ليه وقالت ليهو بيبي عملت ليك القهوة دي لاني سمعت أنك مصدع وقلت لي ميامن تعملها ليك لكن قلت ما نتعبها معانا وعملتها أنا، قال ليها يعني ديك كانت ما ميامن ما أفاق! قالت ليهو ما فهمتك قال ليها خلاص أنسي .. أنسي شكرا ليك وشال قهوتو ورجع طلع فوق، وهي عاينت لي بي أبتسامة نظام بتغيظ فيني في قلبي قلت ما فرقت تقول ليهو عملتها هي ولا أنا أساسا هي هدفها تغيظني وأنا ما لازم أبين ليها أني مغيوطة عشان ما تفكر أنها نجحت في خطتها، شلت ميار لانها كانت بتبكي ومشيت بيها على بيتنا وكنتا متضايقة شددديد من كلام هبة، أخر زمن يجو يقولو علي خطافة رجال، ولا كمان عاوزة أخطف منو! يحيى الولد العمري ما فكرت فيهو! الوقت كان بي العصرية فقلت أسوق ميار معاي شارع النيل نشم هوا ونغير جو شوية لاني لازم أروق، لقيت خالد واقف جنب بيتنا ما سلمت عليهو ومشيت ناحية الظلط هو لمن شافني لحقني وقال لي ميامن ماشة وين! قلت ليهو ماشة جهنم تمش معاي! قال لي بسم الله مالك في إيه! قلت ليها ما شغلتك قال لي باين أنك متضايقة وبي حالتك دي ما صاح تسوقي الشافعة الصغيرة دي أي مكان قلت ليهو ما تتكلم معاي قال لي عايني أهدي شوية، سكتت مسافة ربع ساعة كدة بعدها قال لي ماشة وين! قلت ليهو شارع النيل حق أم درمان قال لي طيب بوصلكم بي ركشتي لانو باين أنك ما تمام وبعدين الشافعة دي ما صاح تمشي بيها في المواصلات والجو السخن دا قلت ليهو أممم لكن ح أدفع ليك قروش المشوار قال لي ما عندك مشكلة المهم تركبي، ركبت معاهو الركشة وطول الطريق ساكتة وما أتكلمت معاهو بحرف واحد، لحد ما وصلنا نزلت وأديتو القروش ما شالها وقال لي ح أنتظرك لمن تخلصي ولمن نرجع بعدين أدفعي لي .. ما أشتغلت بيهو كتتير ومشيت قعدت عند خالة بتاعت شاي بعد مسافه جا قعد معاي وبقى بشاغل في ميار وبضحك فيها وأنا لسه ساكتة وخشمي ما فتحتو .. في عز الهدوء داك أتكلمت وقلت ليهو الحياة لييه مصرة تعاكسنا دايما! هسي الطفلة الصغيرة دي ذنبها شنو تعيش باقي عمرها بدون أب وأم! ليه مكتوب ليها تعاني بالطريقة السيئة دي من وهي صغيرة! قال لي عشان ربنا رايد كدة وأكيد في سبب وعِظة من القصة دي، ربنا لمن يخلي حاجة تحصل لينا عكس رغباتنا وعكس ما نحنا عايزين فبتكون هي خير لينا وأصح من الحاجات اللي نحنا كنا عاوزنها تحصل معانا، مرات كتيرة بنكتشف أنو الحاجة دي سمحة لينا بعد مدة ووقتها بنعرف ربنا لي ختانا في الموقف دة بالذات قلت ليهو أمم كلامك صح ربنا ما عاوز لينا غير الخيرر.. قاطعنا تلفوني وهو برن كانت دي مهاد، قالت لي ميامن قلت ليها إيوة قالت لي إنتي وين! قلت ليها في شارع النيل حق أم درمان قالت لي وطيب ميار معاك! قلت ليها إيي قالت لي الحمد لله قلت ليها ليه في شنو؟! قالت لي لمن ترجعي بوريك قلت ليها طيب وقفلتا منها ورجعنا ندردش...