ارتبكت شروق ونظرت لمصدر الصوت فوجدته والدها، لم تستطع النظر في وجهه، هي غاضبة منه بل منهم جميعًا فتركته ورحلت، استغرب والدها كثيرًا من تصرفها فـ شروق دائما هادئة ومطيعة ليست متمرة كأخيها ووالدتها.صاح مناديًا باسمها:
شروق...شروق!وصل صوته لمسامع نيرة وشادي فقالت نيرة بتحذير:
اطلع وإياك تجيب سيرة لابوك باللي حصل بينا والنهاردة هتسافر فاهم ولالا.اومأ شادي ولم يتفوه بكلمة، فخرجت نيرة من الغرفة لتري زوجها وتبعها هو.
رسمت ابتسامة مزيفة وقالت:
حبيبي انت جيت امتي.قال يونس بنبرة عادية:
لسه جاي دلوقتي.تنفست نيرة الصعداء بعدما اطمنئت أنه لم يسمع شئ من حديثها مع ابنها.
لم يكترث يونس بابنته، لم يذهب إليها ويسألها ماذا بها، بل تجاهل الأمر برمته وكأنه لم يكن من الأساس.
في غرفة شروق.
كانت تبكي بشدة وتضع كلتا يديها علي فمها كي لا يصل صوت بكاءها إلي والديها وأخيها.
كانت تشعر بالخذلان والانكسار، تبكي ولا تدري لماذا تبكي، تشعر بالحيرة وعدم الأمان، تشعر كأنها وسط ذئاب بشرية وليس أهلها، كيف يفعلون ذلك، كيف يقومون بقتل تلك الفتاة وبدون أي وجه حق، وفوق كل ذلك يقومون بإرسال عمها إلي السجن، اكثر شخص يغضبها ويشعرها بالحزن في نفس الوقت هو أبيها، كيف له أن يفعل ذلك بأخيه الوحيد، كيف طاوعه قلبه، يريد تدميره وتدمير عائلته ولكن لماذا، لم تجد إجابة ولن تجد مهما حاولت.
سألت نفسها باستغراب وحيرة، أهكذا يكون رد الجميل، لطالما كان عمها حنونا يغمرها بحنانه هي وشقيقها، لطالما عهدته كريما ومحبا، يلبي كل طلبات أبيها كأنه أمر بالرغم أنه الأكبر، تري حبه لأبيها في نظراته وأفعاله، لطالما كانت تشعر بالغيرة لأن أبيها يملك أروع وأفضل أخ في العالم بينما هذا الشادي لا يكترث بأمرها علي الإطلاق، هي تعلم أنه عمها يثق بأبيها ثقة عمياء ولكن ماذا فعل أبيها لقد طعن أخيه في ظهره.
نهضت عن فراشها ومسحت دموعها لترتدي قناع القوة وقالت بثبات ظاهري:
انا لازم اعمل حاجة...لازم عمي يخرج براءة لازم اقول لنور واقول للدنيا كلها.جلست مجددًا وقالت:
لا...كده بابا وشادي هما اللي هيتحبسوا ويتعدموا...طب اعمل اي ياربي.هي لا ترضي بالظلم وتحب عمها كثيرًا ولكنها في نفس الوقت ليس لديها القوة والشجاعة الكافية لتزج بوالدها وأخيها في السجن.
عادت للبكاء مرة أخري لعلها ترتاح ولو قليلاً، بكت خوفها وقلة حيلتها، بكت كما لم تبكي من قبل وقلبها من الداخل يتمزق بسبب تلك الحقيقة القاسية التي عرفتها منذ قليل.
أنت تقرأ
نـــور
Romanceلم أعد أدري من أنا. دائما كنت حرة اسعي لتحقيق ذاتي وبناء شخصيتي ولكن فجأة اكتشفت ان كل ما حققته سراب احلام لا تناسبني وحياة لا أنتمي إليها انظر في المرآة لعلي اعرفني ولكن باءت كل محاولاتي بالفشل من انا ؟! من تلك الفتاة التي اراها ؟! انا لا اعرفه...