Part (1)

1.4K 26 8
                                    

يقف في ساحة المحاكمة بشموخ
ينظر لذلك الذي يقف وراء القضبان مرتديًا الزي الأحمر "بدلة الإعدام" فيراه يرتجف من فرط الخوف فينظر إليه بهدوء ويطمنئه بنظراته، ولكن أي طمأنينة !
فهذا المظلوم حياته باتت علي المحك،
سيق إلي السجن ظلمََا وحُكم عليه بالإعدام ظلمًا أيضًا، وكونه من الطبقة الفقيرة أو ربما المعدمة
فلم يكترث أحد بأمره ولم يبالي أحد بحياته التي ستذهب سُدي.
وها هي فرصته الأخيرة، إما أن تنقشع تلك الغمامة ويحل محلها الفرح والأمل بظهور براءته، أو أن يذهب أمله أدراج الرياح مع نطق القاضي بتأكيد الحكم وتنفيذه في القريب العاجل،
كل هذه الأفكار تنهش في رأسه والقلق كاد أن يقتله،
والدته تنظر إليه بخوف ودموعها تجري كأنهار علي وجنتيها، ووالده لا حول له ولا قوة تارة ينظر
إليه وتارةََ أخري ينظر إلي "سليم"
وتارة أخري ينظر إلي القاضي ومعاونيه
ثم يرفع رأسه إلي السماء ويتضرع إلي اللّٰه
يدعوه دعاء المضطر وقلبه مفطور علي فلذة كبده الذي سيشنق ظلمًا.

وأخيرًا بعد لحظات من المشاورة بين القاضي ومعاونيه مرت عليهم كأنها أدهر
قال القاضي جملته المعهودة:
الحكم بعد المداولة.

قال القاضي جملته وتبعها النطق بتلك الكلمة الشهيرة:
محكمة

نهض الجميع وغادر القاضي ومعاونيه ليعودوا بعد دقائق من أجل النطق بالحكم.

*****
دلفت والدتها للغرفة واتجهت نحو الفراش لتوقظها
قالت هالة وهي تبعد الغطاء عن وجه ابنتها:
نور نوور يلا قومي يا حبيبتي كفاية نوم

تمللت في فراشها وسحبت غطائها مرة أخري وهي تقول بصوت ناعس:
ساعة كمان يا ماما وهقوم

قالت هالة بإصرار وهي تبعد الغطاء:
ولا دقيقة واحدة كفاية بقي كسل قومي حالًا

نهضت نور وابعدت خصلاتها عن وجهها وقالت بانزعاج:
يووه ياماما بتصحيني دلوقتي ليه
النهاردة معنديش محاضرات في الكلية وقولت لحضرتك مش عايزه أصحي بدري

ابتسمت هالة وقالت بحب:
بدري من عمرك يا حبيبة ماما
الساعة دلوقتي 2 يلا قومي انا حضرت الغدا وبابا زمانه علي وصول يلا قومي فوقي كده علي بال ما احط الأكل علي السفرة يكون بابا جه عشان نتغدا سوا

نور بصدمة:
يانهار ابيض الساعة 2 ازاي! معقول انا نمت كل ده
ااه ياني الكلية والمشاريع هيجيبوا أجلي يالولو

ابتسمت هالة علي صغيرتها المجنونة تلك النور الذي أهداه اللّٰه لها ولزوجها لينير حياتهم ويملأها بالسعادة والمرح، لا إراديًا اتسعت ابتسامتها ورددت سرها "الحمد لله"تحمد ربها علي تلك النعمة

لاحظت نور ابتسامة والدتها فاقتربت من أذنيها وقالت بخبث:
ايه يا لولو سرحانة في مين كده
اصبري ياستي اهو جاي في الطريق عشان ياكل من ايديكي الحلوة دي ويملي عينه منك عشان يقدر يكمل شغل تاني

نـــورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن