نظرت إليه والدموع تتساقط من عينيها منذ أن رأت أخيه تشعر وكأن عقلها توقف عن التفكير ولكن يجب عليها أن ترحل، لا يجب أن تبقي حتي يراها هو.عادت لوعيها مرة أخري وقررت الهرب كعادتها فهرولت بسرعة ولم يستطع عمر إيقافها أو بالأحري ظن أنه تبكي لأنها رأت سليم وحدث بينهم صدام أو ما شابه ذلك فهي تبكي، لا يعلم أنها تهرب من أخيه، اتجه ناحية سليم والذي كان يبعد عنه بعدة أمتار وكان شاردًا ينظر إلي مياه البحر ويفكر بها.
تقدم ناحية أخيه وقال باندفاع:
انت مجنون يا سليم يعني بتزعلها وتعقد الوضع اكتر.تفاجأ من وجود أخيها واستغرب أكثر مما يقوله، في الواقع هو لا يفهم أي شئ مما قاله، رمقه باستغراب وتسائل بجهل قائلاً:
هي مين دي اللي زعلتها...وانت هنا من امتي اصلا.عمر:
ها!عقد حاجبيه باستغراب وقال:
هو اي ها...بقولك مين اللي انت بتتكلم عنها دي؟تدارك عمر الموقف وقال:
مين! مش عارف بس انا كنت بحلم والاحلام والحقيقة دخلوا في بعض وجيت عشان اشوفك وبس.كان يبدو كالأخرق وهو يتكلم بأشياء لا تمت لبعضها بصلة، لم ينطلي حديثه هذا علي أخيه ولكنه أيضا لا يفهم شيئًا فقرر تجاهل الأمر، رمق أخيه بنظرة جانبية ثم تركه وعاد إلي الشاليه مرة أخري.
ركل عمر الأرض بقدمه وقال بغضب:
غبي يا عمر غبي...مكنش ينفع تسيبها تهرب...ده سليم لو عرف إنك شوفتها وسبتها تمشي بالسهولة دي هتاخد منه علقة مخدهاش حمار في مطلع.أما هي فعادت إلي منزلها ركضًا، دلفت المنزل وأغلقته بسرعة وهي تأخذ أنفاسها بصعوبة بسبب الركض.
دلفت لغرفتها وأخرجت تلك الصورة التي رسمتها له وظلت تنظر إليه وتبكي بشدة.
بعد وصلة بكاء طويلة قررت أن تتصل بمديرها في العمل لتعتذر عن دوامها اليومي، فهي لا تريد الخروج فمن المحتمل أن تراه مجددًا وقد يراها هذه المرة، يكفيها الآم قلبها لا تريد رؤيته بالرغم أنها تشتاق إليه بشدة.
بعد مرور ساعات كانت بُشريٰ تجلس مع إيثار ولكنها شاردة مع هذا الذي يقف هناك ويبدو أن هناك أمر يزعجه.
لاحظت إيثار شرودها فقالت:
بت يا بُشريٰ احنا جايين هنا مخصوص عشان انتِ تفرفشي وتفكي، فكي التكشيرة بقي.قالت بُشريٰ ومازالت تنظر إليه فعقلها مشغول به:
إيثار هو عمر في حاجة مزعلاه؟!نظرت إلي أخيها الذي يحدق في المياه بشرود ثم عاودت النظر إلي بُشريٰ وقالت بمشاكسة:
ااه قولي كده بقي... قولي من الأول إنك سرحانة في حبيب القلب.قالت بُشريٰ بقلق:
حاسة فيه حاجة، من اول الصبح وهو مش علي بعضه كده!قالت إيثار بعقلانية:
طب ومش المفروض لما تحسي بحاجة زي كده تسيبي كل اللي في ايدك وتقومي تتطمني علي جوزك.
أنت تقرأ
نـــور
Romanceلم أعد أدري من أنا. دائما كنت حرة اسعي لتحقيق ذاتي وبناء شخصيتي ولكن فجأة اكتشفت ان كل ما حققته سراب احلام لا تناسبني وحياة لا أنتمي إليها انظر في المرآة لعلي اعرفني ولكن باءت كل محاولاتي بالفشل من انا ؟! من تلك الفتاة التي اراها ؟! انا لا اعرفه...